شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
عادات وممارسات يومية ترهقنا دون أن نعلم

عادات وممارسات يومية ترهقنا دون أن نعلم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 14 أبريل 202204:00 م

لا شك أن الاستنزاف النفسي أصبح عنوان الوضع الراهن، بحيث أننا نشعر بالإجهاد لمجرّد إتمام المهام اليومية التي تبدو عابرة ونتعب من التفاصيل الصغيرة التي لا نقف عندها في العادة، لكن هناك بعض العادات التي قد تقلب حياتنا رأساً على عقب وتجعلنا نغرق في الإرهاق.

وجدت دراسة أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن 58% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماً ينامون أقل من سبع ساعات في الليلة.

وفي حين أنه لا يمكن إنكار العلاقة بين النوم والتقدّم في العمر، غير أنه، وبخلاف ما يعتقد البعض، فإن الطاقة لا تتضاءل بالضرورة مع تقدم العمر أو قلة النوم، بل قد نشعر بالتعب بسبب الأشياء الصغيرة التي نقوم بها على مدار اليوم، بمعزل عن عمرنا وعدد الساعات التي ننام خلالها.

تعزيز الطاقة

يجب التفكير في طاقتنا وكأنها عبارة عن كوب ماء مع ثقب في القاع. هناك طريقتان للتأكد من احتواء الكوب دائماً على كمية كافية من الماء: صب المزيد من الماء فيه أو تصغير الفتحة.

في هذا الصدد، قال المعالج النفسي تايسون ليب، لصحيفة هافيغتون بوست: "إن إيجاد طرق لتعزيز طاقتنا يشبه ملء الكوب والتركيز على طرق لجعل المهام أقل استنزافاً أو لجعل الحفرة أصغر".

وتابع بالقول: "كلاهما مهم بنفس القدر، لكننا غالباً ما نقلّل من أهمية ما يمكن أن يستنزف قدرتنا على التحمل".

يقودنا هذا التعب كله إلى الاعتماد على أي عادة من شأنها تعزيز الطاقة ومساعدتنا على إنجاز الأمور المطلوبة منّا من دون الشعور الدائم بالإرهاق.

التخلّص من العادات السيئة

من المفيد الاستمرار في فعل ما هو ضروري لزيادة طاقتنا، كتناول طعام صحي، ممارسة الرياضة، الحصول على قسط كافٍ من النوم، غير أنه من المهم أيضاً التخلّص من العادات اليومية التي تستنزف طاقتنا.

الاستنزاف النفسي أصبح عنوان الوضع الراهن، بحيث أننا نشعر بالإجهاد لمجرّد إتمام المهام اليومية التي تبدو عابرة ونتعب من التفاصيل الصغيرة التي لا نقف عندها في العادة، لكن هناك بعض العادات التي قد تقلب حياتنا رأساً على عقب وتجعلنا نغرق في الإرهاق

إن التأثير التراكمي للعديد من العادات السيئة لا يضر فقط بالصحة العقلية والجسدية، بل له أيضاً تأثير كبير على مدى التعب والإرهاق الذي يمكن أن يشعر به المرء يومياً.

لذلك من الضروري أن نولي اهتماماً خاصاً لعاداتنا اليومية إذا أردنا أن نحافظ على نشاطنا والتمتع بحياة طويلة وصحية.

مشاهدة البرامج التلفزيونية المشحونة عاطفياً

إحدى الطرق التي يمكن أن تؤدي بها مشاهدة البرامج التلفزيونية المشحونة عاطفياً إلى الإرهاق النفسي، هي من خلال جعلنا نتخيّل أنفسنا وكأننا نعاني من نفس المشاعر التي تختبرها الشخصيات على الشاشة.

في هذا الصدد، قالت ليلى ماغافي، طبيبة نفسية ومديرة طبية إقليمية للطب النفسي المجتمعي ومراكز MindPath Care في كاليفورنيا: "تتيح التجربة للأفراد إدراك العالم بشكل مختلف والوصول إلى مختلف القدرات العاطفية التي لم يكونوا قادرين على تجربتها سابقاً".

ومع ذلك، فإن الإفراط في المشاعر الشديدة يمكن أن يؤدي إلى حالة من الاستيقاظ المفرط في التحفيز: "يتطلب الأمر بعد ذلك جهداً عقلياً إضافياً لإخماد هذه الإشارات باستراتيجيات التنظيم العاطفي"، بحسب ما قال تايسون ليب، معتبراً أن هذا هو الحال بالنسبة لكل من المشاعر الإيجابية والسلبية، لأنها تنشّط مسارات مماثلة في الدماغ، ما يؤدي في النهاية إلى الإرهاق الذهني وصعوبة التركيز وضعف مستويات الطاقة.

الحل يكمن في أن يكون المرء على دراية بنوع الترفيه الذي يستهلكه، وأن يلاحظ كيف يؤثر عليه البرنامج التلفزيوني المعني خلال الساعات والأيام التالية: "قد نجد أن بعض الموضوعات مثيرة بشكل خاص ومن الأفضل تجنبها"، بحسب تأكيد ليب.

الانتظار طويلاً بين الوجبات

يستمد الجسم الطاقة من الأطعمة التي نتناولها، ويعتمد على الإمداد الثابت بها.

في هذا الصدد، قالت كارولين لاسي، أخصائية تغذية مسجلة وصاحبةNutrition Rerooted: "توفر كل المغذيات الكبيرة- بروتينات وكربوهيدرات ودهون- الطاقة، لكن الكربوهيدرات هي مصدر الوقود الأساسي والمفضل للجسم".

يمكن لبعض أجزاء الجسم، مثل الدماغ، استخدام فقط الكربوهيدرات على شكل غلوكوز للحصول على الطاقة.

وأضافت لاسي: "يمكن أن يخزن الجسم بعض الكربوهيدرات في الكبد لاستخدامها لاحقاً، والتي تعمل كاحتياطي طاقة للجسم لاستخدامه عندما تكون مستويات السكر في الدم منخفضة، مثل بين الوجبات، ولكن هناك حدود للمقدار الذي يمكن تخزينه".

يدوم هذا الإمداد بالطاقة الاحتياطية من ثلاث إلى ست ساعات فقط، لذا فإن الاستغناء عن الطعام لفترة طويلة يؤدي إلى حدوث آليات بيولوجية ونفسية تعمل على تشغيل دافعنا لتناول الطعام، الأمر الذي يمكن أن يزيد الرغبة في تناول الكربوهيدرات المصنعة.

تعليقاً على هذه النقطة، قالت أوما نايدو، أخصائية علم النفس الغذائي ومؤلفة كتاب This Is Your Brain on Food: "مع تناولنا المزيد من الكربوهيدرات، خاصة البسيطة منها، ترتفع مستويات الأنسولين لدينا"، وأضافت: "بمجرّد أن تصل مستويات الأنسولين إلى ذروتها بعد تناول الطعام، يمكن أن ينخفض مستوى السكر في الدم لاحقاً ويؤدي إلى شعور بالاستنزاف الجسدي".

الحل: بشكل عام، يجب ألا نبقى أكثر من خمس ساعات دون تناول الطعام، لكن هذا الأمر يختلف من شخص إلى آخر ويعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل.

أما أفضل طريقة فهو أن يكون لدينا دائماً وجبة خفيفة لا تتطلب التبريد، مثل ألواح البروتين وأكياس من المكسرات المختلطة.

العمل من مكتب فوضوي

قد يؤدي العمل في بيئة فوضوية إلى زيادة التشتت وعدم الانتباه، ما يجعل المهام تستغرق وقتاً أطول لإكمالها، أي استخدام المزيد من الطاقة مع مرور الوقت.

الحل: الحفاظ على بيئة منظمة، بحيث يكون كل ما نحتاجه في مكانه، الأمر الذي من شأنه أن يساعد في تقليل استنزاف الطاقة هذا على وجه التحديد.

من هنا، تنصح ليلى ماغافي بقضاء 10-15 دقيقة كل يوم في ترتيب بيئة عملنا أثناء الاستماع إلى الموسيقى الهادئة: "يمكن أن يخلق هذا نمطاً إيجابياً من السلوك".

التخطيط لوقت طويل

لا شك أن التخطيط مفيد إلى حدّ كبير، ولكن إذا تم التخطيط لشيء ما مسبقاً فقد يترك القليل من المرونة للشخص المعني ويرغمه على العيش في المستقبل بدلاً من الحاضر.

يمكن أن يؤدي التعرض المستمر لجدول زمني مليء بالالتزامات إلى زيادة القلق الاستباقي والتأثير سلباً على الذاكرة وسرعة المعالجة، وفق تأكيد ماغافي: "يمكن أن يعيق هذا قدرتك على البقاء يقظاً وإكمال المهام بكفاءة في الوقت الحالي"، ما يؤدي إلى ضعف الحافز والإرهاق العقلي.

الحل: يجب الوضع في الاعتبار التخطيط الإلزامي (مواعيد العمل، الاجتماعات، الأنشطة المتعلقة بالأسرة)، ثم ترك الوقت المتبقي خالياً من الالتزام قدر الإمكان ومخصّصاً للهوايات والاسترخاء، ما يوفر إحساساً بالحرية والسيطرة على النفس.

استقبال المكالمات على الفور

يمكن أن تكون المكالمات الهاتفية مرهقة، وبمجرد انتهاء الاتصال، قد يستغرق الأمر أكثر من 20 دقيقة لاستعادة تركيزنا بالكامل.

الحل: عندما يرن الهاتف وقبل الضغط على زر "القبول" الأخضر، يجب أن نأخذ بضع ثوان ونسأل أنفسنا: هل هذا حقاً مكان جيّد للتوقف عمّا أقوم به وأجيب على الهاتف؟ هل لدي القدرة على إجراء هذه المحادثة الآن؟

الوضعية السيئة

يمكن أن تؤدي الوضعية السيئة إلى استنفاد مستويات الطاقة من خلال زيادة الضغط على عضلات الجسم والمفاصل، فيقوم الجسم باستخدام المزيد من الطاقة للتعويض، ما يؤدي إلى الإرهاق.

via GIPHY

الحل: من المهم الحفاظ على وضعية جيدة واستخدام العديد من الأمور التي من شأنها تصحيح الوضعية، على غرار استخدام كرسي مكتب مريح أو وسادة، بالإضافة إلى ممارسة بعض التمارين التي تعمل على تقوية الكتفين والعضلات.

التنفس الخاطئ

على الرغم من أن التنفس هو عبارة عن نشاط غير واعٍ، إلا أننا نميل إلى التنفس بشكل خاطئ عندما يكون لدينا الكثير من المشاكل في أذهاننا، والتنفس الخاطئ قد يقلّل من كمية الأوكسجين التي يستوعبها الجسم والكمية التي يمكن نقلها في الدم إلى أعضائنا وخلايانا من أجل الوظيفة المثلى.

الحل: في أي وقت نشعر فيه بالتوتر، يجب أن نستخدم ذلك كإشارة لأخذ عدة أنفاس عميقة لتجنب التنفس الخاطىء.

ترك المهام الصغيرة تتراكم

إرسال رسالة نصية، الرد على البريد الإلكتروني، حجز موعد مع البيطري لاصطحاب حيواننا الأليف، كلها مهام صغيرة يمكن أن تشتت الانتباه وتستنزفنا عقلياً.

الحل: من الناحية المثالية، يجب القيام بأي مهمة تستغرق أقل من خمس دقائق على الفور، لأن ذلك يعد الخيار الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة، ولكن في حال كان الأمر غير عملي فإنه لا يجب الاعتماد على الذاكرة.

إحدى الطرق التي يمكن أن تؤدي بها مشاهدة البرامج التلفزيونية المشحونة عاطفياً إلى الإرهاق النفسي، هي من خلال جعلنا نتخيّل أنفسنا وكأننا نعاني من نفس المشاعر التي تختبرها الشخصيات على الشاشة

في هذا الصدد، يساعد تخصيص 30 إلى 60 دقيقة كل أسبوع لوضع علامة على المهام الصغيرة المتراكمة في تجزئة الضغط والإرهاق المرتبطين بقائمة المهام المتراكمة.

في نهاية المطاف، معظمنا على دراية كبيرة بالشعور بالتعب الدائم. فنحن نشرب القهوة بشكل مفرط أحياناً لكي نبقى مستيقظين، مع العلم بأن هذا يؤدي إلى الوقوع في نفس دورة الشعور بالتعب من جديد.

وعليه، من المفيد التعلم من عادات الأشخاص الذين لا يشعرون بالإرهاق الدائم. إن الشعور بالراحة هو أكثر من مجرد الحصول على عدد كاف من النوم، على الرغم من أن هذا يحدث فرقاً، نحن بحاجة إلى إلقاء نظرة على روتيننا اليومي للتأكد من أننا ننخرط في عادات صحية يمكن أن تساعد في تزويدنا بالطاقة. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image