أثارت عودة أرقام الإصابة الجديدة بفيروس كورونا المستجد إلى الارتفاع في مناطق مختلفة من العالم المخاوف من أننا على وشك دخول موجة جديدة من الوباء في عامه الثالث. وما أثار القلق على نحو خاص هو حدوث تفشٍ غير مسبوق في الصين التي رُصد فيها الفيروس للمرة الأولى قبل أن ينتقل إلى بقية دول العالم.
يذكر أن المتحور أوميكرون الشديد الانتشار، والسلالات المنشقة عنه، هي السبب الكامن وراء الموجة الجديدة المرتقبة، فيما ينصح العلماء بالحرص على إجراءات الوقاية لتفادي تفشٍ آخر لا يمكن التنبؤ متى ينتهي.
تفشٍ غير مسبوق في الصين
وفي الصين، حيث رُصد الفيروس القاتل للمرة الأولى نهاية عام 2019، ارتفعت حالات الإصابة الجديدة أكثر من الضعفَيْن إذ رصدت السلطات الصحية الصينية، الثلاثاء 15 آذار/ مارس، 3507 حالات جديدة، ارتفاعاً من 1337 في اليوم السابق. وجميعها منتشرة محلياً وغير مستوردة من الخارج.
وأعلنت لجنة الصحية الوطنية الصينية عن أكبر انتشار منذ الأيام الأولى للوباء. ويبدو أن المتحور السريع الانتشار الذي يُعرف باسم "stealth omicron" - المتحور الخفي أو الشبح - تفوق حتى الآن على الإستراتيجية الصارمة للسلطات الصين لمواجهة الفيروس، والتي أبقت تفشيه على مدار الأشهر الماضية محدوداً.
"أكبر انتشار منذ الأيام الأولى للوباء"... مرة أخرى يُثير تفشي كورونا في الصين القلق من موجة جديدة من الجائحة. "المتحور الخفي" وراء زيادة تخطت الضعف في الإصابات اليومية هناك
وفي الأسبوعين الأولين من الشهر الجاري، سجلت الصين أكثر من عشرة آلاف إصابة جديدة بكوفيد-19. وهو رقم يتجاوز العديد من موجات التفشي السابقة. علماً أن بكين لم تبلغ عن حالات وفاة جديدة بالفيروس.
ورُصد نحو ثلاثة أرباع الإصابات الجديدة في مقاطعة جيلين (شمال شرقي الصين)، وعددها 2601. علاوة على عدد أقل من الحالات في نحو 12 مقاطعة ومدينة رئيسية أخرى، بينها بكين وشنغهاي.
ودفع التفشي الأخير إلى إعادة فرض المزيد من التدابير الوقائية بما في ذلك منع سكان جيلين من مغادرتها أو التنقل بين مناطقها، وإجراء المسحات الجماعية، ونقل نحو ألف من أفراد الكادر الطبي للمعاونة في علاج المصابين.
ارتفاع الإصابات عالمياً
بالتزامن مع تخفيف أو إلغاء الإجراءات الاحترازية التي اعتمدت سلفاً لمكافحة الوباء، عادت حالات الإصابة اليومية والأسبوعية إلى التزايد في مناطق عديدة حول العالم.
عموماً، تجاوز عدد الإصابات المؤكدة بـCOVID-19 في جميع أنحاء العالم 458 مليوناً، ونحو ستة ملايين وفاة، وفقاً لأحدث بيانات جامعة جونز هوبكنز.
وكانت بعض الدول أكثر تضرراً. على سبيل المثال، سجلت المملكة المتحدة حوالى 444 ألف إصابة في الأسبوع الماضي، فيما تجاوز عدد الذين يعالجون من الفيروس في المستشفيات 10 آلاف لأول مرة منذ منتصف شباط/ فبراير. وأعلنت هونغ كونغ، التي تكافح تفشياً هائلاً للفيروس في الآونة الأخيرة، عن 26908 إصابة جديدة، الاثنين 14 آذار/ مارس.
واعتُبر الثلاثاء أكثر الأيام دموية في كوريا الجنوبية منذ بداية الوباء إذ سُجلت 293 وفاة بالفيروس خلال الـ24 ساعة الأخيرة. كما ارتفع عدد المرضى الذين يعانون أعراضاً خطيرة إلى 1196.
وبلغ متوسط حالات الإصابة اليومية في كوريا الجنوبية نحو 337000 خلال الأسبوع الماضي، وسجلت البلاد الثلاثاء 362283 حالة. وتمثل هذه الأرقام زيادة بأكثر من 80 ضعفاً مقارنةً بما سُجّل حتى منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي حين أصبح أوميكرون أوسع السلالات انتشاراً.
خبير مصري يتوقع أن تحدث منتصف العام الجاري… خبراء يحذّرون من "موجة سادسة" من كوفيد-19 مدفوعة جزئياً بـ"المتحور الشبح" الشديد العدوى. ما السبب؟ وكيف يمكن تفاديها؟
موجة جديدة من الوباء؟
وبينما قاد المتحور أوميكرون في بداية ظهوره إلى ما يعرف بالموجة الخامسة للوباء، يُعتقد أن تحوراته الفرعية، تحديداً "المتحور الخفي"، قد تكون سبباً في الموجة السادسة المرتقبة في ظل غياب تحذيرات إضافية إزاء ارتفاع أعداد الوفيات بها.
والأسبوع الماضي، توقّع إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة المصري، بأن يشهد العالم موجة سادسة من الوباء منتصف العام 2022، قائلاً إنها قد تكون الأخيرة قبل انتهاء الوباء ما لم يظهر "أي متحور غريب جديد".
قبل يومين، حذّر خبراء غربيون، في مقال لصحيفة "الغارديان" البريطانية، من أن أوروبا قد تمر ببداية موجة سادسة من الجائحة، مدفوعة جزئياً بالارتفاع الأخير في الإصابات بالمتحور الشبح المنشق من أوميكرون.
ويشير خبراء الصحة العامة وعلم الأوبئة إلى أن عوامل عدة قد تسرع حدوث موجة جديدة من الوباء، على رأسها تراجع اللقاحات، ورفع الدول للإجراءات الاحترازية، بينما تسعى إلى العودة للحياة الطبيعية عقب عامين من الجائحة التي هزت الاقتصادات، وتساهل الكثير من الأشخاص مع إجراءات الحماية الشخصية والاختلاط في المواصلات والأماكن العامة من دون وقاية ظناً منهم بأن الوباء قد انتهى. وهو ما يصر الخبراء على أنه غير صحيح إطلاقاً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 16 ساعةمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ 3 أياممقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ أسبوععزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ أسبوعلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.
mohamed amr -
منذ اسبوعينمقالة جميلة أوي