شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
الوجه الآخر للصومال: مصارف وانترنت سريع

الوجه الآخر للصومال: مصارف وانترنت سريع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

الأربعاء 28 يونيو 201712:47 ص

شهد الصومال في السنوات الأخيرة العديد من التطورات الاقتصادية السريعة، بفضل التحسّن الأمنيّ النسبيّ الذي تعيشه مقديشو. وتشمل هذه التطورات مجالات عدّة، أبرزها المصارف والاتصالات.

الصراف الآلي وصل إلى مقديشو

منذ انهيار الحكومة المركزية العام 1991، لم تشهد الصومال عملاً منتظماً للمؤسسات المالية. وخلال السنوات القليلة الماضية، عملت أربعة مصارف خاصة بشكل محدود، هي دهابشيل بنك، وبنك الائتمان التعاوني والزراعي الذي يتّخذ من اليمن مقرّاً رئيسياً، وبنك سلام الذي افتتح أول "صراف آلي" في العاصمة الصومالية مقديشو في سبتمبر 2014، فضلاً عن بنك الصومال الدولي.  ويجدر بالراغبين في الاستفادة من خدمة الصراف الآلي التوجه إلى أحد الفنادق الراقية، فندق جزيرة Jazeera hotel في العاصمة. ويعتبر كثيرون أنّ هذه الخطوة مهمة جداً في تطوير النظام المصرفي الصوماليّ، لا سيما في حال توفير الصرافات في مختلف المناطق.

بدأ سكان مقديشو يستخدمون الصرافات الآلية لسحب أموالهم مع بعض الحيرة في طريقة استخدامها، خاصةً أنهم لا يملكون أي خبرة سابقة. واللافت أنّ الأموال التي تُسحب من الصراف الآلي متوفرة بعملة الدولار الأمريكي لأنّ العملة الصومالية ضعيفة جداً. فقيمة مليونين من الشلن الصومالي تساوي مئة دولار. لذلك، إذا صرفت 300 دولار تحتاج إلى عربة لتنقل أموالك من مكان إلى مكان! وتالياً، يعاني الصوماليون من "الدولرة"، إذ بالدولار يُقيّم كل شيء. عقب انهيار البنك المركزي في الصومال عام 1991 مع سقوط الحكومة، أصبح الشعب الصومالي بحاجة ماسة لنظام مصرفيّ جديد، فكان الحلّ تأسيس شركات الحوالات الأهلية لتغطية حاجات الصوماليين. وقد مكّنهم هذا النظام من الحصول على الأموال من أقربائهم في الخارج. يقول الخبير الاقتصادي محمود أبو بكر لرصيف22 "يعتمد أغلب الشعب الصومالي على ذويهم المغتربين. وبفضل الشركات الخاصة، تمكّن الشعب الصومالي من الحصول على الحوالات عبر هذه الشركات".

شركات خاصة للاتصالات

أمّا شركات الاتصالات، فتقدّم خدماتها للزبائن وسط غياب دور وزارة البريد والاتصالات، وهذا ما يساعد على تواصل الصوماليين بعضهم مع بعض من خلال الهواتف المحمولة أو الأرضية التي أصبحت متوفرة في المناطق المحظوظة بوجود فروع هذه الشركات. تعتبر شركة هرمود Hormud من بين شركات الاتصالات التي تعمل في الصومال وتملك مكاتب في مقديشو وفي جميع الأقاليم في الصومال. ويذكر عبد الرحمن عيسى، أحد موظفي شركة هرمود لرصيف22 أنّ الشركة مرّت بمراحل حرجة إلا أنّها تخطّت معظم المشاكل بفضل سياساتها السليمة. تعمل هذه الشركة على حل مشاكلها عبر طرق سلمية، منذ إطاحة الحكومة المركزية، مروراً بحكومات ضعيفة، بالإضافة إلى دفع رواتب جيدة مقارنة بالرواتب الأخرى في الصومال.

كذلك توفّر لزبائنها خدمة التواصل مع ذويهم في الخارج بسعر منخفض نسبياً. وهنالك شركة أخرى، نايشون لينك Nation link التي تقدّم لزبائنها مختلف الخدمات الا أنّها أقل شعبية من شركة هرمود. وهي استفادت من الضغوط الكبيرة التي خضعت لها شركة هرمود، خصوصاً عندما اتّهمتها الولايات المتحدة بالتورّط في أعمالٍ إرهابية، وجمّدت بعض أرصدتها في المصارف العالمية وهذا ما تسبّب باغلاق فرع هرمود المصرفي. غير أنّ شركة الاتصالات ما زالت تعمل. بالإضافة إلى شركات الحوالة والاتصالات، تدخل خدمات الإنترنت على الخط، إذ حظي الصوماليون بهذه الخدمة بأسعار معتدلة، بعد أن أصبحت متوفرة في المدن والقرى مع إطلاق الألياف البصرية مطلع 2014.  ويشرح مهندس الاتصالات، حسن علي أن الشركات تقدم خدمة إنترنت لسكان مقديشو لأنّ الإنترنت خدمة أساسية يحتاج إليها الإنسان في معظم أعماله.

تحسّن سرعة الانترنت

لا تقتصر خدمات شركة جلوبل Global على أبناء العاصمة مقديشو، بل تعمل أيضاً في بونت لاند وصومال لاند، اللتين تتمتعان بحكم ذاتي. تمكّنت إذاً شركة جلوبل من الوصول إلى مناطق خارج مقديشو وتعمل الآن في جميع المناطق الصومالية. تقدم الشركة هذه الخدمات بطرق مختلفة، منها عن طريق دي إس أل DSL والخدمة اللاسلكية Wireless. يستخدم كل فرد الخدمة بحسب قدراته وحاجاته. فالبعض يفضّل خدمة دي أس إل لأنّها أقلّ كلفة، بينما يرغب آخرون في الخدمة اللاسلكية لأنها أسرع بكثير. وتقدم الشركة هذه الخدمات للمؤسسات الكبيرة القادرة على الدفع شهرياً.

وقد تمّ إطلاق خدمات الألياف البصرية Fiber optic مطلع 2014 في مقديشو، فلقيت هذه الخدمات ترحيباً لدى السكان. اعتاد الصوماليون ارتياد الفنادق ومقاهي الانترنت لمحاولة الحصول على خدمة سريعة من أجل استخدام بعض منصات الفيديو على غرار يوتيوب وشبكات التواصل الاجتماعية. برغم ذلك، لا شك في أن سرعة الانترنت قد تشكّل مفاجأة سارة للصوماليين الذين لم يغادروا يوماً بلادهم، إلا أنّ أولئك الذي سافروا أو عاشوا في الخارج، ما زالوا يعتبرون خدمة الانترنت بطيئة مقارنة بالسرعة المعتمدة في الدول الأخرى.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image