شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
متحورة

متحورة "هيهي" الجديدة مجرد "مزحة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 8 نوفمبر 202102:07 م

"سقوط مفاجئ فرعشة ثم وفاة"... هذه هي الأعراض المزعومة عن متحورة جديدة لفيروس كورونا أُطلق عليها "متحورة هيهي" نسبة إلى المدينة الصينية التي يقال إنها ظهرت فيها.

و"هيهي" أو "خيخة" هي مدينة في مقاطعة هيلونغجيانغ، شمال شرقي الصين، قرب الحدود الروسية، تشهد انتشاراً مقلقاً لحالات كورونا خلال الأسابيع الماضية.

وزعمت تقارير إخبارية عربية عديدة أن وكالة الأنباء الصينية أعلنت عن المتحور المزعوم، وادعى بعضها أن "منظمة الصحة العالمية" تدرس "هيهي" قائلة إنه بالأساس أحد متحورات سلالة دلتا الشديدة العدوى والخطورة. وقيل أيضاً إن الصين عزلت مدينة كاملة لتفادي تفشي هذه المتحورة.

وفي تصريحات تلفزيونية، قال مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة، محمد عوض تاج الدين، مساء الأحد 7 تشرين الثاني/ نوفمبر، إنهم يتابعون بدقة كبيرة جداً هذا المتحور وكل ما يخص فيروس كورونا في العالم، نافياً أن يكون المتحور الأخير فتاكاً.

وصرح الطبيب المصري أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، للصحافة المحلية بأن "هيهي" قيد الدراسة، ولا أحد يعرف قدرته على الفتك أو الانتشار، قائلاً إن الدراسات التي أجريت عليه محدودة.

قال مستشار السيسي لشؤون الصحة إنهم يتابعونه وطمأن أطباء بارزون متابعيهم إلى عدم خطورته... الصحة العالمية تنفي ظهور متحور جديد لكورونا في الصين باسم "هيهي". كيف بدأت هذه الشائعة؟

وتباينت تعليقات المواطنين العرب النشطين عبر الإنترنت على أنباء المتحور المزعوم بين التخويف والتشكيك والسخرية. في حين حاول بعض الأطباء والمختصين طمأنة متابعيهم قائلين إن المتحور كأي متحور آخر، ولا أدلة على أنه خطير أو أسرع انتشاراً.

مجرد شائعة

وتبين لرصيف22 أن المتحور المزعوم لا يعدو كونه شائعة أو خبراً مضللاً إذ لم تنشر وكالة الأنباء الصينية أو أي مصدر موثوق به تقارير عنه ولم يتحدث أي مصدر في الصين أو منظمة الصحة العالمية عن متحور بهذا الاسم.

وليس واضحاً مصدر هذه الشائعة: وسائل الإعلام العربية أو مواقع التواصل الاجتماعي.

وهذا ما أكده عبد الناصر أبو بكر، مدير وحدة إدارة مخاطر العدوى بمنظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحافي، الاثنين 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، بقوله إن الأنباء الرائجة عن وجود متحور جديد باسم "هيهي" ليست سوى "أخبار سارية عبر السوشال ميديا".

وأوضح أن المنظمة هي الجهة المنوط بها إطلاق مسمى "متحور" وذلك بناءً على دراسات وتقصٍ، داعياً إلى "تعزيز الترصد والتحقق من سريان المتحورات الموجودة بالفعل" قبيل تداول الأنباء عنها.

الموجة الجديدة من الوباء في الصين مدفوعة بتفشي سلالة دلتا وليس متحوراً جديداً يدعى "هيهي" كما زعم البعض

كيف بدأت الشائعة؟

انطلقت شائعة ظهور متحور جديد فتاك في الصين مع إعلان السلطات الصينية عن ظهور المزيد من الإصابات بكوفيد-19 وإطلاقها نداءً للمواطنين بتخزين كفايتهم من المواد الغذائية تحسباً للطوارئ. علماً أن هذا إجراء معتاد مع قدوم فصل الشتاء وسط المخاوف من موجات الصقيع وما شابه.

وعلى الرغم من سياسة "صفر كوفيد" الصارمة التي تنتهجها بكين ضد كورونا، شهدت الفترة منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حتى الآن، زيادة مطردة في الإصابات المحلية بالفيروس مدفوعة بعدوى متحور دلتا، برغم تقديم أكثر من 2.33 مليار جرعة من لقاحات كوفيد-19 داخل البلاد حتى الأحد.

وأقرت لجنة الصحة الوطنية الصينية (NHC) بأن البلاد تواجه موجة جديدة من الجائحة ضربت 44 مدينة في 20 مقاطعة من أصل 31 على الرغم من أن السلطات الصينية اتهمت بانتظام بالتكتم والتضليل في ما خص حقيقة وضع الوباء.

وتشهد مدينة "هيهي" عدداً متزايداً من حالات كورونا وكانت سلطاتها قد فرضت في 28 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إغلاقاً شاملاً عقب رصد أول حالة إصابة فيها. وأبلغ عن نحو 200 إصابة في المدينة منذ ذلك الحين مونحو ألف إصابة في جميع أنحاء الصين.

وخلال الساعات الماضية، حثت السلطات المحلية في مدينة هيهي المواطنين على تعليق التسوق في المناطق المتضررة بالموجة الجديدة من إصابات كوفيد. كما بدأت السلطات هناك في إجراء اختبارات للسكان بغية احتواء انتشار العدوى، واتخذت تدابير لضمان توفير الضروريات اليومية للمواطنين.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image