انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.
هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.
في واحدة من مدن الملاهي الشهيرة في القاهرة عام 2006، صدح صوته شجياً برغم الصخب. أخذت أبحث عن مصدر الصوت، فكان جهاز تسجيل (كاسيت) صغيراً في كشك العامل المسؤول عن تشغيل إحدى الألعاب، والذي يردد الكلمات: "ربك هو العالم ربك رب قلوب".
اشتهرت الأغنية المصورة التي عُرضت قبل ذلك بسنوات بصوت الفنان حسن عبدالمجيد، إلا أن الصوت الذي خرج من جهاز التسجيل كان لملحن الأغنية أحمد منيب، الذي تمكن من فرض لونه المتشبع بالفن النوبي على الساحة منذ السبعينيات. وهو انتقل للإسكندرية في طفولته، ونشأ فيها واشتُهر بالغناء في أفراح أبناء النوبة من سكان المدينة.
عرف منيب أن الطريق للتوسع وخلق مساحة كبيرة لفنه لن يكون إلا في القاهرة، فقصدها وتعاون مع الشاعر عبد الرحيم منصور، ابن محافظة قنا، الذي انتقل أيضاً إليها، والمطرب محمد منير الذي صار اسمه لصيقاً بمنيب، أستاذه وأحد شركاء مشروعه الفني.
متى بدأت مركزية القاهرة؟
لم تكن القاهرة منبع الفنون منذ البداية، ففي نهاية القرن التاسع عشر كان نور الإسكندرية يطغى على ما عداها، عاصمة للجمال والفنون لا في مصر وحدها، بل في الشرق كله. كادت الإسكندرية أن تكون عاصمة النور بعد باريس، حتى أنها كانت ثاني مدينة بعد العاصمة الفرنسية تشهد عروض السينما في العالم.
في 10 مارس/ آذار 1897، جاء الأخوان لوميير للمرة الأولى لتصوير مشاهد باستخدام اختراعهما الوليد، في الإسكندرية أولاً حيث صوّرا في شوارعها ومحطة القطار الشهيرة فيها لقطات كثيرة، قبل أن ينتقلا إلى القاهرة. كررا الرحلة نفسها عام 1906، وهو العام الذي شهد افتتاح أول دار عرض سينمائي في مصر بمحطة الرمل في وسط الإسكندرية، كما تأسس أول أستديو سينمائي في الشرق الأوسط عام 1917 فيها أيضاً.
في نهاية القرن التاسع عشر كان نور الإسكندرية يطغى على ما عداها، عاصمة للجمال والفنون لا في مصر وحدها، بل في الشرق كله
في مجال الغناء والفنون التشكيلية، كان فنانو الإسكندرية مجددين، من سيد درويش إلى الأخوين وانلي ومحمود سعيد. وظلت الإسكندرية تنتج أغلب جواهر الفنون البصرية في مصر حتى وقت قريب. وكان المسرحيون والموسيقيون يتخذون من القاهرة ملاذاً في الشتاء، الذي تتباطأ فيه الحركة الفنية بحكم تراجع السهر، وتنتعش صيفاً في الإسكندرية التي كان ينتقل إليها مركز الحكم باعتبارها عاصمة صيفية للبلاد. فمتى إذن أصبحت القاهرة هي العاصمة الفنية والثقافية في مصر، وصارت كل موهبة تبتعد عنها مهددة بالنسيان؟
تاريخ آخر
المؤرخ الفني محمد شوقي يؤكد لرصيف22 أن الإسكندرية لم تكن انطلاقة الشهرة لفنانيها رغم كونها "سوقاً رائجة للغناء"، لافتاً إلى أن الشيخ سيد درويش الذي ولد عام 1892 في كوم الدكة بالإسكندرية، "لم يسطع نجمه خارجها إلا بعدما تعاون مع جورج أبيض في أعمال مسرحية غنائية".
وأضاف شوقي أن استحواذ القاهرة على صناعة السينما بدأ مع إنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما التي افتتح طلعت حرب أول أستديوهاتها عام 1935، فاستقطبت جميع مكاتب الإنتاج وتسببت في إغلاق استديوهات التصوير في الإسكندرية، وانتقلت السيطرة الكاملة إلى القاهرة بعد قرار تأميم معظم شركات السينما في الستينيات.
بمرور الوقت، رسخت سياسات الحكم عقب يوليو 1952 لمركزية القاهرة، مع بناء بيروقراطية الدولة الحديثة وتركيز السلطة والمال وأجهزة الحكم ومنصات العرض خضوعاً لسلطة الدولة التي تغولت في مركزيتها
ويرى الدكتور محمد حسني، أستاذ الموسيقى في جامعة الإسكندرية، أن الفن تأثر بمركزية الدولة، فمع بداية الإذاعة الرسمية وانتهاء الإذاعات الأهلية عام 1938، صار الإنتاج الغنائي والموسيقى خاضعاً للذائقة الرسمية، وباتت الإذاعة الرسمية، ومقرها وسط القاهرة، هي المنفذ الوحيد للشهرة.
بمرور الوقت، رسخت سياسات الحكم لمركزية القاهرة، مع بناء بيروقراطية الدولة الحديثة وتركيز السلطة والمال وأجهزة الحكم ومنصات العرض (مثل اتحاد الإذاعة والتلفزيون) خضوعاً لسلطة الدولة التي تغوّلت في مركزيتها. وافتتحت مصانع الكاسيت وشركات الإنتاج في القاهرة أيضاً، وصارت كل مكونات صناعة الموسيقى والغناء في العاصمة. يضيف حسني: "كل من يريد الوصول لا بد أن يبدأ من العاصمة. وبمرور الوقت – مع استثناء السنوات العشرين الأخيرة- أصبحت القاهرة مركز الشهرة في الوطن العربي، فأي فنان يبحث عن الشهرة يأتي للقاهرة".
قرر البعض محاربة المركزية، ورأوا أن الفن لا يتحكم فيه مكان. منهم من تمسك بالبقاء في مدينته منذ البداية، ومنهم من خاض محاولة خاطفة وعاد مستسلماً لخوفه من الاغتراب
بدرية السيد... حرب خاسرة
على عكس أحمد منيب، قرر البعض محاربة المركزية، ورأوا أن الفن لا يتحكم فيه مكان. منهم من تمسك بالبقاء في مدينته منذ البداية، ومنهم من خاض محاولة خاطفة وعاد مستسلماً لخوفه من الاغتراب.
من الفئة الأولى، بدرية السيد، فنانة شعبية، اشتُهرت بقوة الصوت والشخصية، حصلت على تقدير أهالي الإسكندرية فلُقبت بـ"بدارة".
ولدت بدرية في منطقة بحري بالإسكندرية، وخرجت للعمل في سن صغيرة في مصنع للغزل، واكتشفها مُلحن الإذاعة محمد الحماقي في مشهد يُقارب المشاهد السينمائية: كانت بدارة تُغني في فرح زميلة لها بالعمل في الشارع الذي يقطنه الحماقي. وحدث أن خرج من بيته مسرعاً يبحث عن الصوت حسب ما ذكره المؤرخ الفني السكندري عصام السيد لرصيف22.
أقنعها الحماقي باحتراف الغناء وذلك قبل اعتمادها في إذاعة الإسكندرية عام 1954. وهي نجحت في الموال وكانت المطربة الرسمية لكل أفراح الإسكندرية. رفضت الانتقال للقاهرة والاستقرار فيها. كانت تُحيي الحفلات في عدد من المحافظات، وعملت في كازينو فريد الأطرش في لبنان، إلا أنها لم تتحمل الغربة ليس عن مصر، بل عن الإسكندرية تحديداً.
تنقلت بدرية بين عدة مناطق شعبية سكندرية خالصة، تشبعت جدرانها جميعاً بصوتها. ولدت في بحري واتنقلت للعطارين واستقرت في نهاية حياتها في منطقة الشاطبي.
يقول عصام السيد لرصيف22 إن بدرية تلقت عرضاً من المُلحن الكبير بليغ حمدي، طالبها فيه بالانتقال إلى القاهرة ونيل الفرصة التي تستحقها، إلا أنها رفضت ذلك، واصفة نفسها بأنها "زي السمك لو طلع من البحر يموت". يوضح الدكتور محمد حسني أستاذ الموسيقى في جامعة الإسكندرية أن رفض بدرية للخروج من مدينتها لم يحبس موهبتها أو يحرمها من الشهرة، وأنها لو كانت انتقلت وقتذاك لم تكن لتحظى بالشهرة التي تحظى بها حتى الآن.
وأضاف أن هناك نوعاً من الفنانين يُكتشف من جديد بعد رحيله وتعيش أعماله فترة أطول بعد هذا الاكتشاف، وأن كل من اشتهروا في العاصمة في فترة تهميش بدرية وغيرها، لم يذكرهم التاريخ مجدداً، كمثال على ذلك فتحية أحمد التي تصدرت المشهد الفني ولُقبت بمطربة القُطرين وقت وجود أم كلثوم، وكانت حديث الصُحف على مدار 10 سنوات، إلا أنها اختفت لدى الابتعاد عن الساحة وهي على قيد الحياة.
في عمود"مواقف" للكاتب أنيس منصور في عدد 16 مارس/ أذار 1978 من الأهرام اليومي، يُعلن اندهاشه بصوت المطربة الشعبية السكندرية التي لم يسمعها من قبل، يقول: "لا أعرف كيف هي مطربة الإسكندرية بدرية السيد، لا يهم، لكن سمعت بعض أغانيها وكل الذي سمعته أعجبني". مضيفاً: "لست على يقين من أنها جاءت إلى القاهرة أو امتد إليها ميكروفون أو سُلطت عليها كاميرا"، ويشير منصور في مقاله إلى ارتباط النجاح بالوجود في القاهرة وهو ما يُطلق عليه المركزية.
وذكر أغاني بدرية التي نالت إعجابه بينها "يا حودة"، "طلعت فوق السطوح"، وغيرهما، واصفاً كلمات أغانيها بالبسيطة، وصوتها بالقوي السليم، والأداء بالجميل، وأنها في غاية الصحة والعافية فلا تُثير شفقة من يسمعها، بل تدعوه لأن يُتيح لها مزيداً من الفرص كي تُغني، موضحاً أنه لا يعلم من يُعد لها أغنياتها، إلا أن من حقها أن تأخذ مكانها بين أصحاب الحناجر القوية السليمة. ويزيد: "هي موهبة من الخطأ أن نتجاهلها، ومن الخطيئة أن نقضي عليها".
شاركت بدرية في فيلم سينمائي واحد هو "مملكة الهلوسة" وغنت إلى جانب أحمد عدوية والمطربة الشعبية فاطمة عيد، إلا أن ذلك لم يُساعد في شهرتها. عرفها البعض عندما ظهر صوتها في مسلسل "الراية البيضاء". رحلت عن عالمنا عام 1996 وكانت اعتزلت الفن قبل ذلك بسنوات، مرتدية "الحجاب".
سيدة غريب... تسقط المخاطرة
كلما بحثت عن اسم سيدة غريب على محركات البحث، لن تجد في صحبة اسمها النادر الظهور سوى سطر متكرر: "مطربة شعبية قديمة من أغانيها "سقيته الشهد كله". وإذا بحثت عن أغانيها على يوتيوب، فستجد النتيجة الأولى مصاحبة لصورة بدرية السيد.
لم تخرج شهرة سيدة غريب الفنية عن حدود محافظتها، ولا توجد معلومات عنها على شبكة الإنترنت، لكن البحث في التعليقات المصاحبة لأغنياتها على يوتيوب حملت بعض المعلومات التي، وإن كان لا يمكن التعويل عليها بشكل كبير، يلاحظ منها أن أغلب محبيها من محافظة الغربية (شمال غربي العاصمة وإلى الجنوب قليلاً من الإسكندرية). بعض هؤلاء المحبين شاركوا عبر التعليقات ذكريات شخصية تتعلق بقيام المغنية الراحلة بإحياء أفراحهم في فترة الثمانينيات.
تلقت بدرية السيد عرضاً من المُلحن الكبير بليغ حمدي، طالبها فيه بالانتقال إلى القاهرة ونيل الفرصة التي تستحقها، إلا أنها رفضت ذلك واصفة نفسها بأنها "زي السمك لو طلع من البحر يموت"
حققت سيدة غريب في محافظتها ما احتاجته من نجاح. كانت غايتها الغناء في الأفراح والحفلات، ورفضت المخاطرة بنجوميتها المحدودة داخل الغربية للبحث عن النجاح في العاصمة، هذا ما أكده لنا أشرف الشهداوي، نقيب الموسيقين في محافظة الغربية الذي عمل بصحبتها عازفاً لآلة "الأورغ"، ويصفها لرصيف22: "كانت المطربة الشعبية الأولى في الغربية طوال الثمانينيات وما قبلها".
تنقلت غريب بين القاهرة والمحافظات المختلفة لإحياء الأفراح الشعبية. ويؤكد الشهداوي أنها "لم تطمح لأكثر مما وصلت إليه"، وأنها كانت تحصل على التقدير من جمهورها وتنال ما يكفيها من المال مقابل الغناء في الافراح والحفلات الشعبية. كذلك لم ترغب في أن تكون تحت الأضواء أكثر مما كانت عليه، مضيفاً أنها "كانت تعلم أن للنجومية سعراً لا بد من سداده، وهي لم تكن راغبة في دفع ذلك الثمن".
تقول أمل الشريف، وهي مطربة شعبية من الغربية عرفت المطربة الراحلة عن قرب، إن سيدة غريب استقرت خارج محافظتها للمرة الأولى بعد بلوغها سن الخمسين، إذ انتقلت إلى الإسكندرية بحثاً عن فرصة جديدة في سوق الفن، بعدما قل الإقبال على فن الموال الذي برعت في تقديمه، رافضة المخاطرة بالانتقال إلى القاهرة حيث السوق الأكبر، لأنها "كانت تخشى أنه في القاهرة هناك من يضاهيها أو يفوقها فتخوفت من أن تتوه وسط هؤلاء".
عزت عوض الله... قتله الاكتئاب والتردد
لم يُحدد موظف "مصلحة التلفونات" الشاب وجهته منذ البداية. غمره حب الغناء ووهبه الله صوتاً جميلاً وموهبة كبيرة.
احترف مرقص عوض الله باسيلي المعروف باسم "عزت عوض الله" الغناء مع افتتاح إذاعة الإسكندرية عام 1954. حرمه التردد من نيل شهرة زميلته في الإذاعة نفسها بدرية السيد، التي جعلتها شخصيتها القوية تحدد وجهتها منذ البداية، بينما استسلم باسيلي/ عوض الله للظروف وتركها تحمله حيثما تشاء.
حاول عوض الله الانتقال للقاهرة ولم يُوفّق. دعاه للانتقال إلى العاصمة الكاتب جليل البنداري - الذي عمل أيضاً في "مصلحة التليفونات"، قبل أن يصبح من ألمع نجوم الصحافة الفنية- ووعده بأن يساعده في فتح باب الشهرة، إلا أن القدر عاجل البنداري بالمرض والوفاة، ووجد عوض الله نفسه وحيداً في القاهرة، وسرعان ما ذبلت مقاومته فعاد إلى الإسكندرية.
يقول الدكتور محمد حسني إن عوض الله الذي ولد عام 1934 في منطقة محرم بك بالإسكندرية، "كان فناناً بسيطاً يميل للعزلة، ولم يشعر بالإنس إلا في الإسكندرية. وظروفه المادية لم تكن تسمح له بالانتقال إلى القاهرة وعيش حياة عبدالحليم حافظ التي يستلزمها ملابس ملائمة لصيحات العصر".
ويستنتج المؤرخ الموسيقي أن الفنان الراحل "علّق عدم وصوله للنجومية على مخاوف جمدت موهبته"، فكان يرى أن عبد الحليم حافظ يرفض بزوغ أي نجم جديد خوفاً على مكانته وما حققه من نجاح، وهو اتهام لاحق حافظ كثيراً، صدقه عوض الله فسيطر عليه الاكتئاب و"لم يؤمن بموهبته كما ينبغي".
لكن لدى الفنان زين العابدين، العازف في فرقة إذاعة الإسكندرية، الذي عمل مع عوض الله ثلاث سنوات، رواية أخرى. يقول إن زميله وصديقه الراحل كان يرفض الانتقال للقاهرة حباً في الإسكندرية، وإنه كان مشهوراً بين أهالي الإسكندرية والبحيرة، موضحاً أن الأديب الكبير نجيب محفوظ ذكر عوض الله في رواية ميرامار (تدور أحداثها في الإسكندرية) بأغنية "يا زايد في الحلاوة"، التي لحنها وغناها، لكنها اشتهرت بصوتي فايد محمد وأحمد عدوية.
تعاون عوض الله بعد ذلك مع الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي في أغنية واحدة لم تنل شهرة أي من الأغاني الأخرى التي كتبها الأبنودي لغيره من المطربين، رغم امتلاكه الصوت والحس الفني، إلا أن محدودية المجال في الإسكندرية جعلت منه مطرباً للأفراح والمناسبات.
كان ذلك أيضاً رأي الملحن السكندري الراحل محمد أبو سمارة الذي عرف عوض الله عن قرب، ينقله عنه الدكتور محمد حسني. بحسب الملحن الراحل، اختار عوض الله البعد عن مركز الصناعة في القاهرة، وانخرط في أحداث الإسكندرية وأعماله تشهد على ذلك، إذ قدم أغنية لنادي الأوليمبي بعد فوزه ببطولة الدوري، كما قدم "الحلو ساكن بوالينو" وهو أحد شوارع منطقة محرم بك، كذلك غنى "باين عليه سكندراني" و "بنات إسكندرية". وكأنه أصيب بلعنة أصابت كثيرين ممن عاشوا في هذه المدينة، فرفض الانتقال من السكون والثبات إلى المغامرة غير المحسوبة.
"الكينج الصغير"
في رمضان 2012، وفي صحوة نوع مختلف من المشاعر الوطنية ارتبطت بتراث مصر وهويتها عوضاً عن التغني بالأمجاد العسكرية أو الأهرامات والنيل، قدمت واحدة من شركات الاتصالات أغنية جمعت عدداً من الفنانين المحليين، يغني كل منهم لوناً يعبّر عن الثقافة المحلية لمنطقته الجغرافية. لم يستمر ظهور أي من المشاركين أو ينال الشهرة إلا الذين شاركوا من القاهرة. وكان صاحب الظهور الأول في الإعلان/ الأغنية فنان نوبي رفض الاستقرار في القاهرة في بداية الأمر، لقناعته بأن الفن لا يحكمه مكان أو زمان.
لم تستمر نظرة "الكينغ حسن الصغير" - كما يُطلق عليه مُحبوه- كما هي، فسعى لاستدراك ما يمكن، فتنقل بين الإسكندرية والقاهرة، لكنه اختار البقاء في المدينة الساحلية، يخرج منها إلى القاهرة والمحافظات الأخرى لإحياء أفراح وحفلات في عدة أماكن بينها "ساقية الصاوي".
يقول الصغير لرصيف22 إنه عاد إلى مصر بعد رحلة عمل لسنوات في إحدى الدول العربية، وقرر بعدها احتراف الغناء، واستقر في الإسكندرية حيث المنزل الذي يضم زوجته وأبناءه.
يرى الصغير أن ابتعاده عن القاهرة والإعلام تسبب في تأخر ظهوره على الساحة الفنية بالشكل الذي يستحقه. ويقول إنه لو عاد به الزمن، لاتخذ "القرار الصحيح" بعدما بات يعلم أن "ممارسة الفن بالشكل الطبيعي الذي يسمح بالوجود في أي مكان في الوطن، يستوجب الإقامة في القاهرة أولاً".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...