تعرضت ثلاث سيدات مصريات للطعن والذبح على أيدي شركاء حاليين أو سابقين، الثلاثاء 9 آب/ أغسطس، في جرائم يُعتقد على نطاق واسع أن "التعاطف" مع قاتل طالبة جامعة المنصورة نيرة أشرف ساهم في تغذيتها والتشجيع عليها.
في نطاق محكمة الزقازيق بالشرقية، قُتلت الطالبة سلمى الشوادفي (20 عاماً) بـ15 طعنة نافذة في وضح النهار على أيدي زميلها إسلام محمد (22 عاماً) بداعي الانتقام لرفضها الاستمرار في علاقة عاطفية مزعومة مع القاتل.
وفي دار السلام، قتل رجل (40 عاماً) زوجته (37 عاماً) "بعدة طعنات وجرح ذبحي بالرقبة" مبرراً جريمته بوقوع مشادة كلامية بينهما لرفض الضحية معاشرته جنسياً.
في اليوم نفسه، ألقت السلطات الأمنية في محافظة المنوفية القبض على قهوجي الذي أصاب زوجته بعدة طعنات في أماكن متفرقة بالجسم بسبب "خلافات زوجية". وقد نُقلت إلى المستشفى في حالة خطيرة. وليس واضحاً بعد هل نجت أم لا.
هذا بخلاف حوادث قتل وتعنيف وتهديد وترويع النساء الأخرى التي شهدتها البلاد في نفس اليوم. وهو ما يشير إلى وضع كارثي وبيئة غير آمنة تعيش فيها النساء المصريات، على حد تعبيرهن على مواقع التواصل الاجتماعي.
"لُمنا الضحية فتكررت الجريمة وازداد الجُناة"... ذبح وطعن ثلاث مصريات على أيدي شركائهن في غضون 24 ساعة! اثنتان توفيتا والثالثة في المستشفى في حالة خطيرة. التعاطف مع قاتل #نيرة_أشرف شجّع المزيد من القتلة #سلمى_الشوادفي
نيرة أخرى
حظيت جريمة قتل سلمى بالاهتمام الأكبر في وسائل الإعلام وعبر السوشال ميديا لأوجه الشبه العديدة بينها وبين جريمة قتل نيرة أشرف التي لم يستفق المجتمع المصري يعدُ من صدمتها وملابساتها والسجالات التي فجّرتها.
القاتل هو زميل الضحية في نفس الجامعة. دافِعَهُ للجريمة فشل ارتباطه بها. هددها مراراً وتكراراً ولاحقها بلا توقف. وقد خطط لجريمته مسبقاً وأعد السلاح، وتعقّبها في وضح النهار إلى مكان عمل صديقتها وأجهز عليها بالطعنات وسط ذهول المارة، ولم يتركها إلا وهي غارقة في دمائها.
أقر قاتل سلمى كما قاتل نيرة بالتخطيط للجريمة لغرض الانتقام لرفض/ إنهاء العلاقة من قبل الضحية.
وتداول البعض ما يبدو أنه تهديد نشره قاتل سلمى قبل ساعات من الحادثة، ويتضمن صورة له مع الضحية وقد علّق عليها: "افرحي دلوقتي أنك طلعتي التانية على الدفعة، وامتياز مع مرتبة الشرف. وبالرغم أني كنت مسؤول عن درجات العملي على مدار سنة ثالثة ورابعة، بس تمام. أتى أمر الله فلا تستعجلوه. أقسم بالسبع سماوات، هزلزل عرش الله نفسه من بشاعة نهايتك. ويومها وبكل قوة هقول للعالم، الآن فلتقوموا بالإعدام".
"قاتل #سلمى_الشوادفي ليس شخصاً واحداً، وإنما كل من تعاطف مع قاتل نيرة وبرر له وقاد حملات للتشهير بالضحية ودعم القاتل شارك اليوم في قتل سلمى"
لوم الضحية
الشاهد في الجريمتين الأخيرتين، كما في قضية نيرة، تقديم دافع الجريمة في صورة مبرر يحاول تشويه سمعة الضحية لجلب التعاطف مع القاتل.
في جريمة دار السلام، وعلاوة على زعم القاتل أن الزوجة المغدورة رفضت معاشرته جنسياً، وهو أمر يبغضه المجتمع ويثور عليه بل يعتبره تجاوز على "حدود الله"، ادعى القاتل أن زوجته أخبرته بأنها على علاقة بآخر. أمر لا يمكن التحقق منه بعد مقتل الزوجة، لكن القاتل يثق أنه سيجلب له التعاطف ويبرر جريمته لدى الكثيرين.
أما في جريمة قتل سلمى الشوادفي، فقال الجاني في اعترافات أولية: "كنت عايز أشفي غليلي… وهي تخلت عني… كنت عايز أنتقم منها"، قائلاً إن الضحية قررت إنهاء علاقة عاطفية مزعومة بينهما من طرف واحد. وقدّم في منشوره التهديدي السابق للجريمة خيطاً لمن اعتاد التبرير لقتلة النساء هو زعم مساعدته إياها دراسياً ومشاركته في تفوقها. علماً أنه هو نفسه لم ينجح في اجتياز السنة الدراسية ولا يزال طالباً بالفرقة الثالثة برغم أنه يكبرها بعامين فيما هي تخرجت.
وتداول البعض منشوراً سابقاً للقاتل في مجموعة بعنوان "المستشار القانوني أون لاين"، كان يسأل فيه عن حل قانوني يعوّضه عن علاقة حب استمرت ثلاث سنوات "استُنزف" خلالها "مادياً ونفسياً" على حد قوله. واعتبر البعض ذلك قرينة على أن الشاب تعرض لخداع واستغلال من الفتاة حتى تخرجها.
لكن صديقاً سابقاً للقاتل، يُدعى إياد محمد، خرج عبر فيسبوك داعياً الجميع لعدم التعاطف معه قائلاً إنه لم يكن صادقاً في حبه المزعوم لسلمى بل خانها مرات وحاولت الفتاة إصلاحه ودفعه إلى النجاح في حياته ودراسته، ولكن دون جدوى.
واستشهد إياد بمحادثة بينه وبين القاتل أكد فيها حسن أخلاق الضحية وأن علاقتهما انتهت فقط بسبب عدم التوافق في الأفكار والمبادىء.
وكتب: "أقسم بالله على أد ما كنت صاحبك وبقف في ضهرك وكنت دايماً في صفك بس عمري ما هسكت على الحق. عمري ما أدعمك. أنت قاتل زي أي قاتل ومش هديك الفرصة تستعطف الناس وإلا أبقى زيهم بدعمك بسكوتي".
تعليقاً على شكوى صديقه بخصوص التعويض القانوني، قال: "أنا اللي كنت صاحبه متأثرتش. إحنا بجد بنشجع الناس دي تقتل أكتر وأكتر، وبنركبهم دور الضحية وهم أصلاً عمرهم ما كانوا ضحية".
"هزلزل عرش الله نفسه من بشاعة نهايتك"... برغم تكرار رسوبه، زعم قاتل #سلمى_الشوادفي أنه ساهم في تخرجها بتفوق. يبدو أنه كان يسوق هذا "مبرراً" للمتعاطفين مع قتلة النساء للدفاع عنه تماماً كما قاتل #نيرة_أشرف
غضب من "التبرير للقتلة" وفزع نسائي
على نطاق واسع، أقر المعلقون عبر الإنترنت أن التعاطف مع قاتل نيرة أشرف وتدشين حملات لجمع "الديّة" أو تعويض مالي لافتدائه وتخفيف حكم الإعدام بحقه سبب رئيسي في تكرار جرائم ذبح النساء بنفس الوحشية في وضح النهار من شركاء سابقين أو حاليين.
واتفق كثيرون على القول: "لُمنا الضحية فتكررت الجريمة وازداد الجُناة"، قائلين إن قاتل سلمى "في انتظار التبرير له ولوم الضحية وجمع الدية وشوية صعبنيات كدا".
وقالت إيناس إن "قاتل #سلمى_بهجت ليس شخصاً واحداً، وإنما كل من تعاطف مع قاتل نيرة وبرر له وقاد حملات للتشهير بالضحية ودعم القاتل شارك اليوم في قتل سلمى". خصّ معلقون الداعية مبروك عطية والناشطة عبر فيسبوك منى أبو شنب إذ قال الأول إن الفتاة التي تخشى على حياتها ينبغي أن تخرج من منزلها كما "القفة"، مغطاة بالثياب، ودشنت الثانية حملة لجمع تبرعات لإنقاذ قاتل نيرة أشرف من حبل المشنقة.
غرّدت الكاتبة سحر الجعارة: "النتيجة المباشرة لتكريس فكرة #الدية مقابل الإعدام لقاتل #نيرة_أشرف... النتيجة هي قتل #سلمي_الشوادفي طالبة الإعلام بوحشية على يد زميلها! كل هؤلاء حرضوا على ذبح بناتنا في الطريق العام: مبروك عطية، منى أبو شنب، أحمد مهران، نيني المغربي. حاكموا هؤلاء قبل أن تحاكموا القتلة".
وعبّرت الكثيرات عن شعورهن بالفزع وعدم الأمان في مصر لكثرة "شهيدات الغدر الذكوري" بسبب قول "لا". عقّبت آية: "إنتي ميته ميته علشان إنتي في بلد أرخص شئ فيها دم بناتها"، وشدد آخرون على أن "حيوات النساء مهمة، والنساء مش أرقام".
وظهرت دعوات للفتيات بعدم الدخول في علاقات حب مع زملاء الدراسة أو طلب مساعدتهم. كتب الصحافي والكاتب محمود الرخم: "نصيحة للبنات: بلاش تخلوا أي شاب مصري يذاكر لكم أو يجيب لكم مَلازم أو يساعدكم دراسيّاً بأي شكل، عشان بيعتبروا دا صكّ ملكية وبيقتلوكم في الآخر".
وطالب المعلقون بـ"سرعة إعدام" القاتل ليكون رادعاً لمن يفكر راهناً في الإقدام على نفس الجرم وإنقاذ "الضحية القادمة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع