شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"مكانة إسرائيل في أمريكا الآن أضعف بكثير مما تبدو"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 4 أغسطس 202102:07 م

"الأوقات العصيبة تنتظرنا (كإسرائيليين وموالين لإسرائيل). مكانة إسرائيل في أمريكا الآن أضعف بكثير مما تبدو"، هذا ما يعتقده الحاخام الإصلاحي إريك يوفي، الرئيس السابق لاتحاد اليهودية الإصلاحية.

واليهودية الإصلاحية هي التيار الدينيّ اليهودي الأول والأعرق في العالم المعاصر، وهي تيّار الأغلبيّة الذي يستقطب الجماهير في الولايات المتّحدة.

وقد فنّد الحاخام يوفي، في مقال عبر صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أسباب اعتقاده بتراجع مكانة إسرائيل ودعمها داخل أمريكا، مؤكداً أن "أيام ‘إدارة النزاعات‘ (يقصد تسويف الأمور وإبقاء الصراع دون حل جذري) ولّت" وأن "إسرائيل بحاجة إلى رؤية وخطة في ما يتعلق الأمر بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

ضغط أمريكي متوقع لإنهاء الصراع

ووجه الحاخام نصيحة قوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي: "لا تخدع نفسك"، بشأن المعاملة الودودة التي قد يتلقاها من مسؤولي إدارة جو بايدن خلال زيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض، مبرزاً أن هذا الود سببه الرئيسي أنه ليس بنيامين نتنياهو الذي يحتقره الديمقراطيون.

واستدرك يوفي بالقول لبينيت: "في الأشهر المقبلة، عندما تستقر حكومتك وتقر الميزانية، سيكون الضغط من الأمريكيين على إسرائيل لطرح مبادرة جادة على الطاولة للتعامل مع القضية الفلسطينية".

وبينما رجح الحاخام أن يكون "إدارة النزاعات" النهج الذي يفضله بينيت ورئيس الوزراء المشارك يائير لابيد، قال إن هناك مشكلة ذات شقين له. أولاً، أنه يفترض أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سينتهي بطريقة سحرية، وهو أمر غير ممكن. وثانياً، أنه يفترض أيضاً أن الوضع أثناء "إدارة" النزاع يبقى على ما هو عليه. وهو ما اعتبره الحاخام كذلك محض خيال.

مستشهداً بـ"بعض الاتجاهات المزعجة للغاية في نظرة الأمريكيين لإسرائيل"... حاخام إسرائيلي يحث بينيت على إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية، محذراً: "الأوقات العصيبة تنتظرنا"

في هذا الصدد، أشار يوفي إلى "بعض الاتجاهات المزعجة للغاية في نظرة الأمريكيين لإسرائيل"، مستشهداً بنتائج استطلاع رأي أجرته جامعة ميريلاند الأمريكية أخيراً إذ شهد تعبير أكبر عدد من الديمقراطيين، يُرصد خلال عام واحد، عن رغبتهم في أن تنحاز الولايات المتحدة إلى الفلسطينيين. كما حمّل المزيد من الديمقراطيين إسرائيل مسؤولية العدوان الأخير على غزة أكثر من الفصائل الفلسطينية.

تحوّل لافت عن دعم إسرائيل

وفي آذار/ مارس الماضي، كشف استطلاع للرأي لمؤسسة غالوب أن 53% من الديمقراطيين يفضلون ممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين.

ومع إقراره بأن دعم إسرائيل لا يزال قوياً بين الجمهوريين والإنجيليين الأمريكيين، نبه إلى أنه "أقل بكثير بين الإنجيليين الشباب"، مضيفاً أن دعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري، والذي طالما اعتبرته إسرائيل أمراً مسلماً به، يصبح بسرعة مطردة "شيئاً من الماضي".

علاوة على ما سبق، لفت يوفي إلى الضربات المتلاحقة لإسرائيل على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يُصوّر الإسرائيليون على أنهم "محتلون طغاة" وقتلة. قال يوفي إنه في غضون شهرين فقط أصدرت 152 كلية/ أعضاء هيئة التدريس وأقسام أكاديمية وتنظيمات طلابية بيانات تدين إسرائيل. وأوضح أن غالبية الإدانات تتهم إسرائيل صراحةً بـ "الفصل العنصري" و"الاستعمار الاستيطاني".

ونفى الحاخام أن تكون تحذيراته من مثل هذه الإدانات محض مبالغة، مشيراً إلى استطلاع رأي، في 13 تموز/ يوليو المنقضي، وافق فيه 25% من الناخبين اليهود الأمريكيين على أن إسرائيل دولة فصل عنصري، فيما كان 22% آخرين غير واثقين حيال هذا الأمر. ومن اليهود الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً، قبل الثلث وصف إسرائيل بنظام الفصل العنصري.

وقال الحاخام إنه مثل بعض منظمي الاستطلاعات والعديد من اليهود الأمريكيين "شكّك" في دقة هذه الأرقام، وتذرّع أن حجم عينة الاستطلاع كان صغيراً، قبل أن يردف بالقول "لكي نكون منصفين، أعربت الغالبية العظمى من المستطلعين عن ارتباط عاطفي بإسرائيل، إلى جانب آرائهم الانتقادية للسياسات الإسرائيلية".

وأضاف: "مع ذلك، أُطلقت أجراس الإنذار في المجتمع اليهودي بأمريكا. حتى لو افترضنا أن النسب المئوية مبالغ فيها إلى حد ما، فقد أصيب القادة اليهود الأمريكيون بالصدمة والفزع. وتساءلوا كيف يمكن حتى لجزء بسيط من اليهود الأمريكيين أن يتبنى مثل هذه الآراء، وإذا كان بعض اليهود يفكرون بهذه الطريقة، فماذا يعكس ذلك عن تفكير الأمريكيين غير اليهود حيال إسرائيل؟".

يتكهن يوفي بأن العدوان الإسرائيلي على غزة في أيار/ مايو الماضي، ومساعي التهجير القسري لأهالي حي الشيخ جراح الفلسطينيين، من أسباب التحول عن دعم إسرائيل في أمريكا.

"لكن المشكلة الأكبر قد تكون، ببساطة، أن الاحتلال الذي استمر لأكثر من نصف قرن بدأ يلحق الضرر بإسرائيل، وشكل المواقف والتصورات السياسية، خاصة بين الشباب، اليهود وغير اليهود الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً ولا يعرفون إسرائيل إلا كقوة محتلة فقط"، استطرد.

خلال استطلاع رأي حديث، وافق 25% من الناخبين اليهود في أمريكا على أن إسرائيل دولة فصل عنصري، و22% غير واثقين حيال هذا الأمر. قَبِل ثلث اليهود الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً هذا الوصف أيضاً 

حجج بالية

جانب هام لتراجع دعم إسرائيل، المرجح، بأمريكا، في اعتقاد الحاخام يوفي، هو أن الحجج التي كانت الجالية اليهودية تقدمها للدفاع عن إسرائيل بشأن اتهامها بالفاشية ضد الفلسطينيين أصبحت مستهلكة ومنتهية الصلاحية، وإن كان يصفها بأنها "مقنعة". 

ومن الحجج التي استشهد بها: الزعم أن سبب استمرار الاحتلال هو قيادات الفلسطينيين القمعية وغير المنظمة، والتذرع بـ"إرهاب حماس ضد إسرائيل"، المخاوف من انطلاق هجمات على إسرائيل من الضفة الغربية إذا انسحبت منها على غرار غزة.

على نحو خاص، يخشى الحاخام من تراجع تأييد إسرائيل بسبب "وجود معاداة السامية في كل مكان" متخوفاً من أن تصبح "الثقافة المعادية لإسرائيل هي الموقف الافتراضي لليسار السياسي واليمين العنصري الأبيض".

وحذر يوفي من أن بعض اليهود الأمريكيين، وخاصة الشباب، باتوا يرون الأشياء بوضوح أكثر ويطرحون أسئلة حازمة، من بينها كيف تتمادى إسرائيل في الاستيطان وتصعّب إمكان قيام دولة فلسطينية وهي التي تروج لذاتها منارةً للديمقراطية والقيم الغربية؟ كيف يبدو قادة إسرائيل، في كثير من الأحيان، غير مبالين بقضايا الديمقراطية وقمع جيرانهم الفلسطينيين؟

تعقيباً على ذلك، قال الحاخام إن الكرة باتت في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي ليظهر لليهود الأمريكيين التزاماً بالقيم الديمقراطية العادلة التي تدعيها إسرائيل، ببدء إجراءات جادة لتوقيع اتفاقية سلام تقوم على مبدأ "دولتين لشعبين" والتوقف عن التوسع الاستيطاني المجرم دولياً وإنسانياً.

وختم مخاطباً بينيت: "عندما تأتي إلى واشنطن، أحثك على اغتنام الفرصة وتقديم الإجابات التي يبحث عنها الشباب اليهودي" حتى تتلاشى مخاوف اليهود الأمريكيين ويرتفع دعم إسرائيل مجدداً.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image