شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
هل يمكن الشفاء من مرض الصدفية؟

هل يمكن الشفاء من مرض الصدفية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 29 أغسطس 202203:34 م

شهر آب/ أغسطس هو شهر التوعية بأهم الأمراض الجلدية: الصدفية، وهو المرض الذي يعاني منه الأفراد حول العالم نفسياً وجسدياً.

هذه الحالة تصيب الجلد، نظراً لفرط تكوين الخلايا، ما ينتج عنه ظهور قشور تشبه السمك جرّاء تجديد الخلايا الجلدية.

وعلى الرغم من أن عملية تجديد الخلايا هي عملية طبيعية تحدث لدى الإنسان الطبيعي بمتوسط مرة كل 3 إلى 4 أسابيع، لكنها تستغرق لدى مريض الصدفية مدة تتراوح من 3 إلى 7 أيام فقط.

ما هي أسباب مرض الصدفية؟ وهل يمكن علاجها والشفاء منها تماماً؟

أسباب الصدفية

إذا كنتم/نّ تبحثون/ن عن أسباب مرض الصدفية، فإن هذه الحالة تحدث دون أسباب واضحة، ويرجح العلماء أنها قد تنشأ لأسباب جينية، بحيث يتوارث أفراد العائلة بعض الجينات تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

قد يصاب الفرد بمرض الصدفية نتيجة وجود بعض المحفّزات التي تثير الجهاز المناعي، وتسبب له خللاً في العمل، ومن ثم تظهر القشور على الجلد، ومن هذه المحفزات ما يلي:

1. الضغط النفسي والعاطفي.

2. التغيرات الهرمونية خلال فترة المراهقة، عند بلوغ سن اليأس أو خلال فترة الحمل.

3. التدخين أو شرب الكحول.

4. تناول بعض الأدوية، مثل الليثيوم المستخدم لعلاج اضطراب ثنائي القطب، وأدوية علاج الملاريا، وبعض الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم.

5. الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز".

6. زيادة الوزن.

7. إصابات الجلد، مثل العدوى، لدغة حشرة، جرح أو خدش.

شهر آب/ أغسطس هو شهر التوعية بأهم الأمراض الجلدية: الصدفية، وهو المرض الذي يعاني منه الأفراد حول العالم نفسياً وجسدياً

كيف تكون بداية مرض الصدفية؟

أشارت الدكتورة هند زغلول، استشارية الأمراض الجلدية والتناسلية، في حوارها مع رصيف22، إلى أن "أعراض المرض تظهر على شكل قشور جلدية جافة، مرتفعة عن سطح الجلد وتسبب الحكة، وتظهر أكثر في منطقة الركبتين والكوع، بالإضافة إلى وجود القشور على فروة الرأس أو الحاجبين ويصعب إزالتها، وعندما يحاول المصاب إزالتها يكون الأمر صعباً ويخلف بعض الدماء"، منوهة بأن لون القشور يختلف ما بين اللون البني إلى الأبيض، وأحياناً تكون باللون الأسود.

وأوضحت الدكتورة زغلول أنه "إذا لاحظ المريض أياً من الأعراض السابقة، فيجب الذهاب إلى طبيب/ة مختص/ة بالأمراض الجلدية، لإجراء التشخيص المناسب والبدء بالعلاج قبل تدهور الحالة والوصول لالتهاب المفاصل"، مشددة على أن طرق علاج مرض الصدفية تطورت كثيراً في الآونة الأخيرة.

هل يمكن الشفاء من مرض الصدفية؟

يعد مرض الصدفية من الأمراض التي ليس لها علاج، ومع ذلك يمكن أن يظل المريض بخير لفترة طويلة دون تعرضه لأي نوبات، ويكون معافى من الأعراض تماماً.

بمعنى آخر، يمكن أن يمرّ المريض بفترات تعافٍ طويلة دون وجود أي نوبات، من خلال اتباع النصائح التي يخبره الطبيب بها، كالابتعاد عن محفّزات ومسبّبات نوبة الصدفية، بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوية والتي غالباً ما تكون عبارة عن مراهم أو كريمات موضعية للتحكم بالمرض.

"أعراض المرض تظهر على شكل قشور جلدية جافة، مرتفعة عن سطح الجلد وتسبب الحكة، وتظهر أكثر في منطقة الركبتين والكوع، بالإضافة إلى وجود القشور على فروة الرأس أو الحاجبين ويصعب إزالتها"

قد يساعد النظام الغذائي السليم على تقليل النوبات، مع العلم بأنه لا يوجد نظام غذائي محدد لمرضى الصدفية، وإنما الهدف هو اتباع نظام غذائي صحي بغية تقليل الوزن، لأن السمنة تعد من العوامل التي قد تزيد من حدة المرض، نظراً لكون دهون البطن تزيد من الالتهاب، الأمر الذي يسبب خللاً في الجهاز المناعي ويمنعه من العمل بصورة طبيعية لدى مرضى الصدفية.

هذا وقد تطورت طرق العلاج مؤخراً، بحيث باتت هناك حقن بيولوجية تسهم في التخلص من الصدفية لفترات طويلة دون وجود نوبات، وكذلك يمكن علاجها بالضوء أو أدوية تثبيط المناعة في الحالات الشديدة.

ما هو علاج مرض الصدفية؟

تقول ياسمين (29 عاماً) التي تعمل في مجال التدريس: "أصبت بالصدفية منذ 4 أعوام وأخذت فترة طويلة للتأقلم معها وفهمها أكثر من القراءة وسؤال الطبيب، وكان كل شيء على ما يرام، بخاصة لناحية دعم زوجي لي وعدم نفوره كما يفعل بعض الأزواج في مجتمعنا، وعلمت ذات يوم بأجمل خبر يمكن أن تسمعه زوجة، وهو أنني حامل".

وأضافت ياسمين لرصيف22: "لقد أخبرني الطبيب بوجود بعض الأدوية التي تساعد في مرض الصدفية ولكن لا تتناسب مع الحمل مطلقاً وتسبّب تشوهات للجنين، غير أن الطبيب شرح لي أن هناك تقنية جديدة آمنة للحوامل عبر استخدام الأشعة فوق البنفسجية".

يمكن علاج مرض الصدفية بعدة طرق، ومنها الكريمات الموضعية التي تستخدم في الحالات البسيطة والمتوسطة مثل:

1. كريمات الستيرويدات لتقليل عمل الجهاز المناعي وتأثيره على الجلد.

2. كالسيبوتريول "Calcipotriol"، وهو نوع من فيتامين د، حيث يسهم في الحدّ من زيادة نشاط خلايا الجلد.

3. مرهم وشامبو من قطران الفحم، الذي يخفف من الالتهابات والقشور لكنه قد يسبب جفاف الجلد واحمراره.

4. حمض السلسليك، بحيث يرطب الجلد ويجعل القشور الجلدية أرفع، لكن قد يسبب حكة بالجلد.

5. مرهم ريتينويد وهو عبارة عن فيتامين أ الصناعي، ويصف معه الطبيب مرهماً من الستيرويدات لأنها تسهم في تقليل تهيج الجلد.

أما عن علاج مرض الصدفية في الحالات الشديدة، فيلجأ الأطباء إلى استخدام الأدوية البيولوجية والحقن المثبطة للمناعة عندما تستنفذ الطرق الأخرى من العلاجات الموضعية والعلاج بالضوء، ومن هذه الأدوية ما يلي:

1. السيكلوسبورين: يستخدم في الحالات الشديدة من الصدفية، وقد يسبب ارتفاع ضغط الدم، آلام العضلات أو مشاكل في الكلى.

2. الميثوتريكسات: تتحسن عليه الحالات كثيراً، لكن من أعراضه الجانبية أنه يزيد من احتمال الإصابة بأمراض الرئة والكبد، أو يتسبب بمشاكل في الكلى.

3. الريتينويدات: بدلاً من استخدامها في صورة المرهم الموضعي، يمكن تناول أقراص من فيتامين أ عن طريق الفم في الحالات الخطيرة؛ لأنه قد يؤثر بصورة ما على سرعة نمو خلايا الجلد ومن ثَم يعالج الصدفية.

الخوف من انتقال العدوى

تقول أميرة (26 عاماً) صيدلانية، في حوارها مع رصيف22: "أكثر ما يضايقني عندما يلاحظ الأفراد مظهر يدي من القشور الجلدية والاحمرار، وينفرون أحياناً من التلامس لخوفهم من انتقال العدوى إليهم، على الرغم من أنه مرض غير معدٍ".

وأضافت أميرة: "أحزن أيضاً عندما تأتي نوبات جديدة من الحكة والاحمرار، خاصة في أوقات امتحاناتي، فهي تزداد عند توتري وقلقي".

يعد مرض الصدفية مرضاً غير معد على الإطلاق، وغالباً ما تكون أسبابه متعلقة بالجينات والوراثة وليس من خلال العدوى، خاصة أنه مرض مناعي وينشط بالجسم عند وجود بعض المحفّزات لخلل الجهاز المناعي، وهو حصن الدفاع عن أجسامنا.

"أكثر ما يضايقني عندما يلاحظ الأفراد مظهر يدي من القشور الجلدية والاحمرار، وينفرون أحياناً من التلامس لخوفهم من انتقال العدوى إليهم، على الرغم من أنه مرض غير معدٍ"

هل مرض الصدفية خطير؟ كلا، إلا إذا تطور وأصيب الشخص بالتهاب المفاصل الصدفية، وفي هذه الحالة يحتاج إلى رعاية وعلاج آخر للتحكم بالمرض أكثر، ليعود المريض إلى أفضل حالة صحية يمكن الوصول إليها.

تعليقاً على هذه النقطة، قال الدكتور هشام عمار، استشاري أول للروماتيزم والتأهيل الطبي، إن "التهاب المفاصل الصدفية من المضاعفات الشهيرة"، موضحاً لرصيف22 أنه في هذه الحالة "تتورم أصابع اليد والقدم مع وجود ألم في القدم وأسفل الظهر، والتهاب في العين بسبب مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا السليمة ما يسبب الالتهاب في المفاصل". 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard