شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"الكبسولة"... عندما يبتلع الأسرى الفلسطينيون الرسائل كحبات الدواء

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 11 مايو 202211:46 ص

"كنّا نخفي الرسائل بين ثنايا شعر أحدنا، أو داخل سنٍّ مخلوع، ونمرّرها عبر شبابيك الزيارة في السجن"؛ يروي محمد عسلية (62 عاماً)، عن طريقة التواصل التي ابتكرها السجناء الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية مع العالم الخارجي من خلال ما يُعرف بـ"الكبسولة".

و"الكبسولة" هي عبارة عن قصاصات ورق صغيرة، ورقيقة، يدوِّن عليها السجين رسالته، ويشكلها بنحو مستطيل، ثم يغلّفها بـ"النايلون" ويحرق جانبيها لتأخذ شكلاً انسيابياً، فيسهل بلعها أو إخفاؤها، وتبدو كـ"كبسولة" دواء، ومنها استمدت تسميتها.

يقول عسلية، لرصيف22، إنه كان يستخدم قلم حبر جاف برأسٍ دقيقٍ، لكتابة كلمات متناهية الصغر على قصاصة الورق التي يضعها على لوح زجاجي أو بلاستيكي، لضمان الحصول على أسطر مرصوصة ومسافات ضئيلة بينها.

وكان يكتبها بلغة مشفّرة مع أرقام، أو تلاعب بألفاظ، كي لا يفهمها إلا مَن وُجّهت إليه. فعل ذلك مراراً وتكراراً لنفسه ولزملائه الذين كانوا يعتمدون عليه في كسر عزلة السجن، وإيصال أصواتهم إلى العالم الخارجي. يتوقف برهةً عن الحديث مفكراً في السنوات التي قضاها في السجن، ثم يقول: "كان خطي جميلاً، وفي وسعي كتابة أحرف صغيرة جداً لكنها واضحة، وبعد أن أنجز عدداً منها، خمسةً أو أكثر، نعطيها إلى أحد الأسرى المقرر الإفراج عنه قريباً، فيقوم ببلعها أو يضعها كتحميلة".

صندوق البريد البشري هذا، كان، وبمجرد خروجه من السجن واجتيازه حواجز التفتيش الأمنية، ووصوله إلى نقطة آمنة بعيداً عن الأعين الإسرائيلية، يتناول كميةً وافرةً من الطعام، ليسحب بعدها الكبسولات أو يخرجها عن طريق القيء أو البراز. ثم يقوم بتنظيفها بنحو جيد، ويسلمها إلى المرسَلة إليهم من دون فتحها، وهم في العادة عائلات سجناء أو ممثلو منظمات دولية أو محامون أو صحافيون.

ويذكر عسلية أن عملية نقل الكبسولات كانت مغامرةً كبرى، محفوفةً بالمخاطر، لأن مَن يقوم بها يكون معرّضاً للاعتقال والسجن مرةً أخرى. لذا، لم يكن يتولى تنفيذ تلك المهمة سوى مَن "يقدّم المصلحة العامة على الشخصية"، يقول بشيء من الزهو.

وسيلة للتواصل

انتشر استخدام الكبسولات في السجون الإسرائيلية عقب احتلال إسرائيل ما كان خارج سيطرتها من أراضٍ فلسطينية عام 1967، وقيامها باعتقال الكثير من الأسرى وإيداعهم في السجون والمعتقلات.

فقد سجّلت تلك الفترة تزايداً في العمليات الفدائية، إذ اتّسعت رقعتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، ورافق ذلك تعدد في أشكال التعذيب والقمع المستخدم ضد الأسرى، لتصبح الحاجة ملحّةً للبحث عن طريقة تواصل بين السجناء أنفسهم، أو بينهم وبين مَن هم خارج المعتقلات. وكانت الكبسولة إحدى الطرق الأساسية للتواصل، واستُعملت بكثرة وانتظام.

يروي عسلية، كيف كان السجناء يحرصون من خلال تلك الرسائل، على إفادة قياداتهم التنظيمية خارج السجن، بالمستجدات داخله، مثل "طبيعة التحقيق والعملاء الذين يدسهم الاحتلال بيننا وطبيعة الاعترافات التي تُنتزع منّا، حتى يأخذوا حذرهم، ويضمنوا ألا تتسع حملات الاعتقال".

وذهبت أهمية الكبسولات إلى أبعد من ذلك، إذ ساهمت، بناءً على ما يذكره عسلية، في إدارة معارك السجناء ضد إدارات السجون، عبر تبادل المعلومات بين الأقسام والفصائل، بحيث تتوحد المواقف والمطالب، والتي كان بعضها يتعلق "بزيادة كميات الطعام أو التخفيف من حدة اقتحام السجون أو الحصول على الأوراق والأقلام".

في آذار/ مارس 1988، اعتُقل محمد عسلية للمرة الأولى. داهمت مجموعة من عناصر قوات الاحتلال منزله في حي جباليا في مدينة بيت لاهيا، في شمال قطاع غزة، واقتادوه مكتَّفاً ومعصوب العينين إلى سجن كتسيعوت (النقب)، ليمكث هناك ستة أشهر.

بعد تعرّفه إلى السجناء وتمتين علاقته بهم، أخذوا يحدّثونه عن فكرة الكبسولة، وأهميتها في التواصل مع الخارج وتبادل المعلومات الأمنية الحساسة بين أقسام السجون.

يروي عسلية أنه في "نهاية ثمانينيات القرن الماضي وبداية تسعينياته، كانت الأقسام متقاربةً جداً، ولم تكن التكنولوجيا بهذا التطور الذي نشهده حالياً، لذلك كانت معظم عمليات تبادل الكبسولات ناجحةً".

قصاصات ورق صغيرة، ورقيقة، يدوِّن عليها السجين الفلسطيني رسالته ويشكلها بنحو مستطيل ثم يغلفها بـ"النايلون" ويحرق جانبيها لتأخذ شكلاً انسيابياً، فيسهل بلعها أو إخفاؤها، وتبدو كـ"كبسولة" دواء

ويشير إلى أن السجناء كانوا يضعونها في فردة جوارب، ويلقون بها من فوق الجدران، أو يناولونها بالأيدي مباشرةً، وعندما يباغَتون بحملة تفتيش فجائية، أو يدس الإسرائيليون بينهم واحداً من جواسيسهم، يُطلق عليه السجناء "العصفور"، كانوا يخفونها مؤقتاً في المطبخ، الذي كانت الرقابة عليه أقل، وفقاً لعسلية.

سنة 1992، أبعد الإسرائيليون عسلية إلى منطقة مرج الزهور، وهي منطقة واقعة في قضاء حاصبيا، في محافظة النبطية في لبنان، وهي خطوة قامت بها الحكومة الإسرائيلية رداً على مقتل جندي إسرائيلي على يد كتائب القسام، وتضمنت إبعاد 416 فلسطينياً من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

مسؤولية كبرى

تتدحرج الذكريات وتزدحم في رأس محمد عسلية. يشير بحماسة ذلك الشاب العشريني الذي كانه وهو في السجن الإسرائيلي، إلى أنه "لم تكن مجرد كبسولة لناقلها، بل مسؤوليةً جسميةً وعبئاً أمنياً كبيراً، وكان يعترينا كلّنا قلق بالغ من احتمال انكشاف أمره والعواقب التي يتعيّن عليه مواجهتها حينها".

ففي حال كشف السجانون واحدةً من عمليات نقل الكبسولات، يتوقف السجناء فوراً عن استخدامها، ويستمر ذلك إلى حين اطمئنانهم، فيعاودون كتابتها وتبادلها. هكذا كان يجري الأمر.

ينتاب عسلية أسف بالغ لأنه لا يحتفظ بأيٍّ من عشرات الرسائل التي كتبها ومُررت إلى خارج السجن طوال فترة وجوده فيه، لأنها وفقاً لما يذكره، كانت تشكل خطراً بالغاً على المرسلة إليه خارج السجن، والذي كان يقوم في الغالب بإتلافها فور قراءتها.

ويضم "مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة"، في جامعة القدس، والذي يديره سجين سابق يدعى فهد حسن أبو الحاج، أرشيفاً يضم العشرات من نماذج الرسائل الكبسولية، منذ 1967. اعتمد أبو الحاج، وهو أسير سابق أمضى عشر سنوات في السجون الإسرائيلية، على خمسين نموذجاً لكبسولات كتبها سجناء مختلفون، لتأليف كتاب يحمل عنوان "فرسان الانتفاضة يتحدثون من خلف القضبان".

في الوقت الحالي، "ما زالت الكبسولات تُستخدم ولكن ليس كما كان الأمر في فترة السبعينيات"، يقول لرصيف22، د. نشأت الوحيدي، الناطق باسم مفوضية الشهداء والأسرى في الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في المحافظات الجنوبية، وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية.

ويشير إلى أن السائد اليوم هو تهريب الهواتف المحمولة، ولكن "على الرغم من ذلك، هناك استخدام أيضاً للكبسولات، فالهواتف باهظة الثمن وليس في استطاعة جميع الأسرى شراؤها، ومن الممكن أن يتشارك عشرة أسرى لشراء هاتف واحد، وقد يصل سعره إلى 6،000 شيكل، أي ما يساوي 1،800 دولار".

وفي ظل تضييق السلطات الإسرائيلية على تواصل الأسرى مع العالم الخارجي، وصولاً إلى زراعة كاميرات في غرف الأسرى والأسيرات لمراقبة تحركاتهم، "صار نقل الكبسولات بغاية الصعوبة، ولكن بالرغم من ذلك تمكنوا من نقلها إلى العالم الخارجي، ولهم طرقهم الخاصة لتحقيق ذلك".

الحاجة أمّ الاختراع

"الأسير المحرر"، و"الجريح"، و"المُبعَد السابق"... مجموعة ألقاب يحملها اللواء د. محمد أبو سمرة (60 عاماً)، الذي يعزو سبب ظهور الكبسولة إلى "قساوة السجون الإسرائيلية والقمع الذي استُخدم فيها"، وحاجة السجناء إلى وسيلة سرية للتواصل وتبادل المعلومات.

اعتُقل أبو سمرة عشرين مرةً، وصدرت بحقه أحكام بلغ مجموعها عشر سنوات، الأول كان سنة 1973، وكان عمره وقتها 13 سنةً، لرسمه لوحةً فنيةً لفلسطين ومعها القدس وقبة الصخرة تنزف دماً، وفقاً لما يقول لرصيف22، فاتُّهم بالتحريض على الاحتلال والإخلال بالأمن العام، وحوكم بالحبس ستة أشهر.

ساهمت "الكبسولات" في إدارة معارك الأسرى الفلسطينيين ضد إدارات السجون الإسرائيلية، عبر تبادل المعلومات بين الأقسام والفصائل، بحيث تتوحد المواقف والمطالب

بعدها بسنوات قليلة، اعتُقل على خلفية كتاباته المسرحية، ومرافقته للفرقة المسرحية التي أنشأها، "فرقة الشباب الحر الفلسطيني"، خلال تقديمها عروضها في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل.

المرات الأخرى التي اعتُقل فيها كانت بسبب قيادته تظاهرات ومسيرات مدرسيةً وجامعيةً، أو بسبب كتاباته أو عمله كناشر للكتب أو لدوره في تأسيس حركة الجهاد الإسلامي وقيادتها، والتي يقول إنه لم تعد له علاقة بها منذ سنوات بعيدة.

الاعتقالات وأحكام السجن تلك، جعلته يدور بين سجون عديدة، منها سجن غزة المركزي وعسقلان ومعسكر الاعتقال أنصار 2، الذي أقيم على شاطئ غزة، وفيها تعرف على كبسولة الرسائل، ويقول إن حاجة السجناء الماسة إليها هي الدافع إلى اختراعها، ويردد: "بالفعل، الحاجة أم الاختراع".

يشير أبو سمرة، إلى أن القرطاسية لم تكن مسموحةً في سجون الاحتلال الإسرائيلي وقتها، وكان السجناء "يحصلون على أنابيب الأقلام الجافة وأقلام الرصاص بطرق صعبة ومعقدة جداً، وكانوا يكتبون رسائلهم على أوراق السلع الغذائية وملصقاتها".

يلفت إلى أن سنوات ما بعد 1967، حتى منتصف السبعينيات، كانت من أصعب السنوات وأكثرها قسوةً وتعقيداً في سجون الاحتلال من حيث معاناة الأسرى "ووسائل التعذيب والقمع التي مورست ضدهم. وعدم السماح بتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة والمعيشة الآدمية للأسرى الفلسطينيين والعرب على حد سواء. كانت بمثابة جحيم لمَن فيها".

أدب المقاومة عبر الكبسولات

لعبت الرسائل الكبسولية دوراً في أدب المقاومة. يروي أبو سمرة أن الكثيرين من السجناء هَرّبوا من السجون بواسطتها قصصاً ومسرحيات وروايات وقصائد ومقالات تجسّد معاناتهم.

أبو سمرة نفسه صدرت له شخصياً دواوين شعر وروايات وقصص قصيرة، فضلاً عن دراسات ومقالات وأبحاث، كتبها وهو داخل السجون. يروي أنه "على الرغم من التفتيش الأمني المفاجئ الذي كان يجري، إلا أنني تمكّنت من إخفاء كتاباتي وحمايتها، وكانت الإدارات القمعية للسجون الإسرائيلية وأجهزة أمن السجون الصهيونية تصادر خلال عمليات التفتيش كافة الكتابات والنتاجات الأدبية والثقافية والفكرية للأسرى، ومن ثم تقوم بمحاسبة الأسير ومعاقبته، وتمدد مدة اعتقاله".

ويلفت إلى أن الإسرائيليين كانوا يتابعون كل "شاردة وواردة تتعلق بالأسرى خارج أسوار المعتقل، وعند اكتشافهم صدور كتاب أو نشر مقالة أو قصيدة أو قصة قصيرة لأحد الأسرى، يقومون فوراً بمحاسبته ومعاقبته".

واحدة من أشكال العقاب التي كان يواجهها السجين في حال انكشف أمره، "العزل الانفرادي داخل السجن في زنزانة صغيرة للغاية تسمّى ‘سنوك’، لا تسمح للأسير بالوقوف ولا بالنوم، وتشبه القفص الذي يوضع فيه الكلب ولا تصلح للحياة الآدمية ولا حتى الحيوانية".

تنقبض ملامح أبو سمرة، وهو يصف ما كان يواجهه السجين آنذاك: "تعتريه مشاعر تمتزج بالحزن والغضب، ليس بسبب السجن الانفرادي الذي وُضع فيه، بل بسبب ضياع عصارة فكره والقيمة المعنوية الكبيرة للكلمات التي سطّرها في تلك الكبسولات".

آخر مرة اعتُقل فيها أبو سمرة، كانت بتاريخ 25 كانون الأول/ ديسمبر 1987، وأودع في سجن غزة المركزي، ليُبعَد في 11 نيسان/ أبريل 1988، إلى لبنان، ويعود سنة 1997 إلى فلسطين بمساعدة من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

كبسولات من سجن النساء

لم يقتصر استخدام الرسائل الكبسولية في السجون الإسرائيلية على المسجونين الفلسطينيين الذكور فحسب، بل للسجينات كذلك قصص كثيرة معها. تقول سجينة سابقة تبلغ من العمر حالياً 70 عاماً، وطلبت عدم ذكر اسمها لدواعٍ أمنية، لرصيف22: "بعد نكسة 1967، كان دور المرأة بطولياً جداً من خلال توزيع المنشورات وحماية المقاومين ونقل المعدات والأسلحة من مكان إلى آخر خلال العمليات الفدائية في تلك الفترة"، وعليه اعتُقِلت كثيرات.

هي، كان نصيبها من الاعتقال ثلاث مرات، الأولى في 1970، والثانية في 1974، والأخيرة كانت سنة 1976، وأودعت في المرات الثلاث في سجن غزة المركزي.

تروي أن السلطات الأمنية الإسرائيلية كانت تودّع الفلسطينيات في ذلك السجن خلال سبعينيات القرن الماضي، ليبقين قريباتٍ من عائلاتهن، أما في الثمانينيات، فصرن يُنقَلن إلى سجن "الرملة".

وعن طريقة وصول الكبسولات إليهن، وهنّ في سجن غزة المركزي، تقول: "كانت الكبسولات تصلنا عن طريق الطعام، كأرغفة الخبز على سبيل المثال".

وأخذت تشرح كيف كان فريق من السجناء الرجال، يعدّون الخبز لهم وللنساء، وبعد أن تصلهن الأرغفة المخصصة لهنّ، كنّ يقمن بتفتيشها جيداً، ويعثرن فيها على كبسولات تحتوي أحياناً على معلومات أمنية وسياسية.

كما تشير إلى أن السجينات كنّ كذلك يرسلن الكبسولات إلى خارج السجن، وذلك عن طريق أوراق السجائر التي يرسلها إليهنّ الرجال عبر أرغفة الخبز، فيقمن بكتابة الرسائل عليها بخط صغير، ولفها وتغليفها جيداً، وقبل خروج إحداهن من السجن، تقوم بابتلاع أربعٍ أو خمس منها، وتوصلها إلى وجهتها.

هي لم ترسل أبداً كبسولةً إلى والديها، لأنهما "كانا كبيرين في السن، ولم يكونا لينجحا في قراءة ما في رسالتي، لكنني كنتُ شاهدة عيان على كتابة العشرات منها وتسليمها، ولطالما نظرت إلى ناقلاتها على أنهن بطلات، وأشعر بالفخر لأنني عرفت الكثيرات منهن".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image