شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
حان وقت المصالحة... لقاء استخباراتي سعودي سوري بعد عداء طال

حان وقت المصالحة... لقاء استخباراتي سعودي سوري بعد عداء طال

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 5 مايو 202105:29 م

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، في 4 أيار/مايو، أن رئيس المخابرات السعودية خالد الحميدان سافر إلى دمشق للقاء نظيره السوري علي المملوك في أول اجتماع  من نوعه منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011.

وقالت الصحيفة، في تقرير كتبه مراسلها بمنطقة الشرق الأوسط مارتن شولوف، إن الاجتماع الذي عُقد في العاصمة السورية في 3 أيار/مايو، يُعتبر مقدمة لانفراجة محتملة بين البلدين اللذين كانا على خلاف طويل.

 قالت الصحيفة البريطانية إن الاجتماع الذي عُقد بين رأسي المخابرات السعودية والسورية بدمشق في 3 أيار/مايو، يُعتبر مقدمة لانفراجة محتملة بين البلدين اللذين كانا على خلاف طويل.

وانقطعت العلاقات بين البلدين خلال حملة القمع التي قادها النظام السوري ضد الانتفاضة الشعبية عام 2011، بدعم من إيران التي تعد الخصم التقليدي للسعودية.

 تطبيع العلاقات

ذكر مسؤولون سعوديون لم يكشفوا عن أسمائهم للصحيفة البريطانية أن "تطبيع العلاقات" قد يبدأ بعد فترة وجيزة من عيد الفطر الذي يحين موعده الأسبوع المقبل. وعلق كاتب التقرير أنه "من المحتمل أن تكون هذه الخطوة دفعة كبيرة للأسد، خصوصاً في الوقت الراهن إذ تجري الاستعدادات لإجراء انتخابات رئاسية في 25 أيار/ مايو الجاري".

وكانت الرياض - بحسب الغارديان- دولة مركزية في خطة الإطاحة بالأسد، من خلال تسليح القوات المناهضة للرئيس السوري. لكن بعدما تدخلت روسيا عام 2015، تراجع دور السعودية في الصراع بشكل مطرد.

انقطعت العلاقات بين البلدين خلال حملة القمع التي قادها النظام السوري ضد الانتفاضة الشعبية عام 2011، بدعم من إيران التي تعد الخصم التقليدي للسعودية. 

وقال الباحث السوري حافظ مالك لرصيف22 إن الزيارة، إن تمت كما أشيع عن تفاصيلها، تحمل أبعادًا عدة، فإعادة افتتاح السفارة السعودية بدمشق لها تبعات اقتصادية وسياسية تتمثل في تقويض الوجود الإيراني مقابل حضور عربي أكبر.

وتعاني سوريا اقتصادياً جراء الحرب حتى صُنّف شعبها أفقر شعوب العالم، ما يجعل من عودة العلاقات مع الدول الخليجية الثرية شريان حياة للرئيس السوري الراغب في استعادة بعض شرعيته.

 ويواصل مالك: "الزيارة السعودية كانت لها مقدمات تمثلت بتقارب إماراتي مع دمشق، ومخطئ من كان يدعي أن الإمارات والسعودية غير متفقتين في التوجه حيال الملف السوري".

 وأضاف: "السعودية تجد بدفع روسي أن الوقت بات مناسباً للعودة إلى سوريا فيما يتعلق بملفات إعادة الإعمار وترتيب أوراق النفوذ الإيراني والتعامل معه. وروسيا يهمها عودة المال الخليجي، وكذلك يهمها تأثير الدول الخليجية على الأمريكيين حيال الملف السوري".

 وقال الباحث السوري إن عودة السعودية "ستغير من شكل التموضع الأمريكي في سوريا"، وكذلك شكل النفوذ التركي وتداخله مع النفوذ الروسي في الشمال السوري. كذلك فإن ذلك "سيقوي من أوراق دمشق الاقتصادية والسياسية في حال الانفتاح السعودي عليها، وينهي خطر التغول الإيراني، ويوقف وصول تأثيراته الخطيرة إلى الخليج، منها تهريب المخدرات وتوريد الأسلحة إلى عناصر النفوذ الإيراني في المنطقة".

الاقتصاد أولاً

أشارت الغارديان إلى أن تحرك السعودية جاء بعدما شرع حليفاها الإقليميان، مصر والإمارات، في توطيد العلاقات مع الرئيس السوري، إذ هاتف ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الأسد في العام الماضي، ثم أعاد فتح سفارة بلاده في دمشق.

 وأضافت الصحيفة أن إيران بعثت في أواخر آذار/مارس، برسالة إلى القيادة السعودية من خلال مبعوث عراقي، أشارت فيها إلى أنها تريد إنهاء الاحتكاك مع المملكة.

 وفي الشهر الماضي، أفادت وكالة بلومبرغ الأمريكية أن مسؤولين من الاستخبارات السعودية التقوا بنظراءهم الإيرانيين في العاصمة العراقية بغداد، حيث جرى بحث خفض التوتر بين الجانبين.

ولم تقتصر الاتصالات السعودية على إيران وسوريا، بل بدأت بعقد مصالحة مع قطر في كانون الثاني/يناير. وهذا ما يفصح عن أن السعودية – خاصة مع ما تمر به من مصاعب اقتصادية- تسعى لإنهاء ملفات الصراع التي تستنزفها اقتصادياً.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image