لا يدعو إلى التفاؤل أن يكون مسلسل "الملك فاروق" بداية التعارف. ظننت حاتم علي ممن أدركوا طرفا من ثوب الملكية، ويعانون مرض الحنين إليها، فأخرج هذا المسلسل، عام 2007، ليؤكد قدرة الفن على أن يسحر حتى الرافضين للملكية بأوهامها الليبرالية. ولم أشاهد له عملاً آخر حتى التقيته في تشرين الأول/أكتوبر 2009 مرتين، في مهرجان أبوظبي السينمائي بعد عرض فيلمه "الليل الطويل"، وفي مهرجان أوسيان سيني فان للسينما الآسيوية والعربية في نيودلهي قبل عرض الفيلم نفسه. أعرف أن له أعمالا تلفزيونية، ولكني فقدت الثقة بالدراما التلفزيونية لترهل الإنتاج المصري، وكان تزامن عرض مسلسليْ "الظاهر بيبرس"، المصري والسوري، عام 2005، عنوانا لمقارنة مهينة.
الوقت في الهند ممتد، لا زحام ولا ثرثرات عربية من فوائض هذا الزحام. وجدت حاتم علي تجسيدا لوقار أحببته آنذاك. وفي عام 2021، حين اكتشفت حجم إنجازه، وددت لو تمتع ببعض النرجسية، وتخلى عن تواضعه. تعمدت ألا أبدي رأيا في فيلمه، وشكرني على ما كتبته في رويترز، بعد عرضه في أبوظبي، بعنوان "الليل الطويل... الاستبداد يقتل الروح".
هنا أربعة سوريين من سجناء الرأي قضوا عشرين عاماً في المعتقل، ولا تحمل العودة إلى الحياة كثيراً من المسرّة، فالدنيا تغيرت والنفوس أيضاً، ولن يسهل التعايش حتى مع أبناء اعتادوا غياب أبيهم، لكنه ينقذهم من الحيرة والاختلاف بموته وحيداً، بمجرد بلوغه بيته القديم.
من مهام الدراما إعادة النظر في الوقائع، وألا تؤكد قداسة الرموز، استجابةً لمشاعر شعبوية
"الليل الطويل" إدانة فنية للنظام الحاكم. وبعد عرضه قال المخرج إن فيلمه يحمل رسائل وتأويلات متعددة، وإن الأحوال في العالم العربي "تبعث على الأسى والتشاؤم". كان مهرجان أبوظبي، عام 2009، يحمل اسم مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، وكان ربيع دمشق قد مضى، وإن ظل هامش يسمح بإنتاج "الليل الطويل"، ولا يسمح بمشاركته في مهرجان دمشق السينمائي، وقيل إنهم احتالوا على ذلك باختيار حاتم علي في لجنة التحكيم. ولم يخرج فيلما آخر، وقال لي بأسى إن التصنيف الجاهز هو مأساة النقد في العالم العربي، "استكثروا عليّ إخراج فيلم، خافوا أن يعجبهم فسارعوا إلى وصفي بمخرج الدراما التلفزيونية". وقلت له: أنت خدعتنا!
ضحكت موضحاً أنه جعلنا نحب الملك فاروق، ولم يكن مزاجه ميالاً إلى الكلام عن الدراما، وأبدى سعادته بفوز الفيلم بالجائزة الذهبية من مهرجان تاورمينا بإيطاليا. وبعد أيام احتفلنا بفوزه بجائزتين إحداهما الجائزة الكبرى من مهرجان أوسيان سيني فان. وفي عام 2012 فاجأني باتصاله، وشكرني على رأي قلتُه لقناة فضائية قبل عرض مسلسل "عمر".
أبديت خوفي من تأثير جهة إنتاج سنيّة على اتخاذ المسلسل منصة لتصفية حسابات مع الشيعة. خجلت، وسألته: "مش زعلان؟"؛ فالكاتب يأخذ راحته في انتقاد البعيد والغريب، وحاتم صديق، وبعيد في سوريا. ضحك قائلاً: "أنا في القاهرة، الحكم بعد المشاهدة"، وطلب تسجيل رقم هاتفه (010064025620)، واتفقنا على اللقاء.
ابتلعتنا القاهرة، وانشغلتُ عن مشاهدة المسلسل، ثم التقينا في مهرجان الجونة عام 2018، وقال إنه استقر في كندا. وبعدها تبادلنا رسائل تهنئة في عدة مناسبات، على وعد بلقاء لا يتم، ثم أفقت على وجع وفاته بالقاهرة، في 29 ديسمبر 2020. اكتملت الدائرة، وبالنسبة إليّ كانت مغلقة إلا من بابين لمسلسل "الملك فاروق"، وفيلم "الليل الطويل" الذي أخرجه وشارك في بطولته أمام القدير خالد تاجا. ولم ينته عام 2021 إلا بإطلالة جميلة صنع بها حاتم علي ابتسامة على وجوه مشاهدي فيلم المخرج الكندي جوناثان كيجسر "السلام عن طريق الشوكولاته"، وقد عرضه مهرجان القاهرة السينمائي الثالث والأربعون (26 نوفمبر ـ 5 ديسمبر).
لم يتأخر اكتشاف حاتم علي لقدراته التمثيلية، لكن الجديد هو روح الكوميديا، واستجابة الشخصية التلقائية بالدهشة أو الغضب أو سوء الفهم لمفارقات لازمت أغلب مَشاهد الفيلم الكندي "السلام عن طريق الشوكولاته". بطولة سينمائية وحيدة، بعد أدوار تفاوتت طولا وقصرا في أفلام ومسلسلات استهلك إخراجها جهوده. ولعله مات وهو لا يدرك مكانته كمخرج كبير أخلص لقضاياه، وانشغل بالإضافة النوعية عن التنظير، وعن النظر وراءه، ليرى كم بلغت قامته، شأن مواهب كبيرة وهب أصحابها حياتهم لمهام كبرى. وهذا الثراء الكمي والنوعي دالّ على أنه كان يستعجل الوقت لينتهي مما يشغله، ربما لشعور خفي بأن حياة واحدة، قصيرة، لا تتسع لمشاريع يود إنجازها.
أعتبرُ 2021 درامياً هو عام حاتم علي. يوم رحيله سألتني الشاعرة السورية صـبا قاسم: ألم تشاهد "ربيع قرطبة" أو غيره من أعماله؟ شعرتُ بالتقصير، وقررت الإجابة بالمشاهدة، ولم أهتم بترتيب إنتاج الأعمال، ولا بالتسلسل التاريخي لرباعية الأندلس. وثّق "ربيع قرطبة" معرفتي بممثلين، وعرفني بآخرين بدأت أتابعهم. وأراه ذروة أدوار كل من تيم حسن الذي تلبسته روح المنصور بن أبي عامر، وجمال سليمان في دور الحكم بن عبد الرحمن الناصر. عمل تضيئه شمس العرب في الأندلس، ونصف النجاح يرجع إلى الدكتور وليد سيف، لولا الشعور بطيف ثقافته الرفيعة تنطق بها الألسنة، لا فرق كبيرا بين فقيه وجارية بشكنجية ومحب للفنون والفلسفة.
في السنوات الأخيرة، أخرج حاتم علي (1962 ـ 2020) عدة أعمال في مصر. كان بعيداً عن الشوفينية، وفي الوقت نفسه لا يتسلح بإطلاق شعارات عروبية
"ربيع قرطبة" (2003) أدام صحبتي له أسبوعين، لمشاهدة 24 ساعة من الدراما، وإعادة مشاهد للإنصات إلى الحوار، وتأمل تفاصيل الكادرات والبذخ الإنتاجي في ديكور القصور المهيبة، واللقطات البانوراميا لإلقاء الرعب في قلب الملكة "تودا"، وهي تضطر إلى الاستعانة بالعدو، فما بالنا إذا كان العدو هو عبد الرحمن الناصر يجسده ممثل بقامة خالد تاجا؟ أطلعني المسلسل على ثروة سوريا من الفنانين: مي وسوزان سكاف، نسرين طافش، جلال شموط، باسل خياط، كفاح الخوص، مصطفى الخاني، ناصر وردياني، مكسيم خليل، محمود خليلي، رنا جمول، بسام لطفي، نجاح سفكوني، ماهر صليبي، جيني إسبر، ومعهم نجوم المغرب: محمد مفتاح، ثريا جبران، محمد مجد، فاطمة خير.
غادرت "ربيع قرطبة" ولم يغادرني. قررت التوقف، أريد هدنة لهضم الوجبة الدرامية الدسمة. ماذا سيقدم المخرج والمؤلف بعد ذلك الربيع؟ حملني الفضول على متابعة الخيوط الممتدة إلى "ملوك الطوائف" (2005). ليس رحلة صعود شاب مثل محمد بن أبي عامر، ابن الجزيرة الخضراء الحالم بزهراء قرطبة، وإنما هو فسيفساء تلاحق فيها كاميرا قلقة ملوك الطوائف في ممالكهم، وفي ضيق آفاقهم. مصائر أكثر تراجيدية للمعتمد وزوجته اعتماد (سلاف فواخرجي)، ولمحمد بن عمار، الشاعر السفير الوزير الخائن الطامع في الملك، القتيل بيد صديقه المعتمد. قضيت 22 ساعة مع "ملوك الطوائف"، وكان أيمن زيدان في أبرز أدواره، مخيفاً لا أتخيل غيره يجسد شخصية المعتضد.
أما فادي صبيح فترك بصمة واضحة، بأداء رزين عميق متفهم لشخصية يوسف بن تاشفين. وكان وائل رمضان الأنسب لدور ألفونسو، بعد أدائه دورا مركّبا في مسلسل "صلاح الدين الأيوبي" الذي أجادت فيه سوزان نجم الدين، في دورها الأكثر تأثيرا وإقناعا لشخصية عصمة الدين خاتون، زوجة الملك العادل نور الدين محمود ومن بعده صلاح الدين. وفي "ملوك الطوائف" لم يقنعني تماما أداؤها لدور ولادة بنت المستكفي، ولا أداء جمال سليمان لدور ابن زيدون. ملوك الطوائف مرثية تقول: ما أشبه ليلنا العربي بالأمس الأندلسي، لا مُلك يدوم إذا ارتبط بشخص الزعيم، مهما يكن طموحه وإخلاصه. هكذا انفرط عقد دولتيْ المنصور وابن تاشفين.
بعد "ربيع قرطبة" و"ملوك الطوائف" جاء دور "صقر قريش" (2002). طوال 22 ساعة أتتبع أثر عبد الرحمن الداخل. ربما لو شاهدت الأعمال بالتدرّج الطبيعي لاختلف التلقّي لرؤية حاتم علي ووليد سيف. لكني تابعت المشروع من الذروة القرطبية إلى الخريف، قبل فصل الختام الذي أسدل ستاره أبو عبد الله الصغير، ثم عدتُ إلى البداية المؤسِّسة، إلى أفول دولة بني أمية في الشرق، وسطوعها في الأندلس، بمغامرة عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك. لم أتحمس كثيرا للمسلسل، لولا الأداء الذكي لمحمد مفتاح وأمل عرفة والحضور الخاطف لخالد تاجا وثريا جبران، ومن فناني المغرب: محمد مجد وإدريس الروخ وحسن الجندي.
شخصية "شَـقنا" في المسلسل محيرة لصقر قريش ومثيرة دراميا، واستطاع سامر المصري القبض على روحها بتلقائية مدهشة. وكما كان أيمن زيدان مخيفا بصدقه في دور المعتضد بن عباد، كان باسم ياخور مرعباً بأدائه شخصية أبي مسلم الخراساني، فأغلق الباب على هذه الشخصية التراجيدية أمام أي ممثل يفكر في تجسيدها.
وقد انحاز العمل إلى الجناح الدمشقي متحاملاً بذكاء على البغدادي، باختياره أداء غير واثق لزهير عبد الكريم في دور أبي جعفر المنصور. ولم يكن جمال سليمان، بحكم السن والبنية الجسدية، هو الاختيار الأفضل لشخصية صقر قريش الذي فرّ وهو دون العشرين. ولا كان أيضاً، لهذين السببين، الأنسب لشخصية صلاح الدين الأيوبي.
الخليفة العاضد لدين الله من أصدق الشخصيات حساسية في مسلسل "صلاح الدين الأيوبي" (2001). مشاهد محدودة أداها تيم حسن باقتدار يؤكد أن الأدوار تقاس بالعمق، لا زمنيا بالطول. وقد ثقلت عليّ وقائع المسلسل، في 25 ساعة، يمكن اختصارها، ولعل هذا بتأثير مشاهدتي لفيلميْ يوسف شاهين وريدلي سكوت. أضاع المسلسل فرصة سرد التفاصيل الإنسانية، الشخصية والأسرية، لصلاح الدين.
كان بعيداً عن الشوفينية، وفي الوقت نفسه لا يتسلح بإطلاق شعارات عروبية. وأثبت مسلسل "عمر" ارتفاع الوعي العام لجمهور يفرق بين الحقيقة والتمثيل، وأنهى تاريخاً من الإجماع على تحريم تجسيد الصحابة
ليت المسلسل ابتعد عن صليل السيوف، وغادر المعسكرات، لرؤية سلوك الأيوبي مع المصريين، ومحوه لتاريخ الفاطميين وعنفه مع بقاياهم. من مهام الدراما إعادة النظر في الوقائع، وألا تؤكد قداسة الرموز، استجابة لمشاعر شعبوية. انتهيت من صلاح الدين، وبدأت مشاهدة "الزير سالم"، وظننته استراحة.
أرّقني مسلسل "الزير سالم" (2000). معرفة القصة لا تخفف الفجيعة، فالعمل الذي كتبه ممدوح عدوان ينافس الملاحم الإنسانية، ويقدم على مدى 36 ساعة خلاصة التقاليد والطبائع والأخلاق والحياة العربية، في طبيعة قاسية فرضت عليهم أن يغزوا غيرهم، أو يغزوهم الآخرون. ويأتي الملك كليب بحلم الدولة، يحثّهم على الاكتفاء بزراعة أرضهم، فلا يتعرضوا للغزو، ولا يغيروا على الآخرين. ارتبط حلمه بنزعة أبوية استبدادية لم يحتملها عرب يرون الفلاحة تنال من الكبرياء، ويرفضون "النظام"، فاغتاله جساس غدرا، لتبدأ حرب البسوس، وتستهلك أعمار جيلين؛ طلبا لثأر لا ترويه دماء القاتل. تفرّق الأخلاق العربية بين القتل والقتال، وفي أسوأ الأحوال لا تتخلى عن المروءة.
في الحلقة 26 يلوذ شرحبيل بن مرّة بعدوّه الزير سالم، قائلا إنه جاءه يعتزل الحرب، فيجيره الزير. ويخدعه الشاب ليلا، ويسرق حصانه "المشهّر"، ويخبر بهذه الخديعة أباه مرة بن كعب، فيضيق صدره: "لا تحكِ هذه القصة لأحد، لئلا تموت النخوة في نفوس العرب؛ فلا يجير أحد ملهوفاً بعدها". أتاح المسلسل ملعبا أدائيا لأجيال من الممثلين: رفيق أحمد علي، عابد فهد، فرح بسيسو، سمر سامي، رياض وردياني، نجاح العبد الله، جهاد سعد، تاج حيدر، هيما إسماعيل، والسوداني ياسر عبد اللطيف. ويظل دور خالد تاجا علامة في مسيرته. أما سلوم حداد فيقنع المشاهد بأنه الزير سالم فعلاً، فيحبه ويتعاطف معه قاتلاً وقتيلاً.
في "التغريبة الفلسطينية" (2004) قدم وليد سيف وحاتم علي ملحمة إنسانية مضادة للتنميط. جدارية تزيد على 20 ساعة، وترصد المأساة الفلسطينية عبر أجيال من المقاومين الثائرين، ولا تستسهل فتجعل الفلسطيني عابساً كارهاً للحياة، حاملَ بواريد يتشفّى بالانتقام.
في "التغريبة الفلسطينية" (2004) قدم وليد سيف وحاتم علي ملحمة إنسانية مضادة للتنميط
فلسطينيو التغريبة ليسوا قوالب جاهزة، كما تصورهم كثير من الأعمال الحماسية، وإنما هم بشر ضعفاء بخذلان إخوتهم، أقوياء بضعفهم، ليسوا شياطين ولا ملائكة، وبين هذا وذاك تنوعت شخصيات العمل، من فقير لا يجد لقمة العيش، إلى "مختار" يغري الناس ببيع أرضهم، وإقطاعي يذل الفقراء، ويلتحق بالمقاومة بحثاً عن وجاهة زائفة، ويرتد فيتعامل مع الاحتلال. ولا أتخيل المسلسل من دون جولييت عواد وخالد تاجا.
تجاوزت التغريبة ما بعد مأساة "رجال في الشمس" لغسان كنفاني. ينجح الأخ الثاني مسعود (رامي حنا) في الوصول إلى الكويت، ويدير المال رأسه. ويعلّق الحفيد رشدي (حاتم علي) آماله على فرصة عمل بالحجاز. وقد أجاد المخرج صحبة أبطاله من عمل إلى آخر: نادين سلامة، يارا صبري، قيس الشيخ نجيب، محمد خير الجراح، ميرنا شلقون. ويبقى حسن عويتي ثعلبا يمنح الدور خصوصية، ولو مشهدا واحدا كما في مسلسل "عمر". دخل الكادر صامتاً منكسراً ذليلاً، وبعد دقيقتين خرج صامتاً راضياً مطْمَئناً. مشهد دالّ على إنسانية الإسلام، ولعله من أعمق مشاهد مسلسل مدته 23 ساعة. وفات وليد سيف وحاتم علي تقليل منسوب الخطابة.
بدا الكثير من حلقات مسلسل "عمر" (2012) خطبة مباشرة في مديح عمر بن الخطاب، صفحة من كتب السيرة يحل فيها الصحابة كائنات نورانية ملائكية، ولا ترى في رجل تمنّى الرسول أن يعزّ الله به الإسلام إلا أبا جهل، ولا تتقصى سيكولوجية مسلمة الحنفي؛ فكتابة المنتصر للتاريخ تقود الدراما بعد أربعة عشر قرنا. أهمل المسلسل تفاصيل معيشة القرشيين، مؤمنين وغير مؤمنين، وتفادى دخول بيوتهم، واعتصم بالبادية والخيام وساحات الغزو، واستأثرت بمشاهده الداخلية دار الندوة والمسجد. التقرير الدرامي وثق إصرار أبي بكر (غسان مسعود) على حروب الردّة، بالمخالفة لرأي عمر الذي قلما يبتسم، بأداء حادّ لسامر إسماعيل، لجهامة الأداء الصوتي لأسعد خليفة.
في السنوات الأخيرة، أخرج حاتم علي (1962 ـ 2020) عدة أعمال في مصر. كان بعيداً عن الشوفينية، وفي الوقت نفسه لا يتسلح بإطلاق شعارات عروبية. وفي مسلسل "عمر" جمع ممثلين من سوريا والعراق وفلسطين ولبنان والأردن ومصر والسودان وتونس والمغرب والكويت وقطر. أثبت المسلسل ارتفاع الوعي العام لجمهور يفرق بين الحقيقة والتمثيل، وأنهى تاريخاً من الإجماع على تحريم تجسيد الصحابة، خصوصاً العشرة المبشرين بالجنة، في الأعمال الفنية. وبهذا المسلسل اختتم عاماً حافلاً بالدراما. للمرة الأولى أشاهد هذا العدد من الأعمال لمخرج واحد. وقد استحق حاتم علي 172 ساعة فزت فيها بمتعة فكرية وبصرية أكبر من وقت المشاهدة. طوبى لمن أبدع!
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 19 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 5 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين