شكراً زاك طحّان
تحول زاك طحان، المهاجر السوري ذو 21 عاماً، إلى واحد من أبطال مدينة نيويورك، فهو الذي اتصل بالشرطة ليدلّهم على مكان مطلق النار الذي أصاب 29 شخصاً في مترو نيويورك، وخرج من المترو ماشياً في الشارع، لتلقطه كاميرا المراقبة التي كان زاك يتأمل شاشتها.
الملفت أن هذا الفعل البطولي ما لبث أن تحول إلى نوع من المنافسة بين المهاجرين، إذ رصدت وسائل الإعلام الأمريكيّة مهاجراً آخر، هذه المرة من الجنسية المكسيكية، كان جالساً في المحل المقابل لطحان، واتصل بوسائل الإعلام وقال إنه هو من أخبر الشرطة، وهناك آخر، روماني، كرر نفس الحكاية وأنه هو من أخبر الشرطة.
محامي المتهم بإطلاق النار، حاول حسم الجدل، وقال إن موكله نفسه قام بالاتصال بالشرطة وإعلامهم بمكانه كي يلقوا القبض عليه.
نؤكد في المقتطف أننا لم نتصل بالشرطة في نيويورك لندلهم على مكان مطلق النار، بل ننتصر لزكريا طحان، أو زاك، ولن نخوض في الجدل حول من قام فعلاً بالاتصال بالشرطة، المكسيكي، السوري أو الروماني، لأن الأمر أشبه بمقدمة لنكتة، لذا من دوافع وطنية بحتة، قررنا أن نشكر زاك ونشد على يده، ونأمل أن ينال الجنسية الأمريكي أو البطاقة الخضراء على فعله البطولي.
ملاحظة: لم تطل الفضائح زاك طحان إلى الآن، لكن بالإمكان أن يخضع رأينا للتعديل في حال اكتشف المنقبون في وسائل التواصل الاجتماعي ما قد يغير نظرتنا كلياً إلى زاك.
من يضمن حرية التعبير: الدولة، الشركة أم أيلون ماسك؟
عادة ما تكون الدولة، بدستورها وجيشها وأجهزتها التنفيذية والقضائية، الضامنة لحرية تعبير المواطنين واستخدامهم لمنصات النشر المختلفة، لكن في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الشركات العابرة للقارات هي من تضع معايير حرية التعبير، وتنفي من تريد من ملكوتها، وتتحكم بما يقال وما لا يقال، عبر سياسات المجتمع والنشر التي تتغير كل شهر، لكن حتى هذا النموذج يتعرض حالياً للتهديد، إذ أصبح الأمر بيد البليونيرية، كأيلون ماسك الذي يريد شراء تويتر بـ 43 مليار دولار، من أجل "إطلاق العنان لإمكانيات تويتر غير العاديّة وتوفير مساحة أشمل لحرية التعبير".
الوليد بن طلال، وهو واحد من أكبر مالكي الأسهم في تويتر رفض عرض أيلون ماسك الذي يريد شراء تويتر بـ 43 مليار دولار، من أجل "إطلاق العنان لإمكانيات تويتر غير العاديّة وتوفير مساحة أشمل لحرية التعبير"
لا نعلم إلى أي حد يجب أن ننتقد ما يحصل، خصوصاً أن الوليد بن طلال، وهو واحد من أكبر مالكي الأسهم في تويتر (المعلومة التي لم يكن يعرفها أي أحد من محرري المقتطف) رفض هذا العرض، لكن، هنا نحن أمام معضلة، هل نقف إلى جانب الفيلانثروب ماسك في سعيه للدفاع عن حرية التعبير وتحويل تويتر إلى شركة خاصة؟ أم نقف إلى جانب نموذج مجلس الإدارة الحالي؟ أم نطلب من الدول نفسها إقامة منصات رقميّة تضمن حرية التعبير دستورياً لا بناء على الحساسيات الهوياتيّة؟
لا نمتلك إجابة عما سبق، لكن ما نعرفه أن حرية التعبير حالياً مهددة، ولابد من منصات جديدة لإعادة النظر في مهرجان الحساسيات وأحقية صفع الكوميديين، وإلا، لتحولنا إلى أفراد صامتين تضبطهم الهيمنة اليسارية الحسّاسة التي يمنع فيها قول أي شيء عن أي شيء .
"من" فتح الأندلس؟
نركز على سؤال "من" فيما يخص موضوع الأندلس، بعد الانتقادات التي تعرض لها مسلسل "فتح الأندلس" الذي يبث حالياً، خصوصاً أن الجدل حوله يكشف عن اختلاف بين السردية المشرقية والسردية المغربية لحكاية "الفتح"، وكما هو معروف، التاريخ "الرسميّ" والشعبي تهيمن عليه الحكايات المشرقية والتي يتربع على قمتها طارق بن زياد الذي يشكّ بحقيقة خطبته ونسبه.
لا يعنينا المسلسل نفسه، لكن ما يهمنا أن تاريخ هذه الأحداث يحوي الكثير من الجدل بين المشرق العربي والمغرب العربي، والمتخيل المتداول عما حصل يهضم حق الكثيرين في المغرب العربي ويخفيهم، ولا نعلم إن كان مسلسل أو حتى 20 مسلسلاً قادرين على تقديم حكاية تنصف الجميع، لكن لابد من إعادة النظر في الحكايات والتاريخ بين "المشرق والمغرب"، خصوصاً أن العنصرية تتحرك بحرية كاملة ضمن هذه الفروقات التي يتبانها الأوروبيون لاحقاً، وتتحول إلى شكل من أشكال التمييز والهيمنة، لذا لابد من إعادة طرح السؤال التاريخي بصورة أخرى: ما هي لهجة "من" فتح الأندلس؟
التمرد الكبير أو داعش التي تستيقظ من غفوتها
تشير الكثير من التقارير أن الوضع في مخيم الهول في الشمال السوري على وشك الانفجار، فالسجن/ المخيم، الذي يحوي أعضاء من تنظيم داعش وعوائلهم، يتعرض لهجمات من خلايا نائمة، بل شهد تمرداً مسلحاً من داخله، ما يعني أنه يمكن أن "يتحرر" في لحظة ما كل من فيه، ويعاد سيناريو داعش في المنطقة.
ما نحاول قوله هنا، إن المخيم بهذا الشكل، وتهرّب الدول المحيطة وأوروبا من تطبيق العدالة ومحاكمة الموجودين في المخيم الذي يحوي أطفالاً، شأن لا يمكن وصفه إلا بالمشاركة في جريمة حرب وترك "الأسرى" لموتهم، أو دلالة على معضلة قضائية- سياسية، مفادها عجز الدول الديمقراطية والقمعية على حد سواء عن محاكمة المتهمين بجرائم إرهابية، والأفضل تركهم لموتهم أو دفعهم إلى ساحات القتال في الصحراء من أجل اصطيادهم بالدرونات، وعدم تأجيج الرأي العام حول المحاكمات إن حصلت.
لا نعلم ما هو الحل المناسب، لكن من كانوا أطفالاً في المخيم سيصبحون شباباً إن بقي الأمر على حاله، وهذه الفئة لا يمكن تخيل النقمة التي تمتلكها على "العالم"، ولا نعلم أيضاً ما سيكون رد فعلها في حال تمكنت من نيل حريتها.
لا يمكن إلا القهقهة حين نقرأ أن الرئيس الصيني أجرى اتصالاً مع محمد بن سلمان، من أجل "بحث فرص التعاون بين البلدين": كيف يمكن أن يتعاون بلدان قمعيان مع بعضهما البعض؟ هل تقتبس السعودية خبرات الصين في مراقبة مواطنيها؟ هل ستستفيد الصين من تجربة السفارة السعودية ودورها السياسي؟
لا خشخاش في الشوكولا المصريّة
أكدت النيابة العامة في مصر أن ألواح الشوكولاتة في الأسواق خالية من الخشاش أوي مواد مخدرة، وصالحة للاستهلاك، ولا داعي للقلق على عقول المصريين من خطر الإدمان على المخدرات والتعلق بالكيف.
لا نعلم بدقة مصدر الإشاعة، لكن ندعو القائمين على المخدرات في مصر الاقتداء برفاقهم في سوريا، والاستفادة من العبقرية السورية في تهريب المخدرات أو بيعها بين الناس، وهنا قائمة بالأساليب التي يمكن تطبيقها في مصر:
1- استخدام حبات البرتقال وحشوها بما لذّ وطاب.
2- الاتفاق مع ضابط في الجيش ليكون هو المسؤول عن عمليات التوزيع والتهريب بمهام عسكرية، دون الحاجة لتوريط صناع الشوكولاتة.
3- الاستعانة بأي كتيبة مسلحة إيرانية لإدارة شأن التهريب وترك الأمر لمن يفقهون به.
لابد من حماية الحيوانات النادرة المنتشرة على فيسبوك
أشار تقرير نشرته جماعة حقوقية أمريكية أن فيسبوك أصبح سوقاً مزدهرة للإتجار بالحيوانات النادرة، ولابد من بذل جهود والقيام بخطوات لحماية هذه الحيوانات من التحول إلى سلع، كالنمور والببغاوات والقردة الأقزام، نحن أيضاً في المقتطف نحرص على الحيوانات النادرة، ونشير إلى أن الفضاء الرقمي العربي يحوي عدداً من الدواب التي لابد من حمايتها وعدم تركها حرة على الصفحات تنشر ما تريد وتهدد بإيذاء نفسها والآخرين، ونتحدث هنا عن شيوخ بعضلات مطرودين من الأزهر، وناشطين مدافعين عن حقوق الرجال، وناشطات مفرطات في حساسيتهن، لا يتقبلن نكتة أو مزحة. كل هذه الكائنات لابد من تحصينها، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشارها خوفاً من انقراضها وتعرضها للخطر الجسدي.
ما هي الخبرات التي يمكن للصين والسعودية تبادلها؟
لا يمكن إلا القهقهة حين نقرأ أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أجرى اتصالاً هاتفياً مع محمد بن سلمان، من أجل "بحث فرص التعاون بين البلدين في مختلف المجالات... وتعزيز التضامن وممارسة التعددية الحقيقية... واستعداد الصين للعمل مع المملكة لتعزيز السلام والاستقرار"، لكن لا تلبث القهقهة بالتلاشي، ليحل مكانها الصمت المرعب: كيف يمكن أن يتعاون بلدان قمعيان مع بعضهما البعض؟ ما الذي يمكن تطويره بين البلدين من أجل تعزيز الأمن والسلام؟ هل تقتبس السعودية خبرات الصين في مراقبة مواطنيها؟ هل ستستفيد الصين من تجربة السفارة السعودية ودورها السياسي؟
هناك الكثير من الاحتمالات للتعاون بين البلدين، ولا نمتلك المخيلة الكافية للإحاطة بها، خصوصاً أن "التكنولوجيا الفائقة" ستكون واحدة من مجالات التعاون، لكن لدينا حل لإفشال هذه الصفقات، لابد من توريط محمد بن سلمان بشراء بعض التحف الصينية المزورة، ثم كشف حقيقتها وكيف تدخلت المخابرات الصينية بها في محاولة لإحراج بن سلمان، وبما أنهCool فلن يرضى سلمان هكذا علقة، خصوصاً إن كشفنا عن برنامج تجسس صيني محمل على هاتف بن سلمان، ما سيزيد الطين بلة، ويهدد صفقات التكنولوجيا الفائقة بين البلدين.
يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...