درج الصوماليون داخل البلاد أو في المهجر على تقليد اجتماعي يُعرف باسم "الشاي العصاري" (A-sar-iyo)، أي الشاي الذي يتم تناوله بعد الظهر أو عقب صلاة العصر.
غالباً ما يرافق كوب الشاي المتبل أو "الشاه" مع أنواع مختلفة من الحلوى الصومالية وأشهرها البسكويت بالتمر. فيمنح الأشخاص بعض الراحة والسكينة والفرصة للتواصل مع الآخرين قبيل مواصلة بقية يومهم.
وتتكرر عادة "استراحة" الشاي أو القهوة في مختلف المجتمعات وتتنوع مواعيدها وطقوسها. لكن جميعها يمثل تذكيراً يومياً بمدى أهمية الغذاء والراحة والتواصل مع الآخرين في التجربة الإنسانية.
ما الذي يميزه؟
إذا دُعيت إلى تناول "A-sar-iyo" في منزل صومالي، فلن تُسأل عن الطريقة التي تحب بها الشاي. سيقدم إليك الشاي بالطريقة التي يحبها الصوماليون: شاي مليء بالبهارات والسكر، والهيل عادةً يمنحه رائحة زكية.
أصبح الشاي الأسود المُتبل أكثر ما تشتهر به الصومال، كونه جزءاً مهماً من المطبخ والثقافة الصوماليين، وهو من عائلة الشاي اليمني والكيني والهندي. لكنه دوماً يلفت أنظار العالم لتميزه بمذاق خاص نابع من البهارات.
"الشاي العصاري"... تعرف على التقليد الذي يرافق الصوماليين أينما ذهبوا ويمنحهم الراحة والسكينة
ميزة أخرى للشاي الصومالي هي إضافة الحليب إليه بعد طهو مكوناته. ولكل خلطة منه اسم. على سبيل المثال، يسمّى الشاي مع الحليب "shaah cadays" الذي يقدم في "العصاري"، وبدون حليب يسمى "شاي رينجي" أو "shaah bigays". ويقدم في أي وقت.
بخلاف البهارات والحليب، تتعدد الإضافات الأخرى للشاي الصومالي، ومن بينها الليمون والهيل والزنجبيل والقرنفل والقرفة.
بكلمتين، يعد الشاي في الصومال جزءاً أصيلاً من وجبة الإفطار، وعنصراً لا غنى عنه في المائدة الرمضانية، وهو أيضاً مشروب الضيافة المفضل.
ما سر شهرته؟
ساهم تمسك الصوماليين في الشتات في زيادة شهرة الشاي الصومالي، وخصوصاً في الولايات المتحدة حيث تعيش جالية صومالية كبيرة. لعل هذا ما يفسر اهتمام صحف عالمية مثل "واشنطن بوست" الأمريكية بالكتابة عن الشاي الصومالي لا سيما عن طقوسه وطرق إعداده.
في 29 تشرين الأول/أكتوبر المنقضي، نشرت الكاتبة من أصل صومالي أفراح أحمد مقالاً في الصحيفة الأمريكية المذكورة آنفاً، قالت فيه إن طقس "الشاي العصاري" يأتي حين تصل شمس الظهيرة إلى ذروتها وتغمر كل شيء بأشعتها ليمثل "طقوس الراحة" بالنسبة لها وللصوماليين في كل مكان.
وفي مصر، قال أحد المقيمين الصوماليين لرصيف22 إن الشاي الصومالي هو الإجابة عن السؤال الذي يطرحه كثيرون، لماذا تكثر المقاهي الصومالية في الأحياء التي يعيش فيها صوماليون مثل منطقة أرض اللواء بمحافظة الجيزة؟
وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن المقاهي المصرية لا تقدم الشاي بحسب الطريقة الصومالية، لذا افتتح الصوماليون مقاهي خاصة بهم لتقديم هذا المشروب المفضل لدى أبناء الجالية ثم بدأوا في الترويج له بين باقي الجاليات وحتى بين المصريين أنفسهم.
تتعدد نكهات الشاي الصومالي (الشاه) وطقوس تناوله والأسماء الخاصة بكل خلطة منه. لكن ما الذي أوصله إلى العالمية؟
طريقة إعداده
لإعداد الشاي الصومالي الشهي، تحتاج إلى ستة أكواب من الماء وبعض القرنفل، وأربع حبات من الحبهان الأخضر أو الهيل. يوصى أيضاً بإضافة عودين من القرفة وقليل من الزنجبيل الطازج غير المقشر، وسكر حسب الرغبة، وملعقة كبيرة من الشاي الأسود.
في البداية، نضع إناءً متوسط الحجم على نار متوسطة إلى أن يغلي الماء. ثم نضع القرنفل والحبهان والقرفة بعد طحنها حتى تغدو مزيجاً ناعماً.
بعد ذلك يتم تقطيع الزنجبيل قطعاً سميكة صغيرة قبل طحنها يدوياً ثم تُضاف إلى الماء مع السكر والشاي. يترك الخليط حتى اكتمال الغلي.
حالما يغلي المزيج، تُطفأ النار ويترك الشاي بين 10 و 15 دقيقة لتتفاعل مكوناته معاً، قبل أن يصفى في أكواب ويقدم مع الحليب أو بدونه.
يمدّ الشاي الجسم بـ43 سعرة حرارية، مع صفر دهون وصفر دهون مشبعة وصفر كوليسترول أو صوديوم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومينمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ 5 أياممقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ أسبوععزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.
mohamed amr -
منذ اسبوعينمقالة جميلة أوي