شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
وصفته بـ

وصفته بـ"الإرهابي"... إيران أمام خيارات صعبة بعد هجوم "نطنز"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 12 أبريل 202108:46 م

للعام الثاني على التوالي، تجد إيران نفسها في مواجهة سلسلة من الخيارات السيئة، بعدما تعرض أحد أهم منشآتها النووية في "نطنز "، لحادث، يُرجح أنه انفجار مُتعمد، نفذته إسرائيل حسب تقديرات طهران وبعض وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وضع الحادث إيران مرة أخرى في وضع مُحرج امام شعبها، إذ أن اعترافها بضلوع إسرائيل في الهجوم يحتم عليها الرد، ما يؤدي إلى انهيار المفاوضات مع الولايات المتحدة لإزالة العقوبات كي ينتعش اقتصادها.

يتصل هذا بكون النظام الإيراني قضى سنوات في التباهي بقدراته، إلا أنه بات يتعرض لسلسة متزايدة من الهجمات داخل حدوده، بداية من الهجمات التي وقعت في العام الماضي واستهدفت ذات المنشأة، وحتى اغتيال أحد أهم علمائها في الملف النووي.

وضع الحادث إيران مرة أخرى في وضع مُحرج امام شعبها، إذ أن اعترافها بضلوع إسرائيل في الهجوم يحتم عليها الرد، ما يؤدي إلى انهيار المفاوضات مع الولايات المتحدة لإزالة العقوبات لإنعاش اقتصادها.

ماذا جرى؟

في صباح 11 نيسان/أبريل الحالي، قال متحدث باسم البرنامج النووي المدني الإيراني إن "حادثاً" أصاب شبكة التوزيع الكهربائي في منشأة نطنز النووية، وذلك بعد يوم من إعلان الحكومة أنها بدأت تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة لتخصيب اليورانيوم، مؤكداً أنه لم تقع إصابات ولا تلوث جراء الحادثة.

عادت إيران بعد ساعات قليلة، ووصفت ما جرى بأنه "إرهاب نووي"، وذلك بعدما قالت في بداية الأمر إنه "حادث" انقطاع في التيار الكهربائي عن الشبكة الكهربائية التي تغذي ورش العمل الموجودة فوق الأرض وقاعات التخصيب تحت الأرض.

في اليوم التالي 12 نيسان/أبريل، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، أن نظام الكهرباء الاحتياطية التي تعمل في حالة الطوارئ في نطنز "الذي تعرض لعمل تخريبي" تمت إعادة تشغيله، فيما يتواصل العمل على إصلاح أمور أخرى لم يحددها، مؤكداً أن المنظومة الأمنية "توصلت الى خيوط الجريمة وستتابع التحقيقات".

مسؤول إيراني: "ما حدث من خلل لبعض الأجهزة سيُعالج وستعود الى العمل بأضعاف ما كانت عليه، لأن اجراءاتنا لن تقتصر على إصلاح الأضرار بل تطوير الأجهزة المتضررة".

في ذات التصريح الذي نشرته وكالة مهر الإيرانية، أشار إلى أنه لا يزال هناك خلل في المنشأة: "ما حدث من خلل لبعض الأجهزة سيُعالج وستعود الى العمل بأضعاف ما كانت عليه، لأن اجراءاتنا لن تقتصر على إصلاح الأضرار بل تطوير الأجهزة المتضررة".

ومحطة نطنز هي إحدى المنشآت النووية التي أسستها إيران تحت الأرض على عمق 7.6 أمتار من الخرسانة للحماية من الغارات الجوية، وهي من بين المواقع التي تراقبها الوكالة الدولية للطاقة الذرية

وكانت منشأة نطنز معروفة جيداً بعدما تعرضت لهجوم بفيروس سيبراني أطلق عليه اسم "Stuxnet" عام 2010، والذي دمر ما يصل إلى عشرة آلاف جهاز طرد مركزي في المحطة. وكان "Stuxnet " فيروس مطور من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في ذلك الوقت.

في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، للصحافيين رونين بيرجمان وريك جلادستون وفرناز فاسيحي، ذكرت إن انقطاع التيار الكهربائي بدا أنه نجم عن انفجار مخطط له عمداً.

قال اثنان من مسؤولي المخابرات الأمريكية الذين تم اطلاعهم على الأضرار إنها نجمت عن "انفجار كبير دمر بشكل كامل نظام الطاقة الداخلي المستقل - والمحمي بشدة - والذي يزود أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض التي تخصب اليورانيوم".

وقال المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن الانفجار وجه ضربة قاسية لقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، وأن الأمر قد يستغرق تسعة أشهر على الأقل لاستعادة إنتاج نطنز.

ونقلت نيويورك تايمز عن  علي فايز ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية قوله: "من الصعب أن نتخيل أنه كان هجومًا إلكترونيًا". وأشار إلى أن السيناريو المحتمل هو أنها إما اُستهدفت المنشأة بشكل غير مباشر أو من خلال عملية تسلل مادي. وصدقت نيويورك تايمز على كلامه بالقول إن مسؤولي المخابرات ذكروا أنه كان بالفعل "تفجيراً".

وفي علامة على حجم الفوضى في نطنز، أصيب المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي بكسور في جسده بعدما سقط من ارتفاع سبغة أمتار أثناء تفقده المنشأة بعد الهجوم.

من نفذ الهجوم؟

في 12 نيسان/مارس الحالي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي في طهران إنه "من المبكر جداً" تحديد "الأضرار المادية التي تسبب بها الهجوم" مضيفاً "يجب تفقد كل جهاز من أجهزة الطرد المركزي لإعطاء حصيلة الأضرار".

وأضاف خطيب زاده: "بهذا العمل، حاول الكيان الصهيوني بالتأكيد الانتقام من الشعب الإيراني لصبره وحكمته اللذين أثبتهما في انتظار رفع العقوبات الأمريكية.

وعليه، حملت تصريحات خطيب زاده اعترافين مهمين، الأول، بأن أجهزة الطرد المركزي، قد تضررت في الهجوم، والثاني وهو أن إسرائيل هي من نفذت الهجوم على المنشأة الإيرانية.

بعد الحادث بساعات قليلة، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إن "عمليات إسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط ليست مخفية عن أعين الأعداء".

في تعليق على هذا الاختراق، غرد القائد السابق للحرس الثوري الايراني اللواء محسن رضائي أن الهجوم أشعل حريقاً بالموقع، ودعا إلى تحسين الوضع الأمني. لكن أشار الى المعلومة الأخطر: " هذا الهجوم الثاني على نطنز خلال عام، هل هذا يشير إلى وجود ظاهرة تسلل خطيرة؟ البلاد تحتاج إلى تحسين الوضع الأمني".

وعلى الرغم من اتهام إيران لإسرائيل، أفادت وكالة رويترز، نقلاً عن مواقع إخبارية إيرانية، أن مصادر استخباراتية في طهران، قالت إنهم حددوا هوية الشخص الذي عطل تدفق الطاقة في نطنز ويجري اتخاذ الإجراءات اللازمة لاعتقاله.

الانعكاسات المنتظرة

في رأي، المحلل العسكري ألون بن دافيد، فإن فقدان إيران القدرة على عمل تخصيب اليورانيوم في نطنز في الأشهر المقبلة، يعني أنها خسرت وسائل الضغط في المفاوضات التي تجريها مع الولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق النووي.

 وغرد بن دافيد، قائلاً: "في القنوات الخاص بالتنسيق الأمني والاستخباري، أعرب مسؤولون أمريكيون عن رضاهم عن الأضرار التي لحقت بالمنشأة".

من جانبه قال الباحث والمحلل الايراني محمد على صدقيان إن إعلان إسرائيل المسؤولية عن الهجوم السايبيري لمنشأة نطنز النووية بهدف إستدراج إيران للرد وتوريط أمريكا ودول المنطقة في حرب ضد إيران وانهيار المفاوضات النووية.

وقال صدقيان في تغريدة: "لدى إيران الكثير من الخيارات للرد، لكن ساعتها لن تضبط على التوقيت الاسرائيلي وإنما على مصالحها وقرائتها للتطورات".

وكتب الصحافي المصري المختص في الشأن الإيراني أن التيار الأصولي الراديكالي في إيران الرافض للتفاوض مع الغرب والداعي لإنهاء الاتفاق النووي يستفيد من هذا الهجوم، ويمنحهم الحجة لتشديد الهجوم على الحكومة والمفاوضين الإيرانيين.

وتشهد إيران انتخابات رئاسية الصيف المقبل، إذ يتخوف المحللون أن هذه الهجمات تعزز فرص المحافظين، وخسارة الإصلاحيين، بقيادة الرئيس الايراني حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard