طلب الادعاء الإيطالي من قاض، الخميس 29 نيسان/أبريل، إحالة أربعة من كبار أعضاء الأجهزة الأمنية المصرية للمحاكمة بشأن دورهم المشتبه به في اختفاء وقتل الباحث الإيطالي وطالب الدكتوراه جوليو ريجيني في القاهرة عام 2016.
واتهم ممثلو الادعاء في روما أربعة مسؤولين أمنيين مصريين بـ"الاختطاف القسري" لريجيني، وقالوا بالإضافة إلى ذلك إن أحدهم، الرائد مجدي شريف، ينتمي إلى المخابرات المصرية "وإنه يجب أن يتَّهم بالتآمر لارتكاب جريمة قتل مشددة".
حقق المدعون الإيطاليون والمصريون في القضية معاً، لكن اختلف الجانبان في ما بعد وتوصلا إلى استنتاجات مختلفة تماماً، إذ أعلنت القاهرة أن مرتكبي الجريمة مجهولون.
وحقق المدعون الإيطاليون والمصريون في القضية معاً، لكن اختلف الجانبان في ما بعد وتوصلا إلى استنتاجات مختلفة تماماً، إذ أعلنت القاهرة أن مرتكبي الجريمة مجهولون.
وقالت مصادر قضائية إيطالية إن نظراءهم المصريين لم يقدموا عناوين المشتبه بهم الأربعة، ولا يتوقع أن يحضر أي منهم المحاكمة النهائية. وقال مصدر إن إيطاليا لم تصدر أوامر اعتقال دولية بحقهم.
وأجَّل قاض جلسة الاستماع التمهيدية في القضية حتى 25 أيار/مايو، لأن أحد محاميي الدفاع الذين عينتهم المحكمة أصيب بعدوى فيروس كورونا المستجد ولم يتمكن من الحضور. وقالت وكالة رويترز في تغطيتها للجلسة، إنه من غير المرجح أن تبدأ المحاكمة الكاملة قبل العطلة الصيفية.
ويقول ممثلو الادعاء إن شهوداً جدداً اتصلوا بهم في الأسابيع الأخيرة، إذ أبلغ اثنان عن رؤية ريجيني أثناء استجوابه، بينما كان الثالث على علم باتصالات بين رئيس نقابة وقوات الأمن.
الرد المصري
نفت الشرطة والمسؤولون المصريون أي تورط في مقتل ريجيني. وقال المدعون العامون المصريون العام الماضي إنهم "لا يؤيدون" النتائج الإيطالية وطالبوا بإلغاء الاتهامات الموجهة ضد أربعة من كبار الضباط المصريين من وثائق القضية.
في 22 نيسان/أبريل، تم إنشاء قناة تسمى "قصة ريجيني" على موقع يوتيوب حيث نُشر الفيلم. بعد ذلك بيومين، صدرت نسختان إحداهما مترجمة إلى الإنكليزية والأخرى إلى الإيطالية. وجرى أوقات إعلانية كثيرة على يوتيوب للترويج للفيلم الذي يوصف بأنه "أول فيلم وثائقي يعيد رصد التحركات الغريبة لريجيني في القاهرة".
واختفى ريجيني، وهو طالب دراسات عليا في جامعة كامبريدج البريطانية، في العاصمة المصرية القاهرة في 25 كانون الثاني/يناير 2016. وعُثر على جثته بعد أسبوع تقريباً، وأظهر التشريح أنه تعرض لتعذيب قاسٍ قبل وفاته.
كان ريجيني في القاهرة من أجل إعداد بحث عن النقابات المستقلة من أجل أطروحة الدكتوراه في جامعة كامبردج. ويقول زملاؤه إنه كان مهتماً أيضاً بهيمنة الدولة والجيش على الاقتصاد المصري. وكلا الموضوعين حساسان في مصر.
ويقول المدعون إن لديهم أدلة تظهر أن ضابطاً يدعى شريف وجّه مخبرين لمتابعة ريجيني. وتقول لائحة الاتهام إن شريف ومسؤولين مصريين آخرين لم تحدد هويتهم قاموا بعد ذلك بتعذيب الطالب الإيطالي على مدى عدة أيام، مما تسبب له في "معاناة جسدية شديدة".
وبتقديم تفاصيل من تشريح الجثة، قال المدعون إن أسنان ريجيني مكسورة، وأصيب أيضاً بكسور متعددة في كتفيه ورأسه ويديه وقدميه، وقُتل في نهاية الأمر بضربة في رقبته.
أدت وفاة ريجيني إلى توتر العلاقات بين إيطاليا ومصر، وسحبت روما في البداية سفيرها من القاهرة احتجاجاً على ذلك.
وبعد أيام من إعلان دعوة الادعاء لمحاكمة المصريين الأربعة، سلمت إيطاليا أول فرقاطتين للبحرية المصرية في صفقة تصل قيمتها إلى 1.2 مليار يورو (1.45 مليار دولار). (1 دولار = 0.8270 يورو)
فيلم وثائقي
في سياق متصل، ظهر فيلم "وثائقي" على موقع يوتيوب، مدته 50 دقيقة، بعنوان "قصة ريجيني"، يدعم نظرية تورط الباحث في قضية استخباراتية.
في 22 نيسان/أبريل، تم إنشاء قناة تسمى "قصة ريجيني" على موقع يوتيوب حيث نُشر الفيلم. بعد ذلك بيومين، صدرت نسختان إحداهما مترجمة إلى الإنكليزية والأخرى إلى الإيطالية. في نفس الوقت تقريباً، جرى إنشاء صفحة فيسبوك، وشراء أوقات إعلانية كثيرة على يوتيوب للترويج للفيلم، الذي يوصف بأنه "أول فيلم وثائقي يعيد رصد التحركات الغريبة لريجيني في القاهرة".
وظهرت في الفيلم، الذي وصفته صحيفة ريبوبليكا الإيطالي، بالإهانة لريجيني، وزيرة الدفاع السابقة إليزابيتا ترينتا، والسيناتور المحافظ ماوريتسيو جاسباري، المعروف بدعمه للحكومة المصرية في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين، وجاء ظهورهما داعماً لزعم السلطات المصرية أن الباحث المقتول كان يبغي الإضرار بمصالح مصر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...