أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء اللبناني القاضي محمود مكية قبل ساعات قليلة إقرار تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة التي يترأسها نجيب ميقاتي وتلا مراسيم التأليف أمام وسائل الإعلام في قصر بعبدا. وذلك بعد اجتماع ميقاتي برئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون وتوقيعهما مرسوم تشكيل الحكومة بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري.
بعد سنة وشهر من الفراغ... نجيب ميقاتي يبكي
جاءت الكلمة الأولى للرئيس نجيب ميقاتي من القلب بحسب تعبيره، إذ تخلّى عن بروتوكول تقديم سياسة حكومته الجديدة وقرّر في ظل الوضع الاستثنائي التوجّه إلى الناس بكلمة تحدّث فيها عن معاناة الأطفال غير القادرين على الذهاب إلى المدارس والأمهات اللواتي يودّعن أطفالهن ويقسّمن جرعات الحليب. وفي معرض حديثه عن الحالة العامة في البلاد تأثّر رئيس الوزراء وبكى مباشرة على الهواء، ليعود ويؤكّد أن الحكومة لكل الوطن، ومبدأ جميع الوزراء وطني وليس سياسياً أو طائفياً. وأصرّ على أن الطرق لم تنقطع بين العالم العربي ولبنان وأن الأخير جزءًا من هذه البلدان التي لن تتركه. وأعرب عن إيمانه بإيقاف الانهيار اللبناني وبعودة الأوضاع إلى حالتها الطبيعية.
وعند سؤاله عن الثلث المعطّل وإمكان عدم أخذ الثقة من نواب التيار الوطني الحر، قال: “اللي بدو يعطّل يطلع برّا”.
تشكيلة الحكومة
تتألّف الحكومة من 24 اسمًا، منها أسماء بارزة عُرفت بنجاحها في مجالها، مثل الدكتور فراس أبيض الذي عيّن وزيرًا للصحّة وهو مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي الذي برز اسمه في ظل تفشي وباء كورونا، والإعلامي جورج قرداحي الذي عيّن وزيرًا للإعلام. وجاءت تشكيلة الحكومة على الشكل التالي:
"في ظل الانهيار الحالي لا يعني لي وجود النساء في الحكومة من عدمه"
محمد نجيب ميقاتي رئيسًا لمجلس الوزراء، سعادة الشامي نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، بسام مولوي وزيرًا للداخلية والبلديات، يوسف خليل وزيرًا للمال. عبدالله أبو حبيب وزيرًا للخارجية والمغتربين، وليد فياض وزيرًا للطاقة والمياه، جوني قرم وزيرًا للاتصالات، عباس حلبي وزيرًا للتربية والتعليم العالي. هنري خوري وزيرًا للعدل، موريس سليم وزيرًا للدفاع الوطني، علي حمية وزيرًا للأشغال العامة والنقل، فراس الأبيض وزيرًا للصحة العامة، هيكتور حجار وزيرًا للشؤون الاجتماعية، ناصر ياسين وزيرًا للبيئة، مصطفى بيرم وزيرًا للعمل، أمين سلام وزيرًا للاقتصاد والتجارة، وليد نصار وزيراً للسياحة، عباس الحاج حسن وزيراً للزراعة، محمد مرتضى وزيرًا للثقافة، جورج دباكيان وزيرًا للصناعة، نجلا رياشي وزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية، جورج قرداحي وزيرًا للإعلام، عصام شرف الدين وزيرًا للمهجرين، جورج كلاس وزيرًا للشباب والرياضة.
حكومة رجال
"اليوم، حكومة نجيب ميقاتي أعطت وزارة واحدة فقط للنساء، وفي الحقيقة لم يعنِ لي الأمر شيئًا. على الرغم من أنني نسوية فإن هذه الحكومة نابعة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من الأحزاب نفسها وفي ظل الانهيار الحالي لا يعني لي وجود النساء في الحكومة من عدمه”. هكذا جاءت إجابة تالا عند سؤالها عن رأيها بالتشكيلة الحكومية الجديدة وعن عدم تمثيل النساء فيها.
بين 24 وزيرًا يوجد امرأة واحدة فقط، هذا الرقم يكفي للإجابة عن كل الأسئلة المتعلقة بدور النساء في المنظومة اللبنانية
أما رونا فأكّدت أنها لم تتفاجأ بالتشكيلة غير المتساوية أو بأن المستقلّين هم فقط نجلاء رياشي وجورج دبكيان، وقالت: “منذ أن بدأت الأزمة اللبنانية، وقبل ذلك أيضًا حين تفشّى وباء كورونا اكتشفنا على الصعيد العالمي أن سوق العمل يتخلّى عن النساء في الأزمات ويعيدهنّ إلى دورهنّ الرعائي. فماذا سأتوقّع من تشكيل حكومة في بلد يهين فيه رجل السياسة المرأة مباشرة على الهواء ويعايرها بشكلها أو بتاريخها الشخصي؟ بين 24 وزيرًا يوجد امرأة واحدة فقط، هذا الرقم يكفي للإجابة عن كل الأسئلة المتعلقة بدور النساء في المنظومة اللبنانية،، وعن الدور الذي يظن الرؤساء الرجال أنه يجب أن يُعطى للمرأة. وكل هذا يبرهن أنّنا لا نزال ندور في الأزمة نفسها: الرجال يملكون السلطة وهم وحدهم يقرّرون كيف ومتى يعطون القليل منها للنساء”.
انخفاض الدولار... والخروج من جهنّم
فور إعلان تشكيل الحكومة انخفض سعر صرف الدولار إلى 15 ألف ليرة لبنانية في حين كان يوم أمس 19 ألفاً. وشهدت محال الصيرفة تهافت المواطنين الذين يسعون لتصريف دولاراتهم .
وفي تصريحه الأوّل بعد تشكيل الحكومة قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بحسب صحيفة النهار: “سنخرج من جهنّم وسنصعد من الهوّة الموجودين فيها”. كما وأكّد أن العلاقات مع سوريا مستمرّة وأن الحصار الذي يعيش فيه اللبنانيون سببه النزوح والعقوبات.
في معرض حديثه عن الحالة العامة في البلاد تأثّر رئيس الوزراء وبكى مباشرة على الهواء
وغرّد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عبر تويتر: “سنة تأخير للأسف كانت وفّرت على اللبنانيين كتير من الألم، منتأمل نكون تعلّمنا احترام الدستور، وانو ما بيجوز الرهان على كسر حدا. منتمنى من الحكومة الجديدة ما تتأخّر بالإصلاح. تأخّرنا كفاية… لظهرت الحقيقة اليوم”.
وأعلن سعد الحريري عن دعمه للحكومة بتغريدة جاء فيها: “أخيراً وبعد ١٢ شهرًا من الفراغ بات لبلدنا حكومة، كل الدعم لدولة الرئيس ميقاتي في المهمة الحيوية لوقف الانهيار وإطلاق الاصلاحات”.
أما تمام سلام، فغرّد مباركًا: “أتوجه بالتهنئة للرئيس نجيب ميقاتي على تأليفه للحكومة الجديدة متمنيًا له النجاح في المهمة الوطنية الانقاذية مع فريق عمل
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com