بالتزامن مع غلق باب الترشيح، أعلن رئيس مجلس الأمة الكويتي السابق مرزوق الغانم عدم ترشحه للانتخابات البرلمانية 2022، واصفاً قراره بأنه "مرحلي" و"ستعقبه عودة ذات تأثير أقوى".
وفي الثاني من آب/ أغسطس 2022، صدر مرسوم أميري بحل مجلس الأمة في أول قرارات "إعادة تصحيح المسار"، بعد أداء الحكومة الجديدة برئاسة نجل أمير البلاد، الأمير أحمد نواف الأحمد الصباح اليمين الدستورية ليتحقق أخيراً مطلب "رحيل الرئيسين" - رئيس الحكومة ورئيس مجلس الأمة- الذي طالما رفعه كويتيون.
وستكون هذه المرة الأولى التي يغيب فيها الغانم عن مجلس الأمة منذ عام 2006 حين فاز بمقعده البرلماني الأول. علماً أنه انتُخب رئيساً للمجلس ثلاث دورات برلمانية متتالية منذ عام 2013 حتى حل المجلس الشهر الماضي.
"قرار مرحلي" و"عودة أقوى"
وفي بيان الاعتذار الذي نشره عبر حسابه في تويتر، قال الغانم إن "قرار الترشح للانتخابات البرلمانية هو قرار وطني، يقوم على أسس موضوعية وبصيرة سياسية، ويراعي ظروف كل مرحلة ومتطلباتها"، واعداً بـ"عودة ذات تأثير أقوى لنكمل مسيرة الحفاظ على مصلحة الوطن، وتعزيز مكتسبات المواطنين".
"تاركاً للأحداث المقبلة أن تكشف عن بعض الحقائق المغيبة"... #مرزوق_الغانم يؤكد عدم ترشحه لانتخابات #مجلس_الأمة 2022، لافتاً إلى أن قراره "مرحلي" و"ستتبعه عودة أقوى"
ونبّه إلى أن "المرحلة (الراهنة) تتطلّب منا جميعاً الوقوف صفاً واحداً خلف قيادتنا السياسية، والابتعاد عن الصراعات الشخصية والمماحكات السياسية المحبطة لمجتمعنا والمضيّعة لوقتنا والمسيئة لتجربتنا الديموقراطية وصورتنا الوطنية"، موجهاً الشكر لمن وثقوا به وأصروا على ترشحه.
وشدد كذلك على أن قراره "لا يعني إطلاقاً ابتعادي عن المشهد السياسي، ولا انصرافي عن واجبي الوطني"، مناشداً الناخبين الكويتيين تحمل مسؤوليتهم الوطنية والمشاركة الإيجابية في الانتخابات بـ"أن نحسن اختيار من يمثلنا".
مع ذلك، أثار الغانم حفيظة الكثيرين بقوله "تاركاً للأحداث القادمة أن تكشف عن بعض الحقائق المغيبة".
"شمس الإصلاح في شروق"
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر كويتيون كثر عن سعادتهم وارتياحهم لعدم ترشح الغانم إذ اعتبر فريق منهم أن "اليوم عيد لكل الشعب الكويتي وكل شريف". بشّر أحدهم بأنه "انتهت فترة الظلام، وابتدأ مشوار النور".
وكتب الصحافي والناشط السياسي عبد الله الصالح: "وأخيراً تحقق شعار رحيل مرزوق الغانم مطلب شعبي، والشعار الآن: ‘رحيل كل مرزوقي مطلب شعبي‘، وهو ما سنعمل عليه في رصد المرزوقين حتى نضع الشاهد على قبره السياسي. نرحب بالمسيرات والاحتفالات الشعبية بنهاية حقبة مظلمة وأن شمس الإصلاح في شروق".
وقال المحامي علي الصابري: "شكراً لكل مُحب لوطنه لم يرتضِ بحقبة مرزوق التي انتهى فيها الاحتياطي العام 50 مليار دون رقابة، وتفشّى الفساد دون حساب. فالمطالبة برحيله لم تكن مبالغة بل ضرورة للنهوض في بلد عانى من الفساد".
وتساءل بعض هؤلاء عن الاستفادة التي تحققت للمواطن الكويتي خلال رئاسة الغانم مجلس الأمة، مذكراً بأنه "كان ضد حملة إسقاط القروض، وترقية العسكريين الجامعيين وحقوق المتقاعدين، وعمره ما زاد الرواتب أو أمر بشيء ينهض به المواطن المحكوك اقتصادياً".
"المطالبة برحيله لم تكن مبالغة بل ضرورة للنهوض في بلد عانى من الفساد"... كويتيون يقولون إن عدم ترشح #مرزوق_الغانم لمجلس الأمة "يوم عيد للشعب"، ومناصرون له يحذرون من دهائه وأحابيله لفضح خصومه
"استراحة محارب"
على الجانب الآخر، اعتبر مناصرون للغانم أن تغيبه عن البرلمان القادم ليس سوى "استراحة محارب" و"استراحة العاقل الحكيم"، ووصفوه بأنه "رجل عظيم مخلص".
واستشهد البعض منهم بالقول المأثور: "ما تعرف قديري لين تجرب غيري"، مخاطباً الغانم: "ارتاح يا أبو علي وبعرفون قيمتك وأفعالك"، ولافتاً "كل المجالس التي ترأس مرزوق سدتها كانت الأكثر خدمةً للشعب".
وتكهن معلقون بأن يكون وراء قرار الغانم حيلة لفضح خصومه. كتب أحدهم: "السيد #مرزوق_الغانم رجل ذكي يتمتع بحنكة سياسية وقراءة جيدة للمشهد، ولا أعتقد إعلانه عدم الترشح جاء من فراغ! بل أظن أنه أمر مقصود وهو إخلاء الساحة لهم داخل #مجلس_الأمة_2022 بحيث تفتح شهيتهم وتنكشف جميع أوراقهم".
واتفق معه آخر إذ قال "أنشهد أنه ذيب عرف أنهم مرتبين الأمور ضده، قال افرحوا اليوم وباجر (غداً) لي".
"كل العوائق تمت إزالتها"... شدد فريق من الكويتيين على أن "مرزوق الغانم مرحلة وطويت"، مناشداً الالتفات للقضايا المهمة ومطالب الشعب الملحة التي تنتظر #مجلس_الأمة الوشيك
في غضون ذلك، شدد كويتيون على ضرورة غلق النقاش حول الغانم وفتراته البرلمانية السابقة والتركيز على القضايا المهمة التي تنتظر البرلمان القادم. من هؤلاء الناشط السياسي نواف مشعل السويط الذي غرّد: "السادة المرشحين: مرحلة مرزوق الغانم مرحلة وطويت بعدم ترشحه. الواجب عليكم تبني القضايا الشعبية قولاً وفعلاً مثل إسقاط القروض وإلغاء صندوقي الأسرة والمعسرين وقانون الوكيل المحلي وزيادة الرواتب وحل القضية الإسكانية من جذورها ورفع مستوى التعليم وكبح جماح ارتفاع الأسعار… إلخ".
وزادت الناشطة السياسية لطيفة الرزيحان على ذلك: "أعتقد يا أهل الكويت كل الأمور واضحة والطريق ممهد للإصلاح والكرة بملعبكم. كل العوائق تمت إزالتها ولله الحمد. من يطلب التنمية والنهوض بجوهرة الخليج، صوتك أمانة والقيادة السياسية لبت رغبة الشعب الكويتي وحلت مجلس الأمة. يكفي مجاملات الكويت أولاً وأخيراً".
يُشار إلى أن عدد المرشحين للانتخابات البرلمانية المقررة في 29 أيلول/ سبتمبر الجاري بلغ 350، بينهم 24 امرأة، موزعين على خمس دوائر تُرشح كل منها 10 نواب.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...