أفرجت السلطات الفرنسية، الأربعاء 8 كانون الأول/ ديسمبر، عن مواطن سعودي كانت قد أوقفته صباح الثلاثاء في مطار شارل ديغول الفرنسي، للاشتباه في أنه أحد أعضاء الفريق الذي اغتال الصحافي المعارض جمال خاشقجي نهاية عام 2018.
وكانت إذاعة RTL الفرنسية قد أعلنت الخبر، موضحةً أن الموقوف هو خالد العتيبي (33 عاماً)، العضو السابق في الحرس الملكي السعودي، خلال محاولته السفر إلى الرياض باسمه وجواز سفره الحقيقيين.
الخبر أكدته مصادر شرطية لاحقاً لوكالة فرانس برس، لافتةً إلى أن العتيبي على قائمة مطلوبين فرنسية بناءً على مذكرة اعتقال دولية أصدرتها تركيا في عام 2019 على صلة بجريمة اغتيال خاشقجي.
وأبقي العتيبي رهن الاعتقال القضائي لدى شرطة الطيران وشرطة الحدود في فرنسا لتأكيد هويته بشكل حاسم، فيما قالت الرياض فور تداول الأنباء أن الأمر مجرد "تشابه أسماء" و"خطأ في تحديد الهوية".
وأوضحت مصادر فرانس برس أن العتيبي مثل الأربعاء أمام النيابة العامة في محكمة الاستئناف في باريس حيث أُبلغ بمذكرة التوقيف في حقه.
ونفى المعتقل أي صلة له بالجريمة، وطُلبت معلومات إضافية تحديداً من تركيا التي أصدرت مذكرة التوقيف بحقه.
وكان أمام الموقوف ثلاثة خيارات إذا تأكد أنه هو المطلوب للإنتربول: قبول المذكرة والموافقة على تسليمه إلى أنقرة، أو الطعن في مذكرة التوقيف، أو المحاكمة أمام العدالة الفرنسية.
#اعتقال_خالد_العتيبي… الشرطة الفرنسية تطلق مواطناً سعودياً اشتبهت في أنه أحد فريق اغتيال خاشقجي بعدما تبيّن أن الأمر مجرد "تشابه أسماء"
المملكة ترد
قتل خاشقجي الذي كان موالياً للحكومة السعودية قبل أن ينشق وينتقد سياسات الأمير محمد بن سلمان بقوة، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، ويعتقد أن جثمانه قُطّع وأحرق إذ لم يعثر على أي أثر له.
وبعد سلسلة من التصريحات المنكرة، اعترفت الرياض بأنه قتل في "عملية مارقة"، وعقدت محاكمة محلية أسفرت عن إدانة خمسة أشخاص بأحكام سجنية مدداً متفاوتة أقصاها 20 عاماً. وهي المحاكمة التي انتقدتها هيئات حقوقية عديدة واعتبرتها غير نزيهة لسرية الجلسات وعدم الإفصاح عن أسماء المدانين أو السماح بوجود مراقبين دوليين محايدين.
وفي أول تعقيب رسمي على أنباء توقيف العتيبي، قالت سفارة المملكة في فرنسا إن "ما تم تداوله غير صحيح" وإن "من جرى إيقافه لا علاقة له في القضية المتناولة"، مطالبةً بـ"تخلية سبيله فوراً".
وأضافت: "تود السفارة التأكيد أن القضاء السعودي قد اتخذ أحكاماً حيال كل من ثبتت مشاركته في قضية المواطن جمال خاشقجي وهم حالياً يقضون عقوباتهم المقررة".
ما علاقة توقيفه بزيارة ماكرون؟
وأعقب توقيف العتيبي بعد زيارة قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرياض حيث التقى ولي العهد السعودي كأول زعيم غربي يلتقيه منذ اغتيال خاشقجي بطريقة مروعة أضرت بسمعة المملكة الدولية وبسمعة الأمير محمد الذي اتهمته المخابرات المركزية الأمريكية بإصدار أمر التصفية.
رداً على الانتقادات الحقوقية للقائه بن سلمان، قال ماكرون: "لا يمكن تجاهل المملكة نظراً لثقلها الديمغرافي والاقتصادي والتاريخي والديني"، مشدداً على أن هذا لا يعني "أننا ننسى".
الرياض تكذّب صلته بالجريمة وتقول إن اعتقاله "مسألة خطأ في تحديد الهوية"... شكك ناشطون سعوديون في #اعتقال_خالد_العتيبي كـ"كبش فداء" ربما لحفظ ماء وجه ماكرون، قبل أن يتضح أنها مسألة "تشابه أسماء" لا أكثر
عقب الزيارة، كرر ماكرون: "تحدثنا عن كل شيء من دون أي محرمات. ومن المؤكد أننا تمكنا من إثارة ملف حقوق الإنسان... وكان ذلك تبادلاً مباشراً".
وهذا ما جعل البعض، عقب تداول أنباء القبض على العتيبي، يلمح إلى أنه قد تكون جرت التضحية بالعتيبي كـ"كبش فداء" لحفظ ماء وجه الرئيس الفرنسي والتدليل على أن باريس لم تنس قضية خاشقجي، مشككين في أنه غير منطقي أن يكون دخل فرنسا دون اعتقاله.
وتساءل الناشط السعودي عمر بن عبد العزيز: "كيف سافر لدولة كفرنسا وهو يعلم أن عليه مذكرة اعتقال دولية، ومطلوب من تركيا، بل خرج اسمه في تقرير الـ CIA؟ فيه شيء غلط!".
وأردف: "المخابرات السعودية غبية مافيه شك، بس الموضوع فيه أن الظاهر ما يدرون أن فيه ألف عتيبي اسمه خالد مستحيل نفس الشخص إلا إذا فيه أحد تعمد توريطه من الداخل والخارج!".
لكن الناشط السعودي لم يستبعد أن يكون "لقاء #ماكرون #مبس أشعر مبس بالاطمئنان لفرنسا فأرسل فأر تجارب قبل المغامرة بآخرين أكثر أهمية لديه".
وأشارت وسائل الإعلام الفرنسية إلى أنه ليس واضحاً متى وكيف وصل الرجل إلى فرنسا من دون أن يتم رصده، وهو أحد 20 مطلوباً للإنتربول في القضية منذ ثلاث سنوات.
وتعليقاً على التطور الأخير، ناشد المعارض والناشط الحقوقي السعودي يحيى عسيري السلطات الفرنسية تقديم الموقوف إلى المحاكمة في فرنسا وعدم تسليمه إلى تركيا.
وتابع: "على #فرنسا عدم تصديق المزاعم #السعودية بأن المقبوض عليه ليس نفس الشخص المتورط، وليتذكر الجميع حماقات النظام في عملية الاغتيال وكذبه المتواصل بعد تنفيذ الجريمة".
ونبعت التحذيرات من تسليم العتيبي إلى تركيا من التكهنات المتزايدة بقرب "المصالحة" بين أنقرة والرياض بوساطة قطرية.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...