صنفت منظمة الصحة العالمية الاثنين 27 مايو ولأول مرة الإرهاق المهني أو الإعياء المهني Burn-Out ضمن قائمة التصنيف الدولي للأمراض والمشاكل الصحية، والذي يستخدم على نطاق واسع معياراً للتشخيص من قبل خبراء الصحة وشركات التأمين الصحي. القرار تم اتخاذه خلال اجتماع الجمعية العالمية للصحة في جنيف، الاثنين، بعد عقود من النقاش بشأن كيفية تحديد الإرهاق المهني، وما إذا كان ينبغي اعتباره حالة مرضية أم لا.
يعمل عمر أنس بإحدى شركات الدعاية والإعلان المصرية ككاتب محتوى، ويقول إن ساعات عمله تصل أحياناً إلى 12 ساعة في اليوم، وتزيد عن ذلك في بعض الأيام حين تتعاقد الشركة مع عملاء جدد، وحينذاك يصبح مطلوباً من أنس كتابة محتوى إعلاني يلقى قبول العملاء، والذين يصفهم أنس بأنه "لا يعجبهم العجب".
يقول عمر أنس لرصيف22: "كثيراً ما أشعر بإرهاق شديد خلال ساعات العمل، لدرجة أنني أحلم بالعودة للمنزل والاستلقاء على سريري ساعات طويلة، لكن طبعاً ما كل ما يتمناه المرء يدركه، فدوامة العمل لا ترحم".
أخبرنا أنس بأن منظمة الصحة العالمية صنفت إرهاق العمل مرضاً فعلق: "خيراً فعلت منظمة الصحة العالمية، فإرهاق العمل مشكلة حقيقية، ويجب أن يعترف به أرباب العمل، فنحن في النهاية بشر، ولسنا آلات خلقت من أجل الإنتاج داخل الشركات فقط”.
عوارض إرهاق العمل
بحسب ما نشره موقع يورونيوز فإنه في آخر تحديث لبيانات الأمراض والإصابات في جميع أنحاء العالم، عرفت منظمة الصحة العالمية الإرهاق بأنه "متلازمة ناتجة من الإجهاد المزمن في مكان العمل ولم تتم إدارتها بنجاح".
وتقول الصحة العالمية إن المتلازمة تتميز بثلاثة أبعاد هي: مشاعر استنزاف الطاقة، ووجود مشاعر سلبية أثناء العمل، وتقليل الفعالية المهنية. وبحسب تصنيف الصحة العالمية، فإن الإرهاق أو الإعياء المهني يشير تحديداً إلى ظواهر تتعلق بالسياق المهني بشكل خاص، ولا ينبغي تطبيقه لوصف التجارب في مجالات أخرى من الحياة.
بعد عقود من النقاش، منظمة الصحة العالمية تصنف "إرهاق العمل" ضمن قائمة الأمراض المعترف بها. هل تعانون هذا المرض؟ إن كنتم تشُكّون بالإجابة، إليكم أعراضه.
الجدير بالذكر أنه تمّ تحديث قائمة التصنيف الدولي للأمراض، والتي يطلق عليها الإصدار الحادي عشر، العام الماضي على خلفية توصيات من خبراء الصحة في جميع أنحاء العالم، وقد جرت الموافقة عليها السبت الماضي.
وبحسب تصريح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق جاساريفيتش للصحفيين، فهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها إدراج الإرهاق المهني ضمن تصنيف الأمراض.
ويقول موقع يورونيوز إن الإصدار الحادي عشر من التصنيف الدولي للأمراض، والذي سيدخل حيز التنفيذ في يناير 2022، يحوي العديد من الإضافات الأخرى، بما في ذلك تصنيف "السلوك الجنسي القهري" كاضطراب عقلي.
ووضع التصنيف أيضاً إدمان ألعاب الفيديو والألعاب الرقمية الأخرى باعتباره اضطراباً في الصحة العقلية، إلى جانب المقامرة والمخدرات كالكوكايين، لكن من ناحية أخرى أزال التصنيف المحدّث التحوُّل الجنسي من قائمة الاضطرابات العقلية وأدرجه في الفصل الخاص بالحالات المتعلقة بالصحة الجنسية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...