شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
اقتحام وتفتيش منتجع ترامب في فلوريدا… العرب بين شامت وساخر ومباهٍ

اقتحام وتفتيش منتجع ترامب في فلوريدا… العرب بين شامت وساخر ومباهٍ "بقوة القانون"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن وحرية التعبير

الثلاثاء 9 أغسطس 202203:10 م

في حدث غير مسبوق وصادم، أقدم مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) على اقتحام وتفتيش منتجع الرئيس السابق دونالد ترامب، "مار إيه لاغو"، في بالم بيتش بفلوريدا، تنفيذاً لإذن تفتيش قضائي صدر في سياق تحقيق في تعامل ترامب مع الوثائق الرئاسية، بما فيها وثائق سرية، يُرجح قيامه بنقلها إلى فلوريدا خلال رئاسته.

أثار الحدث ردود فعل واسعة في أمريكا وحول العالم، بما في ذلك في العالم العربي الذي شهد آراءً متباينة بين السخرية والشماتة واستحسان الخطوة.

يواجه ترامب المتوقع إعلانه في الأشهر المقبلة خوض السباق نحو البيت الأبيض مجدداً عام 2024، مشاكل قانونية على جبهات متعددة بما في ذلك تحقيقان معلنان - أولهما عن مساعيه لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020 واقتحام الكونغرس في 6 كانون الثاني/ يناير 2021.

أما ثانيهما، فعن تعامله مع الوثائق الرئاسية السرية إذ أعلن الأرشيف الوطني، المكلف جمع وفرز المواد الرئاسية، استرداد نحو 15 صندوقاً من سجلات البيت الأبيض من منتجع ترامب بفلوريدا، بما فيها سجلات مصنفة سرية وحساسة للأمن القومي.

يحظر قانون السجلات الرئاسية لعام 1978 نقل وثائق البيت الأبيض خارجه. من يُدان بمخالفة هذا القانون يُصبح عُرضة للغرامة المالية أو السجن، والأهم من ذلك أنه يُصبح غير مؤهل لتولي حكم البلاد ثانيةً أو أي منصب رسمي.

"تطور تاريخي غير عادي" و"عاصفة سياسية غير مسبوقة"... FBI يقتحم ويفتّش "البيت الأبيض الشتوي" لترامب، والمعلقون العرب بين ساخر وشامت ومعجب بـ"قوة القانون"

وفي بيان، أقر ترامب: "منزلي الجميل، مار إيه لاغو في بالم بيتش بولاية فلوريدا، يخضع حالياً للحصار والمداهمة والاحتلال من قبل مجموعة كبيرة من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي… لقد اقتحموا خزنتي". وأردف: "بعد العمل والتعاون مع الوكالات الحكومية ذات الصلة، فإن هذه المداهمة غير المعلنة لمنزلي لم تكن ضرورية أو مناسبة".

ووصفت شبكة "سي أن أن" الأمريكية ما حدث بأنه "تطور تاريخي غير عادي" و"عاصفة سياسية غير مسبوقة"، لافتةً إلى أنه "من أكثر التحولات المذهلة حتى الآن في قصة ترامب" و"يهدد بضخ سموم جديدة في الحياة السياسية لدولة منقسمة بشكل ميؤوس منه" بخاصة لتصديق الملايين من أنصار ترامب أكاذيبه بأن انتخابات 2020 سُرقت.

ونقلت الشبكة عما وصفتها "مصادر مطلعة" أن عملاء المكتب الفدرالي ركزوا على منطقة النادي حيث مكاتب ترامب ومقارّه الشخصية وشمل أماكن الاحتفاظ بالوثائق، مؤكدةً أنهم اصطحبوا صناديق تحتوي على وثائق لدى مغادرتهم. وعُرف "مار إيه لاغو" - خلال فترة رئاسة ترامب - بأنه "البيت الأبيض الشتوي"، لطول إقامته فيه.

ما هي دوافع التفتيش؟

في مقابلة مع "سي أن أن"، وصف نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأسبق أندرو مكابي، ما حدث بأنه "أمر مذهل"، متابعاً أن "قاضياً فيدرالياً اتخذ قراراً على ما يبدو بأنه قد يكون هناك دليل على وجود جريمة في محل إقامة رئيس سابق".

وبينما أقر مكابي بأن الأمر "ليس مفاجئاً" بالنظر إلى طريقة إدارة ترامب السابقة للبلاد وتعامله مع الأمور، إلا أنه أشار إلى أن الموضوع "معقد حرفياً"، مردفاً بأن FBI "لن يتخذ خطوة خطيرة مثل هذه إذا لم تكن لديه معلومات جيدة تشير إلى أنه نتيجة بعض الإجراءات المتعمّدة لإزالة المستندات السرية أو الحساسة في اختراق لقانون فيدرالي ما. لذلك أعتقد أن ما سنراه هو ادعاء خطير للغاية عندما يتم كشفه في نهاية المطاف".

أما ترامب، فقد اتهم في بيانه الغاضب "الديمقراطيين اليساريين الراديكاليين" بأنهم "لا يريدونني أن أترشح للرئاسة عام 2024" وبأنهم "سيفعلون أي شيء لوقف الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي المقبلة" للكونغرس. علماً أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يترأسه حالياً كريستوفر راي الذي عيّنه ترامب قبل أن يترك منصبه.

"ترامب بعظمتهِ عندما وجدت وكالة التحقيقات الفدرالية ضرورة للبحث عن وثائق أو معلومات دهمت منزله، ونحن لا يستطيع كائن أو وكالة أو قوة مُداهمة فلان لأنه تاج رأس وخط أحمر"... كيف رأى العرب تفتيش منتجع ترامب؟

وانحاز الكثير من الجمهوريين إلى ترامب، وانتقدوا بشدة ما فعله "الإف بي آي"، وطالبوا وزارة العدل بشرح موقفها، زاعمين أن الرئيس السابق كان ضحية ثأرٍ سياسي.

العرب بين شامت ومعجب

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي العربية، تباينت التعليقات على التطور الدراماتيكي في أمريكا، وانقسم المعلقون العرب بين شامت و/ أو ساخر في ما يحدث وكأنه في "جمهورية موز"، ومعجب مباهٍ بـ"إعمال القانون على الجميع دون فرق"، وقلة تتمنى لو أن قوة القانون في بلدها تبلغ هذه المرتبة. 

وروج البعض أن هناك "مؤامرة من الديمقراطيين" لاستبعاد ترامب من الترشح في الانتخابات المقبلة لا سيّما مع انخفاض شعبية الرئيس جو بايدن وتراجع صحته. وتوقع فريق منهم زيادة شعبية ترامب إذا لم يظهر ما يدينه في الوثائق التي عثر عليها. واكتفى فريق بوضع تصوره/ تحليله لما يجري هناك.

وغرّد المذيع بشبكة الجزيرة القطرية أحمد منصور: "اقتحام مكتب التحقيقات الفيدرالى لبيت الرئيس السابق #ترامب حادثة غير مسبوقة فى التاريخ الأمريكي وتهدد بانقسام حقيقي قد يصل لحد الصدام العنيف داخل المجتمع الأمريكي. فالقصة تجاوزت الخلاف والتنافس بين الجمهوريين والديمقراطيين إلى تهييج شعبوي غير مسبوق لشعب مسلّح وإعلام مفتوح".

وكتب العراقي نوري الدليمي: "ترامب بعظمتهِ عندما وجدت وكالة التحقيقات الفدرالية ضرورة للبحث عن وثائق أو معلومات دهمت منزله، ونحن لا يستطيع كائن أو وكالة أو قوة مُداهمة فلان وفلان وفلان (يقصد ذوي النفوذ والسلطة) لأنه تاج رأس وخط أحمر. ويحدثونكَ عن بناء الدول واحترام القوانين والمساواة بين المواطنين".

وقال أيضاً الباحث في شؤون الخليج وإيران سالم الدليمي: "لا أحد فوق القانون، وإن كان رئيساً أمريكياً سابقاً له حصانة. وإن كان في الأمر طابع سياسي يتعلق بمحاولة الديمقراطيين منعه من الترشح للانتخابات القادمة".

يحظر قانون السجلات الرئاسية الأمريكي لعام 1978 نقل وثائق البيت الأبيض خارجه. في حال إدانة ترامب بمخالفته، سيكون عُرضة للغرامة أو السجن، والأهم عدم الترشح للرئاسة

وقال الصحافي المصري المعارض سامي كمال الدين: "هيقبضوا على ترامب وهيتحاكم، ومش هينفع يترشح تاني ولو على مراجيح مولد النبي. كده على العرب (يقصد الحكام العرب) أنهم يظبطوا وضعهم قبل ‘العركة‘ الكبيرة بتاعت الأمريكان مع الصين وروسيا عشان هيتداس فيها حكام كتير إلا اللي يرتبها صح مع شعبه… إصحى"، وذلك في إشارة إلى اتهام ترامب بحماية الحكام الدكتاتوريين العرب مقابل منافع اقتصادية.

بدوره، اعتبر المصري أحمد جمال أن "أمريكا بتعمل أحقر الحركات مع ترامب عشان تمنعه من الترشح… الحركات دي كانت بدأت تبقي قديمة في جمهوريات الموز". اتفق معه السعودي عبد الله السيف الذي قال إن "الجزاء من جنس العمل" واتهم واشنطن بـ"استباحة دول العالم وتحويلها إلى جمهوريات موز".

أما الملحن المصري وائل عبد الحي فوصف أمريكا بأنها "بلد أوهام الديمقراطية"، لاقتحام منزل رئيس سابق و"الادعاء" بخيانته وسرقته وثائق مهمة. وأضاف له الكويتي عبد الهادي المطيري أن "استبعاد ترامب من الانتخابات يعتبر من الحتميات التاريخية لأمريكا التي تضاف إلى وقائع حفلة الشاي ومذبحة بوسطن".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard