تبنّت جماعة الحوثي اليمنية المتمردة هجومين بطائرات مسيرة وصورايخ استهدفا موقعين حيويين في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، الاثنين 17 كانون الثاني/ يناير، وهذا يُعّد تحوّلاً قد ينقل الحرب الدائرة في اليمن إلى مستوى جديد، ويعرقل جهود احتواء التوترات الإقليمية والتقارب الإماراتي الإيراني الذي بدأ منذ فترة وتُوج بزيارة مسؤول إماراتي رفيع إلى طهران.
في أول تعليق رسمي، أفادت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أنه "لا توجد أضرار تذكر نتجت عن الحادثين". في حين أكدت شرطة أبو ظبي اندلاع حريق تسبب في "انفجار في ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية في منطقة مصفح ‘آيكاد 3‘ بالقرب من خزانات أدنوك" وحريق آخر "بسيط" في منطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبو ظبي الدولي.
ورصدت السلطات الإماراتية بشكل مبدئي أجسام طائرة صغيرة رجحت أن تكون لطائرتين بدون طيار (درونز) وقعتا في موقعي الحادثين وتسببتا في الانفجار والحريق. علماً أن جهات الاختصاص شرعت في التعامل مع الحريق بالتزامن مع إجراء تحقيق موسّع حول الأسباب والظروف المحيطة بالحادثين.
وفق المصدر نفسه، أسفر الحادثان عن سقوط ثلاثة قتلى، باكستاني وهنديين، وستة جرحى.
أكاديمي إماراتي يشكك وخبير لا يستبعد… الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن هجومين بطائرات مسيرة على "نقاط حساسة" في أبو ظبي، والسعودية تتحين الفرصة للتأكيد على مضيها قدماً في استهداف "قوى الشر" في #اليمن
تباهٍ بضرب "عمق الإمارات"
عبر حسابه في تويتر، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، عن "بيان مهم للقوات المسلحة للإعلان عن عملية عسكرية نوعية في العمق الإماراتي خلال الساعات القادمة".
في الأثناء، غرد المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، ساخراً: "دويلة صغيرة في المنطقة تستميت في خدمة أمريكا وإسرائيل، كانت قد زعمت أنها نأت بنفسها عن اليمن لكنها انكشفت في الآونة الأخيرة خلاف ما زعمت، وعلى إثر ذلك فهي بين أن تسارع لكف يدها عن العبث في اليمن أو جاءها بقوة الله ما يقطع يدها ويد غيرها"، في إشارة للإمارات.
وشكك الأكاديمي الإماراتي عبد الحق عبد الله في أن يكون الحوثيون وراء الهجومين. لكن الباحث والأكاديمي المختص جان-لو سمعان قال: "بالنظر إلى نطاق هجمات الحوثيين ضد السعودية، لم يكن ‘مفاجئاً من الناحية الفنية‘ أن تتمكن الجماعة من ضرب أهداف إماراتية".
وتكررت المزاعم الحوثية باستهداف مواقع إماراتية في السابق. لكن هذه المرة الأولى التي تقر فيها أبو ظبي بذلك. في تموز/ يوليو 2018، نفت الإمارات تقارير عن هجوم الحوثيين على مطار أبو ظبي بطائرة مسيرة. بعد ذلك بشهرٍ، أعلن مطار دبي الدولي أن العمل فيه مستمر كالمعتاد عقب تقارير حوثية باستهدافه بطائرة مسيرة.
موقف طهران
وشهدت الآونة الأخيرة "فتح فصل جديد في العلاقات الثنائية الوديّة" بين طهران وأبو ظبي، وتبادل زيارات بين كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين. ورجح مراقبون أن حكومة أبوظبي تهدف من وراء هذا التقارب إلى "تحقيق التوازن، وحماية مصالحها الاقتصادية كمركزٍ سياحيٍّ وتجاريٍّ، بعد كورونا، في مواجهة المنافسة الاقتصادية المتزايدة في المنطقة، وتجنّب صراع إقليمي مكلِف يمكن أن ينسف طموحاتها التجارية".
بدا ذلك جلياً منذ نأت الإمارات بنفسها وانسحبت من الحملة العسكرية التي كانت تقودها رفقة حليفتها السعودية في اليمن منذ عام 2015 ضد الحوثيين، على الرغم من تعدد التقارير التي تشير إلى استمرار الوجود الإماراتي بصور عدة للحفاظ على مصالحها في اليمن.
وأكد تقرير لوكالة "رويترز" أن الإمارات هي التي تولّت تسليح وتدريب القوّات اليمنية التي انضمت أخيراً إلى القتال ضد الحوثيين في مناطق شبوة ومأرب المنتجة للطاقة.
وزير إعلام الحوثيين: "المعادلات تغيّرت ولن يقف الشعب اليمني ولا قواته المسلحة مكتوفي الأيدي"، وأكاديمي إماراتي يرد: "#الإمارات لن تأخذ هذا الأمر باستخفاف"
لكن استهداف الحوثيين للعمق الإماراتي قد يؤثر بشدة على هذا التقارب الإيراني الإماراتي. قال عبد الحق عبد الله لـ"رويترز": "إذا تأكد أن الحوثيين خلف الضربة، فمن المحتمل أن يعرقل هذا الحوار الإماراتي والخليجي الأوسع مع إيران". الإمارات لن تأخذ هذا الأمر باستخفاف لكن الوقت ما زال مبكراً لتقييم استجابة أبو ظبي".
ولم يصدر تعليق فوري من المسؤولين الإيرانيين، لكن وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية الخاصة وصفت الاعتداء بأنه "عملية مهمة". ونقلت عن وزير الإعلام الحوثي ضيف الله الشامي قوله إن الهجوم على "نقاط حساسة" في الإمارات "يأتي ضمن الرد القانوني والمشروع على التصعيد العسكري الإماراتي المستمر ضد الشعب اليمني"، و"تصعيدها غاراتها ومؤامراتها على اليمن وشعبه".
وأردف: "المعادلات تغيرت ولن يقف الشعب اليمني ولا قواته المسلحة مكتوفي الأيدي".
السعودية أول المتضامنين
بدورها، كانت الشقيقة الكبرى، السعودية، التي تعاني من هجمات الحوثيين على أراضيها، أول المتضامنين مع الإمارات في وجه "الهجوم الإرهابي الجبان" الذي دانته وزارة الخارجية السعودية بـ"أشد وأقسى العبارات".
وفيما أكدت المملكة وقوفها التام مع الشقيقة الإمارات، تحيّنت الفرصة للإشارة إلى أن "هذا العمل الإرهابي الذي تقف خلفه قوى الشر، ميليشيا الحوثي الإرهابية، يعيد التأكيد على خطورة هذه الجماعة الإرهابية وتهديدها للأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة والعالم".
ونبّهت إلى عزم الرياض المضي قدماً في "التصدي لجميع المحاولات والممارسات الإرهابية للميليشيا الحوثية من خلال قيادتها قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يوماوجدتي أدلة كثيرة للدفاع عن الشر وتبيانه على انه الوجه الاخر للخير لكن أين الأدلة انه فطري؟ في المثل الاخير الذي أوردته مثلا تم اختزال الشخصيات ببضع معايير اجتماعية تربط عادة بالخير أو بالشر من دون الولوج في الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والمستوى التعليمي والثقافي والخبرات الحياتية والأحداث المهمة المؤسسة للشخصيات المذكورة لذلك الحكم من خلال تلك المعايير سطحي ولا يبرهن النقطة الأساسية في المقال.
وبالنسبة ليهوذا هناك تناقض في الطرح. اذا كان شخصية في قصة خيالية فلماذا نأخذ تفصيل انتحاره كحقيقة. ربما كان ضحية وربما كان شريرا حتى العظم ولم ينتحر إنما جاء انتحاره لحثنا على نبذ الخيانة. لا ندري...
الفكرة المفضلة عندي من هذا المقال هي تعريف الخير كرفض للشر حتى لو تسنى للشخص فعل الشر من دون عقاب وسأزيد على ذلك، حتى لو كان فعل الشر هذا يصب في مصلحته.
Mazen Marraj -
منذ يوممبدعة رهام ❤️بالتوفيق دائماً ?
Emad Abu Esamen -
منذ يومينلقد أبدعت يا رؤى فقد قرأت للتو نصاً يمثل حالة ابداع وصفي وتحليل موضوعي عميق , يلامس القلب برفق ممزوج بسلاسة في الطرح , و ربما يراه اخرون كل من زاويته و ربما كان احساسي بالنص مرتبط بكوني عشت تجربة زواج فاشل , برغم وجود حب يصعب وصفه كماً ونوعاً, بإختصار ...... ابدعت يا رؤى حد إذهالي
تامر شاهين -
منذ 3 أيامهذا الابحار الحذر في الذاكرة عميق وأكثر من نستالجيا خفيفة؟
هذه المشاهد غزيرة لكن لا تروي ولا تغلق الباب . ممتع وممتنع هذا النص لكن احتاج كقارئ ان اعرف من أنت واين أنت وهل هذه المشاهد مجاز فعلا؟ ام حصلت؟ او مختلطة؟
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياممن المعيب نشر هذه الماده التي استطاعت فيها زيزي تزوير عدد كبير من اقتباسات الكتاب والسخرية من الشرف ،
كان عيسى يذهب إلى أي عمل "شريف"،
"أن عيسى الذي حصل على ليسانس الحقوق بمساعدة أخيه"
وبذلك قلبت معلومات وردت واضحة بالكتاب ان الشقيق الاصغر هو الذي تكفل بمساعدة اهله ومساعدة اخيه الذي اسكنه معه في غرفه مستأجره في دمشق وتكفل بمساعد ته .
.يدل ذلك ان زيزي لم تقرأ الكتاب وجاءتها المقاله جاهزه لترسلها لكم
غباءا منها أو جهات دفعتها لذلك
واذا افترضنا انها قرأت الكتاب فعدم فهمها ال لا محدود جعلها تنساق وراء تأويلات اغرقتها في مستنقع الثقافة التي تربت عليها ثقافة التهم والتوقيع على الاعترافات المنزوعه بالقوة والتعذيب
وهذه بالتأكيد مسؤولية الناشر موقع (رصيف 22) الذي عودنا على مهنية مشهودة
Kinan Ali -
منذ 3 أيامجميل جدا... كمية التفاصيل مرعبة...