في 20 نيسان/ أبريل الجاري، أعلن وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في مصر، طارق شوقي، تفاصيل امتحانات نهاية العام الدراسي 2021/2022، للثانوية العامة بصفوفها الثلاثة، من خلال فيديو نشرته الوزارة عبر صفحتها على فيسبوك ونشره الوزير أيضاً على صفحته في الموقع نفسه.
برغم أن فيديو الوزير لم تزد مدته على 12 دقيقة، إلا أنه فتح المجال للكثير من التساؤلات والشائعات بين الطلاب وأولياء الأمور، خاصة أن المرحلة الثانوية، التي تضم بين صفوفها هذا العام أكثر من مليوني طالب وطالبة، يتعلق على مجموع السنة الثالثة فيها مستقبل الطلاب المرتبط بالالتحاق بالجامعات. فإما ينال الطالب مجموعاً يسمح له بالالتحاق بالكلية المنشودة، أو يتخبط بين تخصصات يفرضها عليه مكتب التنسيق.
اعتباراً من العام الدراسي 2018/2019، بدأت وزارة التربية والتعليم تطبيق نظام "الثانوية العامة المعدل"، وخلاصته تغيير أسلوب التقييم من الأسئلة التي كانت تقيس مهارات الحفظ طوال السنوات السابقة على هذا النظام، إلى أسئلة تقيس مهارات الفهم والتحليل، إضافة إلى إدخال "أجهزة التابلت" إلى المنظومة التعليمية في هذه المرحلة لمساعدة الطلاب على الوصول لمصادر تعلم رقمية أتاحتها لهم الوزارة بغية مساعدتهم على مزيد من الفهم والتعمق في المناهج.
برغم أن فيديو وزير التعليم المصري لم تزد مدته على 12 دقيقة، إلا أنه فتح المجال للكثير من التساؤلات والشائعات بين الطلاب وأولياء الأمور، خاصة أن المرحلة الثانوية
منذ ذلك الحين، دخلت الوزارة في سجال مع الطلاب وأولياء الأمور، لتطبيق هذه التجربة، ففي كل عام تظهر قرارات جديدة تجربها الوزارة، ثم تعدل بعضها في العام التالي وفقاً لتفاعل الطلاب معها والنتائج المتحققة، بهدف الوصول إلى ما ينشده وزير التربية والتعليم في النهاية وهو إلغاء فكرة "الامتحان القومي الموحد" الذي يرهق الأسرة مادياً بسبب الدروس الخصوصية ويحدد مصير الطالب تجاه الالتحاق بالجامعات من تجربة واحدة.
ونظراً لمصيرية الثانوية العامة، يكون أي قرار يتعلق بها ذا انتشار واسع وصوت مرتفع.
بالعودة إلى الفيديو المسجل للوزير لإعلان تفاصيل الامتحانات، انقسم الحديث حول آلية عقد امتحانات الصفين الأول والثاني الثانويين، وآلية عقد امتحانات الثانوية العامة، سنة الشهادة.
وفي مستهل حديث الوزير، أكد أن جميع امتحانات الصفوف الثلاثة تجرى وفق نظام التقييم الجديد، من خلال أسئلة تقيس مدى استيعاب الطلاب مخرجات التعلم، بعيداً عن الحفظ والتلقين.
في كل عام تظهر قرارات جديدة تجربها الوزارة، ثم تعدِّل بعضها في العام التالي وفقاً لتفاعل الطلاب معها والنتائج المتحققة منها، وهذا بهدف الوصول إلى ما ينشده وزير التربية والتعليم في النهاية وهو إلغاء فكرة "الامتحان القومي الموحد"
ما قبل السنة المصيرية
تبدأ امتحانات الصف الأول الثانوي الأربعاء 11 آيار/ مايو 2022، وتستمر حتى الأربعاء 25 منه، أما امتحانات الصف الثاني فتبدأ الخميس 12 آيار/ مايو، وتستمر حتى الخميس 26 منه.
وأصدرت وزارة التربية والتعليم الكتاب الدوري رقم 9 بتاريخ 20 نيسان/ أبريل 2022، بشأن آلية عقد امتحانات الصفين الأول والثاني الثانويين، وشهادة الثانوية العامة.
ونص الكتاب الدوري على عقد امتحانات الصفين الأول والثاني الثانويين، "ورقياً وإلكترونياً" على فترتين، بحيث يجيب الطالب على الأسئلة المقالية التي يخصص لها نسبة 30% من الامتحان ورقياً، ثم يستكمل الإجابة باستخدام جهاز التابلت للرد عن أسئلة الاختيار من متعدد المخصص لها نسبة 70% من الامتحان.
وقال وزير التربية والتعليم إن الوزارة لجأت لهذه الطريقة استجابة لشكاوى بعض الطلاب من صعوبة الإجابة على الأسئلة المقالية على أجهزة التابلت باستخدام القلم.
هل تقتصر الأسئلة المقالية على مواد بعينها؟
لا، فوفقاً لتصريحات الوزير، فإن الأسئلة المقالية جزء لا يتجزأ من تقييم مهارات التعلم المختلفة لدى الطلاب، والتي لا يمكن قياسها من خلال أسئلة الاختيار من متعدد فقط، مشيراً إلى أن الطالب سيجد هذا النمط من الأسئلة في مختلف المواد سواء النظرية مثل اللغة العربية، أو العملية مثل الرياضيات.
وفوجئ الطلاب وأولياء الأمور بعودة الأسئلة المقالية بعد أن تدرب الطلاب منذ بدء العام الدراسي على أنظمة امتحانات التابلت خلال السنوات الماضية، والتي كانت تستبعد الأسئلة المقالية، ما خلا أسئلة التعبير في امتحانات اللغة العربية، وهو ما أثار بلبلة بين الطلاب وأولياء الأمور.
هل ألغت وزارة التربية والتعليم نظام الـOpen Book؟
آلية التصحيح
بحسب الكتاب الدوري رقم 9، تتولى كل مدرسة تشكيل لجان تقدير أوراق الإجابة الخاصة بالأسئلة المقالية، ولا تعلن النتيجة حتى يرد إليها درجات الطلاب في أسئلة الاختيار من متعدد التي أجابوا عليها إلكترونياً على أجهزة التابلت وجرى تصحيحها إلكترونياً أيضاً، وتجمع الدرجات معاً، ويتم ذلك من خلال تشكل لجنة للنظام والمراقبة في المدرسة.
"في المدارس المجهزة فقط"
مع تطبيق نظام الثانوية المعدل في عام 2018/2019، بدأت وزارة التربية والتعليم تجهيز المدارس الثانوية الحكومية التي يتجاوز عددها 4000، بالبنية التكنولوجية المتمثلة في توصيل ألياف الفايبر وبناء الشبكات الداخلية، في إطار التحول الرقمي، حتى يتمكن الطلاب من الدراسة باستخدام أجهزة التابلت والدخول إلى منصات التعلم الرقمي التي أتاحتها وزارة التربية والتعليم من خلال "بنك المعرفة"، وكذلك أداء الامتحانات بشكل إلكتروني.
لكن حتى الآن هناك عدد من المدارس لم يتم تجهيزها تكنولوجياً لأسباب تتعلق بجغرافيا المكان مثل التضاريس التي تعيق توصيل ألياف الفايبر، كما أن المدارس الخاصة التي تركت لها وزارة التربية والتعليم مسؤولية الاستعداد تكنولوجياً لم تكتمل البنية في عدد منها، ولا يزال طلابها يعتمدون على "شرائح بيانات"، سلمتها لهم وزارة التربية والتعليم، تتيح لهم دخول الإنترنت، لكنهم كثيراً ما يواجهون صعوبات في الدراسة والامتحانات.
لهذا قررت الوزارة اقتصار عقد امتحانات الصفين الأول والثاني الثانويين، على المدارس الحكومية والخاصة المجهزة تكنولوجياً فقط، بحيث يتم تسكين طلاب المدارس غير المجهزة في المدارس المجهزة القريبة ويؤدون الامتحانات خلال الفترة المسائية، أما في الفترة الصباحية فيؤدي الامتحانات خلالها طلاب المدارس الأصليون.
"مفيش أوبن بوك"؟
قال وزير التربية والتعليم إنه لن يسمح لطلاب الصفين الأول والثاني الثانويين، باصطحاب الكتاب المدرسي داخل اللجان الامتحانية، وتقدم الوزارة للطلاب بدلاً منه "ورقة مفاهيم" تتضمن كل ما يحتاجه الطالب خلال أداء الامتحان من تعريفات، وخرائط، ونصوص وغير ذلك، كما أن منصة الامتحان الإلكترونية لا تسمح بتقسيم الشاشة لتصفح المصادر الإلكترونية.
أثار هذا القرار أيضاً جدلاً وغضباً، بعد أن فهم الطلاب أن عليهم حفظ المعلومات والمناهج خلال ستين يوماً متبقية على موعد الامتحانات، إلا أن تصريحات الوزير يفهم منها أن ورقة المفاهيم ستتضمن المعلومات التي قد يحتاج إليها الطالب في الامتحان ولن يتعين عليهم الحفظ. إلا أن الوزارة لم تقل ذلك صراحة.
وبرر الوزير قراره بأن الوزارة تستهدف منع الغش وضمان تكافؤ الفرص بين الطلاب، خاصة بعد رصد العديد من محاولات الغش خلال السنوات الماضية، من خلال تدوين الأسئلة في صورة ملاحظات على الكتب، وكذلك "تهكير" أجهزة التابلت للتواصل مع المعلمين أثناء الامتحان.
امتحانات المواد غير المضافة للمجموع
وفقاً للكتاب الدوري رقم 9، تتولى المدارس عقد امتحانات المواد غير الأساسية والمجالات والمستوى الرفيع، بلجان مؤمنة ومراقبة على مستوى المدرسة، وتحت إشراف الإدارة التعليمية.
وقال وزير التربية والتعليم إنه لن يسمح للطلاب هذا العام بأداء امتحانات المواد غير الأساسية في المنزل مثل العامين الماضيين، لأنه تبين أن الطلاب لم يجيبوا بأنفسهم على هذه الامتحانات، ما أفقد هذه المواد قيمتها مثل: التربية الدينية والتربية الوطنية.
مواد الهوية الوطنية بالمدارس الدولية
يدرس طلاب المدارس الدولية مواد الهوية القومية أو الهوية الوطنية وهي: اللغة العربية، الدراسات الاجتماعية، التربية الدينية والتربية الوطنية، وهي مواد يشترط على أي طالب داخل جمهورية مصر العربية دراستها، على اختلاف نظام التعليم المقيد به، ويحدد منهجها من خلال وزارة التربية والتعليم وتشرف على امتحاناتها.
ووفقاً للكتاب الدوري، تتولى المدارس الدولية عقد امتحانات مواد الهوية القومية لطلاب الصفين الأول والثاني الثانويين، ورقياً داخل المدرسة وتحت إشراف الإدارة التعليمية التي تعتمد النتائج أيضاً.
السنة المصيرية
وتبدأ امتحانات الثانوية العامة هذا العام الأحد 26 حزيران/ يونيو، وتستمر حتى الخميس 21 تموز/ يوليو.
وقبل بدء امتحانات المواد الأساسية، تعقد امتحانات المواد التي لا تضاف للمجموع خلال يومي 20 و21 حزيران/ يونيو.
تعقد ورقياً
في سياق متصل قررت وزارة التربية والتعليم عقد امتحانات الشهادة الثانوية العامة هذا العام 2021/2022، ورقياً فقط، نظراً لأن المنظومة الرقمية المعتمدة على أجهزة "التابلت" لا يزال تجربتها ومعالجة المشكلات التي يواجهها الطلاب أثناء أداء الامتحان حتى الآن، خاصة أن الشهادة الثانوية مصيرية بالنسبة للطلاب ولا تحتمل حدوث أخطاء يترتب عليها فقدانهم درجات تؤثر على مجموع التحاقهم بالكليات المختلفة. فمنذ تطبيق نظام الثانوية المعدل في 2018/2019، لم تجر الوزارة امتحانات الشهادة الثانوية إلكترونياً قط.
اختيار من متعدد
قال وزير التربية والتعليم إن أسئلة امتحانات الثانوية العامة هذا العام تقتصر على "الاختيار من متعدد" بنظام "بابل شيت"، ليست هي الطريقة الأكاديمية الأسلم لقياس مهارات الطلاب، ولكن نظراً لأهمية الشهادة الثانوية، ترغب الوزارة في تصحيح جميع الامتحانات إلكترونياً، تجنباً لأخطاء التصحيح الناجمة عن تدخل العنصر البشري.
وكل عام يصطف آلاف الطلاب في المدارس عقب إعلان نتيجة الثانوية العامة لتقديم تظلمات على درجاتهم، لتشككهم في النتائج، وفي بعض السنوات كان بعضهم يحصل على درجات بالفعل، لكن مع بدء تطبيق نظام التصحيح الإلكتروني منذ العام الدراسي الماضي 2021/2022، قال وزير التربية والتعليم، إن عدد الذين حصلوا على درجات "صفر".
لا دخول بالكتب أو التابلت
استخدم الدكتور طارق شوقي جملة: "هادخل الامتحان إيدي في جيبي"، للتأكيد على طلاب الثانوية العامة بعدم اصطحاب أية أوراق إلى الامتحان أو كتب أو مذكرات وأجهزة التابلت التي لم يعد لوجودها داع ما دامت الامتحانات تعقد ورقياً.
وأثار هذا القرار حفيظة الكثير من طلاب الثانوية العامة الذين أشاعوا إلغاء نظام "الأوبن بوك Open book"، الذي طبقته وزارة التربية والتعليم منذ تطبيق نظام الثانوية المعدل. فعلى الرغم من توقفها عن طباعة الكتب المدرسية مع بداية تسليم أجهزة التابلت للطلاب، والاكتفاء بإتاحتها رقمياً عبر منصات التعلم المختلفة، كانت تسمح لهم بالاستعانة بالإصدارات القديمة للكتب أو طباعة الإصدارات الجديدة وتدوين الملاحظات عليها، كما كانت تسمح باصطحاب أجهزة التابلت للاستعانة بمنصات التعلم الرقمية.
لكن الوزارة ترى أن الطلاب كانوا يستخدمون الكتب في الغش من خلال تدوين أسئلة وإجابات أملاها عليهم معلمو الدروس الخصوصية، وكذلك تهكير البعض أجهزة التابلت للتواصل مع معلميهم وزملائهم، وفتح تطبيقات مغلقة من قبل الوزارة.
لهذا قررت الوزارة هذا العام منع دخول الكتب المدرسية أو أجهزة التابلت إلى اللجان الامتحانية، وتزويد الطلاب بورقة مفاهيم تنجزها هيئة المكتب الفني لوضع أسئلة الامتحانات، وتضم كل ما يحتاجه الطالب أثناء أدائه الامتحان مثل المفاهيم والخرائط والقوانين وغيرها، كبديل عن الكتاب المدرسي.
هل ألغت وزارة التربية والتعليم نظام Open book؟
أجاب عن هذا السؤال وزير التربية والتعليم عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: "نحن لم نلغ الأوبن بوك كما يتردد، Open Book هو مصطلح أجنبي تكمن فلسفته في وجود مصادر مع الطلاب تغنيهم عن الحفظ، وهذا يتحقق بوسائل متنوعة من ضمنها ما يسمى كراسة المفاهيم وهي مصدر ثري للمعلومات أيضاً بديلاً عن الوسائل الاخرى".
وأضاف أن ورقة المفاهيم هي أيضاً ترجمة لمصطلح أجنبي اسمه "concept sheet" أو "formula sheet" ولكنها في الحقيقة "ليست ورقة وإنما كتيب للمفاهيم والصور والخرائط والقوانين وما شابه، يتم إعداده عن طريق مختصين في كل المواد".
مواد الهوية الوطنية للمدارس الدولية
وفقاً للكتاب الدوري رقم 9، يؤدي طلاب المدارس الدولية امتحانات مواد الهوية القومية طبقاً للجدول المعتمد، بلجان مؤمنة ومراقبة وطبقاً لأرقام الجلوس المعدة من قبل لجان النظام والمراقبة لامتحان شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع