بعد نحو أربع سنوات على الجريمة البشعة التي تعرض لها طالب الدكتوراه جوليو ريجيني في القاهرة، قال محقق إيطالي إنه تعرض "للخيانة من أشخاص كانوا قريبين منه في مصر"، حسب ما نشرت صحيفة التايمز اللندنية.
وشرح المحقق الإيطالي سيرجيو كوليوكو في جلسة استماع في البرلمان الايطالي كيف نسجت قوات الأمن المصرية "فخاً" للإيقاع به مستغلةً أكثر الأشخاص قرباً منه، فد مقدمهم أصدقاؤه الثلاثة في مصر.
وكان ريجيني يعمل على ملف النقابات العمالية في مصر حين اختطف في الذكرى الخامسة لثورة 25 كانون الثاني/يناير عام 2011، أي عام 2016، قبل العثور على جثته وعليها آثار تعذيب في شباط/فبراير من العام نفسه.
وأظهر الفحص الطبي لجثة ريجيني تعرضه للضرب "بالركل والقبضات والعصي والهراوات"، وجاءت وفاته جراء كسر في الرقبة. وسبق أن صرحت والدته بأنه لم يكن ممكناً تمييز جثة ابنها إلا من "مقدمة أنفه".
علماً أن السلطات المصرية أنكرت اتهامات القبض على ريجيني أو خطفه ووفاته أثناء الاحتجاز برغم اعترافها بأنه كان تحت المراقبة.
لكن المحققين الإيطاليين وجهوا اتهاماً لخمسة من مسؤولي الأمن في العام الماضي بالتورط في الجريمة، كما اتهموا السلطات الأمنية المصرية بمحاولة إفشال تحقيقاتهم عن طريق إشغالهم بـ"خيوط وهمية".
"كل أصدقائه خانوه"
وقال كوليوكو إن مسؤولي الأمن المصريين المتورطين في تعذيب ريجيني وقتله قد استخدموا الصديقة المقربة له في مصر، زميلته السابقة في كامبردج، نورا وهبي، للتجسس عليه.
المحقق كوليوكو قال إن السلطات المصرية "نسجت شبكة عنكبوتية" للإيقاع بريجيني بعدما شعروا بالريبة من بحثه الأكاديمي في النقابات العمالية المصرية بمساعدة "الأشخاص الأقرب إليه" في البلاد، لا سيما وهبي، رئيسة تحرير مجلة العمران العربي.
وأخبر مصدر في التحقيق صحيفة التايمز أن وهبي كانت قد تعرفت على ريجيني أثناء دراستها في كامبريدج، قبل أن يلتقيها مجدداً في القاهرة عام 2015 لتعرفه على أصدقائها.
وأضاف أن هذا ما توصلوا إليه بعد الاستماع إلى سجلات الهاتف التي حصلوا عليها.
وبحسب المصدر نفسه، فإن هذه السجلات أظهرت أن وهبي كانت على اتصال بمجند سابق ووكيل سفر يدعى رامي، كان بدوره على اتصال مع أحد مسؤولي الأمن الذين يتولون التحقيق في أمر ريجيني، وهو الرائد مجدي إبراهيم عبد العال شريف.
وشرح المصدر: "تشير السجلات إلى أنه عندما كان يتصل بها ريجيني، كانت تتصل بشكل منهجي برامي الذي يتصل بدوره بالرائد شريف، والعكس. عندما يتصل شريف برامي، يتصل بوهبي التي تتصل بريجيني".
محقق إيطالي عن ملابسات الجريمة المروعة التي تعرض لها الباحث العمالي جوليو ريجيني في مصر عام 2016: "الشاب تعرض للخيانة من أقرب الناس إليه في مصر"
تحليلات متباينة لما قاله المحقق الإيطالي بشأن ريجيني. البعض اعتبرها حيلة للضغط على زميلته السابقة في كامبريدج نورا وهبي كي تتحدث إلى المحققين، وآخرون يعتقدون أنها مثبتة بالبراهين
ولفت إلى أن وهبي رفضت التحدث إلى المحققين الإيطاليين.
وقال صديق لوهبي لرصيف22 إنها ترفض تماماً التعليق على التسريبات أو التواصل مع أي جهة إعلامية في الوقت الحالي.
وأفاد المصدر أن نقابياً عمالياً كان على صلة بريجيني اعترف بإبلاغ مسؤولي الأمن بالمحادثات التي دارت بينهما.
أما "المخبر الثالث المزعوم" الذي أطلع السلطات الأمنية على خط سير ريجيني، بحسب كوليوكو، فكان محامياً مصرياً شارك ريجيني في المسكن بالقاهرة.
وقال المصدر: "كل شخص اعتبره ريجيني صديقاً في القاهرة كان يتواصل مع الرائد شريف".
أسلوب ضغط أم حقيقة مثبتة؟
وقال مقربون لريجيني في إيطاليا لرصيف22: "إذا لم تكن هناك نتائج واضحة ومحسومة للتحقيقات في القضية، فسيبقى الجرم مجرد جلب خزي وعار غير مقبولين".
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعرب بعض الصحافيين والناشطين المصريين المهتمين بالقضية عن قلقهم من مثل هذه التسريبات لنتائج التحقيقات في هذا الوقت وبعد كل هذه السنوات.
وأفاد الصحافي أحمد رجب عبر حسابه في تويتر بأنه "من معرفتي بالقضية، ليس مريحاً ولا طبيعياً التسريب بخصوص نورا وهبي، وغالباً له أهداف محددة. حسب معرفتي، نورا كانت من أقرب الأشخاص لريجيني وأكثرهم مساعدة له في مصر. بعد مكالمات مع عدد من أصدقائه اليوم، هم يستبعدون هذا السيناريو".
وطرح رجب احتمال أن يكون طرح اسم وهبي في هذا الوقت "وسيلة للضغط القاسي عليها للتحدث إلى المحققين الإيطاليين".
ودعت الأكاديمية المصرية رباب المهدي إلى عدم "الاستسهال في تصديق كل ما يكتب في موضوع ريجيني. أنا أعرف نورا وهبي جيداً وأعرف الضغط النفسي الذي تعرضت له من الأمن المصري والإيطالي. لدي شواهد كثيرة ومعلومات تثبت أنها ليست مخبرة ولم تبلغ عنه".
وأضافت: "وهبي لا ترد على أحد وأغلقت حسابها، ليس لأنها مذنبة وإنما لأنها ليست مستعدة لحمل ضغوط من هذا النوع".
لكن رأياً آخر استبعد "نظريات المؤامرة"، لافتاً إلى أن هذه "ليست تسريبات بل تصريحات لقاضٍ، وبالتأكيد مستندة إلى أدلة".
يشار إلى أن أحد الشهود كان قد أخبر عائلة ريجيني، في وقت سابق من العام الجاري، بأنه سمع مسؤولاً أمنياً مصرياً يتحدث عن القضية في مأدبة غداء مع ضباط شرطة إفريقي آخر عام 2017.
وقال الشاهد إن الضابط المصري كان يصف ريجيني بـ"الشاب الإيطالي"، مبيّناً أنه وزملاءه اعتقلوه اعتقاداً منهم بأنه كان جاسوساً بريطانياً.
وذكر الضابط حينذاك أيضاً، بحسب الشاهد، أن ريجيني تعرض للضرب وأنه هو شخصياً لكمه على وجهه عدة مرات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع