شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"قيّدت الوصول إليه"... هل تحتجز السعودية عبد ربه منصور هادي؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 18 أبريل 202201:09 م

عقب أيام من التكهنات بشأن غموض مصيره، أفاد مسؤولون سعوديون ويمنيون بأن السعودية "دفعت" الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي إلى التنحي عن السلطة و"احتجزته" في منزل بالرياض، و"قيدت الوصول إليه"، بما في ذلك عبر الهاتف. 

في 7 نيسان/ أبريل الجاري، أُعلن تسليم هادي السلطة إلى مجلس مكون من ثمانية ممثلين عن مجموعات يمنية مختلفة، ضمن جهود الرياض لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 2014 في اليمن، والتي خلّفت أزمة إنسانية هائلة وأضرت بعلاقات المملكة مع واشنطن منذ شنت الرياض حملتها العسكرية في اليمن لدعم الحكومة المعترف بها دولياً عام 2015.

فاز هادي (76 عاماً) بآخر انتخابات رئاسية أُجريت في اليمن قبيل الحرب عام 2012. وهرب من العاصمة صنعاء عام 2015 بعد سيطرة قوات الحوثي عليها. ويعيش في الرياض -التي كانت من أوائل الداعمين له- منذ ذلك الحين.

"قيد الإقامة الجبرية"

وقال مسؤولون سعوديون ويمنيون لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن ولي العهد السعودي الحاكم الفعلي للمملكة، الأمير محمد بن سلمان، قدّم لهادي مرسوماً كتابياً يقر فيه بتفويض صلاحياته إلى المجلس الرئاسي على هامش المحادثات بين السياسيين اليمنيين في الرياض في ذلك الأسبوع.

بعد أيام من التكهنات بشأن غموض مصيره… وول ستريت جورنال تنقل عن مسؤولين يمنيين وسعوديين قولهم إن السعودية "دفعت" عبد ربه منصور هادي إلى التنحي عن السلطة ووضعته "قيد الإقامة الجبرية" منذ ذلك الحين

وأوضحت مصادر الصحيفة أن بن سلمان أخبر هادي بأن هناك توافقاً بين القادة اليمنيين على تنحيه عن السلطة، لافتةً إلى أن هادي تعرض لتهديد بفضح دليل على فساد مزعوم ارتكبه خلال وجوده في السلطة لحمله على توقيع المرسوم.

وأكد مسؤول سعودي: "هادي قيد الإقامة الجبرية فعلياً في منزله في الرياض دون إمكانية الوصول إلى الهواتف" راهناً، فيما قال مسؤول سعودي آخر إن قلة من السياسيين اليمنيين سُمح لهم بمقابلته بعد موافقة مسبقة من السلطات السعودية.

واكتفى مسؤول سعودي آخر بالإشارة إلى أن العديد من الفصائل اليمنية الموالية للحكومة المعترف بها "فقدت الثقة" بقدرة هادي على قيادة مفاوضات السلام وطلبت من الرياض "حثه على الاستقالة"، مشدداً على أن المملكة "لم تضغط عليه"، ونافياً أن يكون رهن الإقامة الجبرية أو ممنوعاً من السفر. وأضاف: "السعودية لم تدبر عزل هادي ولم تهدد بفضح الفساد المزعوم. دورها اقتصر على نقل رغبة الفصائل اليمنية التي شاركت في المحادثات اليمنية-اليمنية إليه".

في سياق متصل، نفى مدير مكتب الرئيس اليمني السابق ونائب رئيس المجلس الرئاسي الجديد، عبد الله العليمي، أن يكون هادي قيد الإقامة الجبرية. مع ذلك، قال إن الأمر يتطلب المزيد من الوقت لترتيب اتصال معه.

لكن السكرتير الصحافي السابق لهادي، مختار الرحبي، رأى أن "عزل هادي ينتهك الدستور (اليمني) وانتهك حقوق ملايين اليمنيين الذين صوتوا له". وكان الحوثيون قد أعلنوا رفضهم المجلس الرئاسي الجديد الذي اعتبروا أن "قوة أجنبية" فرضته، داعين إلى إنهاء ما وصفوه بـ"التدخل السعودي".

ولم يظهر هادي علناً منذ التنحي عن سلطته، ولم يغرد عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي حتى نشر هذه السطور.

يقول مراقبون إن التحول في موقف الرياض، من مناصرة هادي إلى مطالبته بالاستقالة أو إرغامه عليها هذا الشهر يرجع إلى محاولة توحيد القوى المعارضة للحوثيين

لماذا التحول في الموقف السعودي من هادي؟

يقول مراقبون إن التحول في موقف الرياض، من مناصرة هادي إلى مطالبته بالاستقالة أو إرغامه عليها هذا الشهر، يرجع إلى محاولة توحيد القوى المعارضة للحوثيين قبيل الاتجاه إلى إجراء محادثات السلام مع المتمردين المدعومين من إيران أو العودة إلى المعارك ضدهم.

مع ذلك، لا تزال الانقسامات بين القوات المناهضة للحوثيين قائمة حتى أن البعض منها شكك في شرعية المجلس الرئاسي الجديد.

لكن الخسائر التي تكبدتها الرياض بسبب الصراع في اليمن، بما في ذلك مليارات الدولارات، والانتقادات الدولية اللاذعة بسبب الحصيلة الكارثية للحرب من المدنيين اليمنيين، وتوتر العلاقات مع بعض أكبر القوى الغربية مثل الولايات المتحدة، والهجمات الحوثية المضادة في قلب السعودية، هذه الخسائر كلها تدفع الرياض إلى محاولة إنهاء النزاع بالسرعة القصوى.

وعقب الإطاحة بهادي في نهاية أسبوع من المحادثات اليمنية-اليمنية في الرياض، عُرض على مئات السياسيين اليمنيين تصاريح إقامة سعودية ودفعات مالية لحضورها، بحسب ما ذكره مشاركون لـ"وول ستريت". ولم يكن الرئيس هادي من المشاركين في المحادثات، وهذا ما يشير إلى اتفاق مسبق على إقصائه.

قالت مصادر إن بن سلمان أخبر هادي بأن هناك توافقاً بين القادة اليمنيين على تنحيه عن السلطة، لافتةً إلى تهديده بفضح فساد مزعوم ارتكبه وهو في السلطة لحمله على توقيع مرسوم التنحي

مزاعم سابقة

ليست هذه المرة الأولى التي تُثار المزاعم باحتجاز الرئيس هادي في الرياض إذ نقلت وكالة "أسوشيتدبرس" عن مسؤولين يمنيين لم تذكرهم عام 2017 أن الرياض منعت هادي وأبناءه ووزراءه ومسؤولين عسكريين طوال عدة أشهر من العودة إلى الوطن.

بررت مصادر الصحيفة هذا المنع آنذاك بتفاقم الخلاف بين حكومة هادي والإمارات، الحليفة الرئيسية للمملكة في الحملة العسكرية على اليمن، إثر الاتهامات المتزايدة لأبوظبي بالسيطرة على جنوب اليمن. ونفت الرئاسة اليمنية لاحقاً هذه المزاعم في بيان رسمي واعتبرتها "أكاذيب" الهدف منها تشويه المملكة وعلاقتها بالحكومة اليمنية.

لاحقاً، عام 2019، قال الدبلوماسي اليمني السابق مصطفى أحمد نعمان إنه "تيقن" عقب قضاء أيام في السعودية من أن الرئيس هادي "تحت الإقامة الجبرية من دائرته الضيقة التي لا تتعدى مدير المكتب وسكرتيره الخاص والنجلان!"، مشدداً على أنه "ممنوع من التصرف بدون إذن هؤلاء الأربعة، ولا أحد يصل إليه إلا هم". 

ونفى المستشار السياسي لهادي آنذاك، عبد العزيز المفلحي، هذه المزاعم أيضاً.

وخلال الأيام الماضية، أثار ناشطون يمنيون الكثير من التكهنات بشأن غموض مصير هادي، فقال فريق منهم إنه تعرض لوعكة صحية شديدة، وزعم آخرون أنه قيد الإقامة الجبرية. وقال معلقون أيضاً إن نجلي هادي، جلال وناصر، تعرضا لـ"الاختطاف والإخفاء القسري" من قبل السلطات السعودية الأسبوع الماضي بعد حرمانهما من التواصل مع والدهما.

ويعد هادي ثاني زعيم عربي تُتهم باحتجازه السلطات السعودية عقب صعود الأمير محمد بن سلمان إلى السلطة بعد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري عام 2017. علماً أن الحريري نفى هذه المزاعم أيضاً.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image