شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
رمضان 2022… هل نشهد نهاية عصر

رمضان 2022… هل نشهد نهاية عصر "النجم الأوحد"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 24 أبريل 202205:12 م

يشهد رمضان 2022 تغيراً لافتاً في خريطة الإنتاج الدرامي، فللعام الثاني على التوالي، تسمح الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لمنتجين آخرين بمشاركتها في الإنتاج الدرامي الرمضاني، بعد أن قبضت على الإنتاج كلياً في سنوات سابقة، بحكم استحواذها مالياً وعرفياً على قنوات البث واستوديوهات الإنتاج، وما أظهرته شهادات لمنتجين عملوا في السوق المصري أو تخارجوا منه، من تضييقات رقابية وامنية أعاقت عمل شركات الإنتاج الأخرى أو عرقلتها عن تسويق إنتاجها.

في العام الماضي، ومع نذر تراجع التأثير الدرامي لإنتاجات المتحدة، وتزايد التكاليف المالية والتذمر المتصاعد في أوساط الفنانين والفنيين بسبب تراجع الأجور وندرة الأعمال، سمحت المتحدة لشركات أخرى بالعودة إلى سوق الإنتاج والعرض داخل مصر، وفق شروط غير معلنة وأخرى وضعتها الهيئة الوطنية للإعلام. لكن ارتباك السوق الحاد من الاحتكار ثم السماح، والضغوط الاقتصادية ثبتت سنة، يراها البعض محمودة، أسست لها المتحدة خلال سنوات الاحتكار، وهي أنه لم يعد هناك "نجم بيشيل مسلسل".

مع نذر تراجع التأثير الدرامي لإنتاجات المتحدة، وتزايد التكاليف المالية والتذمر المتصاعد في أوساط الفنانين والفنيين بسبب تراجع الأجور وندرة الأعمال، سمحت المتحدة لشركات أخرى بالعودة إلى سوق الإنتاج والعرض داخل مصر ، وفق شرط بعضها معلن

في موسم رمضان الجاري، بدأت روح المنافسة تدب مجدداً بين الفنانين والمنتجين، وسط آمال بالاستمرار، وزاد عدد المسلسلات المنتجة داخل مصر من 15 مسلسلاً إلى 20 إضافة إلى مسلسلات أنتجت وجرى تصويرها في لبنان، كون منتجيها أو أحد نجومها "غير مرضي عنهم"، لكن يجمع بين أغلب هذه المسلسلات أنها تشهد تراجعاً لفكرة النجم الأوحد والبطل الأول للعمل، وباتت البطولة الجماعية عنصراً شبه ثابت، حتى في أغلب المسلسلات التي يتصدى لها منتجون آخرون، غير الشركة المملوكة لواحدة من أهم الجهات السيادية في الدولة.

الصدفة والبطل الأوحد

تتشكك الناقدة علا الشافعي في أن تختفي فكرة البطل الأول والأوحد في الدراما المصرية حتى وإن طرأت ظروف دعت إليها في الوقت الحالي، مضيفة أن فكرة "النجم" لازالت تسيطر على السوق "حتى لو وجدنا عملاً به نجمين، فلن تختفي الفكرة في مجملها. إلا أن ما يجب أن ننظر إليه بجدية هو أن نمط الإنتاج تغير من ناحية وجود أكثر من نجم في العمل، لأن الكتابة والأدوار تسمح بوجود أكثر من شخصية رئيسية مثل ما نشهده في مسلسلات جزيرة غمام والمشوار".

ونوهت الشافعي في حديثها لرصيف22، إلى أن البطولة الجماعية تمنح الأعمال زخماً "وهذا جيد في التسويق وجذب الجمهور إلى الشاشة وبالتالي تعدد منصات العرض وارتفاع أسعار الإعلانات"، معربة عن تمنيها ألا يؤدي تحسن ظروف الإنتاج إلى العودة الكاملة لظاهرة النجم الوحيد في العمل، وأن "تسير بطولة النجم الوحيد بالتوازي مع البطولات الجماعية"، لافتة أن أن المختلف هذا العام، هو وجود البطولات الجماعية بشكل أكبر عن الأعوام الماضية.

نقاد: ظاهرة النجم الأوحد قدر تتراجع لكنها لن تختفي، وإعادة ترتيب السوق الذي قادته "المتحدة" قادرة على تحجيمها 

وتتفق على الشافعي مع نقاد آخرين منهم طارق الشناوي في أن عودة شركات الإنتاج التي اضطرت للابتعاد عن الموسم الرمضاني في السنوات الماضية، هو مؤشر إيجابي "أنتج هذا موسماً منضبطاً، وأصبح لدى كل قناة محتواها، كما وجدنا عودة منتجين مثل طارق صيام وإيهاب طلعت وممدوح شاهين، إضافة إلى وجود منتجين يعملون بالتعاون مع المتحدة للخدمات الإعلامية، وهذا شيء إيجابي ينذر بوجود شركات أكثر في السوق خلال السنوات القادمة، على أن يستعيد توازنه وينظم نفسه من جديد".

وتضيف: "القيادات في المتحدة أصبحوا على وعي أكثر، وهو ما لوحظ من خلال فتح زاوية للسوق ينتظر أن تتسع في السنوات المقبلة، ومن هنا يوجد تطور من بعد (حالة الهرجلة) التي سيطرت على السوق قبل تنظيم المتحدة".

التخلص من التخبط

ويتفق الناقد طارق الشناوي مع الشافعي في أنه "من المستحيل أن يختفي البطل المحوري أو المطلق على مستوى التمثيل أو في صناعة الدراما ككل، لكن البطل الأوحد لن يكون هو المسيطر على السوق برمته كما كان الوضع سابقاً".

ويعلق الشناوي أن شركات الإنتاج في ظل تراجع الإمكانات باتت لها اليد العليا في القرار، ولم يعد النجم وحده قائداً لإنتاج العمل وتنفيذه.

كما يتفق الشناوي أن السوق بات "أقل هرجلة"، وأن عودة المنتجين هذا العام إلى الإنتاج الدرامي والعرض داخل مصر، "يأتي بعد إعادة تنظيم كان السوق بحاجة إليها". موضحاً: "السوق كان عشوائي ومتخبط، وقنوات تغلق أبوابها وأخرى تغير طاقم عملها والبعض من النجوم كانوا لا يحصلون على أجرهم كاملاً، والخلافات حول الأعمال وبين النجوم والمخرجين والكتاب والمنتجين كانت تطغى على الأعمال نفسها. ثم بدأت الكفة في العدول على مراحل من خلال ضبط الفضائيات والإنتاج الدرامي ثم السماح بإنتاج مشترك ثم السماح بوجود منتجين بشكل خاص".

لا يفوت الشناوي أن المعروض من الإعمال الدرامية هذا العام أقل من أعوام ماضية "لكن المحتوى اعلى جودة، والرهان على الجودة أهم من الكم".

ويتفاءل الشناوي بخصوص المستقبل "لأن القنوات الفضائية والمنتجين من خارج المتحدة جرى لهم ضبط إيقاع، حتى ولو كان المعروض حالياً ليس جاذباً كغيره، ولكن في حال تم صناعة عمل فني جذاب سيذهب إليهم الجمهور".

المنافسة روح التطور

واستبشر الخبير الإعلامي والأكاديمي الدكتور سامي عبدالعزيز، خيراً بالتنوع في مصادر الإنتاج هذا العام ويتوقع أن يستمر الوضع نفسه خلال الأعوام القادمة معلقاً "هذا يسهم اقتصادياً في زيادة عدد العاملين في القطاع الدرامي".

وأضاف أن "تنوع الوجبة الدرامية يؤدي إلى زيادة الدخل الإعلامي، لأن أذواق البشر تختلف، وبالتالي شرائح الجمهور تختلف من عمل لآخر ومن قناة لأخرى".

ويتفق أن سنوات الاحتكار حققت أثراً إيجابياً في "إعادة هيكلة السوق ومفاهيم الإنتاج وأهدافه". كما أن هذا سينعكس إيجابياً على السوق الإعلامي والفضائيات ومنصات البث التي بات لديها ما يجذب الجمهور ويحقق الأرباح التي تضمن الاستمرارية.

"حالة غزو"

من جانبه عقب الخبير الاقتصادي دكتور وائل النحاس، أن فلسفة المعروض والمنتج توحي بتساؤل: "من يبيع لمن؟" وما حدث أن مدير الإنتاج هو الذي تغير وبدأ بتوزيع الأعمال على أكثر من قناة تلفزيونية، لكن الأزمة الحقيقية تكمن في عدم عرض المحتوى في السوق الخليجي، "أعمالنا ليس عليها طلب ولا حتى من المغتربين". مبيناً أن الأعمال الدرامية كما الإعلام في مصر، "يتشاركان تعبئة الهواء"، مضيفاً أنه حال عودة الدراما السورية لسابق عهدها ستسحب البساط من أيدي الدراما المصرية مجدداً.

وعبر وائل النحاس، عن استيائه من الدراما والإنتاج بشكل عام: "هذا يضعنا في مأزق نعي الإبداع في مصر، حيث لا موهبة ولا جيل جديد على الساحة".

ويلاحظ الخبير الاقتصادي والإعلامي أن الإنتاج الدرامي السعودي، سواء من يستعين منه بنجوم مصريين أو لا يستعين بهم، "بات قادراً على سحب البساط المتبقي تحت أقدام الإنتاج المصري، بل وسحب المبدعين المصريين أنفسهم".

ويواصل النحاس: "كما أننا في غزو إعلامي، ولابد أن يفهم القائمون على الإعلام ذلك، حيث أن المنصات الإلكترونية هي التي تسود حالياً وستقوم قائمتها لأن مسألة وجود أكثر من منتج وقناة إعلامية لن يفيد على مدار الأعوام المقبلة لأنهم يخدمون المنصات الإعلامية دون أن يدرون ما يفعلون".

المتحدة صاحبة الخطوة

المنتج ممدوح شاهين الذي عاد إلى السوق الرمضانية هذا العام بمسلسل "بابلو"، يؤكد أن من وضع خطة العودة للسوق الدرامي والإعلامي هذا العام هي المتحدة للخدمات الإعلامية، فهي من أقدمت على اتفاقيات تعاون مع منتجين للعمل معها في شراكة وهو ما لم يكن متاحاً في السنوات الماضية، منوهاً بأن التعديل حدث داخل المتحدة وفي حال عرض عليه شراكة إنتاجية مع المتحدة سيقبل.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard