شهدت العاصمة العراقية بغداد اليوم، الثلاثاء 25 أيار/ مايو، تظاهرات واسعة، استجابة لدعوة من لجنة تنسيق الاحتجاجات العراقية، للمطالبة بكشف هوية مدبري الاغتيالات التي استهدفت ناشطين بارزين ومحاكمتهم.
وانطلقت التظاهرات في عدة مدن عراقية تحت "شعار من قتلني؟ - الثورة الثانية"، وفي بغداد تجمع الآلاف في ميدان التحرير. كما خرج المحتجون في تظاهرات واسعة في مدينة كربلاء التي شهدت أخيراً اغتيال الناشط إيهاب الوزني.
وبدأت حركة الاحتجاج في العراق أواخر عام 2019، ودعت منذ ذاك إلى إنهاء التدخل الأجنبي (الايراني) في الشؤون الداخلية للعراق، وتوفير خدمات عامة مناسبة وفرص عمل، والقضاء على المليشيات.
من قتلني؟
وبالتزامن، تصدر هاشتاغ "من قتلني" الذي دشنه العراقيون مواقع التواصل الاجتماعي بهدف حشد آلاف الشباب للنزول إلى الشوارع للمطالبة بالعدالة لمن فقدوا أرواحهم.
وقتل مئات النشطاء والمتظاهرين منذ عام 2019، أبرزهم الباحث الأمني العراقي المخضرم هشام الهاشمي، الذي انحاز للمتظاهرين وكتب ضد المليشيات المسلحة التي هاجمتهم، ولم تكشف الحكومة عن هوية قتلته.
المتظاهرون خرجوا للميادين طاعة للعراق، خرجوا لحاضرهم ومستقبلهم، لا سخرة ولا بفلوس ولا بوجبة غداء
ومن المقرر أن تستمر الاحتجاجات حتى انعقاد الانتخابات المقبلة والمتوقع إجراؤها في تشرين الأول /أكتوبر المقبل وسط تزايد دعوات الحركات الاحتجاجية إلى مقاطعتها.
وفي مقاطع فيديو بثتها القنوات العراقية، ظهر المحتجون وهم يهتفون في شوارع بغداد في ظل درجة حرارة عالية، قائلين: " نهتف الآن كي لا نموت، الشعب يريد إسقاط النظام، هنكمل المشوار".
وكتب الإعلامي العراقي زيد عبد الوهاب الأعظمي على تويتر تعليقاً على مشهد خروج المتظاهرين إلى الشوارع: "طاعة للعراق خرجوا لحاضرهم ومستقبلهم
لا سخرة ولا بفلوس ولا بوجبة غده (غداء)".
وألقى النشطاء خلال التظاهرات باللوم على الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران والتي لها تأثير كبير في العراق واتهموها بقتل المتظاهرين وترهيبهم.
وحملوا صور الوزني، الذي كان ينتقد الجماعات المسلحة العراقية وتدخل إيران في الشؤون الداخلية للبلاد لسنوات قبل اغتياله مطلع الشهر الجاري.
وكتب الصحافي العراقي أحمد السهيل على توير: "رسالة من قتلني؟ ليست موجهة إلى الرأي العام العراقي الذي يعرف القتلة وزعماءهم، بل تمثّل تعبيراً واضحاً عن حجم الكارثة التي صنعها النظام الجديد، ورسالة للفاعلين الدوليين، وأخرى تثبت جدوى مقاطعة الانتخابات والقطيعة التامة مع منظومة القتل المتخاذلة التي تحكم البلاد!".
رسالة من قتلني؟ ليست موجهة إلى الرأي العام العراقي الذي يعرف القتلة وزعماءهم، بل تمثّل تعبيراً واضحاً عن حجم الكارثة التي صنعها النظام الجديد
وقال الصحافي العراقي براء سلمان في تغريدة:"أكبر مخاوف الفاسدين هي خروج الشعب بتظاهرات لا تطالب بوظائف أو خدمات، ولا تدفعها مصالح فئوية أو طائفية أو عرقية. أكبر مخاوف الفاسدين هو شكل العراق الذي يحلم به المطالبون بوطن".
وانتقد المحقق الاستقصائي معن الجيزاني تغطية وسائل الإعلام الدولية للتظاهرات في تغريدة قائلاً: "تدرك وسائل الإعلام العربية والدولية (المتواطئة) مع حكومة الكاظمي أنها تصطفُّ مع المليشيات والقتلة وتساعد في ترسيخ النفوذ الإيراني على حساب دم العراقيين وحياتهم ومستقبلهم".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
KHALIL FADEL -
منذ يومراااااااااااااااااااااااااائع ومهم وملهم
د. خليل فاضل
Ahmed Gomaa -
منذ يومينعمل رائع ومشوق تحياتي للكاتبة المتميزة
astor totor -
منذ 6 أياماسمهم عابرون و عابرات مش متحولون
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامفعلاً عندك حق، كلامك سليم 100%! للأسف حتى الكبار مش بعيدين عن المخاطر لو ما أخدوش التدابير...
Sam Dany -
منذ أسبوعانا قرأت كتاب اسمه : جاسوس من أجل لا أحد، ستة عشر عاماً في المخابرات السورية.. وهو جعلني اعيش...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلماذا حذفتم اسم الاستاذ لؤي العزعزي من الموضوع رغم انه مشترك فيه كما ابلغتنا الاستاذة نهلة المقطري