شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
البداية عند أحمد موسى… القبض على أكاديمي مصري وسجنه 15يوماً على ذمّة التحقيق

البداية عند أحمد موسى… القبض على أكاديمي مصري وسجنه 15يوماً على ذمّة التحقيق

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 29 سبتمبر 202108:46 م

بعد يومين من التكهنات والتساؤلات، أكدت وسائل إعلام مصرية خبر القبض على الأكاديمي وأستاذ الإعلام في جامعة القاهرة أيمن منصور ندا، وتجديد حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيق، بتهمة السب والقذف في حق عدد من الشخصيات، والترويج لمنع إحدى مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، حسب لائحة الاتهام التي نشرتها جريدة الشروق المصرية.

ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لرئيس قسم الإذاعة والتلفزيون، وهو مكبل اليدين داخل محكمة القاهرة، ينتظر قرار تجديد حبسه.

وكان ندا قد توقع القبض عليه، إذ كتب: "في 8 سبتمبر الجاري تقدمت ببلاغ إلى النيابة العامة المصرية أتهم فيه الخشت (رئيس جامعة القاهرة المعيّن) بإهدار المال العام واستخدام منصبه العام لتحقيق منافع شخصية/ والإساءة إلى جامعة القاهرة، وتشويه صورتها أمام المنظمات العالمية وفي المحافل الدولية، وتجاوز القانون، والتربح ومساعدة الآخرين على التربح من الوظيفة، والتفريط في الحقوق المالية لجامعة القاهرة لدى الغير وهي اتهامات لو صحت لوجبت محاكمة الدكتور الخشت جنائياً وسجنه ربما مدى الحياة... ولو ثبت عدم صحتها لوجب سجني بتهمة القذف والسب والبلاغ الكاذب، ونشر وإشاعة أخبار كاذبة من شأنها تكدير السلم العام وبلبلة المجتمع".

توقع ندا القبض عليه بمجرد تقديمه بلاغاً يتهم رئيس جامعة القاهرة بالفساد، وتشويه صورة الجامعة أمام المؤسسات الأكاديمية العالمية

وبالرغم من أن بلاغاته التي تقدم بها مشفوعة بوثائق يراها كافية لإثبات الاتهام، (لم يتم بتّها في انتظار انتهاء التحقيقات)، ألقي القبض عليه، برغم الحصانة العرفية التي يكفلها القضاء المصري للمبلغين عن الفساد.

وكان منصور قد نشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي عدداً من المقالات تتضمن اتهامات لرئيس جامعة القاهرة محمد عثمان الخشت تشير إلى تورطه في العديد من وقائع الفساد المالي والإداري. وجاءت المقالات على وقع الحرب الكلامية الدائرة منذ أشهر بين ندا وقيادات الجامعة بسبب انتقاد أستاذ الإعلام سياسات نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي وإعلامه ومناصريه.

في مقالاته اتهم ندا الخشتَ بالفساد عبر استخدام مطابع الجامعة في طبع سيرته الذاتية أثناء التقدم لوظيفة رئاسة الجامعة، فضلاً عن اتهامه بإهدار أموال الجامعة في "أوجه إنفاق غير مبررة"، والاستيلاء على 125 مليون جنيه من أموال مستشفى "الفرنساوي" أي قصر العيني الفرنسي، والتغول على صلاحيات النيابة العامة في عدم التبليغ عن شبكة دعارة في إحدى المؤسسات الطبية التابعة لجامعة القاهرة، والتحرش بإحدى الموظفات في مكتبه الخاص بالمدينة الجامعية، منوهاً برفض رئيس الجامعة تركيب كاميرات خاصة لتأمين مكتبه، بالإضافة إلى "تحطيم المكتبة التراثية بجامعة القاهرة، بما فيها من عقود وحجج لأغراض غير معلومة، وهو ما يزيد الشكوك حول الخشت، حسب اتهامات ندا.

كذلك اتهم ندا رئيس جامعة القاهرة بالتسبب في ضياع 500 مليون جنيه على الجامعة خلال العام الماضي، "بعدما فشل بروتوكول تعاون بين الجامعة وتحالف خمس جامعات أميركية بقيادة جامعة كورنيل، يضم جامعات كاليفورنيا، ديفيز، برودو، ميشيغان، لإنشاء مركز التميز المصري الأميركي"، في كلية الزراعة بجامعة القاهرة.

عن قرار إيقافه عن العمل: أقسم لي [رئيس الجامعة] أنَّه لا علاقة له بالقرار، وأنه صادر من خارج جامعة القاهرة. وأنه وافق عليه كوسيلة لتهدئة الإعلاميين، وسوف يقوم بإلغائه خلال أسبوعين على الأكثر

متى بدأ الخلاف بين الخشت وندا؟

بدأ الخلاف بين الخشت وندا على خلفية قرار كلية الإعلام بإيقاف ندا عن العمل لما وصفته بـ"ارتكاب العديد من التجاوزات والمخالفات التي تتنافى مع قيم وتقاليد العمل الجامعي". غير أن ذلك القرار لم يكن صادراً عن الخشت شخصياً وإنما جاء بإيعاز من جهة خارج الجامعة، حسب نص الحديث الذي دار بين الخشت وندا بعد إيقاف الأخير عن العمل. حدث ذلك بعد تعليق نشره الأكاديمي المختص في الإعلام ينتقد فيه الحال الذي وصل إليه الإعلام المصري جراء احتكار الدولة له وسيطرة أجهزتها الأمنية على نشاطه.

ونشر أستاذ الإعلام أجزاءً من الحوار الذي دار بينه وبين الخشت عقب قرار إيقافه عن العمل، ومما جاء فيه: "قابلت الخشت في مكتبه بعد قرار إيقافي بأيام، أقسم لي أنَّه لا علاقة له بقرار إيقافي عن العمل، حتى أنَّه لم يوقع عليه، وأن الدكتور جمال الشاذلي (نائب رئيس الجامعة) هو من وقعَّه نيابة عنه (مخالفة قانونية)... وأن قرار الإيقاف صادر من خارج جامعة القاهرة!!... وأنه وافق عليه كوسيلة لتهدئة الإعلاميين!، وسوف يقوم بإلغائه خلال أسبوعين على الأكثر!!".

وبحسب ندا، فإن الخشت وعده بمحاولة التوصل لإلغاء القرار"أعطني فرصة ومهلة، وسوف أرتب لقاءً لنا معه أو مع ‘مسئول كبير’ حتى يتم تسوية الموضوع"، لكن الخشت لم يف بوعده، وظل قرار الإيقاف سارياً، ومما زاد من الاشتباك بين الطرفين أن خبير الإعلام سامي عبد العزيز "أقسم لي بأن الخشت غير صادق. وأن ‘فلان بيه’ لا علاقة له بالموضوع من قريب أو بعيد، وأنه سأل كثيراً من المعارف وأكدوا له ذلك، وأن الخشت يحاول الهروب بإلقاء الكرة في ملعب ‘فلان بيه’"، ومن هنا بدأ ندا في كتابة المقالات التي كشفت عن مخالفات إدارية ارتكبها رئيس جامعة القاهرة.

لا يمكن فصل الخلاف الذي أدى لسجن ندا عن مقالاته السابقة التي انتقد فيها النظام الحالي وطريقة إدارته للمشهد الإعلامي

لماذا أُوقف ندا عن العمل؟

لا يمكن فصل الخلاف بين الخشت وندا عن مقالاته السابقة التي انتقد فيها النظام الحالي وإدارته للمشهد الإعلامي. ويعود تاريخ الخلاف إلى حين كتب ندا مقالاً بعنوان "إعلام البغال: من أحمد موسى إلى كرم جبر"، كان الثامن ضمن سلسلة مقالات هاجم خلالها مذيعين وصحافيين ومسؤولين في المؤسسة الإعلامية التابعة في معظمها لجهاز أمني سيادي رفيع. وهذا ما دفع رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر كرم جبر إلى التقدم بشكوى إلى النائب العام يتهم فيها ندا بارتكاب "جرائم سبّ وقذف في حق الإعلاميين في مصر عامة، وفي حق البعض منهم خاصة".

وقال ندا في مقاله: "كثيراً ما تختلط الأمور لدينا، وكثيراً ما يتشابه البقر علينا، فنرى الأشياء على غير حقيقتها... إعلامنا من بعيد نراه شيئاً، وعندما نقترب من تفاصيله نكتشف شيئاً آخر... إعلامنا في معظمه ينطبق عليه الوصف القرآني (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً)"، مضيفاً أن "إعلام البغال لا يمكن الإشادة به كرجل، ولا يمكن الإعجاب به كسيدة، فهو إعلام بلا نخوة، ولا شهامة، ولا قوة، ولا فعالية (...) إعلامنا مطية يركبها من يملك المال أو من يتولى الحكم أو هما معاً، ولا عزاء للمواطنين. إعلامنا لا يمثلنا، ولا يعكس هويتنا الثقافية، ولا يلبي احتياجاتنا المجتمعية، وغير قادر على التعبير عن أحلامنا وطموحاتنا". أدى المقال إلى هجمة إعلامية شرسة من المذيعين القريبين من الأجهزة الامنية وعلى رأسهم أحمد موسى ومحمد الباز ونشأت الديهي ضد أستاذ الإعلام، وحرضوا على سجنه وفصله من الجامعة، قبل أن تفتح جامعة القاهرة تحقيقاً مع ندا، ويصدر قرار إيقافه عن العمل بزعم مخالفة القيم والتقاليد الجامعية، وهو القرار الذي فجر الخلاف بينه وبين الخشت.

ويأتي القبض على ندا في ظل حملة اعتقالات وتضييق على الحرية الأكاديمية يتعرض لها أكاديميون ودارسون مصريون، سواء بآليات الحبس الاحتياطي أو الحكم عليهم بالسجن لدى عودتهم لزيارة ذويهم، ومنهم الباحث المصري المختص بشؤون الجماعات الإرهابية والجهادية إسماعيل الإسكندراني، وطالب الماجستير باتريك جورج والباحث أحمد سمير سنطاوي المضرب حالياً عن الطعام بعد الحكم عليه بالسجن أربع سنوات بتهم تتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإرهاب، وعالية مسلم الذي أفرج عنها لاحقاً.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image