وصل مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان طهران، الاثنين 6 كانون الأول/ ديسمبر، في زيارة هدفها "تبريد التوترات السياسية" و"تعزيز حركة الترانزيت التجاري" بين البلدين.
قال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، إن الزيارة "تأتي استمراراً لجهود الإمارات الهادفة إلى تعزيز جسور التواصل والتعاون في المنطقة وما يخدم المصلحة الوطنية".
وأضاف عبر تويتر: "تسعى الإمارات إلى تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي عبر تطوير علاقات إيجابية من خلال الحوار والبناء على المشترك وإدارة الرؤى المتباينة".
في حين أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بأن الزيارة تعكس "سياسة حسن الجوار" لحكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، من أجل "إرساء الاستقرار والأمن المستدام في المنطقة"، معتبرةً أن "تبريد التوترات السياسية" بين الجانبين لتعزيز إجراءات استعادة الثقة المتبادلة بينهما هو الهدف المأمول.
وتابعت: "من المرجح أن تفتح زيارة الشيخ طحنون إلى طهران المجال لاتخاذ خطوات جديدة في مسار التهدئة وإزالة التوتر في المنطقة".
لـ"تبريد التوترات السياسية" و"تعزيز حركة الترانزيت التجاري"... طحنون بن زايد في طهران للقاء الرئيس الإيراني وكبار مسؤولي حكومته، بينما إسرائيل "القلقة جداً" تراقب التطورات عن كثب
تحسن العلاقات الإيرانية الإماراتية
تمت الزيارة بناءً على دعوة رسمية من أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني. لكن مستشار الأمن الوطني الإماراتي لم يلتقِ نظيره الإيراني فحسب، بل كذلك التقى الرئيس الإيراني وعدداً من المسؤولين الكبار وبحث معهم "تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية والتشاور بشأن آخر التطورات الإقليمية"، وفق إرنا.
ولفتت الوكالة الإيرانية إلى أن الزيارة تأتي في وقت تكتسب العلاقات "التقليدية" بين طهران وأبو ظبي "أهمية خاصة" لأنها "آخذة في التطور في ضوء التفاهم المشترك وسياسة حسن الجوار رغم وجود بعض الخلافات على المستويين السياسي والإقليمي" بينهما.
وأضافت أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين بلغت "مستوى متقدماً وغير مسبوق" في الأشهر الأخيرة، ما استدعى تعزيزها بالزيارات الدبلوماسية، على حد قولها.
وشهدت العلاقات الإيرانية الإماراتية توتراً كبيراً في السنوات الماضية لا سيّما عقب الهجمات على ناقلات نفط في الخليج العربي، وهي الهجمات التي اتهمت أطراف عدة طهران بالوقوف خلفها، ونفت الأخيرة المزاعم التي عدتها حملات تشويه سمعة.
وعام 2019، بدأ الطرفان حواراً أسفر عن توقيع مذكرة تفاهم بشأن أمن الحدود تضمن الاستقرار البحري للإمارات. وفي وقت متزامن، أعلنت أبو ظبي الانسحاب من الحملة العسكرية التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
المصالح الاقتصادية المتبادلة هي المحرك الأبرز للعلاقات الدبلوماسية بين طهران وأبو ظبي. بلغت العلاقات التجارية والاقتصادية بين الإمارات وإيران "مستوى متقدماً وغير مسبوق" في الأشهر الأخيرة، ما استدعى تعزيزها بالزيارات الدبلوماسية
"تعزيز حركة الترانزيت التجاري"
إلى ذلك، تبدو المصالح الاقتصادية المتبادلة هي المحرك الأبرز للعلاقات الدبلوماسية بين طهران وأبوظبي إذ أشارت إرنا إلى وجود "أفق واسع للتعاون الاقتصادي بين البلدين" إثر "معالجة بعض المشاكل التنفيذية" و"تسهيل وتطوير العلاقات التجارية وحل مشكلة التبادلات المالية".
وربطت الوكالة بين زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني إلى الإمارات قبل أيام، وزيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إلى تركيا، وزيارة طحنون إلى طهران، قائلةً إنها جميعها تصب في إطار "تعزيز حركة الترانزيت التجاري بين الإمارات وإيران وتركيا".
ونهاية الشهر الماضي، التقى كني قرقاش ومسؤولين إماراتيين كباراً في دبي، واصفاً اللقاء بأنه "ودوداً"، وموضحاً أن بلاده والإمارات تفتحان "صفحة جديدة".
وتحاول الإمارات أن تمتلك علاقات طيّبة مع القوى المتنافسة الرئيسية في المنطقة، والتي لا تجلس إلى مائدة واحدة، مثل تركيا واليونان وإسرائيل وإيران والسعودية ومصر. وهو ما سيكون له انعكاسات اقتصادية واعدة، كما تطمح أبو ظبي.
الإماراتيون "أقرب بكثير من إيران"... خبير إسرائيلي يحذّر: "على إسرائيل أن تفهم أن الإمارات لا يمكنها أن تنحاز إلى إسرائيل ضد إيران. قد يكون هناك تعاون على مستوى التحركات التكتيكية ولكن أي شيء أبعد من ذلك ضد مصلحتها"
لكن إسرائيل "قلقة جداً"
في غضون ذلك، تتوجس إسرائيل، الحليفة الجديدة لأبوظبي، من التقارب الإماراتي الإيراني الذي تراقبه عن كثب وإن كانت أهدافه اقتصادية بحتة.
تعقيباً على زيارة طحنون لطهران، قال موران زاغا، الخبير في شؤون الخليج بجامعة حيفا و"Mitvim" (المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية) لصحيفة "جيروزاليم بوست": "هذا مقلق جداً لإسرائيل. هذا التقارب سيكون مكلفاً. التقارب مع إيران ومع إسرائيل في وقت واحد غير مجدٍ".
ولفت يوئيل جوزانسكي، الزميل البارز في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في جامعة تل أبيب، إلى أن الخطوات الأخيرة تعكس أن الإماراتيين "أقرب بكثير من إيران" وأن "على إسرائيل أن تفهم أن الإمارات لا يمكنها أن تنحاز إلى إسرائيل ضد إيران (في أي صراع مباشر محتمل). قد يكون هناك تعاون على مستوى التحركات التكتيكية، ولكن أي شيء أبعد من ذلك ضد مصلحتهم".
مع ذلك، تثق السلطات الإسرائيلية في "جدية" الإمارات إزاء تطبيع العلاقات مع تل أبيب وحرصها على التعاون المشترك في جميع المجالات.
في هذا الصدد، قال مصدر دبلوماسي لم يذكر اسمه للصحافة الإسرائيلية: "إسرائيل ليست معنية بهذا التطور، لكنها أيضاً غير راضية عنه. هم (الإماراتيون) يعرفون جيداً أننا لسنا مسرورين بهذا، لكننا لسنا بحاجة إلى تطمينات".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون