شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"الكويت تعيش أياماً عصيبة"... لماذا يعتصم نواب في مجلس الأمة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والحريات العامة

الأربعاء 15 يونيو 202203:57 م

بدأ عدد من نواب مجلس الأمة الكويتي اعتصاماً مفتوحاً داخل مبنى الأعضاء، اعتباراً من صباح الثلاثاء 14 حزيران/ يونيو الجاري، اعتراضاً على ما وصفوه بـ"تعطيل أحكام الدستور وشل الحياة السياسية والعبث بمقدرات الوطن، ‏والابتزاز السياسي"، وهو ما حظي بإشادة واسعة على الصعيد الشعبي وسط مخاوف بتفاقم الأزمة السياسية المستمرة في البلد الخليجي منذ شهور.

تزامن بدء الاعتصام مع انعقاد جلسة مجلس الأمة للنظر في زيادة رواتب المتقاعدين، انتهت بالموافقة على مشروع قانون بصرف منحة مالية لأصحاب المعاشات التقاعدية والمستحقين عنهم، وصرف منحة مالية لمرة واحدة لهؤلاء الأشخاص مقدارها 3000 دينار كويتي (نحو 10 آلاف دولار أمريكي).

وقاطع 18 نائباً الجلسة، فيما قرر 17 منهم الاعتصام في مكتب النائب شعيب المويزري بدون موعد محدد لنهاية الاعتصام. وأبرز المعتصمين: المويزري وحمدان العازمي وعبد الكريم الكندري ومهند الساير وثامر السويط.

وقضى النواب المعتصمون ليلتهم في المجلس، واستنكروا قطع الكهرباء وإطفاء الأنوار ليلاً، معتبرين ذلك محاولة للضغط عليهم لإنهاء اعتصامهم. لكن قطاع الشؤون الهندسية والخدمات في الأمانة العامة لمجلس الأمة قال، رداً على ذلك، إن مبنى صباح الأحمد للأعضاء من المباني الذكية المبرمجة على إطفاء الأنوار وتخفيف الأحمال الكهربائية "آلياً" بعد ساعات العمل الرسمية، مشيراً إلى أن هذا النظام معمول به منذ افتتاح المبنى عام 2016.

"انتصاراً للشعب الكويتي وحقوقه ومكتسباته المعطلة"... نواب في مجلس الأمة بـ #الكويت يبدأون اعتصاماً مفتوحاً داخله، اعتراضاً على "تعطيل الدستور وشل الحياة السياسية"، ومخاوف من "تحريض أباطرة الفساد ضدهم" #الاعتصام_المفتوح

"انتصاراً للشعب الكويتي"

مساء الثلاثاء، أصدر النواب المعتصمون بياناً حمل مطالبهم بعدم تعطيل العمل بأحكام الدستور والاحتكام إلى الخيارات التي نصت عليها مواده.

ورد في البيان: "احتراماً للإرادة الشعبية التي عبر عنها 26 نائباً بعد الاستجواب الأخير الذي تم تقديمه إلى رئيس الوزراء، وانطلاقاً من نص المادة 6 من الدستور، وانتصاراً للشعب الكويتي وحقوقه ومكتسباته المعطلة، يطالب النواب المعتصمون بمجلس الأمة بعدم تعطيل العمل بأحكام الدستور والاحتكام إلى الخيارات التي نصت عليها مواده وتحديداً المادة 102 من الدستور".

وتنص هذه المادة على: "لا يتولى رئيس مجلس الوزراء أي وزارة، ولا يطرح في مجلس الأمة موضوع الثقة به. ومع ذلك إذا رأي مجلس الأمة بالطريقة المنصوص عليها في المادة السابقة عدم إمكان التعاون مع رئيس مجلس الوزراء، رفع الأمر إلى رئيس الدولة، وللأمير في هذه الحالة أن يعفي رئيس مجلس الوزراء ويعين وزارة جديدة، أو أن يحل مجلس الأمة.

وفي حالة الحل، إذا قرر المجلس الجديد بنفس الأغلبية عدم التعاون مع رئيس مجلس الوزراء المذكور اعتبر معتزلاً منصبه من تاريخ قرار المجلس في هذا الشأن، وتشكل وزارة جديدة".

وتحت عنوان "احترام الدستور"، أصدر رئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون ونواب سابقون بياناً اعتبروا فيه الاعتصام النيابي "براً بقسم المعتصمين وانتصاراً للدستور بما يحفظ حق الأمة"، لافتين إلى أن "ما تشهده الكويت من انتهاك لأحكام الدستور وتعطيل المجلس الأمة عن ممارسة دوره على النحو الذي رسمه الدستور، يدعو إلى رفض هذا الانتهاك والعودة إلى احترامه".

"واقع وعبث غير مسؤول ولا مسبوق بعدما بلغت الخلافات بين مجلس الأمة والحكومة منعطفاً خطيراً لا يخدم مصلحة #الكويت وأهلها ولا مكانتها وهيبتها… مجلس أمة معطل وحكومة مستقيلة لوقت طويل" #اعتصام_بيت_الأمة 

وذكّر البيان بالمادة 11 من الدستور الكويتي وهي تنص على أن "قبل أن يتولى عضو مجلس الأمة أعماله في المجلس أو لجانه يؤدي أمام المجلس في جلسة علنية اليمين الآتية: أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للوطن وللأمير وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق".

ونبهت حركة العمل الشعبي (حشد) إلى أهمية الاعتصام المفتوح، مناديةً بـ"ضرورة غل يد السلطة التنفيذية من اختطاف إرادة المجلس لحين انعقاد جلساته بشكلها الطبيعي".

تخوّف من "تحريض أباطرة الفساد"

 في غضون ذلك، تخوّف معلقون من حملات لتشويه النواب المعتصمين. من هؤلاء الأكاديمي الكويتي والنائب السابق فيصل المسلم الذي أشاد بهم، معتبراً أن الاعتصام "حق أصيل لهم ودفاع مستحق عن الدستور ومجلس الأمة وإرادة الشعب وإرادتهم". وأضاف أن "النواب المعتصمين ثمنهم احترام الدستور وارادة الأمة في حين أباطرة الفساد لن يكفيهم حتى ‘برقان‘".

كما أوضح أن "الكويت تعيش أياماً عصيبة" تنجو منها "بتوافق إرادتي الحكم والشعب على كلمة سواء"، مشدداً على أن "النواب المعتصمين أحرص الناس على البلد وعلى شرعيتها لذلك حذار من تحريض أباطرة الفساد ضدهم. خوف المعتصمين على الكويت من هاوية المفسدين دفعهم إلى اعتصام بيت الأمة".

وحث النائب السابق سالم العازمي على استمرار الاعتصام "لحين عودة جلسات المجلس للانعقاد الطبيعي، لوقف التعطيل العمدي للجلسات الذي استمر ثلاثة أشهر ولا يزال وغل يد السلطة التنفيذية من اختطاف إرادة المجلس".

أما "تجمع دواوين الكويت" النيابي، فخاطب السلطتين التشريعية والتنفيذية "تصفية النفوس" وخلق حالة توافق بينهما وإعلاء مصلحة الكويت وأهلها عبر طي ومعالجة "كل ما علق من أزمات وعثرات ومحاسبة من يقف ورائها ويؤججها" حتى تعم أجواء الثقة المتبادلة بين السلطتين. 

فيصل المسلم: "النواب المعتصمون أحرص الناس على البلد وعلى شرعيتها لذلك حذار من تحريض أباطرة الفساد ضدهم. خوف المعتصمين على الكويت من هاوية المفسدين دفعهم إلى #اعتصام_بيت_الأمة" #الكويت

وجاء في بيان التجمع النيابي: "ما نعيشه من واقع وعبث غير مسؤول ولا مسبوق، حيث بلغت الخلافات بين مجلس الأمة والحكومة منعطفاً خطيراً لا يخدم مصلحة الكويت وأهلها ولا مكانتها وهيبتها، ولم يعد من الحكمة ولا المصلحة العليا للبلاد السكوت عليه ومن أي طرف، فمجلس أمة معطل وحكومة مستقيلة لوقت طويل، لا يقبله العقل ولا المنطق لأنه لا يصب في مصلحة واستقرار الكويت. فلا تنمية ولا تطوير ولا إصلاح يرجى إن لم يكن هناك استقرار وتعاون دائم بين السلطتين".

وأظهر تفاعل الكويتيين النشطين عبر الإنترنت عبر وسوم #اعتصام_النواب و#الاعتصام_المفتوح و#مجلس_الأمة و#اعتصام_بيت_الأمة تأييداً كبيراً لاعتصام النواب، بحسب ما تابع رصيف22. وكان مواطنون قد نزلوا إلى ساحة الإرادة، ساحة الاعتصام الرئيسية في البلاد، للتعبير عن دعمهم للمعتصمين.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

لا ليل يطول، ولا خريف

بعد ربيعٍ عربي كان يزهو بفورات الأمل ونشوة الاحتجاج، ها هي نوستالجيا الحريّة تملأ قلوب كلّ واحد/ ةٍ منّا حدّ الاختناق.

نوستالجيا أفرغها الشلّل القسريّ الذي أقعدنا صامتين أمام الفساد العميم والجهل المتفشي. إذ أضحت الساحات أشبه بكرنفالاتٍ شعبية، والحقيقة رفاهيةً نسيناها في رحلتنا المضنية بحثاً عن النجاة.

هنا في رصيف22، نؤمن بالكفاح من أجل حياةٍ أفضل لشعوب منطقتنا العربية. ما زلنا نؤمن بالربيع العربي، وربيع العالم أجمع.

Website by WhiteBeard
Popup Image