شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

غيّروا، لا تتأقلموا!
عامان على اتفاقات أبراهام… هل أصبح العرب أكثر تقبلاً للتطبيع؟

عامان على اتفاقات أبراهام… هل أصبح العرب أكثر تقبلاً للتطبيع؟

سياسة نحن والتنوّع

الخميس 15 سبتمبر 202206:05 م

أجرى الباروميتر العربي استطلاعاً للرأي لمعرفة موقف المواطنين في الدول العربية من اتفاقات أبراهام التي طبّعت بموجبها أربع دول عربية علاقاتها مع إسرائيل، بدعم من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قبل عامين.

كما هو متوقع، أظهر المواطنون في غالبية الدول العربية المستطلعة رفضاً للتطبيع وعدم اهتمام بالأخبار المتعلقة به. لكن الآراء في بلدين عربيين كانت على النقيض تماماً وأظهرت تأييداً واسعاً للتطبيع ومتابعة واسعة لأخباره.

بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لتوقيع "اتفاقات أبراهام"، وضمن الدورة السابعة للباروميتر العربي، التي أُجريت استطلاعاتها بين تشرين الأول/ أكتوبر 2021 وتموز/ يوليو 2022، سُئل أكثر من 26 ألف مواطنة ومواطن من تسع دولة عربية عن موقفهم من الاتفاقات والأخبار المتداولة عنها.

39% من السودانيين و31% من المغاربة يؤيدون التطبيع مع إسرائيل… هل تغيرت مواقف المواطنين العرب من اتفاقات أبراهام عقب عامين من توقيعها؟

كان "الرفض" هو الاتجاه العام من المواطن العادي عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيال اتفاقات أبراهام. على الرغم من أن نحو ربع الأشخاص المستطلعة آراؤهم قالوا إنهم يتابعون الأنباء حول هذه الاتفاقات بقدر كبير أو متوسط من الاهتمام. شمل ذلك 1 من كل 10 أشخاص فقط في تونس وفلسطين ولبنان والأردن والعراق.

بوجه عام، قال أقل من 1 من كل خمس أفراد في الدول التسع التي شملها الاستطلاع إنهم يدعمون اتفاقات التطبيع مع إسرائيل. كانت النسبة أقل (8%) في موريتانيا و(7%) في ليبيا و(6%) في فلسطين و(5%) في كل من الأردن ومصر.

"بالنظر إلى الرفض العام للتطبيع مع إسرائيل من قبل الأردنيين والمصريين، بعدما عقدت حكومات هاتين البلدين اتفاقات سلام مع إسرائيل قبل جيل، قد تأفل الآراء المفضلة للسلام مع إسرائيل (في السودان والمغرب) وتتراجع مع مرور الوقت"

بشكل استثنائي كان هناك اتجاه مؤيد للتطبيع وبشكل ملحوظ في السودان والمغرب إذ أعرب 39% و31% في البلدين، على الترتيب، عن تفضيل التطبيع مع إسرائيل. وكان المغرب قد أتم عملية التطبيع مع إسرائيل قبل أن يلحق به السودان.

واستفاد البلدان من اتفاقات التطبيع إذ أقرت الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، في حين التزمت واشنطن بإخراج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب كجزء من عملية التطبيع. وربما لعبت هذه المزايا الإستراتيجية المتحققة من الاتفاق لدولتهم دوراً في تغيّر مواقف مواطني هاتين الدولتين تجاه التطبيع.

أقل نسب تأييد للتطبيع في مصر والأردن وأعلاها في السودان والمغرب. لكن ربع المواطنين العرب مهتمون بالأخبار حول اتفاقات أبراهام والتطبيع مع إسرائيل بوجه عام

مع ذلك، اقترح تحليل للباروميتر العربي أنه "بالنظر إلى الرفض العام للتطبيع مع إسرائيل من قبل الأردنيين والمصريين، حيث حكومات هاتين البلدين عقدت اتفاقات سلام مع إسرائيل قبل جيل، قد تأفل الآراء المفضلة للسلام مع إسرائيل (في السودان والمغرب) وتتراجع مع مرور الوقت".

لماذا يصعب تقبّل الآخر كما هو؟ شاركونا آلامكم (أو تجاربكم) إن كنتم قد تعرضتم لرفض ما، من أي نوع. شاركونا بما يدور في رؤوسكم حالياً. غيّروا، ولا تتأقلموا!.

نرفض أن نكون نسخاً مكررةً ومتشابهةً. مجتمعاتنا فسيفسائية وتحتضن جماعات كثيرةً متنوّعةً إثنياً ولغوياً ودينياً، ناهيك عن التنوّعات الكثيرة داخل كل واحدة من هذه الجماعات، ولذلك لا سبيل إلى الاستقرار من دون الانطلاق من احترام كل الثقافات والخصوصيات وتقبّل الآخر كما هو! لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم، فكل تجربة جديرة بأن تُروى. أخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا!

Website by WhiteBeard