شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
تحذير أم تبشير؟... وزير الخارجية العماني السابق يتوقع ربيعاً عربياً جديداً

تحذير أم تبشير؟... وزير الخارجية العماني السابق يتوقع ربيعاً عربياً جديداً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 26 أبريل 202105:59 م

في أول ظهور إعلامي منذ رحيله العام الماضي عن منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية في سلطنة عمان، حذر الدبلوماسي المتقاعد يوسف بن علوي من اندلاع ربيع عربي ثاني في المنطقة في ظل الأوضاع التي خلفتها جائحة كورونا.

وظهر بن علوي، الذي كان واجهة سلطنة عمان في السياسة الخارجية، لمدة 23 عاماً على شاشة التلفزيون العماني الرسمي في برنامج ليالي مسقط، وهو برنامج رمضاني يستضيف الوزراء السابقين والحاليين. وقال بن علوي خلال اللقاء: "أعتقد أن منطقتنا ربيع واحد [فيها] لا يكفي، يعني في مسألة التشبيه كيف كان الربيع الأول؟ وكيف كان [الحال] قبل الربيع الأول؟ والأسباب التي دعت إلى الربيع؟ وهل الآن تغير الأمر ولا محتاج إلى ربيع ثاني؟ لابد أن نضعها (الأسئلة) في (الاعتبار). هناك تشابه في كيفية تلبيق النار إشعال شيء وهناك إشارات".

أعرب وزير الخارجية العماني السابق، عن قلقه من المستقبل، على شاكلة ما حصل في العام 2011، لافتا إلى تداعيات تفشي فيروس كورونا، و"تقاعد الشباب عن العمل جراء الجائحة".

وأعرب وزير الخارجية العماني السابق، عن قلقه من المستقبل، على شاكلة ما حصل في العام 2011، لافتا إلى تداعيات تفشي فيروس كورونا، و"تقاعد الشباب عن العمل جراء الجائحة".

ولفت بن علوي أنه التقى بملك البحرين حمد بن عيسى مع عدد من وزراء الخارجية في 2011، في المنامة، حيث حكى لهم الملك عن الاحتجاجات القوية التي تشهدها بلاده.

وذكر بن علوي أنه أخبر الملك البحريني بتجنب استخدام القوة مع المتظاهرين، حتى لو اعتدوا على المنشآت، التي يمكن إصلاحها فيما بعد. وحين، عاد إلى مسقط وأبلغ السلطان الراحل قابوس، الذي صدق على كلامه بان أعطى أوامره للجيش العماني أيضاً بتجنب مناطق اعتصام وتظاهرات الشباب التي جرت في البلاد في تلك الفترة.

واعترف بن علوي أن سلطنة عُمان، كانت  الدولة العربية الوحيدة التي أيدت الرئيس المصري الراحل أنور السادات، في خطواته مع إسرائيل، وعقد اتفاقية كامب ديفيد، لكنهم لم يعترضوا على نقل مقر الجامعة العربية إلى تونس.

ولفت بن علوي إلى أن بلاده دعمت الثورة الثورة الإسلامية في إيران، وكان أول مسؤول في المنطقة يلتقي المرشد الاعلى الراحل روح الله الموسوي الخميني.

واعتبر بن علوي، الأمين العام السابق للجامعة العربية ووزير الخارجية المصري السابق، عمرو موسى "ليس دبلوماسياً" بل يتعامل مع الأمور بصفته "السياسية" على الرغم أنه لا ينتمي لحزب.

كاتب إمارتي: "بن علوي لا يشير إلى رأي أو تحليل، وإنما "يبشر" بربيع عربي ثان. وهو من قال في التسريبات أن التغيير قادم من طهران. هذا تكتل آخر مختلف عن تكتل الإخونجية والعثمانيين. هدفه تقديم دول مثل البحرين لنظام الملالي. والهدف الأكبر إضعاف السعودية".

هجوم إماراتي- سعودي

ما إن انتهت مقابلة بن علوي، حتى بدأت موجة قوية من الانتقادات للوزير العماني السابق، في السعودية والإمارات والبحرين، فيما أشاد به صحافيون ومحللون في قطر والكويت.

وكتب المستشار السابق لولي عهد أبوظبي عبد الله عبد الخالق، تغريدة قال فيها: "عفوا معاليك لكن قراءتك للمشهد العربي لا يعتد بها".

وقال الكاتب السعودي خالد الزعتر إن المنطقة العربية تقف على أعتاب مرحلة جديدة قواعدها الرئيسية هو التطلع للمستقبل وصناعة تنمية حقيقية، لا مجال لتنبؤات يوسف بن علوي بعودة ‘الربيع العربي‘ لأن الشعوب لن تدفع ثمن الإنصياع مرة أخرى خلف الشعارات التي يصنعها الإخوانجية".

وكتب الإماراتي عبد السلام البلوشي : "بن علوي لا يشير إلى رأي أو تحليل سياسي، وإنما "يبشر" بربيع عربي ثاني. وهو من قال في التسريبات أن "التغيير قادم من طهران". هذا تكتل آخر مختلف عن تكتل الإخونجية والعثمانيين. هدفه تقديم دول مثل البحرين لنظام الملالي. والهدف الأكبر استهداف وإضعاف السعودية مقابل إيران".

في العام الماضي، تداول سعوديون وإماراتيون تسجيلات نُسبت إلى بن علوي، اتُهم على إثرها بما وصف بـ"التآمر" ضد دول خليجية ولا سيما مع العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

في المقابل رأى الكاتب عبدالله العمادي في تغريدة أن "يوسف بن علوي بعيداً عن الضغوط الرسمية يؤكد أن أوضاع العالم العربي من المحيط إلى الخليج، لا تبشر بخير، ويرى أن الموجة الأولى لثورات الربيع العربي لم تكن كافية لتعديل الأوضاع، ويتوقع موجة ثانية.. وتصريحاته إن لم تعجب كثيرين، إلا أنه تحدث عن واقع يتأزم ويتعقد".

وقال الصحافي القطري جابر الحرمي في تغريدة: "العمر السياسي لبن علوي أكبر من عمر دول، يسيء بعض ‘مستشاروها‘ و‘منظروها‘ لهذه الشخصية الرصينة والوازنة، على خلفية تصريحاته عن تشابه الظروف بتلك التي أدت في 2011 إلى الربيع العربي.. ما قاله بن علوي مبعثه خوف على مستقبل المنطقة العربية".

ومحلل عماني: "عرف يوسف بن علوي كيف يضع اليد على الجرح، فكل كلمة قبل أن ينطقها محسوبة، ولا يمكن أن يرمي الكلام جزافاً، فقد دق ناقوس الخطر ووجه نصيحة للحكومات قبل أن تنفجر الأوضاع، وساعتها لن تفيد مراكز الشرطة ولا الاعتقالات"

رسالة أم تصريحات تلقائية؟

من جانبه، رأى الكاتب العماني زاهر المحروقي أن "ظهور بن علوي في التلفزيون العماني أمر عادي وطبيعي ولا ينبغي أن يخرج عن إطاره، فالرجل سياسي محنك خدم الدبلوماسية العمانية فترة طويلة، وعايش أحداثا كثيرة، كما أنه قابل معظم المسؤولين في العالم في العقود الأخيرة، علاوة على ذلك كان مقربا من السلطان الراحل".

وأضاف المحروقي في حديث مع رصيف22: "كانت النقطة الأبرز التي تم التركيز عليها هي ما قاله بن علوي إن هناك إشارات لما أسماه ‘ربيعاً عربيا ثانيا‘؛ وعزا ذلك إلى أن الظروف الراهنة تشبه الأجواء التي سبقت ثورات الربيع العربي التي اندلعت عام 2011، وأدت إلى سقوط أنظمة، ورأى أن هناك تشابها بين الحالتين، وهناك ‘إشارات‘، لكن الأمر يتوقف على ‘كيفية إشعال الفتيل‘ حسب تعبيره".

وتابع المحروقي، في حديث مطول مع رصيف22 قائلاً: "في الواقع ومن خلال معرفتي بابن علوي، فأقول إن كل كلمة قبل أن ينطقها فهي محسوبة، ولا يمكن أن يرمي الكلام جزافاً، فهو رجل مخضرم، ويعي ما يقول بحكم متابعته للأحداث فقد دق ناقوس الخطر ووجه نصيحة للحكومات قبل أن تنفجر الأوضاع من جديد، وساعتها لن تفيد مراكز الشرطة ولا الاعتقالات. وما حدث هو أن الموجة الأولى لثورات الربيع العربي لم تكن كافية لتعديل الأوضاع، لذا كاف توقع الوزير أن تقوم الموجة الثانية".

وحتم المحروقي، قائلاً: "تعاني الشعوب العربية من ظروف اقتصادية، وكبت الحريات، فتجد مثلا أن الحكومات التي طبعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني تشدد القبضة الحديدية على كل من ينتقد التطبيع. فأصبحت حالة المواطن العربي بين فكي الظروف الاقتصادية الصعبة والتضييق على حرية التعبير.. عرف يوسف بن علوي كيف يضع اليد على الجرح".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard