تتزايد المخاوف من "تفشٍّ غير عادي" لفيروس "جدري القرود" بين البشر إثر رصد عدة حالات في أوروبا، وتحديداً المملكة المتحدة وإسبانيا والبرتغال، علاوة على حالة إصابة واحدة في الولايات المتحدة، في أمر غير مألوف بالنسبة للمرض النادر المعتاد الظهور في مناطق نائية من أفريقيا.
والخميس 19 أيار/ مايو، أُعلن عن رصد أول حالة إصابة في الأراضي الأمريكية، لرجل في ولاية ماساتشوستس عاد أخيراً من كندا. ورد أن المصاب بحالة جيدة وأن حالته لا تشكل خطراً على الجمهور.
وهذه هي الحالة الأولى التي تظهر في الولايات المتحدة منذ رصد حالتين عام 2021 في ولايتي ميريلاند وتكساس.
ومنذ بداية الشهر الجاري، رصد المسؤولون في المملكة المتحدة وإسبانيا والبرتغال عدة حالات إصابة بالفيروس.
وحتى الآن، تُشير أحدث الأنباء إلى إبلاغ إسبانيا عن 23 حالة، فيما أكدت البرتغال رصد 20 حالة جميعها لرجال. أما المملكة المتحدة، فقد وثّقت تسع إصابات لرجال يمارسون الجنس مع رجال، كان أولهم قد سافر إلى نيجيريا في الآونة الأخيرة.
ويحقق مسؤولو الصحة في كندا في 13 حالة اشتباه بالإصابة بالمرض على الأقل.
انتشار غير مسبوق في الولايات المتحدة وأوروبا… مخاوف متزايدة من "تفشي" فيروس #جدري_القردة، وتطمينات بريطانية بأنه "لا يشكل خطراً على الصحة العامة" #monkeypox
ماذا نعرف عنه؟
تعود الإصابة بمرض جدري القرود إلى فيروس يحمل الاسم نفسه وهو من عائلة الجدري العادي وإن كان علماء يقولون إنه أقل منه خطورة من حيث الأعراض والتأثير وأقل عدوى.
وبالرغم من أن هذا المرض النادر وغير المعروف اشتُهِر بانتشاره في المناطق النائية في وسط وغرب أفريقيا حيث الغابات الاستوائية المطيرة، ولديه سلالتان هما سلالة وسط أفريقيا وسلالة غرب أفريقيا، إلا أن أحدث انتشار له رُصد في أوروبا الشهر الجاري.
من أعراض المرض الحمى والصداع والانتفاخ وآلام الظهر والعضلات والخمول العام. ولدى ارتفاع درجة حرارة المصاب، يظهر لديه طفح جلدي يبدأ في الوجه ثم ينتقل إلى أجزاء أخرى بينها الأعضاء التناسلية. وغالباً ما يتركز في راحة اليدين وباطن القدمين. وفي حالة عدم وجود أي تدخل طبي، تزول الأعراض بعد فترة تراوح بين 14 و21 يوماً.
ويخطئ البعض أحياناً بالخلط بين جدري القرود وجدري الماء أو الزهري أو الهربس نظراً لتشابه الأعراض. غير أن ظهور بثور مملوءة بالسوائل تسمى حويصلات على راحتي اليدين هي السمة المميزة لجدري القرود.
ورغم ندرة المرض، والاعتقاد بأنه لا ينتقل بسهولة بين البشر، إلا أنه ينتقل بطرق عديدة للشخص المخالط لمصابين بالفيروس إذ يدخل الجسم عبر تشققات البشرة والجروح المفتوحة، أو المجرى التنفسي، أو العينين، أو الأنف، أو الفم. اللافت أنه ينتقل أيضاً من حيوان مصاب، بما في ذلك القرود والقوارض والسناجب، إلى الإنسان عبر اللدغات والخدوش. وكذلك من الأسطح والأشياء الملوثة بالفيروس مثل الفراش والملابس.
وترى مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها في أمريكا (CDC) أن تحضير اللحوم البرية لغرض تناولها إحدى وسائل الإصابة بالمرض.
وفي حين تكون أغلب الإصابات بهذا الفيروس معتدلة، بما هو أشبه بحالات جدري الماء، وتختفي دون تدخل طبي في غضون أسابيع، غير أن بعض الإصابات تؤدي إلى الوفاة. وقد سُجلت وفيات بسبب المرض في غرب أفريقيا.
مرض فيروسي نادر حيواني المنشأ، وينتقل بالعديد من الطرق لكن ليس بسهولة… ماذا نعرف عن #جدري_القردة، ما هي أعراضه، وما مدى خطورته؟ #monkeypox
يقدّر CDC أن واحداً من كل 10 مصابين بجدري القرود في أفريقيا يموتون بالمرض. في حين تقول منظمة الصحة العالمية إن معدل الإماتة في الحالات الناجمة عن فاشيات جدري القردة يراوح عادةً بين 1 و10%، وتلحق معظم وفياته بالفئات الأصغر سنّاً.
حتى الآن، لا يوجد علاج لجدري القرود، وإن كان الحد من انتشاره ممكناً - أكدت دراسات أن لقاحاً مضاداً لجدري الماء أثبت فاعليةً تصل إلى 85% في الحيلولة دون الإصابة بالمرض.
تاريخ ظهوره
اكتشف المرض أول مرة بعد أسر قرد مصاب به عام 1970. منذ ذلك الحين، تكرر انتشار المرض على فترات متقطعة في 10 دول أفريقية أبرزها الكونغو الديمقراطية ونيجيريا.
وبشكل غير مسبوق، رُصد الفيروس في الولايات المتحدة عام 2003 للمرة الأولى للمرض خارج أفريقيا. وقد انتقل إليها عن طريق مخالطة كلب المروج، من فئة القوارض، أُصيب بالعدوى من بعض الثدييات المستوردة من الخارج. بلغ عدد الإصابات في ذلك الوقت 81 دون تسجيل أي وفيات من بينها.
وعام 2017، شهدت نيجيريا أكبر انتشار موثق للمرض في غضون 40 عاماً من ظهور آخر حالة مؤكدة هناك. واشتُبه في إصابة 172 شخصاً. وكان غالبية المصابين (75%) من الرجال الذين تراوح أعمارهم بين 21 و40 عاماً.
ما خطورته؟
يطمئن مسؤولو الصحة في بريطانيا إلى أن المرض "لا يشكل خطورة على الصحة العامة"، بما في ذلك في تقدير الهيئة الصحة العامة في إنجلترا. السبب في رأي نيك فين، نائب رئيس قسم المكافحة الوطنية للعدوى في هيئة الصحة العامة، هو "أن جدري القرود لا ينتشر بسهولة بين البشر وأن مستوى خطورته على الصحة العامة منخفض جداً".
لا علاج له، وتقدر منظمة الصحة العالمية معدل الإماتة في الحالات الناجمة عنه بين 1 و10%، غالبيتهم من الأصغر سنّاً… هل يكون #جدري_القردة الوباء القادم؟
لكن إحدى الدراسات تُشير إلى إمكانية انتقال الفيروس عبر الهواء وبقائه في الهواء ساعات طويلة، وهو ما جعل علماء فيروسات يحذرون من خطورة المرض. دعا هؤلاء إلى أخذ العبرة من جائحة كوفيد-19 والتعامل بجدية شديدة مع جدري القردة.
في الأثناء، يعتقد خبير الفيروسات في CDC إنغر دامون أن حالات الإصابة التي أُبلغ عنها أخيراً "تحدث داخل الشبكات الجنسية". لهذا، وجّه المسؤولون عن الصحة في المملكة مناشدة خاصة للرجال المثليين وثنائي الميل الجنسي بطلب المساعدة على الفور لدى ظهور أي أعراض جلدية.
وتجدر الإشارة إلى أنه لم يُبلغ سلفاً بأن جدري القردة ينتقل عبر الاتصال الجنسي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون