شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
الإمارات تقضي بإعدام الفلسطينية فداء كيوان… وإسرائيل تواصل

الإمارات تقضي بإعدام الفلسطينية فداء كيوان… وإسرائيل تواصل "التمييز" ضد مواطنيها العرب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 7 أبريل 202202:33 م

أثار الإعلان عن صدور حكم بالإعدام ضد الفنانة والمصورة الفلسطينية فداء كيوان (43 عاماً)، من مدينة حيفا، في الإمارات، في تهم تتعلق بحيازة المخدرات والاتّجار، وأنباء دخولها في إضراب مفتوح عن الطعام، حملةً تضامنية واسعة في صفوف الناشطين الفلسطينيين في الوطن والشتات.

وأُعلن الثلاثاء 5 نيسان/ أبريل الجاري، عن إصدار محكمة إماراتية حكماً بالإعدام على فداء للعثور على نصف كيلوغرام من الكوكايين في شقة إقامتها بدبي لدى توقيفها في 17 آذار/ مارس 2021.

ونفت أسرة فداء أي علاقة لابنتها بالمخدرات المضبوطة، قائلةً إنها "ضحية" لـ"كمين" أو "فخ" نُصبه رجل الأعمال الفلسطيني الإماراتي الذي دبّر لها العمل والسكن في دبي التي وصلتها قبل توقيفها بنحو أسبوع.

وكانت الأسرة قد التزمت الصمت التام منذ علمها بالقبض على فداء حتى صدور الحكم، ظناً أن ذلك لمصلحتها قبل أن تتحول إلى الحديث عقب صدور الحكم القاسي لخلق رأي عام داعم لفداء من أجل الضغط على السلطات الإسرائيلية سعياً للحصول على عفو عنها من حليفتها الإمارات التي وقعت معها اتفاق تطبيع عام 2020.

"وقعت ضحية طيبتها وثقتها العمياء بالناس، وتم توريطها"... دعوات إلى العفو عن المصورة الفلسطينية فداء كيوان عقب صدور حكم بالإعدام ضدها في الإمارات بتهمة حيازة المخدرات والاتّجار بها

من هي فداء كيوان؟

في بيان أسرة فداء، مساء الأربعاء 6 نيسان/ أبريل، عبّر أهل وأصدقاء الشابة الفلسطينية عن صدمتهم بسبب الحكم القاسي على "الفتاة الحالمة الناشطة وصاحبة المسيرة المهنية الغنية والناجحة التي عملت في التصوير الفوتوغرافي والتصميم الغرافي، ونظمت عشرات المعارض الفنية والأمسيات الثقافية والتثقيفية".

ولفتت أسرة فداء إلى أن ابنتها "وقعت ضحية طيبتها وثقتها العمياء بالناس، وتم توريطها في قضية لا علاقة لها بها من قريب أو بعيد" لدى وصولها إلى الإمارات، معربين عن "ثقة تامة" في ظهور الحق وبراءتها قريباً على أيدي "السلطات الإماراتية الصديقة". وناشدت في الختام جميع الجهات المسؤولة في إسرائيل وكل من يستطيع المساعدة "التدخل لإنقاذ حياتها".

وفي تصريح آخر لراديو "الناس"، قالت شقيقتها إن الأسرة علمت بتوقيف فداء عقب نحو 10 أيام من القبض عليها، ملمحةً إلى أن الشخص الذي دعاها إلى السفر إلى الإمارات هو الذي وضع لها الغرض الذي حوى المخدرات بينما هي لم يكن لديها أي تاريخ مع حيازة مثل هذه المواد.

في غضون ذلك، قال شقيقها للإذاعة الإسرائيلية الرسمية (كان) إن شقيقته اعترفت بالذنب "تحت الضغط والضرب والاعتداء"، مبرزاً أن العائلة ممنوعة من زيارتها منذ توقيفها.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، نشط رفاق فداء خلال الساعات الماضية معرفين عنها بالفنانة والناشطة السياسية "الجبارة"، ومذكرين بـ"مواقفها الإنسانية والوطنية".

"تسجن سنة كاملة دون أن يسمع بها أحد، ولا يحرّك مسؤول ساكناً لإنقاذها!"... ناشطون فلسطينيون يعربون عن شكوكهم حيال إدانة فداء كيوان في الإمارات

وذكر ناشطون أن فداء هي صاحبة مقهى "آزاد" في حيفا وقد حرصت على الحفاظ على هويته الفلسطينية العربية ومنعت دخول المستوطنين والجنود الإسرائيليين إليه. ودشّنوا حساب "لن نترك فداء" عبر فيسبوك.

"تهمة ملفقة"؟

ورفض الكثير من المعلقين التهم الموجهة إلى فداء إذ شددوا على أنها "امرأة فلسطينية مناصرة للحق" وقعت ضحية "قضية ملفقة ليتخلصوا من صوتها" المناهض للاحتلال الإسرائيلي.

ومما أثار الشبهات حول القضية والتهمة الموجهة إلى فداء أن القبض عليها أعقب وصولها دبي بفترة وجيزة لقضاء فترة عمل محددة كـ"فريلانسر" بناءً على الدعوة من رجل الأعمال الفلسطيني الإماراتي.

أمر آخر يراه ناشطون فلسطينيون مثيراً للريبة وهو عدم وجود دعم إعلامي ودبلوماسي لفداء منذ توقيفها قبل عام، مقارنةً بما حدث عام 2020، حين تمكنت إسرائيل من إطلاق سراح مواطنة لها حُكمت بالسجن في روسيا في تهم متعلقة بالمخدرات أيضاً، بعد حملة ضغط كبيرة.

لم يخلُ الأمر من إشارة إلى "التمييز" الذي تتعامل به إسرائيل مع مواطنيها العرب، مقارنةً بمواطنيها اليهود بطبيعة الحال. أفاد تنظيم "كيان" النسوي بأن فداء تركت سنة كاملة في سجن إماراتي "لأنها فلسطينية وصاحبة مواقف واضحة من السياسات الإسرائيلية!"، مشيراً إلى أن "المؤسسات الرسمية في إسرائيل وأبواقها الإعلامية أقاموا الدنيا ولم يقعدوها حين سُجن مواطنون يهود في دول أجنبية".

فيما يرى البعض أن قضية فداء كيوان قد تكون اختباراً حقيقياً لعمق العلاقات بين إسرائيل والإمارات، أثارت القضية مرة أخرى اتهام إسرائيل بالتمييز ضد مواطنيها العرب

علماً أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت إنها "على علم بالقضية ونحن نتعامل معها من خلال الدائرة القنصلية وممثلينا في الإمارات"، فيما صرّح إيال سيسو، مسؤول رعاية المواطنين بالخارج في وزارة الخارجية الإسرائيلية، لراديو "كان"، بأنه "لا يمكن لدولة إسرائيل تحمل صدور حكم بالإعدام على أحد مواطنيها، خاصة على جريمة عقوبتها، في دولة إسرائيل، قضاء بضع سنوات (في السجن)".

ويرى البعض أن قضية فداء قد تكون اختباراً حقيقياً لعمق العلاقات بين إسرائيل والإمارات.

بدوره، أوضح ائتلاف "فلسطينيات ضد العنف - فضا" النسوي أن فداء هي "مصوّرة فلسطينيّة معروفة بنشاطها السياسيّ ومواقفها، بل اشتهرت أيضاً باستهداف السلطات الإسرائيليّة لها بسبب تلك المواقف. حصلت على فرصة عمل في مجالها، في بلد عربيّ. سكنت في شقّة حصلت عليها من نفس الجهة التي دبرت لها العمل، ثم بعد أيام معدودة دخلت الشرطة الشقة، ووجدت الكوكايين".

وعبّر "فضا" عن شكوكه إزاء أن فداء "تسجن سنة كاملة دون أن يسمع بها أحد، ودون أن يحرّك مسؤول ساكناً لإنقاذها. ولا نسمع عنها إلا حين يصدر ضدها الحكم بالإعدام! حتى الآن يبقى اسم الرجل الذي دبّر لها الشغل والشقة مجهولاً للجمهور مثل الكثير من تفاصيل القصّة المريبة".

على الجانب الآخر، تشير الرواية الإماراتية إلى أن فداء جرى ضبطها عقب بيعها مخدر إلى ضابط سري تتبعها بدوره مع قوة أمنية حتى مقر سكنها حيث وجد المزيد من المخدرات. في حين قال الأكاديمي الإماراتي عبد الحق عبد الله إن الحكم القاسي على فداء "مستحق" ويهدف إلى جعلها "عبرة" لكل من "يود أن يعبث بأمن الإمارات".

وفيما تتشدد الإمارات وتتكرر أحكام الإعدام لديها في قضايا متعلقة بالمخدرات والإرهاب وغيرها، يبقى تنفيذ هذه العقوبة أمراً نادراً إذ غالباً ما تُخفف لأحكام سجن طويلة. وآخر عملية إعدام هناك نُفذت في جريمة اغتصاب طفل وقتله عام 2017، وجرت قبلها عمليتا إعدام عام 2015 في قضية إرهاب وجريمة قتل.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard