شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
هجومٌ سيبراني أم حادثٌ عرضي؟… ثلاثة حوادث في منشآت إيرانية خلال أسبوع

هجومٌ سيبراني أم حادثٌ عرضي؟… ثلاثة حوادث في منشآت إيرانية خلال أسبوع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 2 يوليو 202007:54 م

في أقل من أسبوع واحد، اندلع حريق كبير هو الثالث من نوعه، في وقت مبكر اليوم الخميس 2 تموز/يوليو، في مبنى فوق محطة نطنز للتخصيب النووي تحت الأرض في إيران.

وسرعان ما صرّح مسؤولون إيرانيون لوسائل الإعلام بأن الحريق لم يؤثر على عملية الطرد المركزي في المفاعل، كذلك لم يحدث أي تسرب إشعاعي من المنشأة النووية.

وقلّل المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية في طهران بهروز كمالوندي من شأن الحريق، واصفاً إياه بأنه "حادثة" أثّرت فحسب على "سقيفة صناعية" قيد الإنشاء.

ومع ذلك، اتجه كمالوندي برفقة مدير هيئة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي بعد الحريق إلى محطة نطنز، والتي سبق أن تعرضت لعمليات تخريب "سيبرانية" في الماضي.

ولم يحدد المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية طبيعة الحادث، وما الذي أدى إلى وقوعه، على الرغم من أن محافظ مدينة نطنز رمضان علي فردوسي قال إن "حريقاً" وقع في المنطقة، وفقاً لتقرير صادر عن وكالة "تسنيم" شبه الرسمية.

وبحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، فإن الصور التي نُشرت في وقت لاحق من قبل هيئة الطاقة الذرية أظهرت مبنى محترقاً وسقفه على ما يبدو مُدمر، مؤكدة أنه لم يتضح ما إذا كان هذا المبنى هو "السقيفة" التي أشار إليها كمالوندي.

ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أن الحطام الموجود على الأرض والباب الذي بدا متطايراً من مفصلاته، يشير إلى أن هناك انفجاراً صاحب هذا الحريق، مؤكدة أنه لم يتم الإعلان عن أي أعمال بناء في محيط المحطة في الفترة الماضية.

وتشير البيانات التي تم جمعها بواسطة الأقمار الصناعية أن الحريق اندلع في حوالي الساعة 2 صباحاً حسب التوقيت المحلي للمنطقة حيث كانت ألسنة اللهب كبيرة بما يكفي لتصويرها من الفضاء.

ومحطة نطنز هي إحدى المنشآت النووية التي أسستها إيران تحت الأرض على عمق 7.6 أمتار من الخرسانة للحماية من الغارات الجوية، وهي من بين المواقع التي تراقبها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكانت منشأة نطنز معروفة جيداً بعدما تعرضت لهجوم بفيروس سيبراني أطلق عليه اسم "Stuxnet" عام 2010، والذي دمر ما يصل إلى عشرة آلاف جهاز طرد مركزي في المحطة.

وكان "Stuxnet " فيروس مطور من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في ذلك الوقت.

انفجار بارشين

يأتي هذا الحادث "الغامض" بعد أيام من انفجار "غامض" آخر وقع في 25 حزيران /يونيو الماضي، في منطقة بارشين التي تضم موقع "بارشين العسكري"، و"قاعدة لتطوير الأسلحة"، كذلك وقع انفجار ثاني في مركز طبي بطهران أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.

"نظرياً الحوادث معزولة عن بعضها وكذلك جغرافياً، لكن هل هي كذلك سيبرانياً؟ هناك حرب سيبرانية طاحنة تدور رحاها بين إيران وإسرائيل، المعروف منها وعنها قليل، إلا أنها تزداد قسوة"... حريق كبير هو الثالث من نوعه اندلع في مبنى فوق محطة نطنز النووية في إيران

وهز الانفجار الذي وقع في بارشين منازل بعض المباني السكنية في العاصمة طهران وهشّم نوافذها، ما أثار الرعب بين السكان الذين شاهدوا ألسنة النيران تضيء سماء المنطقة بأكملها.

وبث التلفزيون الحكومي الإيراني مقطعاً مصوراً لما وصفه بـ "موقع الحادث" مع كلمة للمتحدث باسم وزارة الدفاع العميد داود عبدي أشار فيها إلى أن انفجار غاز وقع في المنطقة العامة للمجمع العسكري في بارشين، وبات تحت السيطرة دون أن يكشف عن وقوع أي إصابات.

ويعد مجمع بارشين أكبر موقع لتصنيع المتفجرات في إيران، حيث يتم فيه إنتاج مقذوفات المدفعية وصواريخ، كذلك شهد عام 2003 إجراء اختبارات حول تصميمات تتعلق بصناعة الأسلحة النووية.

هجومٌ سيبراني

رجح كثيرون وجود عمل تخريبي أو هجوم سيبراني في هذه المواقع، حيث يشكك البعض في احتمالية وقوع هذه الانفجارات في هذه المنشآت الحساسة بشكل عرضي في هذا الوقت القصير.

وزاد الحديث في الشهور القليلة الماضية عن هجمات سيبرانية متبادلة بين إسرائيل وإيران، على مواقع مدنية وعسكرية في كلا البلدين.

في شباط/فبراير الماضي، فشلت عملية إطلاق قمر صناعي إيراني بالتزامن مع هجمات سيبرانية عطلت خدمات الإنترنت في عدة مناطق من البلاد.

كما اتهمت تل أبيب إيران بشن هجمات سيبرانية على قطاع الخدمات والنقل في إسرائيل أيار/مايو الماضي.

وقد نشرت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية في ذلك الوقت تقريراً توقعت فيه حلول شتاء سيبراني أسرع مما هو متوقع بين إيران وإسرائيل، وذلك في أعقاب هجوم طهران على البنية التحتية الإسرائيلية.

في أيار/مايو الماضي، توقعت وسائل إعلام إسرائيلية حلول "شتاء سيبراني" أسرع مما هو متوقع وذلك في أعقاب هجوم طهران على البنية التحتية الإسرائيلية... بعد حريق نطنز الأخير في إيران والحوادث المشابهة، طهران تستبق الشكوك وتنشر روايتها مبكراً

وأعلنت طهران أن إسرائيل شنت هجوماً سيبرانياً ضد ميناء شاهد رجائي في أيار/مايو الماضي أيضاً، وذلك بالتزامن مع إجراء الحرس الثوري مناورة في الخليج العربي شهدت إطلاق سفينة إيرانية صاروخاً حدث له خلل في التوجيه، فأصاب سفينة إيرانية أخرى بشكل مباشرة ما أسفر عن إصابة ومقتل العشرات.

بدوره، قال المحلل السياسي المختص في الشأن الإيراني علي هاشم: "لافت جداً في الأيام الماضية، تحديداً خلال ثلاثة أحداث جرت في إيران (انفجار شرق طهران، انفجار المركز الطبي، والآن حادثة نطنز) مبادرة الإيرانيين للإعلان وتقديم سرديتهم قبل أن تسود الروايات الأخرى، هذا لم يكن سائداً بهذا الشكل من قبل".

وأضاف الهاشم في سلسلة تغريدات على حسابه عبر موقع تويتر: "نظرياً الحوادث معزولة عن بعضها وكذلك جغرافياً، لكن هل هي كذلك سيبرانياً؟ هناك حرب سيبرانية طاحنة تدور رحاها بين إيران وإسرائيل، المعروف منها وعنها قليل، إلا أنها تزداد قسوة بعد كل مرحلة".

من جانبها، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" تقريراً تساءلت فيه عما إذا كانت الحوادث الثلاثة يجمعها شيئ مشترك، مشيرة إلى أنه يتم ترديد نظرية الهجوم السيبراني بقوة.

ولفتت الصحيفة إلى أن وقوع حادث أو انفجار في محطة نطنز سيثير تساؤلات حول ما إذا كانت منشآت إيران النووية آمنة مثلما تدعي دائماً، مشيرة إلى أن الانفجار الذي وقع فوق هذه المحطة قد تكون له جذور أعمق تحت الأرض.

وقالت الصحيفة: "ما هو واضح هو أن إيران حاولت الاعتراف بهذه الحوادث وعرضها بدلاً من إخفائها، ويبدو أن هناك جهداً متضافراً لمحاولة التظاهر بأنها لا تخفي شيئاً، بحيث لا يمكن للمسؤولين الأمريكيين أو غيرهم الإشارة إلى هذه المواقع بعد الحدث وإظهار الانفجارات كدليل على أن إيران تحاول أن تصل إلى شيء شائن".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard