شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
كيف أنفق الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني ملايين الدولارات على تحف

كيف أنفق الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني ملايين الدولارات على تحف "زائفة"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الخميس 19 أغسطس 202104:55 م

خيبة أمل كبيرة أصابت الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني، ابن عم أمير قطر، بعدما أخبره خبراء أن بعض القطع الفنية التي يمتلكها في مجموعته الفريدة للتحف غير أصلية أو على أقل تقدير حديثة الصنع وليست بالقدم الذي اشتراها لأجله.

في دعويين قضائيتين أمام محكمة في لندن، أولاهما رُفعت في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2020، قال ممثلو الشيخ القطري وشركة قطر للاستثمار وتطوير المشاريع القابضة (QIPCO) التي يترأسها إن "جنيف غاليري" للتحف الفنية القديمة باع ابن عم أمير قطر تمثالاً بيزنطياً بأكثر من مليوني دولار، قبل أن يشكك خبراء في أصالته. 

وفي أحدث شكوى، عُقدت جلستها الأولى قبل أيام، في لندن أيضاً، قال المدعيان، الشيخ والشركة، إن تمثالاً نصفياً للإسكندر الأكبر، تم شراؤه بنحو 3.75 مليون دولار على اعتبار أنه يعود إلى فترة ما بين القرنين الثالث والأول قبل الميلاد، "حديث الصنع وقد يكون عديم القيمة إلى حد ما".

ومثل علي أبو طعام، رجل الأعمال اللبناني الذي يدير "جنيف غاليري" والمؤسس المشارك لشركة "Phoenix" مع شقيقه هشام، المدعى عليه في الشكويين.

نحو ستة ملايين دولار أنفقها الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني، ابن عم أمير قطر، لشراء تمثاليْن اتضح له لاحقاً أنهما "حديثا الصنع ويستحقان جزءاً زهيداً من المدفوع فيهما" 

وللشيخ حمد، وابنة عمه، الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، شقيقة أمير قطر، حضور قوي في سوق الفن الدولي.

تفاصيل الشكوى

وفق التفاصيل الواردة في أوراق المحكمة، في أيار/ مايو 2013، اشترى الشيخ عبر الشركة القطرية تمثالاً صغيراً لـ"Nike" إلهة النصر اليونانية بـ2.2 مليون دولار، على أساس أنه من القرن الرابع أو الخامس الميلادي. حالياً، يزعم الشاكيان أن هذا العنصر حديث الصنع ولا يستحق سوى جزء زهيد من السعر المدفوع فيه.

في غضون ذلك، اشترى الشيخ حمد رأس الإسكندر الأكبر المصنوعة من الرخام، وارتفاعها 30 سم، في كانون الثاني/ يناير 2014، بنحو ثلاثة ملايين دولار. وفي الدعوى، يقول الشاكيان إن القطعة الأثرية لا يتجاوز عمرها 2000 عام، ويزيدان بأنها حديثة الصنع وعديمة القيمة إلى حد ما.

بناءً على ذلك، يتهم الشاكيان شركة أبو طعام بخرق بنود عقد البيع و/ أو تحريفه.

وتشير الدعوى إلى أن الشاكيين أطلعا الشركة المدعى عليها في مرحلة ما على الرأي الذي وصلها من خبراء التحف، لافتةً إلى أن هذا الأمر أثير للمرة الأولى مطلع العام 2018. أي أن الشيخ القطري، الذي يولي اهتماماً خاصاً للتحف القيّمة، لم يعلم باحتمال ألا تكون القطع غير أصيلة إلا عقب مرور نحو أربع سنوات على شرائها.

فرص الجانب القطري في استرداد ملايين الدولارات التي أنفقت لشراء التمثاليْن ضعيفة، ليس لأن أصالتهما مؤكدة وإنما لانقضاء فترة التقادم التي يسمح خلالها بالطعن في صحة الأعمال، خمس سنوات… 

وحفاظاً على "عميل مهم"، وافق أبو طعام على "مفاوضات ودية" استمرت بضعة أشهر اتفق خلالها مع ممثلي الشيخ على "عملية تبادل" تقدم فيها "Phoenix" ست قطع من عصور مختلفة وبأسعار متفاوتة، مقابل القطعتين المشكوك في أصالتهما في ظل إصرار الشركة على أن قطعتيها أصليتان وأنها لا تمانع استعادتهما.

مع ذلك، رفضت الشركة استعادة القطعتين ورد المقابل المادي المدفوع فيهما. 

وفشلت عملية الاستبدال بسبب حجز الجمارك الأمريكية خمس قطع من المتفق عليها في الصفقة. لذا، لجأت الشركة والشيخ القطريان إلى شكوى "Phoenix".

للشيخ حمد، وابنة عمه، الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، شقيقة أمير قطر، حضور قوي في سوق الفن الدولي.

وتبقى حظوظ الجانب القطري في الدعويين ضعيفة لانقضاء فترة التقادم التي يسمح خلالها بالطعن في صحة الأعمال في مثل هذا النوع من القضايا، خمس سنوات، وفق وثائق المحكمة.

ونهاية حزيران/ يونيو الماضي، أقامت سوذبيز، دار المزادات العريقة، مزاداً خاصاً لمجموعة من مقتنيات الشيخ حمد في باريس، يقال إنه باع خلاله القطع التي يخشى أن تكون أقلّ أصالة بين مجموعته، لـ"يغربل" مقتنياته ويتخلص من المشتريات التي قد يكون تجار التحف باعوه إياها وهي لا تتناسب مع مستوى مجموعته الفنية التي تعدّ من الأفضل عالمياً.

عرض الأمير القطري خلال المزاد مجموعة من الأثاث واللوحات والأعمال الفنية التي كانت تزين مقر إقامته في الدوحة. وقد حصد نحو خمسة ملايين دولارات من المزاد.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard