بالتزامن مع غلق باب الترشح للانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في أيار/ مايو المقبل، أفادت قناة "كان" الإسرائيلية العامة، مساء الأربعاء 31 آذار/ مارس، بأن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) نداف أرغمان طالب رئيس السلطة الفلسطينية، محمد عباس (أبو مازن)، بإلغاء الانتخابات لينهره الأخير قائلاً "لا أعمل لديكم".
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن أبو مازن عن إجراء أول انتخابات تشريعية في فلسطين منذ 14 عاماً، على أن تعقبها انتخابات رئاسية هي الأولى في البلاد منذ 15 عاماً في تموز/ يوليو المقبل. وأغلق باب الترشيح للانتخابات التشريعية منتصف ليل الأربعاء بتلقي 36 قائمة، قُبل منها 13، وفق لجنة الانتخابات الفلسطينية المركزية.
ووفق تقرير القناة الإسرائيلية، زار أرغمان الرئيس الفلسطيني مطلع آذار/ مارس المنصرم في محاولة لحمله على إلغاء الانتخابات البرلمانية الفلسطينية المقبلة، في اجتماع استمر 90 دقيقة وحضره من الجانب الفلسطيني رئيس جهاز مخابرات السلطة، ماجد فرج، وحسين الشيخ.
عجرفة إسرائيلية وحسم فلسطيني
في التقرير المتلفز، وصف مسؤول فلسطيني الاجتماع بأنه كان "مشحوناً"، فيما اتهم آخر أرغمان بأنه تصرف "بطريقة فظة ومتعجرفة للغاية" إذ زُعم أنه قال لعباس: "لا يمكنكم إجراء انتخابات مع حماس"، ورد عباس: "أنا لا أعمل لديكم".
تصرف الإسرائيليون "بطريقة فظة ومتعجرفة للغاية"... تقرير إسرائيلي متلفز يكشف مطالبة الشاباك لعباس بإلغاء الانتخابات الفلسطينية خشية فوز حماس بحكم الضفة الغربية أيضاً، مشيراً إلى رفض حاسم وقوي من أبو مازن
يواصل التقرير سرد مجريات اللقاء المزعوم، مورداً أن رئيس الشباك حذّر رئيس السلطة الفلسطينية من أن الانتخابات قد تقود حماس إلى تولي الحكم في الضفة الغربية، وأجابه عباس: "أنت تخبرني بهذا؟ من أسس حماس؟ من يحوّل 30 مليون دولار إلى حماس كل شهر؟ أنتم (يقصد الإسرائيليين) من أنشأ حماس".
وأضاف التقرير أنه عقب رفض عباس القاطع لإلغاء انتخابات أيار/ مايو المقبل، ناقش الطرفان ملابسات تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب اتُّهمت إسرائيل وحماس بارتكابها.
وبيّن أن أرغمان هدد بأنه "إذا تعاونت مع التحقيق في لاهاي، فسنتوقف عن تحويل (أموال المقاصة أو) الضرائب" التي تجمعها إسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية، وقد تفرض إسرائيل عقوبات على السلطة الفلسطينية، لافتاً إلى أن عباس رد على هذا التهديد قائلاً "ليس لدي مكان آخر ألجأ إليه، ولدي شكوى بشأن أفعالك".
قال مسؤولون إسرائيليون إن صياغة ردود عباس على الطلب الإسرائيلي بهذه النبرة ربما كان الغرض منها دعمه سياسياً في وقت تنتظره منافسة انتخابية شرسة بعد إعلان تقديم البرغوثي والقدوة قائمةً مشتركة مستقلة عن فتح
وحين تمادى أرغمان في تهديد عباس بأن إسرائيل قد تقدم هي الأخرى شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد السلطة الفلسطينية، قال له عباس: "بقدر ما يهمني، يمكننا أن نجلس معاً في نفس الزنزانة".
معركة شرسة مرتقبة
وفيما رفض الشاباك التعليق على تقرير "كان"، قال مسؤولون إسرائيليون إن الاقتباسات المنسوبة لعباس لم تكن بنفس الحدة أو التعابير الحرفية على الأرجح، معبّرين عن اعتقادهم بأن الغرض من صياغة المسؤولين الفلسطينيين الذين حضروا الاجتماع للتصريحات بهذ الشكل هو تقديم الدعم السياسي لعباس الذي يواجه موقفاً حرجاً في الانتخابات المرتقبة.
ويأتي بث هذه التصريحات بعدما تأكد استعداد الزعيم الفلسطيني البارز مروان البرغوثي، المسجون في إسرائيل، للمشاركة في الانتخابات المقبلة بقائمة مستقلة عن حركة فتح، متحالفاً مع القيادي المفصول من الحركة ونجل شقيقة الزعيم التاريخي للفلسطينيين، ناصر القدوة. وهي الخطوة التي يُنظر إليها على أنها تهديد كبير لحظوظ عباس في الفوز بالانتخابات.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامحلو نعرف ان كان اسلوب البرنامج ينجح في خلق نقاش حقيقي حول قضايا حقوق المرأة...
Chrystine Mhanna -
منذ 5 أيامصعب يا شربل.. معظم الناس لا يتحدثون صراحة عن تجاربهم الجنسية/الطبيّة وهذا ما يجعل من هذا الملف ضروري
Ahmed Gamal -
منذ أسبوعتقديم جميل للكتابين، متحمس اقرأهم جداً بسبب المقال :"))
Kareem Sakka -
منذ أسبوعما وصلت جمانة لهون الا بعد سنين من المحاولة بلغة ألطف..
Charbel Khoury -
منذ أسبوعموضوع مهم، وغير مسلط الضوء عليه كثراً في المواقع المستقلة.
يا ليت استطعنا قراءة تجارب أكثر.
Farah Alsa'di -
منذ أسبوعبحب كتابات جمانة حداد بالعادة، بس مرات بحس أنه اعتمادها الأسلوب الاستفزازي ما بحقق الهدف اللي هي بتكتب عشانه