تندرج المادة في ملف "كان صرحاً من خيال... لعبة التاريخ البديل"
1864: ريح غير مواتية...
كانت الرياح شرقيّةً خفيفة باردة، تهب على المحيط الأطلسي، واقتربت السفينة من ميناء الصويرة. كان الفقيه القاضي محمد الطيب بن محمد الرُّوداني، عائداً من رحلة حج طويلة، وكان حجه حجّين.
حقّق حلمه بزيارة الأراضي المقدّسة. وفي طريق العودة وصل مصر، حيث كان حجّه الثاني، فلطالما سمع عن عجيبة من العجائب، وأراد أن يراها بأمّ عينيه. بعد بحث وسؤال عثر على مطبعة بولاق الأميرية، وكان يرغب في رؤية "آلة الكتابة".
مندهشاً برائحة المداد وصخب المطابع دفع كل ما يملكه لشراء الآلة الجديدة، وتعَاقَد مع عامل مصريّ يدعى محمد القبّاني على أن يرافقه إلى مدينته رودانة في جنوب المغرب، لعام، يعمل إلى جانبه.
رست سفينته في الصويرة، لكن صادرت السلطات الآلة وانتهى بها المطاف في القصر السلطاني في مكناس. وذهب حلم الروداني مع أدراج الرياح.
1867: "يا يحيى خذ الكتاب بقوة"
بقي الروداني معزولاً في بيته لأشهر، يندب حظه ومطبعته الحجرية، التي اختطفت منه كما لو كانت فلذة كبده، وصار يخلط بينها وبين النبي يوسف الذي تركه إخوته في الجبّ، يقرأ السورة جهراً دون سائر السّور، ويجهش بالبكاء.
كان محمد بن إبراهيم السّملالي من معارفه البعيدين، وتاجراً يجوب مدن الجنوب. درس في جامعة القرويين في فاس إلاّ أنه اختار طريق التجارة.
قرّر السملالي شراء آلةَ طباعة، فقد أصبح مهووسا يحلم ليلاً بالآلة تضغط الورق فتخرج الصفحات مكتوبة. في ربيع 1867 وصلت هذه المرّة في قطع صغيرة مدسوسة في صناديق من القطن المصريّ ولم يرها موظفو جمارك السّلطان، أو بالأحرى قرّروا ألا يروا ما في الصناديق بعد أن أغدق عليهم التاجر هدايا ثمينة.
في ورشة, بعيداً عن الأنظار في قرية خارج مراكش، كانت الحركة نشيطة للقيام بأول التجارب في الطباعة. خرجت أولى "صرخات" المطبعة. وكان السّملالي حائرا بين تتبّع حركة الأسيوطي الذي يطبع أولى الأوراق، وبين زوجته في البيت المجاور للورشة التي جاءها المخاض.
في آخر النهار، كان نور الشمس يتضاءل قليلاً. لكن الرجل الذي يتصبب عرقا، حمل في يده اليسرى ورقة مطبوعة، وفي اليمنى صبياً ولدته امرأته. أسماه يحيى، وردّد مبتسماً "يا يحيى خذ الكتاب بقوّة".
1873: نار جديدة
كان يحيى ينظر إلى كتب مطبعة أبيه، منبهراً بالعناوين التي يتلفّظ أسماءها بالكاد، وقد أصبح التجار يأتون إلى متجر أبيه من كل مكان يشترون كتبا ويرسلونها إلى جهات البلاد الأربع.
وسط مراكش افتتح متجرا لبيع نتاج مطبعته، التي تطبع نوعين من الكتب. فقه وعلوم شرعية وتواريخ البلدان، للعامة، وأخرى للخاصة تختبئ تحت الجلابيب العريضة لمن يشتريها، تحكي قصص العالم الجديد و"بلاد النصارى"، منتقدة ما يحدث في البلاد. كانت صغيرة الحجم، تمرّ من يد لأخرى ولا تحمل ختم المطبعة، وتجهل هوية كتّابها.
عاشت البلاد اضطرابات وهزائم عسكريّة وسياسيّة في الأربعين عاماً الأخيرة أضعفت الدولة، وقوّضت السّلطة. وكان هذا من أسباب انتشار هذه الكتابات بين النخب المدينية.
حافظ السملالي على مطبعته مفتوحة بتوازنات تجاريّة تارة، وبتدخل الأعيان تارة، وبهدايا أغدق بها على القيّاد والباشوات، بعد أن أصبحت مطبعته أشهر المطابع.
كان الصبيّ يحيى يحمل كتباً من المكتبة يلتهمها وكان ذكياً قبل الوقت، لكن قصتنا لن تحكي نهايته المأساوية، بعد عقود بالحمى الصفراء، عام 1934، في وباء عصف بالبرازيل.
ما يهمّنا في هذه القصة، هو عبد الرحمن بن محمد السَّلاوي الصبيحي ووصول السلطان الحسن الأول إلى سدّة الحكم في العام نفسه.
ورث السلطان عن والده بلداً تتربّص بها القوى الاستعمارية من كل مكان، وكان أمامه تحدّيات هائلة: توحيد البلاد وتحديثها وحمايتها من أطماع الدول الغربية.
قرر السّلطان إرسال بعثات لطلاب مغاربة إلى بلدان عدّة لدراسة الهندسة والطب وخصوصا لتكوين ضبّاط يعملون في جيش نظامي حديث وموظفين يخدمون المخزن.
كان الصبيحي، وهو من أبناء أعيان مدينة سلا، من ضمن البعثة الأولى التي زارت فرنسا. أظهر قدرة سريعة على استيعاب اللغة وتعلمها، إلى جانب لغات أخرى. وفي ظرف ثلاثة أعوام أتقن، إلى جانب الفرنسية، الإنكليزية وبعضاً من الألمانية.
عند عودته إلى المغرب، حاول جاهداً أن يقنع، كبار الموظفين بأفكاره عن فتح المطابع ونشر الكتب، وترجمة الأدب، والفلسفة إلى جانب العلوم الغربية. كان يواجه بشعار المرحلة: "كلّ محدثة بدعة". بعد عدة محاولات فاشلة أسلم بالهزيمة وبدأ يترجم كتباً وينسخها بخطّه، وتخلى مثل بقية رفاقه عن الزيّ الأوروبي، لأنهم نعتوا بالكفر والتقلد بالغربيين، ليعود إلى ارتداء الجلباب وإعفاء لحية خفيفة.
في ساعات اللّيل، كان يترجم نصوصاً كان الجميع يجادل حولها إلى ساعات متأخرة في صالونات باريس ومقاهيها من ضمنها "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" (أسماه 'كنّاش حقوق الأحرار')، وغيرها من نصوص.
لم يكن الرجل مهتمّاً بفكرة الجمهوريّة بل أغوته فكرة "المستبدّ المستنير"، ورأى في جهود السلطان بداية لها، فبدأ تأليف كتاب "السّلطان العادل"، الذي كان مزيجا من أفكار منتشرة في أوروبا، وأخرى ورثها من تربيته الفقهية عن طاعة وليّ الأمر العادل وبدأ كتابه بالدعاء "للسلطان الحسن الأول، المستبدّ المستنير، بالنصرة والتمكين".
قرّر طبع كتابه، وتوزيعه في كافة مدن البلاد، متخيّلا نفسه كما في باريس، نجماً على صفحات جرائد غير موجودة في المملكة.
بداية 1875: "السلطان العادل"
لم يبق السّملالي وحده يحتكر تجارة الطباعة، فبعد عامين فقط تضاعفت لتصبح ستة، متفرّقة في مدن كبرى، وزاحمت الكتب المخطوطات في البيوت.
فكرة "المستبدّ المستنير" وغوايتها... في ملف التاريخ البديل "آلة الطباعة... يا أيّها المغربي خذ الكتاب للثورة!"
لجأ السّلاوي إلى يوسف بن علي حجّي وكان ابن مدينته ومن أعضاء البعثة التي ذهبت إلى فرنسا، اشترى آلة طباعة من إسبانيا، ليفتح مطبعة في سلا.
كان "السلطان العادل"، صغير الحجم، لا يتعدى خمسين صفحة، وزّع الصبيحي نسخه على من درسوا في بعثات أجنبية وعلى فقهاء وموظفين في البلاط، معتقداً أنه سيجازى على مجهوده. لكن من هم "دِدْرَه"، وأي "مَانْتِسْكِياه" الذين يتحدث عنهم المجنون! وكيف يجرؤ على الإيحاء بأن السّلطان ليس عادلاً بل مستبدّ وظالم! بعد أن هُدّد بالرّمي إلى السِّباع. أدخل زنزانة منسية. وما زالت الروايات التاريخية تختلف حول مصيره.
1879: اليد المقطوعة
توالت كتب عدّة في طبعات صغيرة تندّد بالسّلطة، وبطشها بالقبائل المتمرّدة. شخص آخر دخل القصّة، وكان يعرف الصّبيحي. رغم أنه لم يكن ممّن ابتعثوا إلى دول غربية، إلاّ أن ذكاءه الحادّ ومعرفته بالقصر، وثقافة المناطق، وقراءته لـ"السّلطان العادل"، أمور دفعته لاختيار طريق أخرى لإحلال العدل. واسمه علي بن محمّد المسفيوي الحويري.
حينها بدأت عادة طباعة"منشورات" من ورقة واحدة يطلق عليها "الكازيتة" (في تعريب لاسمها الإيطالي gazzetta) تنتشر بين المدن. دخلت الصحف، ومن ضمنها "الرّشاد"، التي تصدرها جماعة تطلق على نفسها "الحقّانيين". تحدثت عن الدستور، وأسمته إجماع الأمة، وعن الجيش الحديث، وحكم الشعب، وضرورة احترام تقاليد القبائل والدين، فوجدت لها جمهوراً عريضاً.
يرجّح المؤرخون، أن "الرّشاد" كتبت بأيادي ثلاثة من المبتعثين من رفاق الصبيحي الذين هالهم الظلم الذي حلّ به، وأنها كانت تطبع بدى "السّملالي"، ويرون أن سبب غضبهم هو أن الحاجب بَّاحْمَاد أمر بقطع يد الصبيحي عقاباً له على ما كتب. لكن لا أدلة ولا وثائق تثبت أو تنفي هويتهم، أو قصّة اليد المقطوعة.
1882: انتشار الغضب
كان المسفيوي الحويري، من قبيلة في بلاد عبدة، التي كانت عاصمتها آسفي. عاد الحويري إلى قريته راكباً جملاً.
زار الولي الصالح، جدّ القبيلة، "سيدي الحدّاد"، ولم يبارح الضريح لأسابيع طويلة. ثم انتقل بين القرى، يحث الناس على الصلاة والعبادة، ويتقصى أحوالهم، ويحثهم على الصبر على الظلم، وكانوا كلما دعاهم إلى الصّبر ازداد غضبهم على الحاكم. كان كتاب "السّلطان العادل" لا يبارح يده، مثيرا استغراب من يلتقيهم.
راسل الحويري حجّي يدعوه إلى أن ينقل مطبعته إلى المنطقة بعد المضايقات التي تعرض إليها بسبب صديقه الصبيحي، وهو ما كان. كما اشترى الحويري بنصائح من صديقه الجديد آلتي طباعة جيء بهما أيضاً من إسبانيا.
كان الحويري ينتقل إلى مراكش التي تبعد مسافة يوم سرّاً ينقل كُتُب المطبعة قبل أن تُنشر في باقي البلاد مع التجار، واعتاد أن يخالط الناس من كل الطبقات.
كما وظّف عدة ترجمانات، يعملون مع الأجانب، لينقلوا معاني كتب أجنبية إلى العربية، يصيغها أتباعه في كتيّبات توزع في كل أنحاء البلاد أو في"كازيتة" أطلق عليها "الهداية".
يروي المؤرخون البريطانيون، أن الحويري حصل على أسلحة متطورة من بريطانيا شريطة أن يسمح لها باحتكار تجارة مواد معينة (منها الملح والتبغ والقطن)، وفتح "كونتوارات" (مراكز تجارية) في موانئ البلاد تكون خاضعة للتاج البريطاني.
لكن الجانب المغربي، يصرّ على أنها رواية مزيّفة وأن الحويري اشترى الأسلحة متعهدا بسلام بين الطرفين وفقط. وهذه نقطة أخرى يجهل الجميع حقيقتها لأنه، لا وثيقة موقّعة بين الطرفين، ولم يشر ستيوارت هانسون تاجر الأسلحة الريطاني، والمخبر، واللصّ الشهير، أي شيء في مذكراته التي نشرت نهاية القرن التاسع عشر في إيرلندا، عن صفقة الأسلحة التي وفّرها للحويري. لكنه يؤكد أن ضمن ما تسلّمه "المتمرّد" (كما يسميه) مدافع بروسيّة الصنع، وبنادق بريطانية، ومسدّسات، وعتاداً يكفي آلاف الرجال.
يقال إن أعيان مراكش، أرادوا أن تعود العاصمة إليهم، وأنهم تعبوا من موظفي المخزن الذين يستنزفونهم بالضرائب فموّلوا مشروع الحويري لما أسمي لاحقا بـ"الانتفاضة الحويرية".
1886: ثورة الكوازيت و"الحويري"
توجد في "المكتبة الوطنية للأرشيف" في مدينة خريبكة، آلات من النماذج الأولى من المطابع الحجرية وونسخ مختلفة من مطبوعات تعود إلى القرن التاسع عشر. من ضمنها ترجمات في الفلسفة والأدب والعلوم الحديثة، إلى جانب مؤلفات لمطبعة الأكاديمية العسكرية التي أحدثت عام 1888، واستقدم لتدريب عناصرها ضباط بروسيون.
من مقتنيات المكتبة الوطنية نسخة من "الهداية". تتضمن الجريدة التي ظلت في قبو عائلة أزمورية سبعين عاما، نقداً قويّا للمخزن الذي وافق على شروط "مؤتمر مدريد" عام 1880.
استطاع الحويريّ في بدايات عام 1886، أن يجمع جيشاً من القبائل، ودخل آسفي. كان هجوما سريعاً ولم يكن باشا المدينة يحسب أن جيشاً صغيراً قد يهجم على المدينة وينجح في اختراق دفاعاتها بسرعة.
أرسل السّلطان جيشا لتأديب القبيلة واسترجاع المدينة، إلا أنه لم يكن كبيراً، فتمردات أخرى كانت تعم البلاد. لم يتوقع الجيش السلطاني الصغير، أن ينتظره جيش منظم شبه عصري، بأسلحة ومدافع.
بعد خسائر فادحة تكبّدها جيشٌ سلطاني تزعمه ابن عم الحاجب بَّاحْمَاد، أُسِر بعده ونكّل به وأرسل رأسه إلى العاصمة، قرّر السلطان أن يقود "حركة" عسكرية للقضاء على المتمرّدين.
1887: معركة واد أم الربيع
أراد السلطان الغاضب الإسراع بإنهاء التمرد للتفرّغ لآخر في منطقة الأطلس أشد وطأة، دفع بجنوده لقطع نهر أم الربيع، ولم يكن يعلم مخبروه أن قبائل دكّالة توحدت مع دعوة الحويري.
والأخطر أنه كان يجهل أن مدن فاس ومراكش ومكناس وطنجة وتازة، وغيرها من الحواضر، خرجت لإسقاط قيّادها بتحريض من كُتاب الكوازيت والكتب الملعونة، التي كانت تنتقل تحت الجلابيب.
حين تجاوز الجيش السلطاني النهر، كان محاصرا من جيشين، ثالثهما النهر. بعد معركة يحكى أنها دامت لأيام لم يسلم قائدا الطرفين فمات الحويري (يحكى أنّ قاتله خائن من معسكره)، والسلطان الذي كان مريضا في سريره.
لم يستطع الحاجب بَّاحْمَاد، كبح جماح غضب من تمردوا من العامة والأعيان في المدن، وسقطت الحواضر، ليهرب بَّاحْمَاد شرقاً لطلب حماية الفرنسيين.
سبتمبر 1887: دستور مراكش
في سبتمبر 1887، اجتمع ممثلون عن كل المناطق وعددهم مئتان وخمسون في قصر "المنبهي في مراكش".
لم يخجل من درسوا في الغرب هذه المرّة من حلق لحيهم وارتداء ملابس غربية. وكان الفقهاء يتحدثون عن الشورى والديمقراطية في جملة واحدة، بتأثير من الكتب المنتشرة.
حرّرّ هؤلاء أوّل دستور في تاريخ المغرب. وأنشئ برلمان، وجيش حديث، وفتحت مدارس عصرية جعلت التعليم إجبارياً.
ألغيت اتفاقيّات مدريد، وشكّلت كتائب من كل قبيلة أدمجت في الجيش الجديد.
دستور 1887، لم يكن يروق للقوى الغربية التي رأت فيه تهديداً لمصالحها، خاصة بعد أن ألغت الحكومة الجديدة كل الاتفاقيات القديمة. ولوّحت إسبانيا وفرنسا بالحرب. لكن هذه قصة أخرى....
لم يجد أحد أثراً للسّلاوي الصبيحي في السجون لكنه أصبح شعاراً يغني عنه الثّوار، والتلاميذ في المدارس... ملف التاريخ البديل في رصيف22
على سبيل الختم:
لم يجد أحد أثراً للسّلاوي الصبيحي في السجون. وقال كثيرون إن جثته رميت حقاً للسّباع. لكنه يده المقطوعة أصبحت شعاراً يغني عنه الثّوار، والتلاميذ في المدارس، والمقاهي التي افتتحت في كل مكان، وتوجد اليوم منحوتة رخاميّة في وسط العاصمة ليد تحمل كتاباً، وقاعدتها على شكل آلة طباعة تكريماً له، ولمن نشروا الكتب وتعاليمها بين آلاف الناس، بفضل آلة الطباعة.
* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 4 أيامtester.whitebeard@gmail.com