شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
الحب بين موظفي

الحب بين موظفي "الشركة" حرام... هل تصلح مجازات مسلسل severance لحياتنا؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الاثنين 8 أغسطس 202212:40 م

يطمح الإنسان دوماً للسيطرة على ذاكرته ومجابهة ألاعيبها، وتطويعها حسب رغباته لتستدعي ما يسعده، ويجعلها أكثر تأقلماً مع واقعه، وتتناسى كل ما يؤلمه ويعكر صفو حياته.

يختلق أحداثاً وهمية، ويمحو تفاصيل تجارب مؤلمة، ويحرّف أخرى مستمدة من محاولات خداع الذات قدرة على العيش.

كل هذا يحدث بصورة تلقائية لا واعية أغلب الأوقات، لكن ماذا لو استطاع المرء بمساعدة التكنولوجيا أن يتحكم في وعيه، واختار أن ينسى جزءاً من ذاكرته لساعات معدودة يومياً، أو أن يصبح لديه ذاكرتين؛ الأولى للعمل، والثانية للحياة الشخصية.

هل يساعده ذلك على تحقيق توازن سليم بين العالمين؟ وهل يريحه من أعبائه العاطفية أثناء ممارسة الوظيفة ويمكّنه من إبعاد مشقاتها عن البيت؟

هذه هي الفكرة الأساسية التي تنطلق منها أحداث المسلسل الأمريكي Severance (شطر)، المتاح على منصة Apple Tv+.

يقدم معالجة ديستوبية للتجرد من الذاكرة، تتعرض فيها الشخصيات لإيذاءات عدة بسبب قرار اتُخذ بإرادة حرّة، لم تكن عواقبه في الحسبان. فالجسد واحد، إنما الذات ممزقة بين ذات داخلية حبيسة خاضعة داخل مقر العمل، وذات خارجية منغمسة في أزماتها وتطلعاتها.

عبودية في العمل

يحكي كاتب المسلسل دان إريكسون أن الفكرة ولدت من رحم معاناته مع الشركات، يقول في أحد حواراته: "عملت في سلسلة من الوظائف المكتبية حينما انتقلت إلى لوس أنجلوس، كانت أحدها في مكتب صغير غريب بلا نوافذ. كنت أؤدي مهامَّ متكررة عديمة القيمة طوال اليوم، لا تحتاج إلى جهد ذهني مطلقاً. وجدتني يوماً وأنا ذاهب للعمل أقول: ليتني لا أشعر بالساعات الثماني المقبلة، أنفصل تماماً عن الزمن حتى تصب الخامسة مساءً، وأعود إلى البيت".

شرع بعدها في كتابة الحلقة التجريبية، وأخذ يطور المعالجة بالتوازي مع تنقله بين المؤسسات الكبرى حتى انتهى منها، وأرسلها إلى شركة الممثل والمخرج بن ستيلر.

رأى الأخير أن السيناريو يحمل جاذبية خاصة بسوداويته الكوميدية، وأن عليه التعاون مع الكاتب المبتدئ حتى يخرج المسلسل إلى النور.

تعزز الشركة من مشاعر الخوف والكراهية بين كل الأقسام، ويمنع منعاً باتاً أن يقيم الزملاء علاقات عاطفية، حتى لا يخلقون تكتلاً قادراً على عرقلة أهدافها... فالموظف الناجح هو "المشطور"، يمتلك هويتين وذاكرتين لا علاقة لأحدهما بالآخر، واحدة للعمل، وأخرى لحياته الشخصية 

كان هذا قبل سنوات من انتشار جائحة كورونا، وما صاحبها من فتح نقاشات موسعة عن الموازنة بين الحياة المهنية والشخصية، في ظل العمل عن بعد.

تقع غالبية الأحداث داخل شركة عملاقة تدعى "لومون"، يخضع بعض موظفيها طواعية إلى عمليات جراحية للعمل في طابق المشطورين.

هذا الطابق أشبه بمتاهة، يمكن للمرء أن يضيع بسهولة بين ممراته البيضاء الفارغة دون أن يجد مخرجاً. مساحات شاسعة خاوية، بلا منافذ أو شرفات. لا تكنولوجيا حديثة أيضاً في هذه البيئة المعزولة، العمل ينجز على أجهزة كومبيوتر عتيقة دون دراية بماهيته من الأساس. وكأننا عدنا بآلة الزمن إلى الوراء عدة عقود.

بعد عملية الشطر، تصبح الذات الداخلية في حالة ضياع تام. لا تعرف شيئاً عن هويتها أو ماضيها، لا تحمل أي ذكريات، عاجزة تماماً عن التواصل مع الذات الخارجية. هذا ما تختبره شخصية هيلي، أحدث المنضمين إلى قسم تدقيق البيانات العامة، الذي تتبع الحكاية مسارات شخصياته. نراها للمرة الأولى ملقاة على طاولة اجتماعات تشبه التابوت، ثم تفيق لتجد نفسها في مكان جحيمي من صنع الإنسان.

تتولى الشركة إخبار الموظفين بأسمائهم الأولى، وتُطلعهم من حين لآخر على معلومات بسيطة عن ذواتهم الخارجية خلال الجلسات النفسية، ولكن تحظر نقل أي معلومات من الداخل إلى الخارج، وتمتلك تقنية كاشفة لأي رموز أو عبارات مكتوبة على الورق أو الجسد. وبذلك لا يمكن أن يستغيث الموظفون بالذات الخارجية أو يكشفوا عن أي معاناة يتعرضون لها على يد رؤسائهم.

وإمعاناً في إحكام القبضة على المشطورين، تعزز الشركة من مشاعر الخوف والكراهية بين الأقسام، وتمنع إقامة أي علاقات عاطفية بين موظفيها تجنباً لخلق أي تكتلات أو مواقف جماعية تعرقل تحقيق أهدافها.

يقدم المسلسل بيئة رأسمالية كابوسية تستنزف الموظفين في عمل رتيب، كالضغط على مجموعة أرقام مخيفة، دون الإفصاح عن الغرض منها. تدّعي توفير مناخ صحي يحفل بالمكافآت التحفيزية، لكن الموظف مسلوب الإرادة عرضة لتلقي قدح على رأسه من مديره، والخضوع للتعذيب النفسي في غرفة تسمى بـ"الاستراحة"، إذا تجاوز بأي شكل.

يدرك أصحاب الشركة أنهم بحاجة إلى حكاية أو قصة أسطورية تضفي أهمية على عملهم السري الغامض. يختلقون تاريخاً يعود إلى القرن 19، ويدشنون متحفاً يضم كافة الرؤساء التنفيذيين للشركة، وعلى رأسهم المؤسس والأب الروحي، كير إيجان، الذي يزعم أنه اكتشف السجيات الأربع الموجودة في كل نفس بشرية: "الحزن، المرح، الخوف والحقد" واستطاع ترويضها، وأن المؤمنين بفلسفته من أبنائه المخلصين سوف يرثون هذه القوة العظيمة. يبدو الأمر أقرب لطائفة دينية تمتلك مبادئ ومعتقدات خاصة عن الحياة، وتسعى إلى نشرها بين الناس لمزيد من الاستحواذ على الأرواح.

يقول أحد الشخصيات المشطورة: "ليس عادياً أن يكون الإنسان بلا تاريخ، التاريخ يعطينا أهميتنا ويمنحنا سياقاً وهوية... عندما أفقت على تلك الطاولة كنت بلا هوية. لكن بعدها أدركت أني أعمل لدى شركة تعتني بالبشرية منذ 1866".

وفي إطار البروباغندا التي تصنعها لكسب ولاء موظفيها، تستخدم "لومون" الفن التشكيلي للتأثير على الأفكار والمشاعر، إذ تتوسط الجدران لوحات تستعرض حياة الأب الروحي وانتصاراته، وأخرى دموية ومفزعة تخلق عداءات وتعصباً ضد الآخر.

كل هذه البنية المحكمة للاستعباد، لم تصمد كثيراً في وجه مشاعر الحب والصداقة، ولم تقتل الرغبة في التمرد وتغيير الأوضاع الإنسانية ولم تمنع من وصول كتاب، يبدو مستهلكاً في عباراته، إلا إنه يحمل أفكاراً ثورية بالنسبة لذوات داخلية محرومة من مظاهر الحياة بوجه عام.

ذاكرة بلا مآسي

"من أنتِ؟" أول عبارة نسمعها في المسلسل، تتلقاها هيلي خلال مرحلة إفاقتها بعد عملية الشطر.

هذا سؤال يشغل الذوات الداخلية، يفتشون في أعماقهم عن إجابات له، وحينما تبوء المحاولات بالفشل، يختلقون حقائق عن أنفسهم وزملائهم المحيطين وطبيعة عملهم لملء الخانات الخالية.

في المقابل، تبدو الذوات الخارجية غير منشغلة بهذا السؤال، رغم حجب ثماني ساعات يومياً عن ذاكرتهم. وهذا لا يعني أن ما تمر به الذوات الداخلية لا يترك آثاراً مادية وروحية على الشخصيات، والعكس صحيح.

تكوينات بصرية عدة تعتمد على سيمترية للقطة، حيث تنقسم إلى نصفين متماثلين للتأكيد على وحدة الجسد نفسه رغم حالة الفصل، لكن بالتدقيق سنجد أنهما غير متكافئين، لئلا يوجد توازن في الأصل بين الذاتين. تهتم الصورة أيضاً بإبراز الفروق الكبيرة بين العالمين؛ العالم الحقيقي بألوانه الداكنة الطبيعية وتفاصيله الثرية والعالم الآلي الموحش منزوع الحيوية.

"كنت أظن أن الأمر يتطلب وحشاً لوضع إنسان في هذا المكتب، لكننا لسنا وحوشاً"، يقول بيتي، موظف مشطور تمكن من إعادة دمج الذاكرتين قبل أن يفقد حياته إثر العملية الجديدة.

تتحمل الشخصيات مسؤولية بؤس الذوات الداخلية بدرجة كبيرة، لكنها لا تعرف حقيقة ما يحدث داخل الشركة، كما أن الغالبية اتخذت هذا الخيار هرباً من المآسي.

نتقرب لأول مرة من الشخصية الرئيسية، مارك، أثناء بكائه بحرقة في سيارته قبل دخول المبنى. لم يستطع مارك أن يتحمل فقدان زوجته في حادث، لم يقو على مواجهة الحياة بدونها. أهلكه ثقل القلب ودفعه إلى ترك مهنة تدريس التاريخ التي أحبها.

وبما أن الطب النفسي يتطلب استعداداً للبوح والجلد حتى يؤتي ثماره، فقد رأى أن الحل الأسهل هو إيقاف ذاكرته في ساعات النهار تخفيفاً عن نفسه.

تصور مارك أن ذاته الداخلية متحررة من محنته، لا تدري شيئاً عن أحزانه وهمومه. لكن عينيه الحمراوين وروحه المرهقة تفضحان ما يختبئ وراء الذات، مشوشة الوعي والوجه المبتسم.

يخترع زملاؤه مزحة حول الأمر مفترضين إن لديه حساسية من المصعد، لأنهم بحاجة إلى تفسير لهذه الصورة المتناقضة.

لم يعد للدولة حضور، الآن نعيش في تقاليد مهنية/ مهينة تختلقها الشركة، تحرّم الحب، وتشيطن نزعات التمرد، وتقدس الفصل التام بين العمل والحياة الشخصية، وتاريخ مزيف من الانتصارات والبطولات يمنح موظفيها إحساساً بالتميز، وأنهم جزء من سياق أكبر من ذواتهم الشخصية، وانتماءاتهم 

ينأى السرد عن كشف دوافع بقية الشخصيات المشطورة بوضوح، لكننا نستشف أن أحدهم لجأ إلى الشطر بسبب خلافات عائلية، عجز عن التعامل معها، وأن صوت بكاء الطفل الذي يسمعه آخر في غرفة الاستراحة ربما يرتبط بفقدان ابن.

كذلك نرى ثالثاً في غرفته محاطاً بميداليات، ومحتفظاً بزي البحرية الأمريكية الخاص بوالده، فنعرف أن هناك قصة حزينة وراء القرار.

في النهاية، يصبح قمع الذكريات المؤلمة بهذه الطريقة خياراً مفهوماً رغم تبعاته، فالتعافي من الصدمات ليس هيناً، والرغبة في تخطيها دون اختبار مشاعر الألم والفقد حلم يراودنا باستمرار.

والحقيقة أن العلم يقترب من تحقيق ذلك، وإن كان بصورة مختلفة عن مفهوم الشطر الذي يعرضه المسلسل.

تخبرنا دراسات وأبحاث علمية عديدة بأن كل ما تُعتصر قلوبنا لأجله يمكن أن يُمحى من الذاكرة أو يُعدّل ليكون أكثر إيجابية.

ومع ذلك، ثمة تحفظات أخلاقية على هذا النوع من العلاج، ترى أنه يتعدى على هوية الإنسان، ويحرمه من أصالته النابعة من تراكم الخبرات الشعورية والتجارب الحياتية، وقد يحيله إلى أداة في يد قوة أكبر منه، مثلما حدث مع مارك ورفاقه.

استلهامات وطزاجة

عناصر فنية عدة تميز مسلسل Severance وتضعه في مكانة مهمة بين إنتاجات العام الجاري.

حكاية جذابة، ورؤية ذكية تناسب روح العصر، إلى جانب أداءات تمثيلية لافتة، وبصمة بصرية مدروسة بعناية لمسلسل يحمل خصوصيته، ويستدعي أيضاً أعمالاً سابقة تعرضت لأفكار مشابهة.

نلمح طيف سينما الكاتب والمخرج تشارلي كوفمان حاضرة في النص. قصة الحبيبين في فيلم eternal sunshine of spotless mind (إشراقة أبدية لعقل طاهر)، اللذين تفرقا، وأقدمت هي على محو ذكرياتها هرباً من آلامها، ورغبة في المضي قدماً، ثم تبعها هو في غضب ويأس.

وحكاية محرك الدُمى في Being john Malkovich (أن تكون جون مالكوفيتش) الذي يعمل في الطابق السابع والنصف، ذي السقف المنخفض والتاريخ المختلق كحال عائلة كير إيجان، هناك يعثر على بوابة تفضي إلى عقل ممثل شهير، ويصبح قادراً على التحكم فيه لتحقيق مصالحه.

كذلك نستحضر سلسلة أفلام The Matrix (ذا ماتريكس)، وبطلها المبرمج الذي يوضع أمام خيارين، يحددان مصير حياته؛ إما أن يبقى في عالمه الوهمي مغيباً أو ينتقل إلى العالم الواقعي وحقائقه المجردة.

وقد نشرت تحليلات مفصلة توضح كيف دمج المسلسل كثيراً من تفاصيل السلسلة في عالمي الشخصيات المشطورة.

يؤكد الكاتب أن هذه الأفلام وغيرها أثرت في تكوينه، وأسهمت في صناعة سرديته الخاصة. الأمر لا يقتصر على الحكايات التي تحث الإنسان على كشف الواقع الزائف والتحرر من قبضته أو غيرها، المنغمسة في الذاكرة وآلياتها، وإنما يمتد إلى الأعمال الكوميدية التي تدور أحداثها داخل أروقة المكاتب. كل هذه المرجعيات في النهاية كانت وسيلة مساعدة لطرح تساؤلات عن الذات وذكرياتها.

وبوجه عام، تعتبر هذه التساؤلات عابرة للزمان والمكان، يمكن تأملها ومناقشتها بأساليب ومعالجات مختلفة.

في العالم العربي، لدينا قصص سينمائية وتليفزيونية عديدة تناولت قضية الذاكرة وعلاقتها بهوية الإنسان، غير أننا في الغالب نلجأ إلى حيلة فقدانها.

يعد فيلم "الليلة الأخيرة" لكمال الشيخ، من أفضل الأفلام وأشهرها في التعرض لأزمة فقدان الذاكرة، وشعور المرء بالتيه دون ذكرياته.

يحكي الفيلم عن امرأة تستيقظ من نومها وتستعد ليوم زفافها، لكن فجأة تدرك غرابة كل شيء حولها. تجد أنها متزوجة من زوج شقيقتها، وأن لديها ابنة، وقد صار اسمها هو اسم شقيقتها. تحاول على مدار الأحداث أن تعثر على حقيقتها، وتثبت زيف عالمها محكم الصنع.

تنويعات كثيرة على نفس السردية قدمها صناع الأفلام والمسلسلات لسنوات طويلة، حتى إنها كانت موضة في بعض مواسم الدراما الرمضانية.

وثمة محاولات فلتت من القالب الجاهز، ولجأت إلى مشكلة ضرر الذاكرة قصيرة الأمد، منها الفيلم الكوميدي "فاصل ونعود" لأحمد نادر جلال، المطابق في فكرته لفيلم Memento "تذكار" لكريستوفر نولان، حيث يفقد رجل ذاكرته القصيرة إثر حادث خطف نجله، ويلجأ إلى تدوين يومياته خلال رحلة البحث.

وهناك أيضاً فيلم "ميكانو" لمحمود كامل، الذي يروي حكاية مهندس معماري خضع لعملية استئصال ورم في الصغر، تسببت في إتلاف ذاكرته، وفقدانها كل فترة زمنية.

ربما حان الوقت لأن يتمرد مبدعونا على الأفكار المعلبة فيما يخص الذاكرة، ويطلقوا العنان لمخيلاتهم مثلما فعل صناع مسلسل Severance.

فقد كانت المحصلة النهائية معالجة طازجة، تواكب تطورات العلم والتكنولوجيا، وتحمل في قلبها نقداً للتوحش الرأسمالي في العالم، وما يفعله بالإنسان.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image