زعم موقع "ياهو نيوز"، في تقرير نشره الاثنين، 14 حزيران/ يونيو، أن هناك دوراً مصرياً في عملية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي على أيدي فريق سعودي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول قبل أكثر من عامين.

وورد في التقرير الذي أعده الصحافي الاستقصائي مايكل إشيكوف، رئيس قسم التحقيقات في الموقع، أن طائرةً تقل فريق القتلة السعوديين، من طراز "غلف ستريم"، توقفت سريعاً في القاهرة، في وقت مبكر من صباح يوم الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2018، في طريقها إلى إسطنبول لأخذ "جرعة قاتلة" من مادة محرَّم بيعها، استُخدمت بعد بضع ساعات من خلال حقنها في الذراع اليسرى لخاشقجي وأدت إلى وفاته في غضون دقائق قليلة.

مصدر المعلومات: المحاكمة السعودية

قال إشيكوف إن المعلومات حول التوقف في القاهرة هي ملخص ما كشفت عنه "التحقيقات السعودية السرية مع القتلة"، منوهاً بأن مسؤولي السفارة التركية جمعوا هذه الملاحظات على مدار سبع جلسات في المحاكمة المغلقة التي سُمح لهم بحضورها عام 2019. ولا تزال طبيعة العقاقير القاتلة ومَن قدمها للسعوديين لغزاً.

طائرة فريق القتلة السعوديين توقفت في القاهرة قبل إسطنبول لأخذ "جرعة قاتلة" من مادة محظور بيعُها حُقن بها جمال خاشقجي وتسببت في مقتله… أول مزاعم حول تواطؤ مصري في الجريمة المروعة

والمعلومات حول الدور المصري المزعوم من بين تفاصيل جديدة مروعة عن اغتيال خاشقجي يتناولها موسم جديد من بودكست ياهو نيوز "Conspiracyland" الذي أُطلق في هذا الأسبوع ويتضمن ثماني حلقات.

وتعد هذه الإشارة الأولى إلى احتمال وجود متواطئين مصريين في اغتيال خاشقجي. كما تمثل المعلومات -إن صحت - دليلاً جديداً على أن قتل خاشقجي كان مقرراً مسبقاً، وهو ما نفته الحكومة السعودية مراراً.

ونقل التقرير عن ملاحظات المدعين السعوديين في المحاكمة التي شهدتها الرياض، وشكك في عدالتها ناشطو ومنظمات حقوق الإنسان، أن خاشقجي أدرك أنه يتعرض لتخدير قسري و"حاول الهرب" بينما قام ثلاثة من أفراد فريق الاغتيال السعودي بتثبيته على كرسي داخل مكتب القنصل العام السعودي، بينما حقنه الدكتور صلاح الطبيقي، الطبيب الشرعي في وزارة الداخلية السعودية، في ذراعه اليسرى بعقار محظور الاتّجار به "أحضره من القاهرة بجرعة عالية تكفي لقتله".

"هناك الكثير من أموال الحكومة السعودية التي تذهب لدعم حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ويمكنك الحصول على الكثير مقابل هذه الأموال"... مزاعم عن تورط مصري في اغتيال جمال خاشقجي

المخابرات المصرية؟

وأظهر تطبيق "بلاين فايندر"، الذي يتتبع مسار الطائرات، أن طائرة "غلف ستريم" التي أقلعت من الرياض وعلى متنها فريق القتل السعودي مساء الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2018، توقفت في القاهرة في تمام الثالثة والنصف فجراً قبل أن تهبط في إسطنبول.

بحسب ريتشارد كلارك، مستشار البيت الأبيض الأسبق لمكافحة الإرهاب والرئيس الحالي لمعهد الشرق الأوسط، فإن التفسير "الأكثر رجاحةً" للتوقف في القاهرة هو أن المخابرات المصرية، التي ترتبط بعلاقة عمل وثيقة مع السعوديين، هي من قدمت العقاقير القاتلة التي استخدمت لقتل خاشقجي، مذكراً بأن "هناك الكثير من أموال الحكومة السعودية التي تذهب لدعم حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ويمكنك الحصول على الكثير مقابل هذه الأموال".

وكانت النيابة العامة السعودية قد أشارت إلى اعترافات بعض المشتبه بهم أثناء استجوابهم، فيما قال محامو الدفاع بأن موكليهم تعرضوا لـ"ضغوط نفسية".

وقضى النائب العام السعودي بإعدام خمسة أشخاص على صلة باغتيال خاشقجي قبل تخفيف الحكم إلى 20 عاماً.