انتاب الغضب الكثير من المواطنين العُمانيين إثر انقطاع "غير مسبوق" للكهرباء في خمس محافظات عُمانية، بينها العاصمة مسقط، الاثنين 5 أيلول/ سبتمبر 2022، لنحو ثماني ساعات متواصلة، وهو ما اعتبره البعض "سوء إدارة للأزمة" يعكس "فشل" المسؤولين عن القطاع الحيوي.
وعقب انتهاء الأزمة، أكدت السلطات الرسمية إجراء تحقيق للوقوف على المتسببين في الانقطاع ومحاسبة المقصرين، غير أن مواطنين نشطين عبر الإنترنت شككوا في حدوث "محاسبة جادة" أو التعلم من الأزمة لتفاديها مستقبلاً، بالإشارة إلى أزمات مشابهة سابقة وإن كانت أقل حدة.
تسعة بيانات في ملف الأزمة
في غضون ساعات الأزمة، شاركت "هيئة تنظيم الخدمات العامة" في السلطنة، مع المواطنين تفاصيل أزمة "بعض الانقطاعات في أجزاء من الشبكة الرئيسية للكهرباء"، لافتةً إلى أن "أكثر المحافظات تأثراً هي مسقط، وأجزاء من جنوب الباطنة، وشمال وجنوب الشرقية، والداخلية".
"خلل فني" يتسبب في انقطاع غير مسبوق للكهرباء في ما لا يقل عن خمس محافظات في #عُمان لنحو ثماني ساعات متواصلة، ومواطنون يسألون عن "الخطط البديلة في حالات الطوارئ" ويتهمون المسؤولين عن القطاع الحيوي بالتقصير #عمان_بلا_كهرباء
وبينما تكهنت الهيئة بعودة التيار تدريجياً في غضون أربع ساعات، امتدت الأزمة لأكثر من ثماني ساعات في بعض المناطق، وفق ما أفاد به صحافيون وناشطون عمانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلنت الهيئة أولاً بأول المناطق التي عاد إليها التيار، لكنها أشارت إلى أن الأمر "قد يتطلب مزيداً من الوقت لضمان استقرار شبكة الكهرباء أثناء عملية إرجاع التيار". ولامت "بعض التحديات الفنية" في تأخر عودة التيار إلى بعض المناطق.
وفي البيان الثامن، أوضحت الهيئة: "تُشير المعلومات الأولية المتوفرة لدى الهيئة من خلال متابعة حادثة انقطاع الكهرباء بأن تسلسل الأحداث بدأ من خلال عطل فني في خطوط نقل الكهرباء جهد 400 كيلو فولت (الخط الرئيسي والخط الاحتياطي) والتي تربط بين محطة عبري ومحطة نهيدة الرئيسيتين، وقد نتج عن هذا الحادث سلسلة من الانقطاعات المتتالية في أجزاء واسعة من شبكة نقل الكهرباء ومحطات التوليد".
ونفت الهيئة بذلك الشائعات التي راجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي العمانية بحدوث "هجوم سيبراني" أو "انخفاض في منسوب الغاز" ترتب عليه الانقطاع الواسع للكهرباء. لكن البعض أظهر شكوكاً في الرواية الرسمية مع ذلك.
وعقب مرور 11 ساعة تقريباً على بداية الأزمة، زفّت الهيئة نبأ "إعادة التيار لكافة المناطق المتأثرة بالانقطاعات"، معلنةً شروعها في "إجراء تحقيق مفصل مع الشركات المرخصة للوقوف على الأسباب التي أدت إلى هذه الانقطاعات وتفادي حدوثها مستقبلاً".
وصدر قرار رسمي بتعطيل الدراسة ليوم واحد (الثلاثاء 6 أيلول/ سبتمبر 2022) في المدارس المتضررة من الانقطاع الطويل للكهرباء. في حين طالب مواطنون بتعطيل جميع الأشغال والدراسة في جميع المدارس لتعويض المواطنين عن "ساعات المعاناة" في غياب الكهرباء.
"لا عذر لانقطاع #الكهرباء أيها المسؤولون لأكثر من نصف يوم عن الشعب سوى تقصيركم"... عُمانيون يطالبون بـ"محاسبة ومساءلة جادة" عقب انتهاء أزمة #عمان_بلا_كهرباء ويشككون في "تعلم المسؤولين الدرس" وتحاشي تكرارها مستقبلاً
مطالبات بـ"محاسبة ومساءلة جادة"
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أبدى عُمانيون استياءهم من الانقطاع "المفاجئ وغير المسبوق"، مطالبين بـ"محاسبة ومساءلة جادة" عقب انتهاء الأزمة. ووصف البعض قطاع الكهرباء في البلاد بأنه "فاشل" وتنبغي محاسبة المسؤولين عنه بتهمة "تعذيب الأطفال والشعب" عبر وسم #عمان_بلا_كهرباء.
وتساءل مواطنون عن "الخطط البديلة في حالات الطوارئ"، معتبرين الأسباب التي تسوقها السلطات للأزمة "أعذاراً لا تُسمن ولا تُغني من جوع" عن "أول مرة أغلب مناطق السلطنة بلا كهرباء".
كتب أحدهم: "حدث العاقل بما يعقل. الخط الاحتياطي متأثر مع الخط الرئيسي. شو فائدة الخط الاحتياطي إلا لهكذا حالات؟ لا تستغبونا". وغرّد آخر: "لا عذر لانقطاع #الكهرباء أيها المسؤولون لأكثر من نصف يوم عن الشعب سوى تقصيركم".
واستعرض الكثيرون أثر انقطاع الكهرباء عليهم، بما في ذلك توقف الأشغال والصلاة في المساجد على ضوء المصابيح وتنظيم المرور يدوياً في الإشارات وخسارة الأطعمة في الثلاجات.
وكان البعض أكثر إيجابية بالدعوة إلى الاستفادة من الأزمة لعدم تكرارها مستقبلاً، لا سيّما بتوفير مولدات احتياطية في المؤسسات التي لا تتحمل انقطاع التيار مثل المستشفيات، ومراعاة جودة التهوية في بناء المنازل.
لكن آخرين كانوا أكثر إحباطاً إذ أشاروا إلى أزمات مشابهة سابقة لم يتعلم منها المسؤولون. غرّد الناشط العماني على تويتر راشد السعيدي: "مايو 2021، انقطاع الكهرباء لعدة أيام في ولايتي الخابورة وصحم بسبب العاصفة. أكتوبر 2021، انقطاع الكهرباء لعدة أيام في صحم والخابورة والسويق بسبب إعصار شاهين. سبتمبر 2022، انقطاع الكهرباء في خمس محافظات. للأسف، ليست هناك إستراتيجية واضحة للتعامل مع انقطاع الكهرباء رغم كثرة التجارب".
محامٍ عُماني: يحق لكل متضرر من انقطاع خدمة #الكهرباء أن يطالب بالتعويض إذا ثبت بأن انقطاع هذه الخدمة كان بسبب خطأ أو تقصير من القائمين على إدارة هذا المرفق العام #عمان_بلا_كهرباء
وأردف السعيدي بأن "انقطاع #الكهرباء بسبب الأنواء المناخية أمر طبيعي ولا خلاف في ذلك… ولكن إدارة الأزمة حينها لم تكن بالمستوى المطلوب، لذلك يجب أن تُسخر كافة الإمكانات في وضع إستراتيجية وطنية لإدارة أزمة #انقطاع_الكهرباء، وتفادي تراكم الخسائر المادية نتيجة تأخر عودة الكهرباء".
في الأثناء، سأل معلقون عما إذا كان هناك "أي بند قانوني يمكن من محاسبة شركات الكهرباء عن انقطاعاتها المستمرة في حالة وجود مرضى محتاجين لأجهزة طبية على مدار الساعة؟! أو هل من بند يلزمهم بتوفير مولدات احتياطية لذات الغرض؟".
ورد المحامي العّماني أنور البرواني على هذا، موضحاً "يحق لكل متضرر من انقطاع خدمة #الكهرباء أن يطالب بالتعويض إذا ثبت بأن انقطاع هذه الخدمة كان بسبب خطأ أو تقصير من القائمين على إدارة هذا المرفق العام".
وأردف: "ما دام يحق لهم قطع خدمة #الكهرباء عند التخلف أو التأخر عن سداد الفاتورة؛ فكذلك تجوز مطالبتهم بالتعويض إذا قصّروا".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
HA NA -
منذ 3 أياممع الأسف
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ أسبوعحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ أسبوععظيم