أثار رصد عشرات حالات الإصابة بفيروس جديد نادر الانتشار في الصين وتايوان القلق لا سيّما بعد اعتراف فريق من العلماء الدوليين به لأول مرة، والإشارة إلى انتمائه إلى عائلة فيروسات "هينيبا" الحيوانية المنشأ التي تُسبّب "عدوى مميتة للغاية بين البشر".
الفيروس الجديد وصف بأنه "شبيه كورونا" وأُطلق عليه اسم فيروس لانغيا هينيبا -اختصاراً "لاي في" أو "LayV"- وتسبب في إصابة ما لا يقل عن 35 شخصاً في الصين بين عامي 2018 و2021. برغم أن LayV ظهر للمرة الأولى في مقاطعتي شاندونغ وخنان عام 2018، تعرّف العلماء عليه رسمياً الأسبوع الماضي فقط.
معظم الحالات الـ35 من المزارعين وعدد من عمال المصانع، ولا يبدو أن الحالات مرتبطة بعضها ببعض إذ لم تكن هناك حالات إصابة في نفس العائلة أو خلال فترة زمنية قصيرة أو سابقة مرور المصابين بنفس الأماكن. لكن غالبية المصابين أكدوا تواصلهم المباشر مع حيوانات في غضون شهر من ظهور أعراض المرض.
واكتسب الفيروس تسميته من اسم بلدة أول مريضة أصيبت به، وهب تبلغ من العمر 53 عاماً من بلدة لانغيا في شاندونغ.
وُصف بأنه "شبيه كورونا" واكتسب تسميته من بلدة أول مصاب به، ولم توثّق أي وفاة بسببه… ماذا نعرف عن #فيروس_لانغيا أحدث الفيروسات المكتشفة في الصين؟
ماذا نعرف عنه؟
في ظل محدودية العينة المتاحة من المصابين المؤكدين بالفيروس، أشارت ورقة بحثية لفريق من العلماء الدوليين إلى أنه لا دليل واضح على انتقال الفيروس بين البشر، وسط ترجيح أن الزبابات (ثدييات صغيرة آكلة للحشرات تُشبه في شكلها الفأر) هو "مخزن طبيعي" للفيروس.
بوجه عام، أشارت دراسات عديدة سابقاً إلى أن فيروسات الهينيبا، التي عُرفت لأول مرة عام 2012 في منجم مهجور بمقاطعة يونان الصينية الجنوبية، تنتقل عبر الخفافيش والجرذان والزبابات.
أما أعراضه فهي تنفسيّة بالأساس وتشمل الحمى والتعب والسعال والالتهاب الرئوي الحاد وفقدان الشهية وآلام العضلات والصداع والقيء. ورصد العلماء أيضاً اضطرابات في وظائف الكلى والكبد لدى بعض المصابين.
واعتبر نائب مدير مركز السيطرة على الأمراض في تايوان، تشوانغ جين هسيانغ، أن لانغيا "يُشبه إلى حد كبير فيروس كورونا في كثير من النواحي"، بما في ذلك الأعراض والمنشأ الحيواني وغموض طرق انتقال الإصابة.
لكن، حتى الآن، ليس هناك أي حالة وفاة موثّقة بسبب "لاي في"، بعكس الفيروسين الأشهر في عائلة "الهينيبا" اللذين ترتفع معدلات إماتتهما، وهما "هندرا" و"نيبا".
برغم أن #فيروس_لانغيا ظهر للمرة الأولى في مقاطعتي شاندونغ وخنان في الصين عام 2018، لكن العلماء لم يتمكنوا من تحديده رسمياً سوى الأسبوع الماضي
تقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها إن حالات تفشي فيروس هندرا نادرة لكن معدل الوفيات به يناهز 57%. كذلك فيروس نيبا، تراوحت نسبة الوفاة بسببه بين عامي 1998 و2018 بين 40 و70% من إجمالي الإصابات. شهدت الهند أخطر تفشٍ لنيبا عام 2018 إذ توفي 17 من أصل 19 حالة موثقة في ولاية كيرالا.
ما خطورته؟
وفق تصريحات مسؤولين عن الصحة في صحف صينية رسمية، فإن الإصابات "لم تكن مميتة أو خطيرة جداً" حتى الآن وأنه "ليس هناك داعٍ إلى الهلع".
في الأثناء، يعتقد جانسن دي أرايو، من جامعة ساو باولو، أن اكتشاف حالات مصابة بفيروس لانغيا لا يُهدد بظهور جائحة جديدة لا سيّما أن الباحثين احتاجوا فترة طويلة (نحو ثلاث سنوات) لتحديد الفيروس المتسبب في العدوى.
وذكر أرايو لشبكة "بي بي سي" أنه بعكس فيروس كوفيد-19 السريع الانتشار "ما لوحظ لا يميز نقطة ساخنة (انتشار واسع لمرض)".
يتفق معه إيان جونز، عالم الفيروسات في جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة، الذي أكد للشبكة البريطانية نفسها، أنه حتى "فيروسي هندرا ونيباه لم تظهر عليهما علامات تحولهما إلى جائحة إطلاقاً" و"لا علامة واضحة على أنها (فيروسات هينيبا) تتحول إلى أشكال أكثر قابلية للانتقال"، مرجحاً أن يكون الأمر نفسه مع فيروس "لانغيا".
ويوضح جونز: "من وجهة نظري، لا يشكل فيروس لانغيا خطراً كبيراً ولا يتوقع أن يتسبب في حدوث جائحة. يحمل الفيروس مخاطر لا بأس بها على البشر، لكن لا يزال من الممكن الوقاية منها عن طريق التعليم بدلاً من تطوير لقاح على سبيل المثال". ويختم: "هناك الكثير من الفيروسات الضارة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أننا سنصاب بها".
"هناك الكثير من الفيروسات الضارة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أننا سنصاب بها"... برغم تطمينات الخبراء إلى أنه لا دليل على انتقال #فيروس_لانغيا بين البشر، فإن توقيت الإعلان عنه -بينما يكافح العالم جائحة كورونا وتفشي جدري القرود- غير مطمئن
مع ذلك، تسبب توقيت الإعلان عن الفيروس قلقاً بالغاً إذ لا يزال العالم يكافح جائحة كورونا للعالم الثالث على التوالي، ويعاني من تفشٍ آخر لجدري القرود.
وبينما يتساءل الكثيرون عن كثرة "الفيروسات الجديدة" التي ظهرت حديثاً، يعزو خبراء الأمراض المعدية ذلك إلى أزمة المناخ وتدمير الطبيعة التي تزيد خطر انتقال الفيروسات من الحيوانات إلى البشر، في أحداث تُعرف باسم "الأمراض الحيوانية المنشأ".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...