شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
جولة في شوارع مقديشو

جولة في شوارع مقديشو

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 22 أغسطس 201603:51 ص

كثيراً ما يخطر في بالنا العنف والحرب والعمليات الإرهابية حين نسمع عن الصومال. إلا أن للصومال، والعاصمة مقديشو تحديداً، وجهاً آخر ربما لا يعرفه كثيرون، بدأت مظاهره تتشكّل بعد انسحاب "حركة الشباب الصومالية" من المدينة عام 2011.

بعيداً عن الأوضاع الأمنية المتوترة ونقاط التفتيش المنتشرة التي تسعى إلى ضبط الأمن في مقديشو، تزدحم طرق المدينة بسيارات النقل العام والسيارات الخاصة والمارة، من بينهم النساء اللواتي يشترين لوازمهن من السوق، وأخريات يبعن الشاي والمأكولات.

مدينة مقديشو الصومالية - جولة في شوارع مقديشو - صورة 1Albany-Associates_Flickr8

إذا رغبتم في زيارة الأسواق فلا شك أنّ  سوق بكارة وسوق بعاد وسوق حمروين هي الأهم. يعتبر سوق بكارة الأكبر على مستوى الصومال ويضمّ عدداً من المصارف وشركات الاتصالات، والمحال التجارية. إلا أنّ شهرة هذا السوق لا تقتصر على شعبيته، بل هو معروف ببيع الأسلحة ويشهد اضطرابات أمنية من حين إلى آخر، بسب استهداف "حركة الشباب" للشرطة.

أمّا سوق بعاد، فيتميّز بتوفّر الأمن فيه لأنه ليس هدفاً أساسياً للحركة، ولكونه سوقاً أقلّ زحمة من سوق بكارة. ويضمّ سوق بعاد مخازن كبيرة وأجنحة كثيرة، منها جناح صرف العملة وجناح الملابس وجناح الأطعمة الأساسية.

مدينة مقديشو الصومالية - جولة في شوارع مقديشو - صورة 2Albany-Associates_Flickr6

ويتّسم  سوق حمروين بقدمه، فهو أول سوق في الصومال وكان الأكبر قبل الحرب الأهلية. وفي الماضي، شهد نشاطات تجار الهنود الذين كانوا يبيعون المجوهرات والعطور والقرفة. أما اليوم، فقد بات وجهة للطبقة الثرية في العاصمة، لا سيما العاملين في القطاع الحكومي والموظفين في الشركات الكبرى أو الهيئات الدولية.

مقالات أخرى

محاولات إنقاذ آثار الحضارة النوبية في السودان

عودة الفن التشكيلي إلى الصومال

الرحلة في شوارع مقديشو لن تكون خالية من بعض الاضطرابات الأمنية. فقد يكون أي شخص معرّضاً للخطر، من خلال استهدافه أو عن طريق الخطأ. إذ ما زالت خبرة رجال الشرطة المنتشرين في الشوارع محدودة. فهم يقومون بإيقاف السيارات من خلال إطلاق الرصاص الحيّ في الهواء أو على السيارة، بدلاً من إصدار الأوامر للسائق بالتوقّف.

مدينة مقديشو الصومالية - جولة في شوارع مقديشو - صورة 3Albany-Associates_Flickr4

وباستثناء شارع "المطار" وشارع "مكة المكرّمة"، الذي يؤدي إلى القصر الرئاسي، يمكن للمتجوّل في شوارع العاصمة الصومالية أن يلاحظ مدى سوء البنى التحتية ووعورة الشوارع. ولكن إذا أردتم الابتعاد عن ضوضاء المدينة، فشاطىء "الليدو" هو المكان الأمثل للقيام بنزهة هادئة، والاستمتاع بنعومة رماله وطقسه المعتدل، والمطاعم الفاخرة والمقاهي.

معالم الصومال الأثرية صامدة رغم الحرب

عانت معالم الصومال الأثرية والتاريخية من حرب امتدّت عشرين عاماً، إلا أن غالبيتها ما زال صامداً يذكّر الصوماليين بتاريخهم وهويتهم. فإذا أردتم التعرّف إلى تاريخ هذا البلد، عليكم زيارة المساجد التاريخية في مقديشو، التي تحمل طابعاً فارسياً في طريقة بنائها. من بين هذه المساجد، يطلّ جامع "الحمروين" الذي بناه الشيرازيون المنحدرون من بلاد فارس خلال فترة حكمهم لمقديشو في القرن الثالث عشر ميلادي، ومسجد فخر الدين الذي بناه الإمام فخر الدين الغساني عام 667 هجرية.

بالإضافة إلى دور العبادة الخاصة بالمسلمين، تجدون في مقديشو كنيستين، إحداهما مدمّرة بسبب الحرب الأهلية وهي تقع في حي عبد العزيز وتعرف بكنيسة فأت viat. أما الكنيسة الأخرى، فتسمى كنيسة كبرنو kuberno وهي تقع في حي حمروين، إلا أنّ آثارها لا تزال حيّة. ولا بد من الإشارة إلى أن هاتين الكنيستين لم تُبنيا بسبب وجود مسيحيين في الصومال، بل بُنيتا خصيصاً للمسيحيين الأجانب الذين أقاموا في البلاد، خلال أيام الاستعمار، وأبقت الحكومة المركزية عليهما حتى بعد انسحاب الاستعمار.

مدينة مقديشو الصومالية - جولة في شوارع مقديشو - صورة 4ENOUGH-Project_Flcikr

وعلى الرغم من كل الظروف الأمنية التي تمرّ بها البلاد، يمكنكم اليوم الخروج ليلاً والتجوّل في شوارع العاصمة الصومالية، لا سيما تلك القريبة من المراكز الحكومية. هنا، تكثر الفنادق وبعض الملاهي الليلية السرية، بسبب المخاوف من "حركة الشباب" والأوساط الشعبية على السواء. إذ يرفض علماء الدين الصوماليون هذا النوع من الأماكن، ويشنوّن حملات توعية ضدها في المساجد. أما من يرتادون هذه الملاهي على الرغم من سريتها، فسيكتشفون أنها تشبه كل الملاهي في العالم. ففي مقديشو، استورد مغتربو الصومال الملاهي إلى العاصمة من دون إضفاء أي طابع محلي أو مميز عليها.

تنبيه أخير، إذا أردتم التنزّه في أزقة مقديشو، فلا تفاجأوا من أن تلتقوا بعض المتجوّلين "المضطربين"، الذين هم ضحية الحرب والمخدّرات.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image