شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
مصالحات وتحالفات ومخالفات للبروتوكول... تهانىء الحكام العرب في مناسبة رمضان

مصالحات وتحالفات ومخالفات للبروتوكول... تهانىء الحكام العرب في مناسبة رمضان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 13 أبريل 202106:04 م


في أول اتصال هاتفي منذ اندلاع الأزمة الخليجية في 2017، هاتف أمير قطر تميم بن حمد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لتهنئتهما بحلول شهر رمضان، في خطوة تؤشر إلى عودة المياه إلى مجاريها بين الدولتين اللتين شاركتا بقوة في حصار قطر خلال فترة المقاطعة المنتهية بموجب اتفاقية "العلا" الموقعة خلال القمة الخليجية في كانون الثاني/ يناير الماضي.

مكالمة السيسى وتميم بن حمد في الأوقات المعتادة تتوافق مع البروتوكولات. لكنها الآن علامة على تحسن العلاقات بين القاهرة والدوحة، خاصة بعد اتفاق العلا

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية أن السيسي وجّه خلال الاتصال "شكره لأمير دولة قطر على تهنئته بهذه المناسبة المباركة، داعياً الله عز وجل أن يُعيدها على شعبي البلدين الشقيقين وكافة الشعوب العربية والإسلامية بالخير واليُمن والبركات".

وغردت الناشطة المصرية داليا زيادة المحسوبة على الأجهزة الامنية في مصر، للتعليق على الاتصال الهاتفي، قائلة: "لم أتخيل أنني سأغرد بشيء من هذا القبيل". وأضافت زيادة التي طالما هاجمت قطر وتركيا بشدة: "أحب السلام".

وكتب الباحث المختص بشؤون الشرق الأوسط في مؤسسة مالكلاريتي للدراسات السياسية محمد سليمان على تويتر: "في الأوقات المعتادة، تكون المكالمة بروتوكولاً. لكنها الآن علامة على تحسن العلاقات بين القاهرة والدوحة، خاصة بعد اتفاق العلا".

لم يكن هذا هو الاتصال الأول بين السيسي وتميم، إذ هاتف تميم الرئيس المصري مهنئاً بعد توليه مقاليد الحكم في 2014، وأخطأت الرئاسة المصرية وقتذاك في كتابة اسم أمير قطر في البيان الذي أعلنت فيه عن المكالمة، فذكرت اسم والده الأمير السابق "حمد بن عيسى آل خليفة". ثم أصدرت بيانًا آخر يحتوي على تصويب اسم الأمير.

وأعلنت مصر والسعودية والإمارات والبحرين، في حزيران/يونيو 2017 قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، ولكن أعلنت الدول الأربع في كانون الثاني/يناير الماضي، خلال القمة الخليجية في مدينة العلا السعودية، اتفاقًا لإنهاء الأزمة.

ولم يجرِ تميم مكالمة هاتفية مماثلة مع ملك البحرين حمد بن خليفة أو أي من مسؤولي دولة الإمارات، بينما هاتف رأسي دولتي مصر والسعودية اللتين شرعتا في تطبيع العلاقات مع الدوحة.

خصوم حركة النهضة الإسلامية المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، أشاروا إلى أن قيس سعيّد سيكون، بعد عودته من مصر، في مواجهة مع الإسلاميين المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين في بلاده، خاصة أن الرئيس المصري يعدهم الخطر الأكبر على مؤسسات الحكم العربية.

وهاتف أمير قطر سلطان عُمان هيثم بن طارق، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وملك المغرب محمد السادس والرئيس العراقي برهام صالح.

وبرغم أن البروتوكول يقتضي إجراء رأس الدولة المصرية مكالمة التهنئة لرؤساء وملوك وسلاطين الدول ممن يتساوون معه سياسيًا، أعلنت الرئاسة المصرية أن السيسي هاتف ولي عهد إمارة أبوظبي، الذي ينظر إليه على اعتباره الحاكم الفعلي للإمارات، عوضاً عن مهاتفة رئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد.

 ولا يزال الرئيس السوري بشار الأسد في العزلة الدبلوماسية، إذ لا يشاركه القادة العرب في التهانىء هاتفياً في أية مناسبة وطنية أو دينية منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، رغم التمهيد والقبول المعلن لعودته إلى أحضان الدبلوماسية العربية ممثلة في جامعة الدول العربية.

 أما الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون فيبدو أنه استعاد صحته بعد إصابته بكورونا، إذ تلقى عدة اتصالات هاتفية للتهنئة بحلول شهر رمضان، لكن ليس من بينهم ملك المغرب، بعد توتر العلاقات بين البلدين على خلفية أزمة الصحراء الغربية.

انقلاب سعيّد على الإسلاميين

 في 12 نيسان/ أبريل 2021، أعلنت رئاسة الجمهورية التونسية عن تلقي الرئيس قيس سعيد مكالمة هاتفية مع السيسي تبادلا خلالها التهانىء بمناسبة حلول شهر رمضان.

وأثارت المكالة موجة سخرية عارمة في تونس، لأن سعيد كان في زيارة لمصر في اليوم السابق، وكان في وداعه السيسي في مطار القاهرة، إذ لم يمر سوى ساعات قليلة على لقائهما.

وغرد الإعلامي التونسي سمير الوافي: "حبيت نطمن عليك وصلت لاباس حبي".

وعلق الصحافي المصري كريم مجدي على فيسبوك قائلاً: "ايه ده لحق وحشك؟".

وكتب التونسي عمر بارا على صفحته في فيسبوك: "غدوة الصباح باش يكلمو يقلو شاهية طيبة وفي الليل يقلو صحة شريبتك فخامتك!".

لكن موجة السخرية من المكالمة الهاتفية سرعان ما تحولت إلى تصعيد جديد لأزمة بن سعيّد مع إسلاميي تونس، إذ توجه الرئيس التونسي إلى مسجد الزيتونة "الأعظم"، حيث ألقى كلمه هاجم خلالها الإسلاميين في أول ظهور له بعد عودته من القاهرة.

وقال سعيّد: "الله توجه إلى المسلمين والمؤمنين وليس إلى الإسلاميين، والنبي إبراهيم كان مسلماً ولم يكن إسلامياً. نحن مسلمون والحمد لله على نعمة الإسلام ولسنا إسلاميين"، مضيفاً: "هذا الفرق وهذه المناورة الكبرى التي يقصد منها تفريق المجتمع. لم تكن القضية قضية إسلام وغير إسلام".

وكان خصوم حركة النهضة الإسلامية المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، أشاروا إلى أن قيس سعيّد سيكون، بعد عودته من مصر، في مواجهة مع الإسلاميين المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين في بلاده، خاصة أن الرئيس المصري يعدهم الخطر الأكبر على مؤسسات الحكم العربية.

 وكتب الأكاديمي والباحث حسان القبي في 11 نيسان/أبريل: "أيام صعبة في انتظار الإخوان في تونس، مسألة رحيلهم هي مسألة وقت لا أكثر، من مصر كانت قمة مصرية تونسية لإنهاء المؤامرة التي وقعت على عالمنا العربي".

 أما المحلل المحسوب على الرئيس التونسي رياض جراد فقد قال: "أعرف جيداً أنك تتجه نحو خوض معركة وطنية طاحنة مع العصابات ‎وتجار الدين ومخربي الأوطان، وأن الطابور الخامس وأذرعهم ستقوم بشيطنة كل ما تقوم به، لكنك اخترت وضع حد حاسم لكل أشكال العبث بالدولة بعيداً عن وفاق الشقاق والنفاق".

 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image