شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"الباب الذي انكسر"... ماذا لو بقي عمر بن الخطاب على كرسي الخلافة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الخميس 18 نوفمبر 202101:07 م

تندرج المادة في ملف "كان صرحاً من خيال... لعبة التاريخ البديل"

في أواخر 35هـ، اندلعت الثورة ضد الخليفة الثالث عثمان بن عفان، عندما قدم الثوار من الكوفة والبصرة والفسطاط، وأحاطوا بمنزل الخليفة في المدينة المنورة، وما لبثت وتيرة الأحداث أن تسارعت، حتى أصبح الناس يوم الثاني عشر من ذي الحجة، وقد شاع خبر مقتل عثمان في منزله بينما كان يقرأ القرآن.

بذلك المشهد الدامي، بدأت مجموعة من الأحداث الدامية، والتي عرّفتها المصادر التاريخية الإسلامية باسم الفتنة الكبرى، وهي الأحداث التي ستشمل نشوب الحرب الأهلية بين العراقيين والشوام، ولن تهدأ إلا بعد الاتفاق على الصلح بين الأطراف المتحاربة في 41هـ، فيما عُرف وقتها باسم عام الجماعة.

المِخيال الإسلامي التقليدي، اعتاد أن يربط بين اغتيال الخليفة الثاني عمر بن الخطاب من جهة، والدخول في زمن الفتنة من جهة أخرى، الأمر الذي سنناقشه في هذا المقال من خلال طرح السؤال الآتي، ماذا لو لم يُقتل عمر، هل يمكننا القول عندها إن الفتنة لم تكن لتقع؟

مقتل عمر ونشوب الفتنة في المِخيال الإسلامي

من المؤكد، الذي لا سبيل للتشكيك فيه، أن شخصية عمر بن الخطاب قد حظيت بمكانة معتبرة، ومقام مبجّل في المِخيال الإسلامي الجمعي، ولا سيما المِخيال السني، ذلك الذي رسّم عمر بطلاً مغواراً، وفارساً لا يشق له غبار، كما نظر إليه على كونه حاكماً عظيماً، قوي الشكيمة، تمكن من تأسيس إمبراطورية مترامية الأطراف.

الكثير من الروايات المتناثرة في بطون المصادر التاريخية، والتي تناولت أحداث الفتنة الكبرى، ذكرت أن الفتنة ستقع بعد مقتل عمر بن الخطاب، ومن أهم تلك الروايات، تلك التي وردت في "صحيح البخاري" عن حذيفة بن اليمان، والذي يظهر في الروايات المبكرة على كونه صاحب سر الرسول، والمطلع على الكثير من الأحداث الغيبية المستقبلية.

الكثير من الروايات المتناثرة في بطون المصادر التاريخية، ذكرت أن الفتنة ستقع بعد مقتل عمر بن الخطاب، هذا التأويل الرمزي لتلك الرواية الغيبية، سيسيطر بشكل كلي وسرعان ما سيتم تأييده بمجموعة أخرى من الروايات المصطبغة بالصفة الغيبية... "كان صرحًا من خيال" ملف التاريخ البديل في ر22

يقول حذيفة في الرواية: "بينا نحن جلوس عند عمر إذ قال: أيكم يحفظ قول النبي في الفتنة، قال: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال: ليس عن هذا أسألك ولكن التي تموج كموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها باباً مغلقاً، قال: عمر أُيكسر الباب أم يُفتح؟ قال: بل يُكسر، قال: عمر إذاً لا يُغلق أبداً، قلت: أجل، قلنا: لحذيفة أكان عمر يعلم الباب، قال: نعم كما يعلم أن دون غد ليلة وذلك أني حدثته حديثاً ليس بالأغاليط، فهبنا أن نسأله من الباب فأمرنا مسروقاً فسأله فقال من الباب، قال: عمر".

في هذه الرواية يظهر عمر على كونه الباب الذي تحتشد من خلفه الفتن والمصائب، منتظرةً أن تلج برأسها داخل البيت الإسلامي، ومن جهة أخرى، ذكرت الرواية أن الباب سيُكسر، الأمر الذي تم تفسيره على كونها إشارة لمقتل الخليفة الثاني على يد أبي لؤلؤة المجوسي في العام الثالث والعشرين من الهجرة.

هذا التأويل الرمزي لتلك الرواية الغيبية، سيسيطر بشكل كلي على الذهنية الإسلامية الجمعية، وسرعان ما سيتم تأييده بمجموعة أخرى من الروايات المصطبغة بالصفة الغيبية، ومنها على سبيل المثال، ما أورده ابن حجر العسقلاني في كتابه "فتح الباري بشرح صحيح البخاري": "أن عمر دخل على، زوجته أم كلثوم بنت علي، فوجدها تبكي فقال: ما يبكيك؟ قالت: هذا اليهودي –تقصد كعب الأحبار- يقول: إنك باب من أبواب جهنم، فقال عمر: ما شاء الله. ثم خرج فأرسل إلى كعب فجاءه فقال: يا أمير المؤمنين، والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة. فقال: ما هذا، مرة في الجنة ومرة في النار؟ فقال: إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقتحموا فيها، فإذا مت اقتحموا".

هذا التفسير سيشيع في المصادر الإسلامية، إذ سيُنظر إلى مقتل عمر بن الخطاب على كونه الحدث المفصلي الأهم، الذي سيبدأ سلسلة لا تنتهي من الأحداث العنيفة الدامية، والتي ستتسبب في إشكاليات لا تزال أصدائها تتردد حتى الآن حول مسائل الخلافة والإمامة والحكم والسلطة.

ولكن ماذا لو لم يُكسر الباب؟

السؤال الذي يفرض نفسه ها هنا، ماذا لو لم يُكسر الباب؟ تُرى هل بإمكاننا أن نتخيل سيناريو بديل لحركة وسيرورة التاريخ الإسلامي في تلك الفترة المبكرة؟

في الحقيقة، يبني أصحاب السردية الإسلامية التقليدية اعتقادهم على أساس أن شخصية عمر القوية كانت قادرة على رأب الصدع، توحيد الصف وإسكات أي دعوة للثورة والشقاق؛ ولكن على الجهة المقابلة، نستطيع أن نؤكد أن العوامل التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والقبلية التي احتشدت مع بعضها البعض في تلك اللحظة التاريخية، كانت ستؤدي -لا محالة- للانفجار، سواء كان الحاكم هو عمر بن الخطاب صاحب الشخصية القوية الحازمة، أو كان عثمان بن عفان، الذي لطالما أظهرته المصادر التاريخية في صورة النبيل المرفه الذي يميل للعطف واللين.

على الصعيد القبلي، كانت الأغلبية الغالبة من القبائل العربية، تنظر بعين الحسد لقبيلة قريش الحاكمة، والعديد من الروايات تحدثنا عن العصبية القبلية التي تصاعدت حدتها زمن عمر، والتي حدت بالخليفة الثاني للصدام مع مجموعة من كبار رجال الدولة، من أمثال سلمان الفارسي وعتبة بن غزوان، وهو الأمر الذي سيصل إلى أوجه في عهد عثمان، عندما ستضيق تلك القبائل بتسلط القرشيين على أمور الحكم.

أيضاً يمكن أن نلمس بدء وقوع التفاوت الاجتماعي في عهد عمر نفسه، إذ كانت سياسات الخليفة الثاني المالية التي رفضت التسوية بين المسلمين في الأعطيات، والتي عملت على تدشين قواعد جديدة لتوزيع الأموال بناء على الأسبقية في الإسلام والقرابة من الرسول، سبباً في توسيع الفجوة بين الطبقة الأرستقراطية من جهة، وغير ذلك من الطبقات المتدنية من جهة أخرى. هذه الطبقات المتدنية اعتمدت على السيف والتوسع العسكري لإثبات نفسها في المجتمع الإسلامي، والتي لما بلغ التوسع العسكري حده الأقصى في النصف الأول من عهد عثمان بن عفان، أُسقط في يد أصحابها، فعادوا ليطالبوا في حقهم بالمساواة بالصحابة وأبناء قريش.

يبني أصحاب السردية الإسلامية التقليدية اعتقادهم على أساس أن شخصية عمر القوية كانت قادرة على إسكات أي دعوة للثورة؛ ولكن ماذا لو لم يكسر الباب وبقي عمر على كرسي الخلافة؟... "كان صرحًا من خيال" ملف التاريخ البديل في ر22

ما وقع في عهد عثمان من الثورة –أو الفتنة بحسب المصطلح الإسلامي- لم يكن سوى نتيجة منطقية وطبيعية للسياسات التي انتهجها الخليفة الثاني في فترة خلافته، كما كان حصاداً شرعياً لمجموعة من الظروف التاريخية التي تطورت في المجتمع الإسلامي في تلك الفترة.

من هنا، نستطيع أن نرصد بعض الأقوال المتوارية التي تؤكد على تشابه سياسات عثمان بسياسات سلفه، ومن ذلك ما ذكره ابن قتيبة الدينوري في كتابه "الإمامة والسياسة"، من قول عبد الله بن عمر بن الخطاب عن الانتقادات التي وجهها الثوار لعثمان: "لقد عيبت عليه أشياء لو فعلها عمر ما عيبت عليه"، وما ورد في الكتاب نفسه أنه "لما أنكر الناس على عثمان بن عفان صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن لكل شئ آفة، ولكل نعمة عاهة، وإن آفة هذا الدين وعاهة هذه الملة، قوم عيّابون طعّانون، يرونكم ما تحبون، ويسرون ما تكرهون. أما والله يا معشر المهاجرين والأنصار، لقد عبتم عليّ أشياء ونقمتم أموراً قد أقررتم لابن الخطاب مثلها، ولكنه وقمكم وقمعكم، ولم يجترئ أحد يملأ بصره منه ولا يشير بطرفه إليه.".

كانت الثورة على الخليفة الثالث إذن قدراً مقدوراً لا مفر منه، إذ كان المجتمع الإسلامي الوليد حينذاك، يعجّ بمجموعة من التباينات والخلافات التي أذكتها الفوارق الاجتماعية والقبلية والسياسية، وقد عبرت تلك الخلافات عن نفسها في صورة الثورة على الخليفة الثالث.

علي ومعاوية وثنائية العراق والشام

الثورة كانت ستقع في كل الأحوال إذن، ولكن ماذا عن التنافس الشهير بين العراق والشام؟ وماذا عن الحرب التي استعرت بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان؟ وماذا عن التوريث وتحول نظام الحكم في الإسلام إلى نظام وراثي؟ هل من سبيل لتصور وقوع تلك الأحداث بشكل مختلف عما وقعت عليه في التاريخ الفعلي؟

الباحث في تاريخ تلك الفترة التاريخية المعقدة، سيكتشف أن الكثير من المعلومات التي نقلتها لنا الكتابات التاريخية، لم تكن سوى رموزاً لمعانٍ خفية توارت جانباً بسبب الطرق التقليدية للسرد التاريخي.

على سبيل المثال، تبالغ المصادر الإسلامية في تسليط الأضواء على الصراع بين العراقيين والشوام زمن الحرب بين الخليفة الرابع علي بن أبي طالب، ووالي الشام المُقال معاوية بن أبي سفيان، دون أن تلفت النظر إلى أن هذا الصراع كان في حقيقته صراعاً قديماً، وقع بشكل متجدد لعشرات الأعوام في صورة التنافس بين الفرس الساسانيين من جهة والروم البيزنطيين من جهة أخرى، كما أن هذا الصراع قد اتخذ الصبغة العربية في بعض الأحيان، في صورة التنافس بين المناذرة في الحيرة والغساسنة في بوادي الشام.

العراق والشام، كانا أهم الحواضر التي دخلها الإسلام، واستقر بها المسلمون في تلك الفترة التاريخية، ولا نبالغ إذ قلنا إن عشرات الآلاف من الجنود العرب المدججين بالسلاح كانوا يقيمون في البصرة والكوفة والحيرة ودمشق والأردن فلسطين، بما يعني أن القوة العسكرية العربية كانت في تلك الفترة قد خرجت من رحم شبه الجزيرة العربية واستقرت على تخومها الشرقية والغربية (العراق والشام).

الصدام بين الإقليمين الأكثر قوة على الساحة كان متوقعاً، لأن كلاً منهما قد تحيز منذ فترة مبكرة لإحدى العصبيات القرشية، ففي حين اختار العراقيون أن يتشيعوا للحزب العلوي الهاشمي بقيادة علي بن أبي طالب، فقد أيد الشوام بني أمية الذين ارتبطوا بهم منذ بداية الفتح العربي لدمشق.

في مواجهة علي ومعاوية وثنائية التنافس العراقي الشامي، هل كان من الممكن أن تشهد الأحداث طريقاً مختلفاً في حال انتصر العراقيون؟... "كان صرحًا من خيال" ملف التاريخ البديل في ر22

ولكن ماذا عن قضية التوريث؟ هل كان من الممكن أن تشهد الأحداث طريقاً مختلفاً في حال انتصر العراقيون؟

في الحقيقة، يمكن القول إن النتائج المرجوة لم تكن لتختلف كثيراً في حالة انتصار العراقيين بالحرب، ذلك أننا لا يمكن أن نتناسى السياق التاريخي الحاكم، والذي جرت فيه جميع الأحداث والوقائع المُشار إليها. فعلى الرغم من دعوة القرآن لإعمال مبادئ الشورى بين المسلمين، إلا أن تلك الدعوة قد فُهمت في سياقها التاريخي الظرفي، وحتى عمر بن الخطاب لما رفض وهو على فراش الموت أن يولي ابنه عبد الله الخلافة من بعده، فإنه لم يرفض ذلك من باب البعد عن الاستبداد بالأمر، بل برّر رفضه بقوله: "يكفي أن يشقى بهذا الأمر واحدٌ من آل الخطاب"، بحسب ما يذكر ابن سعد في "الطبقات الكبرى"، وهو القول الذي يعبر عن زهد الخليفة الثاني وورعه، بغض النظر عن رأيه في مسألة الاستبداد بالسلطة.

هذا الملمح يظهر أيضاً في الرواية الشهيرة التي تناقلتها المصادر الشيعية، ومنها على سبيل المثال، الكتاب الموسوعي "بحار الأنوار" لمحمد باقر المجلسي، والذي يذكر أن علي بن أبي طالب لما تولى الخلافة، فإنه قام بتعيين أبناء عمه العباس في ولايات الحجاز والكوفة والبصرة، فلما بلغ الخبر الأشتر النخعي –وكان من كبار الثوار على عثمان- اندهش وغضب وقال: "على ماذا قتلنا الشيخ –يقصد عثمان- إذن؟"، بما يعني أن سياسات الخليفة الرابع كانت تتشابه إلى حد بعيد مع سياسات سلفه المقتول الذي كان يميل لتعيين أقاربه في الوظائف المهمة، بل وربما تشابهت مع سياسات ونوايا خصمه اللدود معاوية، الذي سيقوم –فيما بعد- بتنصيب ابنه يزيد ولياً للعهد عقب وصوله للسلطة.

بعيدّا عن التفسير الفردي لصالح التفسير المادي

كل ما أوردناه في السطور السابقة يظهر منه أن الثورة على الخليفة الثالث، وما استتبعها من اندلاع الحروب الأهلية العظيمة بين العراق والشام، وما نتج عن تلك الحروب من تأسيس لحكم ملكي وراثي متمثل في الدولة الأموية، لم يكن من قبيل الصدفة التاريخية التي قد تصيب أحياناً وقد تخطئ أحياناً أخرى، بل إنه -في حقيقة الأمر- عبارة عن ناتج لمجموعة متعددة من الأسباب والعوامل المادية الضاربة بجذورها في تاريخ شبه الجزيرة العربية ومنطقة الشرق الأدنى القديم.

نجد أن المصادر التاريخية التي احتشدت بالأقوال المعبرة عن قوة عمر ولين عثمان وزهد علي بن أبي طالب ودهاء معاوية، تتغافل عن كل السياقات الأخرى التي تضافرت في إنتاج الوقائع، وتسببت في تعظيم الأدوار الفردية وتكوين صورة مشوهة للتاريخ... "كان صرحًا من خيال" ملف التاريخ البديل في ر22

الإشكال الحقيقي يكمن في الطريقة التي نُقلت بها المعرفة التاريخية إلى وعينا المعاصر، ذلك أن السردية التاريخية التقليدية اهتمت بتسليط الأضواء على دور الشخصيات في الأحداث، في حين تغافلت بشكل شبه كامل عن اعتبار الظروف المادية المؤسسة للحدث والمساهمة في تطوره، وبالتالي نجد أن المصادر التاريخية الإسلامية التي احتشدت بالأقوال المعبرة عن قوة عمر بن الخطاب وحزمه، ولين عثمان بن عفان وضعفه، وزهد علي بن أبي طالب وتقواه، ودهاء معاوية بن أبي سفيان وسعة حيلته، تتغافل عن كل السياقات الاجتماعية والقبلية والاقتصادية والعسكرية التي تضافرت مع بعضها البعض في إنتاج الوقائع، الأمر الذي تسبب في تكوين صورة ذهنية جمعية مشوهة للحدث موضع الدراسة، وتسبب في تعظيم الأدوار الفردية، ما سيتيح الفرصة فيما بعد لإعادة قراءة الأحداث الكبرى في التاريخ الإسلامي –ولا سيما الأحداث المبكرة منه- وفق نظرة مذهبية دينية بحتة بعيدة كل البعد عن الدراسة التاريخية الموضوعية.

* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image