شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"لا يوجد تطبيع على راسه ريشة"... رئيس "إسرائيل" في ضيافة "خليفة المسلمين"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 10 مارس 202212:31 م

استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزوجته، بحفاوة بالغة، الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ وقرينته، بعد ظهر الأربعاء 9 آذار/ مارس، في زيارة شهدت عزف النشيد الوطني الإسرائيلي على الأراضي التركية لأول مرة منذ عام 2008.

واحتفى الإعلام الإسرائيلي بـ"الزيارة التاريخية" التي استمرت 24 ساعة، لافتاً إلى أنها "خطوة مهمة نحو إعادة إحياء العلاقات بين البلدين". ونقل عن مصادر إسرائيلية قولها إن "القضايا الثنائية ستهيمن" على النقاش بين الرئيسين برغم الأحداث الدولية المهمة راهناً. كما نوهت هيئة البث الرسمية "كان" بأن الرئيس الإسرائيلي طلب من أردوغان العمل ضد نشطاء حركة حماس على الأراضي التركية.

ونددت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" بـ"زيارات مسؤولي وقادة الكيان الصهيوني لعددٍ من الدّول العربية والإسلامية، وآخرها زيارات رئيس الكيان الصهيوني يتسحاق هرتسوغ لعددٍ من دول المنطقة"، من دون تسمية تركيا التي تربطها بها علاقات قوية. 

"في يوم من الأيام رُفعت صورته على جدران غزة وكتب تحتها، القدس تنتظر الرجال"... أردوغان "يحتفي" بالرئيس الإسرائيلي في تركيا، والنشيد الوطني الإسرائيلي يُعزف في أنقرة للمرة الأولى منذ 2008

"لا فرق بينك وبين غيرك"

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي العربية، سخر كثيرون من بعض الألقاب التي اشتُهر بها أردوغان على غرار "خليفة المسلمين" و"أسد السنة"، رافضين أي محاولة لتبرير اللقاء بوصفه "دهاءاً سياسياً" أو ما شابه. واتهموا أردوغان بأنه كان "يتاجر" بالقضية الفلسطينية لا أكثر.

واستنكر معلقون "الاستقبال المهيب" و"الحفاوة البالغة"، وبخاصة عزف النشيد الوطني الإسرائيلي، مشددين على أنه "لا يوجد تطبيع على راسه ريشة".

وكتب الفلسطيني علاء شعث: "المهاجم ‘لإسرائيل‘ في كل منصّة ارتدى عباءة التطبيع كغيره (... ) لا فرق بينك وبين غيرك، مُطبّع متسلّق لن تنال أقل مما ناله غيرك".

ونشر الكاتب الفلسطيني جهاد حِلِّس صورةً لأردوغان مع ضيفه، معلقاً عليها: "في يوم من الأيام رُفعت صورته على جدران غزة وكتب تحتها، القدس تنتظر الرجال! عارٌ عليك يا أردوغان، وعلى كل من خان وباع وطبّع!".

وانتشرت تعليقات ساخرة على غرار: "على القدس رايحين نتصاحب وراجعين" و"قالوا سيفتح ‘الخليفة‘ القدس، ففتح الرئيس الإسرائيلي تركيا" و"لا تظلموا الخليفة. أردوغان حلم بالمسجد الأقصى في المنام، فدعا أخاه الرئيس الإسرائيلي ليفسر له الحلم". 

"المهاجم ‘لإسرائيل‘ في كل منصّة ارتدى عباءة التطبيع كغيره"... مغردون عرب يتهمون أردوغان بـ"المتاجرة" بالقضية الفلسطينية، ومؤيدون له يقولون إنه مجبر على استقبال الرئيس الإسرائيلي لكن "سيقطّعه على الطاولة"

ليس تطبيعاً؟

على الجانب الآخر، عبّر فريق من المتحمسين لأردوغان عن رفضه وصف اللقاء بأنه تطبيع، ملمحين إلى أن الرئيس التركي مرغم على ذلك لحماية مصالح بلده.

من هؤلاء الصحافي المصري المعارض جمال سلطان الذي غرّد: "العلاقات بين تركيا وإسرائيل لا تحتاج إلى ‘تطبيع‘، هي طبيعية وراسخة ومتشعبة منذ 73 سنة، عبر حكومات عسكرية ومدنية متعاقبة. أردوغان ورث هذه التركة، لم ينشئها، وكثيراً ما تصادم معها وقطعها، ويتعامل معها بندية لتقليص مخاطرها على مصالح بلده، وحماية الحقوق التاريخية لفلسطين وشعبها".

وتابع في تغريدة ثانية: "يجتمعون سراً وعلناً مع ‘إسرائيل‘ لمحاصرة تركيا، وينسقون معها لضرب أمن تركيا القومي وخنقها وتدمير نظامها السياسي، ويحاصرون غزة، ويقولون إن ‘إسرائيل‘ حليفهم، وإذ ينجح أردوغان في كسر حلفهم، وإحباط تآمرهم، وقطع الطريق على مشروعهم الخسيس، يقولون إنه ‘مطبع‘ ويجتمع مع ‘إسرائيليين‘؟!".

وقال الباحث والكاتب التركي أيوب صاغجان إن زيارة "رئيس الاحتلال الإسرائيلي" إجبارية بسبب "البروتوكولات والقانون"، مؤكداً أن "الرئيس أردوغان سيقطّعه على الطاولة… سيطلب منه أن يحاسب على القسوة التي ارتكبها بفلسطين".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard