في حادثة جديدة تذكّر بما تعرّض له الباحث الإيطالي جوليو ريجيني حين اختفى مطلع عام 2016 في مصر قبل ظهور جثته وقد علتها علامات التعذيب، أعرب الأربعاء، والدُ الشاب الألماني عيسى الصبّاغ المختفي في مصر منذ منتصف ديسمبر 2018، عن قلقه البالغ على مصير ابنه متمنياً أن يكون محتجزاً لدى السلطات.
وأكّدت أسرة عيسى الصبّاغ، 18 عاماً، المنحدر من مدينة غيسن لأبٍ مصريٍّ وأمٍّ ألمانيّة، أنه اختفى بعدما دخل مصر عبر مدينة الأقصر (في صعيد مصر جنوباً) في 17 ديسمبر/كانون الأول 2018 وهو في طريقه إلى زيارة جدّه في القاهرة وانقطع الاتصال معه.
اختفاء ألمانيين واحتجاز أحدهما
يوم الاثنين 7 يناير أعلنت الخارجيّة الألمانية في بيان أنها بصدد تقصّي "حالتين مختلفتين لمواطنين ألمانيين اثنين مفقودين في مصر، كلاهما وُلد لأبٍ مصريٍّ وأمٍّ ألمانيّة ويحملان الجنسيّة المصريّة والألمانيّة كذلك" موضّحةً انشغالها معلنة أنها تتعامل "بجديّة تامّة” مع الأمر.
وبيّنت الوزارة أن الحالة الأولى تتعلّق بالشاب عيسى فيما تتعلق الثانية بالمواطن الألماني محمود عبد العزيز (23عاماً) وهو من مدينة غوتينغن أراد دخول مصر عبر مطار القاهرة رفقة أخيه يوم 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي وأوضحت والدته أن السلطات أوقفته في المطار وسمحت لأخيه فقط بالدخول، وأنه اختفى فيما تواصلت أسرته مع السفارة الألمانيّة في مصر للمساعدة.
ومساء الثلاثاء 8 يناير أعلنت الخارجيّة الألمانيّة أن سفارتها في القاهرة تلقّت ردّاً من السلطات المصريّة بشأن أحد الشابين الألمانيين المختفيين منذ دخولهما، وأوضحت أن السلطات أكّدت أن محمود عبد العزيز الذي اختفى عقب محاولته دخول مصر برفقة أخيه قبل نحو أسبوعين رهن الاحتجاز الاحتياطي لديها.
وقال شقيقه الأكبر مالك (24 عاماً) تعقيباً على احتجاز السلطات المصريّة له: "ليس لدينا أسباب تبرّر اعتقاله..لسنا عائلة نشطة سياسياً كما أننا نرفض جماعة الإخوان المسلمين بشدّة" لافتاً إلى أنه وشقيقه يدرسان العلوم الإسلاميّة في المدينة المنوّرة بالسعوديّة وأن محمود سبق أن عاش في مصر خلال الفترة بين عامي 2014 و2016.
وأضاف: "بحسب المعلومات غير المؤكّدة المتوفّرة لدينا من مصر، فإن أخي موجود في مبنى المخابرات في مدينة نصر، لكننا لا نعلم إذا كان هذا صحيحاً أم لا".
عيسى.. هل يصبح ريجيني آخر؟
أما محمد الصباغ والد عيسى فصرّح فور اختفاء ابنه بأنه لم يصل "كان أخي في انتظاره في القاهرة، مرّت ثلاثة أسابيع الآن ولا أثر" مضيفاً "لا أحد يعرف إذا ما كان لا يزال على قيد الحياة أم لا" مشيراً إلى أن ابنه الذي عاش في القاهرة بين عامي 2008 و2017 مع والدته وإخوته لم يكن يوماً مهتمّاً بالسياسة.
ولفت الصبّاغ إلى أنه يحاول الاتصال بالسفارة المصريّة في ألمانيا، لكنها لا ترد، واستطرد قائلاً: "أريد أن أعرف ما حدث لابني ..أنا خائف، أخشى أن يكون قد اختُطف أو أصابه مكروه" وأضاف "أتمنّى أن يكون محتجزاً حتى أعرف أنه على قيد الحياة على الأقل”، ملمّحاً إلى أن ابنه محتجز في الأقصر "بحسب معلومات غير رسميّة".
من جهتها، أكّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجيّة الألمانيّة ماريا أديبار الأربعاء من العاصمة برلين أن السفارة الألمانيّة في القاهرة "على اتصالٍ وثيقٍ تماماً" بالسلطات المصريّة، مشدّدةً على أن هناك مساعٍ حثيثة "للكشف عن مكان وجود الشاب الألماني".
في حادثة جديدة تذكّر بما تعرّض له الباحث الإيطالي جوليو ريجيني حين اختفى مطلع العام 2016 في مصر قبل ظهور جثته وقد علتها علامات التعذيب، أعرب الأربعاء، والدُ الشاب الألماني عيسى الصبّاغ المختفي في مصر منذ منتصف ديسمبر 2018، عن قلقه البالغ على مصير ابنه متمنياً أن يكون محتجزاً لدى السلطات.
يُعدُّ الاختفاء القسري (بدون أسباب) ظاهرةً منتشرةً في مصر خلال حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهو ما يؤكّده جمال عيد رئيس الشبكة العربيّة لمعلومات حقوق الإنسان وتنفيه السلطات على الدوام. لكن حالات اختفاء الأجانب في مصر معزولة وغير منظّمة على الإطلاق بحسب الحقوقي المصري محمود إبراهيم.
محمد الصباغ والد عيسى صرّح فور اختفاء ابنه بأنه لم يصل "كان أخي في انتظاره في القاهرة، مرّت ثلاثة أسابيع الآن ولا أثر" مضيفاً "لا أحد يعرف إذا ما كان لا يزال على قيد الحياة أم لا" مشيراً إلى أن ابنه الذي عاش في القاهرة بين عامي 2008 و2017 مع والدته وإخوته لم يكن يوماً مهتمّاً بالسياسة.
ماذا حدث لريجيني؟
تُعيد قصة اختفاء الشاب الألماني عيسى الصبّاغ حادثة مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الذي اختفي في القاهرة في 25 يناير/كانون الثاني 2016 (الذكرى الخامسة لثورة يناير) قبل أن يتمَّ العثور على جثته وعليها آثار تعذيب في الثالث من فبراير/شباط من العام نفسه.
ودأبت السلطات المصرية على نفي معرفتها بمكان ريجيني الذي كان يعمل على ملف النقابات العمّاليّة المستقلّة شديدِ الحساسيّة للنظام الحالي، ما شكّك بأنه تمَّ احتجازه أو استهدافه من قبل السلطات، الاتهام الذي ترفضه القاهرة حتى الآن.
وسبّب مقتل ريجيني أزمةً دبلوماسيّة بين القاهرة وروما، وفي الرابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي طالبت النيابة العامّة الإيطالية التحقيق مع خمسة ضبّاط بجهاز الأمن الوطني والمباحث الجنائيّة في مصر تتهمهم بشكلٍ مباشر بتعذيب ريجيني وقتله، الأمر الذي رفضته القاهرة أيضاً.
ويُعدُّ الاختفاء القسري (بدون أسباب) ظاهرةً منتشرةً في مصر خلال حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهو ما يؤكّده جمال عيد رئيس الشبكة العربيّة لمعلومات حقوق الإنسان وتنفيه السلطات على الدوام. لكن حالات اختفاء الأجانب في مصر معزولة وغير منظّمة على الإطلاق بحسب الحقوقي المصري محمود إبراهيم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...