توفي ما لا يقل عن 10 أطفال مصابين بسرطان الدم في العاصمة اليمنية صنعاء بعد أيام من حقنهم بدواء اتضّح لاحقاً أنه "منتهي الصلاحية" ودخل البلاد عن طريق "التهريب" في فاجعة أثارت ردود فعل غاضبة.
وتباينت التقارير حول أعداد الوفيات من أصل 45 طفلاً مصاباً باللوكيميا في "مستشفى الكويت" الجامعي بصنعاء، جرى حقنهم بعقار "Methotraxate 50mg / 2ml" يومي 24 و25 أيلول/ سبتمبر الفائت.
تقديرات متضاربة للضحايا
نقلت وكالة أنباء سبأ المحلية، في نسختها الموالية للسلطات الحوثية، عن وزارة الصحة العامة والسكان في صنعاء، نبأ "وفاة 10 أطفال (تراوح أعمارهم بين 3 و15 عاماً) من المصابين بأورام الدم" إثر "تلقيهم دواءً تم تهريبه إلى صيدلية خاصة" بعدما "شحّت قدرات الوزارة على تأمين بعض الأدوية الحيويّة لهم، بسبب تأخرها في المنافذ الخاضعة لسيطرة دول العدوان".
"المستشفيات في اليمن سبب آخر من أسباب الموت العديدة"... مقتل وإصابة عشرات الأطفال بسرطان الدم في #اليمن جراء حقنهم بعقار فاسد مهرّب في مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء. تقديرات متضاربة لأعداد الوفيات ودعوات حقوقية لـ"تحقيق دولي"
جاء البيان بعد مضي نحو ثلاثة أسابيع على حقن الأطفال بالعقار. وذكرت الوزارة الحوثية فيه أن إجمالي الأطفال الذين حقنوا بالدواء المهرّب وشعروا بأعراض جانبية هو 19 فقط.
في المقابل، أفاد ناشطون ووسائل إعلام محلية مستقلة بأن الحادث أسفر عن وفاة 18 إلى 20 طفلاً، فيما يرقد 45 طفلاً تلقوا العقار في غرف العناية المركزة وسط تأكيدات بأن أعراضاً جانبية قوية ظهرت على جميع الأطفال في اليوم التالي، بينها الصداع الشديد والتشنّج والدخول في غيبوبة.
واعتبرت هذه المصادر أن الحادث نتاج "سوء الإدارة" و"الاستهتار بحياة اليمنيين" من قبل مسؤولي الصحة في الحكومة الحوثية التي تُدير مستشفى الكويت.
والجمعة 14 تشرين الأول/ أكتوبر، زار وزير الصحة في حكومة الحوثيين، طه المتوكل، وعدد من قيادات الوزارة، مركز "اللوكيميا" في مستشفى الكويت لأول مرة منذ وقوع الحادث.
ومن هناك، حمّل الوزير الحوثي التحالف الذي تقوده السعودية المسؤولية عن الحادث، قائلاً إنه من "تداعيات الحصار على القطاع الصحي ومنع دخول الأدوية"، لا سيّما أنه "حتى هذه اللحظة هناك أدوية لعلاج سرطان الدم وغيرها من الأمراض لم تدخل بعد".
رغم ذلك، قال المتوكل إن هناك "حالات شفاء" بين الأطفال الذين تلقوا العقار الفاسد، وسط تأكيدات رسمية بأن تحقيقاً في ملابسات الحادث بدأ على الفور.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية بصنعاء تعميماً يحظر عقار "Methotraxate 50mg /2ml" الهندي التصنيع، من دون توضيح السبب -كما هو معتاد في تعميماتها المماثلة.
ونوهّت في نهاية التعميم: "عزيزي المريض… تناولت دواءً جديداً وتشعر بالتوعك؟ قد تكون تشعر بآثار جانبية. تأكد من إبلاغنا بذلك حتى نتمكن من جعل الأدوية أكثر أماناً للجميع".
ألقى مسؤولو الصحة الحوثيون اللوم على التحالف الذي تقوده السعودية في كارثة مستشفى الكويت، باعتباره من "تداعيات الحصار على القطاع الصحي ومنع دخول الأدوية". لكن حقوقيين اعتبروا ذلك "محاولة غير أخلاقية للتنصل من المسؤولية القانونية عن هذه الجريمة"
"ألم يكن السرطان كافياً؟"
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، اتفق اليمنيون على إدانة الكارثة وإلقاء اللوم على "الإهمال" و"الاستهتار بحياة اليمنيين"، معربين عن حزن مضاعف لأن الضحايا من الأطفال وعانوا بشكل إضافي جراء إصابتهم بالسرطان.
وغرّد الكاتب والأكاديمي اليمني أشرف القبيسي "ليتها كانت أكذوبة إعلامية، افتراءً عدوانياً، إشاعة، حماقة، فبركة! لكن لا، للحقيقة هذه المرة، عينان كبيرتان، تحدقان في ضميرك، كمخرز يثقب القلب، وعلى أهدابهما، عشرات أرواحها الميتة الصغيرة، وبقايا أجسادها الطفولية الملقاة على أسرّة الانتظار الأخير!".
وتساءل: "ألم يكن السرطان كافياً؟! ما عسانا نقول لبراءة أطفال في قبورهم، وفي مجاهيل ‘تهريب‘ عنايتنا المركزة!؟ هل سنعتذر؟ ونذهب لاحتساء جحيم عزائنا البارد، كي ننسى. وريثما نعتذر؟ هل أعجزتنا حفنة بشرية سامة، تتاجر بالداء والأدوية؟ وكيف سنعلم تالياً ماذا في كل كبسولة رحيمة تالية؟".
ونشر محمد الصوفي صورة قال إنها لإحدى الطفلات اللواتي قضين في الحادث، معلقاً عليها: "لو كانت بنت أحد النافذين لرأينا تحركاً واسعاً من الدولة. ولكن هم أبناء البسطاء وهل للبسطاء صوت…".
اكتفى الصحافي اليمني بلاب الشقاقي بالقول إن "المستشفيات في اليمن سبب آخر من أسباب الموت العديدة"، مطالباً بألا يمر الحادث "فهو جريمة بحق كل يمني يجب محاسبة المتسببين بهذا الإهمال".
في الأثناء، حذر معلقون كثر من أن الحادث على بشاعته "تنبيه بسيط" بأن الأدوية المهربة "جريمة تستحق الملاحقة بجدية" وأن عدم التحرك لمكافحتها قد يؤدي إلى "كارثة أكبر".
الحادث يزيد "الشكوك في إدارة جماعة الحوثي للوضع الصحي، خاصة بعد تسريبات صحافية أظهرت قيام الجماعة ببيع المساعدات الطبية من أدوية ومستلزمات في السوق السوداء، أو تخزينها حتى تتلف ثم تعديل تاريخ الصلاحية وإعادة توزيعها للمستشفيات الحكومية"
دعوات إلى تحقيق دولي
في الإطار نفسه طالبت ثلاث منظمات حقوقية يمنية، هي: منظمة سام للحقوق والحريات والمركز الأمريكي للعدالة ومنظمة جسور، في بيان مشترك، بـ"تحقيق دولي عاجل" في "وفاة وإصابة عشرات الأطفال" المصابين بالسرطان بعد إعطائهم أدوية "منتهية الصلاحية وفاسدة" و"غير معلومة التركيبة" في مستشفى يديره الحوثيون.
وخاطب البيان الحقوقي المجتمع الدولي "لا سيما منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)" فحص ملابسات الحادث بالتعاون مع خبراء صحيين يمنيين يتمتعون بـ"الخبرة والاستقلالية"، معتبراً إلقاء مسؤولي الصحة الحوثيين اللوم على ما وصفوه بـ"العدوان" بمثابة "محاولة غير أخلاقية للتنصل من المسؤولية القانونية عن هذه الجريمة التي يجب أن يحقق فيها طرف محايد".
من جهته، قال حسام اليافعي، من منظمة جسور، إن الحادث "جريمة تمس الأمن الصحي لكل يمني" وإن "صمت جماعة الحوثي عن هذه الجريمة يضع أكثر من علامة استفهام حول دورها ومسؤوليتها" خاصةً أن "هذه الجريمة تكشف مدى خطورة الوضع الصحي في اليمن، بالتحديد في ما يخص ذوي الأمراض الاستثنائية كالسرطان والفشل الكلوي، وغيرهما من الأمراض المستعصية".
وأضاف اليافعي أن الحادث يزيد "الشكوك في إدارة جماعة الحوثي لهذا الوضع الصحي، خاصة بعد تسريبات صحافية أظهرت قيام جماعة الحوثي ببيع المساعدات الطبية من أدوية ومستلزمات في السوق السوداء، أو تخزينها حتى تتلف ثم تعديل تاريخ الصلاحية وإعادة توزيعها للمستشفيات الحكومية"، مرجحاً أن يكون هذا ما حدث في "مستشفى الكويت".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Emad Abu Esamen -
منذ 6 ساعاتلقد أبدعت يا رؤى فقد قرأت للتو نصاً يمثل حالة ابداع وصفي وتحليل موضوعي عميق , يلامس القلب برفق ممزوج بسلاسة في الطرح , و ربما يراه اخرون كل من زاويته و ربما كان احساسي بالنص مرتبط بكوني عشت تجربة زواج فاشل , برغم وجود حب يصعب وصفه كماً ونوعاً, بإختصار ...... ابدعت يا رؤى حد إذهالي
تامر شاهين -
منذ يومهذا الابحار الحذر في الذاكرة عميق وأكثر من نستالجيا خفيفة؟
هذه المشاهد غزيرة لكن لا تروي ولا تغلق الباب . ممتع وممتنع هذا النص لكن احتاج كقارئ ان اعرف من أنت واين أنت وهل هذه المشاهد مجاز فعلا؟ ام حصلت؟ او مختلطة؟
مستخدم مجهول -
منذ يوممن المعيب نشر هذه الماده التي استطاعت فيها زيزي تزوير عدد كبير من اقتباسات الكتاب والسخرية من الشرف ،
كان عيسى يذهب إلى أي عمل "شريف"،
"أن عيسى الذي حصل على ليسانس الحقوق بمساعدة أخيه"
وبذلك قلبت معلومات وردت واضحة بالكتاب ان الشقيق الاصغر هو الذي تكفل بمساعدة اهله ومساعدة اخيه الذي اسكنه معه في غرفه مستأجره في دمشق وتكفل بمساعد ته .
.يدل ذلك ان زيزي لم تقرأ الكتاب وجاءتها المقاله جاهزه لترسلها لكم
غباءا منها أو جهات دفعتها لذلك
واذا افترضنا انها قرأت الكتاب فعدم فهمها ال لا محدود جعلها تنساق وراء تأويلات اغرقتها في مستنقع الثقافة التي تربت عليها ثقافة التهم والتوقيع على الاعترافات المنزوعه بالقوة والتعذيب
وهذه بالتأكيد مسؤولية الناشر موقع (رصيف 22) الذي عودنا على مهنية مشهودة
Kinan Ali -
منذ يومجميل جدا... كمية التفاصيل مرعبة...
Mazen Marraj -
منذ يومينإبدااااع?شرح دقيق وحلول لكل المشاكل الزوجية?ياريت لو الكل يفكر بنفس الطريقة..
بالتوفيق ان شاء الله في حياتكما الزوجية ?
Nawar Almaghout -
منذ يومينرداً على ما ورد من الصحفية زيزي شوشة في موقعكم
الذي أوقع محمد الماغوط وشقيقه عيسى بين براثن الآنسة زيزي وأشباهها
يبدو أن الصحفية ثقافتها لم تسمح لها بالغوص أعمق، و يدل عن بعدها كل البعد عن فهم ما يجري. وهي بسلوكها هذا، على أقل تقدير، تمثل المستنقع الفكري الضحل الذي تعيش فيه
رابط ردي في موقع العربي القديم
https://alarabialqadeem.com/mohmaghbor