قرر مجلس الوزراء الكويتي، في اجتماع استثنائي السبت 1 تشرين الأول/ أكتوبر، عقد الجلسة الافتتاحية لمجلس الأمة 2022 يوم الثلاثاء الموافق 11 من الشهر الجاري التزاماً بأحكام الدستور الذي يقضي بعقد أولى جلسات البرلمان في غضون أسبوعين فقط من إعلان النتائج النهائية للانتخابات النيابية.
ومساء الخميس 29 أيلول/ سبتمبر، أُعلنت النتائج النهائية لمجلس أمة 2022 والتي كشفت عن وجه جديد للبرلمان الأعرق في منطقة الخليج بمعدل تغيير عن سابقه بلغ 54%.
وكان 305 مرشحين قد تنافسوا على المقاعد الخمسين لمجلس الأمة في الاقتراع الذي استمر 12 ساعة، وفق نظام الصوت الانتخابي الواحد.
ملامح مجلس مختلف
وحصدت المعارضة نصيب الأسد من المقاعد النيابية بحصولها على 60% من المقاعد (30 من أصل إجمالي 50 مقعداً) في المجلس الذي شهد دخول 16 نائباً جديداً لم يسبق لهم الفوز بأي مقعد نيابي.
مقعدان نسائيان وآخران لسجينين، وتسعة للشيعة بمعدل تغيير كلي بلغ 54%... #انتخابات_مجلس_الأمة_2022 تفضي إلى برلمان مختلف يُبشّر بأن #القادم_أجمل للكويتيين
وسجّل النواب الشباب حضوراً قوياً بين الفائزين فيما تقلّصت مقاعد القبائل من 29 في المجلس السابق إلى 22 في المجلس الحالي. وحقق مرشح الدائرة الثالثة، رئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون، فوزاً مدوياً بأن تخطى حاجز 12 ألف صوت، وهو ما يعادل أكثر من ضعفي أعلى عدد أصوات لنائب في دائرته في انتخابات 2020.
وشهد المجلس الجديد عودة المرأة بمقعدين نسائيين، لجنان بوشهري وعالية الخالد، بعد غياب تام للمرأة عن المجلس السابق. علاوة على تسعة مقاعد للأقلية الشيعية في البلاد مقارنة بستة نواب في مجلس 2020.
ولأول مرة في تاريخ مجلس الأمة، نجح مرشحان اثنان وهما في السجن بتهم يعتبرها كويتيون ملفقة وباطلة. الأول في الدائرة الرابعة وهو النائب مرزوق الخليفة الذي ينتظر حكم التمييز في "قضية فرعية شمّر"، والثاني في الدائرة الثانية وهو حامد البذالي الذي قُبض عليه في قضية "فرعية بني غانم".
في الأثناء، استطاعت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) الحفاظ على "مقاعدها الإستراتيجية" بفوز نوابها الثلاثة الرئيسيين، أسامة الشاهين وحمد المطر وعبد العزيز الصقعبي، ونائبين آخرين من المقربين منها.
وفاز نائبان محسوبان على التجمّع الإسلامي السلفي بمقعدين عن الدائرة الثالثة والرابعة، وفشل مرشحو حركة العمل الشعبي (حشد) الثلاثة في الفوز بأي مقعد نيابي. ولم يصل إلى المجلس الجديد سوى 17 من المرشحين الذين وقعوا على "وثيقة القيم" التي أثارت الجدل خلال الفترة الأخيرة.
احتفى كويتيون بالهزيمة المذلة لـ"دُعاة التطبيع"، في إشارة إلى الإعلامية فجر السعيد والكاتب جاسم الجريد، بطريقة ترقى إلى السخرية والشماتة #انتخابات_مجلس_الأمة_2022
حقّق نواب "كتلة الخمسة" نجاحاً مبهراً بفوز بدر الملا وعبد الله المضف وحسن جوهر ومهلهل المضف ومهند الساير بأضعاف الأصوات التي فازوا بها في الانتخابات السابقة.
الكويتيون بين الفرحة والترقب
وعبر وسمي #انتخابات_مجلس_الأمة_2020 و#القادم_أجمل، أعرب الكثير من الكويتيين عن ابتهاجهم وتفاؤلهم بالمجلس الجديد ونوابه، وسط ترقب فريق منهم لتعامل المجلس مع القضايا التي يرونها أولوية خلال الفترة المقبلة.
وعدّ المتفائلون نتائج أغلب المرشحين "انتصاراً على نظام حكم الرئيسين السابقين (أي رئيس الحكومة ورئيس البرلمان) وأتباعه"، مبشرين ببداية حقبة سياسية جديدة تكون خدمة الشعب فيها هي الأولوية.
في غضون ذلك، ذكّر البعض بأهم الملفات التي تنتظر المجلس الجديد وفي مقدمتها "حل قضية البدون، وعلاج مشكلة المخدرات والخمور، وحل أزمات المطلقات والأرامل، وإيجاد حلول لديون المواطنين، وصقل مواهب الشباب وتوظيف الخريجين، والاهتمام بالزراعة والمزارعين، ومحاربة غلاء الأسعار، ومواجهة تجار الإقامات، ووضع خطة عمل لتسوية أوضاع ومطالب المتقاعدين، وتحسين مستوى معيشة المواطن بوجه عام".
"تستطيع أن تتحدث طويلاً عن مشاكل النظام السياسي الكويتي، لكن الشعب شريك في العملية السياسية، وليس جمهوراً يصفّق" #انتخابات_مجلس_الأمة_2022
واحتفى كويتيون بالهزيمة المذلة لـ"دُعاة التطبيع"، في إشارة إلى الإعلامية فجر السعيد والكاتب جاسم الجريد، بطريقة ترقى إلى السخرية والشماتة.
وأشاد خليجيون بتجربة الانتخابات البرلمانية الكويتية هذه السنة. منهم الأكاديمي العماني السابق محمد حفيظ الذهب الذي غرّد: "ليس عرساً كويتياً بل هو عرس خليجي وعربي والتجربة الديمقراطية في الكويت يفتخر بها أبناء المنطقة ولأنها تجربة إنسانية فتحمل في طياتها الإيجابيات وهي الأغلب والسلبيات".
كما قال الصحافي والكاتب السعودي سلطان العامر: "الكويتيون صوتوا لبرلمان جديد. تخيّل اناساً مثلنا مثلهم -عرب، سنة وشيعة، حضر وبدو- اختاروا من يمثل مصالحهم وخياراتهم وتوجهاتهم السياسية. تستطيع أن تتحدث طويلاً عن مشاكل النظام السياسي الكويتي، لكن الشعب شريك في العملية السياسية، وليس جمهوراً يصفّق".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...