شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"اضربها واركبها"... مثقفون يفضحون أسرار "الشقط الثقافي" في مصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الاثنين 14 يونيو 202110:55 ص

استيقظ الوسط الثقافي المصري، السبت،12 حزيران/يونيو، على فضيحة جديدة؛ اتهمت إحدى الفتيات كاتباً يدعى "أ.ع"، وهو مؤسس أحد أكبر المجموعات الثقافية على فيسبوك وكلوب هاوس، بالتحرّش بها وإرسال تسجيلات صوتية خادشة لها عبر حسابها على فيسبوك.

تداول مثقفون/ات وكتاب وكاتبات تسجيلاً صوتياً للكاتب "أ.ع"، وهو يتغزّل بصوت الفتاة التي لا تعرفه بطريقة فجّة، ويقول لها كلمات مثل: "عايز أقولك إن صوتك حلو أوي أوي أوي"، "بتقولي اسمي حلو أوي"، "عايزة أسمع صباح الخير بصوتك"، "يالا قولي لي حاجة تانية".

وأثارت الواقعة استهجان وسخرية الكثيرين بعد انتشار التسجيل الصوتي؛ حيث أطلق مثقفون وكتّاب شباب هشتاغي " #شهيد_الهييييح ، #الريكورد_اياه "، وراحت كاتبات ومثقفات وقارئات شابات يروين تجاربهن مع ما يعرف بـ"الشقط الثقافي" أو التحرّش داخل الوسط الثقافي.

تداول مثقفون/ات وكتاب وكاتبات تسجيلاً صوتياً للكاتب "أ.ع"، وهو يتغزّل بصوت الفتاة التي لا تعرفه بطريقة فجّة، وقال آخرون إنه يفعل ذلك باستمرار

"مشهور بتحرشه من زمان"

وكشف ألبرت يعقوب، أحد مؤسّسي مجموعة "نادي القراء الأصليين"، عن تفاصيل جديدة تخصّ الكاتب المنسوبة إليه الواقعة، متهماً إياه بالتورّط مع مزوري الكتب الأصلية، وتحويلها إلى نسخ مزورة تباع في "سور الأزبكية"، أو تسرب عبر الإنترنت على هيئة ملفات PDF.

وأوضح يعقوب، في بوست عبر حسابه على موقع فيسبوك، أن الشخص المذكور يتصيّد الفتيات الجديدات في القراءة ممن يحتجن لمرشد لهن، ثم يتقرب منهن ويبدأ التحرش اللفظي بهن على أمل أن يظفر بصيد، لافتاً إلى أنه كان يتم تحذير البنات من سلوكه قبل أن يقعن فريسة له.

من جهتها، اتهمت الناقدة الفنية علياء طلعت، الكاتب إيّاه، بمضايقة الكاتبات وملاحقتهن بتعليقاته المتملّقة والتي تهدف إلى الدخول في علاقة معهن؛ سيّما اللواتي دخلن المجال حديثاً، مشيرة إلى أنها قامت بتحذير أكثر من فتاة تعرفها من الكاتب المذكور.

واتهمت الشابة منى عبدالوهاب، الكاتب "أ.ع" بالتحرّش بها، مؤكدةً أنه كان يتصل بها يومياً ويوقظها من نومها في السابعة صباحاً، لمجرد "يسمع صوتي".

وأكدت أيضاً آية عنتر تعرّضها هي الأخرى للتحرش من الشخص نفسه، مؤكدةً أنها لا ترغب في تذكّر رسائله لها، ومشيرة إلى أنه يكرّر فعلته مع الكثيرات.

بينما أكد الكاتب الشاب محمد إبراهيم وجود شخصين متحرشين بالوسط الثقافي، تم الكشف عنهما، في حين أن هناك ثلاثة آخرين سيجري الكشف عن أسمائهم لاحقاً، دون توضيح أسماء المتحرشين.

وأبدى إبراهيم، دهشته لكون كلا المتحرّشين المفتضح أمرهما متزوجين، مستغرباً ما وصفه بمحاولات "الشقط بزوجته وأولاده"، والتعلل بكونها لا تناسب المستوى الفكري للمتحرّش المثقف، واصفاً ذلك بالمقزز والمرعب نوعاً ما، ومؤكداً أن الزوجة لا ذنب لها في ذلك.

كما كشف الروائي حسام الدين فاروق عمار، عن وجود مدير متحرّش لدار نشر، مبيناً أنه تعرّض للطرد، وقام بتأسيس دار نشر أخرى لنفسه. وكان دائم القيام بتكريمات وهمية لكاتبات وإعلاميات "جميلات"، وهو ما جعل الكتاب والمثقفين يهاجمونه.

أما الروائي مصطفى منير فكتب ساخراً مما وصفه بالريكورد الغريب الذي وصل إليه، في إشارة إلى التسجيل الذي أرسله "أ.ع" للشابة ويطالبها بإرسال المزيد من الرسائل الصوتية له، قائلاً إن امتداحها صوتها تم بطريقة "مقززة".

 ناشر يعتدي جنسياً على شاعرة داخل دار النشر

 ولا تعد تلك الواقعة هي الأولى من نوعها في الوسط الثقافي المصري؛ حيث سبق أن أثارت الشاعرة آلاء حسانين الجدل حين تقدّمت ببلاغ تتهم فيه محمد هاشم، صاحب دار ميريت للنشر، بالتحرّش الجسدي بها.

وألقت قوات الأمن في 11 تموز/يوليو 2020، القبض على هاشم بتهمة التحرّش والاعتداء جنسياً على الشاعرة، تنفيذاً لقرار ضبط وإحضار صادر من النيابة العامة بعدما تقدّمت المحامية مها أبو بكر، وكيلة عن حسانين، ببلاغ لنيابة عابدين، اتهمت فيه هاشم بالاعتداء الجنسي على موكلتها داخل دار ميريت، وحمل البلاغ رقم 2079 لسنة 2020 إداري عابدين.

ألقت قوات الأمن في الـ11 تموز/يوليو 2020، القبض على الناشر محمد هاشم بتهمة التحرّش والاعتداء جنسياً على الشاعرة آلاء حسانين، تنفيذاً لقرار ضبط وإحضار صادر من النيابة

ونشرت حسانين تفاصيل واقعة الاعتداء الجنسي عليها قائلة: "سنة 2019، رحت أول مرة لدار ميريت، بدعوة من أحد الأصدقاء، كان وقت معرض الكتاب، وعملوا احتفال في ميريت بمناسبة مرور 20 سنة عليها، وتم تقديمي لمعظم الناس هناك، واتعرفت على أغلب الموجودين، منهم محمد هاشم اللي كان بيتم الاحتفاء بيه بشكل غير معهود".

وأضافت حسانين: "رحب بيا وقالي مكانك وفي أي وقت، ومن هذا الكلام، بعدها بيومين عديت على ميريت أجيب كتب، كان فيه في الدار شخص من العاملين فيها، بالإضافة إلى هاشم، طبعاً رحب بيا وقالي لازم تشربي حاجة، قعدنا نتكلم وكانت إحدى بناته نايمة في نفس الأوضة اللي قاعدين فيها، قالي تعالي ندخل الأوضة التانية عشان ما نزعجهاش".

وتابعت: "قلت تمام، ندردش خمس دقايق وبعدين أجيب الكتب اللي عايزاها وأمشي، وبدون أي مقدمات، هجم عليا محمد هاشم صاحب دار ميريت، وبدأ يمسك جسمي ويبوس فيّا بالغصب".

وواصلت حسانين في المنشور نفسه، سرد تفاصيل واقعة الاعتداء، التي نفتها حيثيات الحكم الصادر عن محكمة عابدين الجزئية ببراءة هاشم من الواقعة. إلا ان تبرئة هاشم لم تمنع الغضب ضده من ناشطين حقوقيين وناشطات نسويات، رأوا في حيثيات حكم المحكمة انحيازاً ضد حسانين، خاصة بعدما نشرت هي تعليقاً على الحيثيات أظهرت فيه أن المحكمة استندت إلى كونها قاصة وروائية في التلميح إلى أنها اختلقت واقعة الاعتداء.

يقول الروائي "البوكري": "إن غنج المرأة بيزيد في الفراش لما تكون مضروبة، وتقعد تدلل قبل المنام، ويحصل أحلى وأمتع شغل. فالراجل ينصح صاحبه ويقوله: اضربها واركبها"

واختتمت شهادتها قائلة: "أتمنى من كل الستات اللي اتحرش بيهم يكتبوا تجاربهم، وأتمنى من زميلاتي في الوسط اللي تعرضوا للتحرش من مدعي الوسط، يفضحوا المتحرشين، وكدا كدا ليكم يوم، وهتتفضحوا واحد واحد، اتفضلوا صاحبكم المتحرش".

صاحب مقولة "اضربها واركبها" 

وفي تموز/يوليو 2020، تصدّر هاشتاغ "أشرف الخمايسى متحرش"، منصات التواصل الاجتماعي لعدة ساعات، جراء تدوينة كتبها صاحب رواية "منافي الرب"، باعتباره يحرّض علناً على التحرش.

كتب الخمايسي في منشوره المثير للجدل: "بصّوا... إحنا صعايدة نحب الصراحة ومانعرفش نزوق الكلام، ومالناش في اللف والدوران". وأضاف الروائي الشهير الذي يصف نفسه بـ"إله السرد": "وأي مفكّر متعقل يقولك الراجل الكامل المحترم ميتأثرش برؤية المرأة مهما كانت فاتنة ده مفكر متعقل مغرض. لا تناقشه ولا تجادله".

وتابع: "اللهم ع الصبح سارع بتخليص هذا الكوكب من المفكرين العقلاء. إن لم تفعل تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، الرجالة هايتعقلوا ويبردوا والنسل البشري ينقطع من الدنيا".

ورغم تعرضه للهجوم الشديد رفض الخمايسى الاعتذار عن منشوره، وخرج في منشور آخر يؤكد رأيه السابق، قائلاً: "وحياة النعمة إحنا مشكلتنا 'التجويد'، المنشور بيتكلم عن 'الغريزة' اللي حطها الرب في أي راجل 'دكر'، وإنها بتثار تلقائي لما يشوف امرأة فاتنة الجمال. وما قولناش أكتر من كده".

ولا تعد تلك الآراء المهينة للمرأة جديدة على هذا الروائي "البوكري" حيث سبقتها محاولات إقناع "إيروتيكية" بأهمية ضرب المرأة، إذ كتب: "ضرب الحبيب زي أكل الزبيب، والرجالة كانت تلمس أن غنج المرأة بيزيد في الفراش لما تكون مضروبة، وتقعد تدلل قبل المنام، ويحصل أحلى وأمتع شغل. فالراجل ينصح صاحبه ويقوله: اضربها واركبها".

وأضاف بأن "الضرب كان شاهداً على الحب يا أولاد الكلب" وأن "زوجات كتير فاهمين الحالة اللي بتكلم عنها، وغالباً هما الزوجات الطيبات، السهلات الكريمات الدلوعات، أما بتوع المساواة وحقوق المرأة، فاحذروهن، إنهن شر مطلق، وراء كل مطلّق ومطلّقة".



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard