خلسة، سُجلت يوميات العقد الأخير من حياة عميد الأدب العربي طه حسين، بواسطة أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم الدكتور محمد السيد الدسوقي، الذي عمل منذ عام 1964 حتى 1972، سكرتيراً خاصاً للعميد، وقارئاً له باللغة العربية في فترتي الصباح والمساء، وقد انتهز الدسوقي، الذي كان في تلك الفترة موظفاً بمجمع اللغة العربية، هذه الفرصة العظيمة، التي جعلته قريباً من هذه العبقرية الأدبية والفكرية، فراح يُدون ما يقوله طه حسين، ويُسجل ما يُشاهده سراً، دون استئذان صاحب "الأيام" في ما يفعل.
وبعد سنوات من رحيل طه حسين (1889- 1973)، أصدر الدسوقي هذه اليوميات في كتاب بعنوان "أيام مع طه حسين"، وأثار هذا الكتاب جدلاً واسعاً حول الناحية الأخلاقية للمؤلف، حيث رأى بعض النقاد، أن الكاتب اختلس يوميات من حياة طه حسين، ودونها بشكل سرّي، وقدم تفاصيل شخصية عن العميد وزوجته، ما كان يحقّ له أن يذكرها.
غير أن هذا الجدل لا يمس أهمية الكتاب بشيء، كونه يحوي الكثير من آراء طه حسين الدينية والسياسية والأدبية في العقد الأخير من عمره، وكذلك آراءه الصادمة في بعض المثقفين والمفكرين، كما يكشف عن المراجعات الذاتية التي قام بها صاحب "الفتنة الكبرى"، في بعض مواقفه وآرائه، ومن بينها رأيه السلبي في المنفلوطي الذي ندم عليه في ما بعد. ولا يخلو الكتاب من المناقشات الحادة حول بعض القضايا الدينية، والفكرية، وحول كتابه الذي ما زال يُثير جدلاً حتى اليوم "في الشعر الجاهلي".
ولعل الشيء الجوهري الذي يُبرزه الكتاب، هو تلك الروح المقاتلة لطه حسين، التي لم تخفت يوماً حتى وهو يُعاني من آلام الجسد والشيخوخة، فقد ظل "سارق النار"، حتى النفس الأخير متّقد الذهن، وقارئاً نهماً لأمهات الكتب العربية، والأدب الغربي، ومطلعاً على كافة القضايا الاجتماعية والأدبية، ومواكباً للأجيال الجديدة من الكتاب والأدباء، حريصاً كلَّ الحرص على حضور اجتماعات مجمع اللغة العربية الذي كان يرأسه، حتى أنه كان يُحمل على كرسي ليصعد إلى الجلسة.
كما لم ينل مرضه الشديد من شغفه بالسفر إلى خارج وداخل مصر بصفة دورية، وكذلك لم ينل من حبِّه للقراءة، فكان عندما يشتدّ عليه المرض، أثناء استماعه إلى قارئه (الدسوقي)، يظل يُردّد أبياتاً من الشعر القديم، كتعاويذَ سحرية، تُساعده على تجاوز آلامه، لأنه كما قال للكاتب: "من دون القراءة، سأموت".
خلسة، سُجلت يوميات العقد الأخير من حياة عميد الأدب العربي طه حسين، بواسطة أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور محمد السيد الدسوقي، الذي عمل منذ عام 1964 حتى 1972، سكرتيراً خاصاً للعميد، وقارئاً له باللغة العربية في فترتي الصباح والمساء
في تتابع زمني، سجل الدسوقي يوميات العقد الأخير من حياة طه حسين حتى عام 1972، أي قبل عام من وفاة العميد، وخلال هذه الفترة كان الكاتب، يذهب كل صباح إلى منزل طه حسين "رامتان"، لتبدأ فترة القراءة الأولى بالصحف القومية: الأهرام والأخبار والجمهورية، ثم قراءة أجزاء أو فصول من كتب التراث العربي مثل: "نهج البلاغة"، و"عيون الأخبار"، ومؤلفات الجاحظ. وفي الفترة المسائية تستمر القراءة أيضاً ولا يقطعها شيء، سوى زيارات أصدقاء ومعارف طه حسين، ولم يكن الدسوقي وحده قارئاً لطه حسين، فكان هناك غيره ممن يقرأون للعميد بالفرنسية، والعربية أيضاً. فكانت أعوام طه حسين الأخيرة مُسخرة كلها للقراءة، حيث قل نشاطه الأدبي، ولم يكتب في هذه الفترة سوى عدة مقالات وبعض الرسائل القصيرة.
في بداية اليوميات "السرية"، يكشف طه حسين عبر حوار سياسي مع الدسوقي أن الجيش البريطاني هو من أشعل حريق القاهرة في 26 كانون الثاني/يناير 1952، حيث قال نصاً: "إن حريق القاهرة كان يوم السبت، وفي يوم الجمعة اجتمع مجلس الوزراء، وعرفنا أن السفير البريطاني اتصل بحافظ عفيفي وكان رئيس الديوان الملكي، وأفهمه بأن حركات الفدائيين في القناة إذا لم يوضع حدٌّ لها فإن الجيش البريطاني سيحتل القاهرة ويقبض على الحكومة ورجال السلطة فيها، فدبر حريق القاهرة باتفاق مع السفارة البريطانية والقصر للتخلص من حكومة الوفد، وقد ضبط في يوم الحريق رجل مالطي يقود سيارة تنفث البنزين والمواد الملتهبة في المحلات العامة".
وتأتي أهمية هذه الشهادة التاريخية حول حريق القاهرة، من كونه لا يزال حدثاً يكتنفه الغموض، حيث لم يستقرّ المؤرخون حول المتهم الرئيسي في إشعال الحرائق، ومن ناحية أخرى تستمد هذه الشهادة أهميتها من كونها صادرةً عن طه حسين.
آراء طه حسين الصادمة في بعض المفكرين
ومن حريق القاهرة، ينتقل بنا الكاتب إلى آراء طه حسين الصادمة في بعض المفكرين والأدباء فهو، على سبيل المثال، يصف الكاتب لويس عوض بـ: "إنه كاتب دَعِي ولا يعرف شيئاً، وأسلوبه مملّ وركيك".
بعد سنوات من رحيل طه حسين، أصدر الدسوقي كتاب "أيام مع طه حسين"، وقد أثار هذا الكتاب جدلاً واسعاً، حيث رأى بعض النقاد أن الكاتب اختلس يومياتٍ من حياة طه حسين، وقدم تفاصيل شخصية عن العميد وزوجته، ما كان يحق له أن يذكرها
وكذلك رأيه في الدكتور محمد مندور، ولعل الرأي الذي أثار الكثير من الجدل هو ما قاله عن المتنبي: "إنه شاعر نصّاب وقد مات ضحية غروره، فقد زعم أنه شجاع وبطل، وقد قُتل دون أن يستطيع الدفاع عن نفسه. لا يعجبني هذا الشاعر سواءً شخصيته أو شعره فقد كان وصولياً، مدح سيف الدولة، فلما لم يعطه ما أراد هجاه هجاءً مرّاً، وفضل عليه العلج الأسود كافور، وهجا هذا لأنه لم يعطه هو الآخر ما طلب". هذا الرأي العنيف الصادم في المتنبي، يُجاوره رأي سلبي آخر في أحمد شوقي:"لا يعجبني شوقي، ومن المضحك أن يتزوج ابني مؤنس حفيدته، ولو كان شوقي حياً لرفض هذا الزواج".
وبسؤاله عن نجيب محفوظ وأنه اقتبس "ميرامار" من أدباء آخرين، قال صاحب "الحب الضائع": "نجيب محفوظ كاتب جيد. والثلاثية هي العمل الفني الأهمّ له. ولم تعجبني (اللص والكلاب)، و(السمان والخريف)، و(ميرامار) وغيرها من القصص التي نُشرت له مسلسلة".
على النقيض من هذه الآراء الحادة الصادمة، عبر طه حسين خلال أمسية ثقافية في بيته، حضرها يوسف السباعي، وأنيس منصور، وثروت أباظة، وعبد الرحمن الشرقاوي، عن خجله الشديد من هجومه على المنفلوطي: "لم أخجل من شيء في كلِّ ما كتبت قدرَ خجلي من المنفلوطي، فالذي كتبته عنه كلام فارغ، فقد كان همّي أن أعثر بين ما كتبه المنفلوطي على كلمة خطأ سواءً أكان هذا الخطأ نحوياً أم لغوياً". وقد بدأت هذه الأمسية برأي طه حسين في "عبقرية عمر" للعقاد، حيث قال إنه كان يفهم عمر وعبقريته قبل أن يؤلف العقاد كتابه، ولكنه لم يفهم ما قصده صاحب العبقريات من كتابته لعبقرية عمر، وقد أثار هذا الرأي جدلاً واسعاً على صفحات الجرائد والمجلات الثقافية، كغيره من آراء طه حسين.
لكن ما أثاره فريد شحاته حول عميد الأدب العربي، يظل القضية الأبرز في هذا الكتاب. وفريد شحاته عمل سكرتيراً خاصاً لدى طه حسين لمدة أربعين عاماً، وبسبب خلافات بينه وبين زوجة العميد، ترك "رامتان"، وراح يُدلي بأحاديث وحواراتٍ للصحف، حول كتاب يعمل عليه عن العقود التي قضاها برفقة العميد، من شأنها أن "تُحطم هذا الصنم الذي تعبدونه منذ نصف قرن. سيكشف هذا الكتاب عن الوجه الآخر لطه حسين الذي لا يعرفه أحد".
وحملت تصريحات شحاته للصحف ادعاءاتٍ وأكاذيب من بينها أنه ساعد طه حسين في تأليف العديد من كتبه، وتحديداً "الحب الضائع"، وأن طه حسين كان يسرق من مؤلفات الأدباء الأوروبيين. وقد استغل بعض خصوم وأعداء طه حسين ما ورد عن فريد شحاته، وقاموا بدعم هذا الأخير، وإثارته لتكملة كتابه الوهمي الذي لم يكتب فيه حرفاً واحداً. وكان رد طه حسين عما أثاره فريد شحاته: "إن لم تستحِ فافعلْ ما شئت".
لم ينل المرض من حبّ طه حسين للقراءة، فكان عندما يشتدّ عليه المرض، أثناء استماعه إلى قارئه (الدسوقي)، يظلّ يُردد أبياتاً من الشعر القديم، كتعاويذ سحرية، تُساعده على تجاوز آلامه لأنه كما قال للكاتب: "من دون القراءة، سأموت"
وبعدما تأججت القضية، عزم طه حسين على مقاضاة فريد، الذي -بحسب قول العميد- لم يكن يحمل أي مؤهلات علمية، ولم يعرف كيف يكتب جملة عربية سليمة. غير أن الكاتب يؤكد أن هذا الأمر قد سبب ألماً عميقاً للعميد، خاصة وأن فريد شحاته كان مقرباً ومحبباً إليه. وأضاف الدسوقي أن طه حسين في أعوامه الأخيرة كان متأثراً بشده من تلامذته الذين ولوا وجوههم عنه، وتحديداً الكاتبة عائشة عبد الرحمن الشهيرة بـ"بنت الشاطئ"، التي وصفها العميد بأنها: تلميذة عاقة.
حول قضية "الشعر الجاهلي"
وحول قضية "الشعر الجاهلي" قال طه حسين إن النيابة حفظت محضر التحقيق الذي أجري معه، بعد أن تبين أنه لم يقصد الإساءة إلى الإسلام في كتابه. وبعد ذلك حدث أن تآمر الملك فؤاد والحكومة في عهد صدقي، لإخراجه من الجامعة، حيث أخبره وزير المعارف أن الحكومة تريد من كلية الآداب، وكان طه حسين عميدها في ذلك الوقت، أن تمنح الدكتوراه الفخرية لعدد من الساسة، فردّ عليه قائلًا: "أنا عميد كلية جامعية، ولست عُمدة في قرية تصدر إلي الأوامر. لن تمنح كلية الآداب درجة الدكتوراه لهؤلاء الساسة". فقال الوزير: "سوف نرى من ينتصر".
واشتعل الخلاف بين طه حسين والحكومة، حتى صدر قرار سياسي بإحالته على المعاش. وأضاف طه حسين أن الكثيرين لم يغفروا له أنه قال في كتابه "الشعر الجاهلي، إنه ليس هناك أدلة علمية كالآثار والحفريات على وجود النبيّين إبراهيم وإسماعيل، بالرغم من ذكرهما في القرآن والتوراة. وخلال حوارات الكاتب مع طه حسين، أثيرت قضية المستشرقين، وقد أفضى الدسوقي للعميد أنه يرى أن المستشرقين بوجه عام من أعمدة الاستعمار الأساسية، وقد أيد العميد هذا الرأي، وأضاف: "إن النشاط العلمي الممتاز للمستشرقين لا يجب أن يُغمض عيوننا عن النشاط المريب في مجال السياسة الاستعمارية. فبعض المستشرقين كانوا يعملون في وزارتي الخارجية والمستعمرات، وكانوا أداةً للاحتلال. ولكن بعض المستشرقين خدم الثقافة الإسلامية خدمة ممتازة".
المعري الشخصية الأقرب لطه حسين
حصل طه حسين على أول دكتوراه من الجامعة المصرية عام 1914، وكانت الأطروحة عن "أبي العلاء المعري"، والمعري هو الشخصية الأقرب والأفضل لطه حسين من بين شخصيات التراث العربي. ولا يرجع ذلك فقط إلى التشابه في فقدان البصر، بل إلى ما تميز به أبو العلاء المعري من روحِ التمرّد والمغامرة.
وفي الكتاب الذي نتناوله، ورد ذكر أبي العلاء في الكثير من المواقف، ومن بينها ما قاله طه حسين في إحدى الأمسيات الثقافية التي كانت تُقام في منزله، حيث ذكر أنه اكتشف حبّه الشديد لأبي العلاء عندما أقام فترةً طويلة بإيطاليا: "ولو كان أبو العلاء يعرف مزايا السفر لتغيرت نظرته إلى الحياة، ولما كان متشائماً وقال عن نفسه: إنه سجين ثلاث مرّات، فهو أعمى سجين الظلام، وهو سجين البيت، ثم إن روحه سجينة في جسمه. وأذكر أنني قرأت للمعري أنه يعتقد أن الله قادر على أن يخلق أناساً يمشون على رؤوسهم ويجرون بأيديهم ويسمعون بعيونهم وهي صورة مدهشة، وقد رأيت هذه الصورة في أدب رابليه، ورابليه قد أخذها من الطبيب جالينوس، ولا بد أن المعري أيضاً قد نقلها عن جالينوس".
نقاشات دينية
لم تخل أيام الكاتب مع طه حسين من الجدل الديني، والغريب أن الكاتب، قد اهتم بدحض آراء العميد الدينية، في هوامش الكتاب، كما أن "دار القلم" التي نشرت الطبعة الثانية للكتاب، قد نوهت في المقدمة أنها ضدّ كل الآراء الدينية التي وردت على لسان طه حسين. ومن بين ما أورده الدسوقي في كتابه من نقاشات دينية بينه وبين طه حسين، أنه كان يقرأ عليه في الجزء الثالث من "عيون الأخبار" في "باب التهاني" رسالةً من رجل يهنئ نصرانياً قد أسلم، فرأى الكاتب أن العميد "يُهمهم ببعض العبارات التي تدلّ على أنه غير راضٍ على ما جاء في الرسالة".
"أنا لست راضيًا عن نفسي. لم أرض أبداً عن أي كتاب لي. لم أكن أراجع ما أكتبه. كنت أشعر بعبء الكتابة دائماً. ولا أحبّ المراجعة"... طه حسين
توقف الدسوقي عن القراءة وسأل العميد: "ألم يكن الإسلام خاتمة الأديان؟ قال: بلى. قلتُ: وهو دين عام للناس جميعاً. قال: إن القرآن صريح في هذا. قلت: إن هذا يعني أن الإسلام هو الدين الذي يجبّ أن يخضع له الناس جميعاً. فقال: الإسلام بمعناه اللغوي، فمن غير الملزم للنصراني أن يؤمن بمحمد حتى يكون مسلماً، والمهم ألا يذكر محمداً والقرآن بسوء". وحين احتدّ النقاش توقف الكاتب عن الاسترسال، لكنه أوضح وجهة نظره المعارضة في الهامش.
لم يكن طه حسين قاسياً في أحكامه على الأعمال الأدبية والفكرية لزملائه فقط، بل كان شديدَ القسوة مع نفسه خاصة في أعوامه الأخيرة، فكثيراً ما وردت في هذا الكتاب عبارات من قبيل: "أنا لست راضياً عن نفسي. لم أرض أبداً عن أي كتاب لي. لم أكن أراجع ما أكتبه. كنت أشعر بعبء الكتابة دائماً. ولا أحب المراجعة".
في أيار/مايو عام 1972 كانت حالة طه حسين الصحية قد ازدادت سوءاً، غير أن زوجته كانت قد أصرّت على السفر إلى إيطاليا لقضاء إجازة الصيف، وفي ذلك الوقت أيضاً، كان الكاتب يستعدّ للسفر إلى طرابلس، للتدريس بكلية التربية، فودع العميد في 18 حزيران/يونيو من العام نفسه، وكان ذلك هو اليوم الأخير من أيامه برفقة العميد، الذي توفي بعد سفر الدسوقي بـ16 شهراً في تشرين الأول/أكتوبر 1973 بعد مرور ثلاث أسابيع فقط على عبور الجيش المصري لقناة السويس.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع